الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
لو كان غياب الإمام (عجّل الله فرجه) عن قيامه بأمور الإمامة ظاهراً هو بسبب الله تعالى، لأمكن افتراض منافاة الغيبة للغرض الإلهي، لأن الغيبة آنذاك تكون منافية للطف، ولبعث الحجج الموجب للحجة البالغة على الناس ﴿فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ﴾ [الأنعام: ١٤٩]، ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً﴾ [الإسراء: ١٥]، ولكنّ الغيبة إنما وقعت بسبب أفعال الناس وعدم تحملهم المسؤولية الملقاة عليهم اتجاه الإمام (عجّل الله فرجه)، لذلك لم تكن الغيبة منافية للغرض الإلهي، بل بعد أن خذل الناس الإمام (عجّل الله فرجه)، بل أرادوا قتله وما زالوا، صار الغرض الإلهي في تحقيق العبودية المطلقة له (عزَّ وجلَّ) يقتضي أن يغيب الإمام (عجّل الله فرجه) إلى أن يحين الوقت المناسب، ولذلك صرّح القرآن الكريم بمدخلية أفعال الناس في التسبيب إلى الكثير من الحالات السلبية في الحياة، قال تعالى: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ﴾ [الروم: ٤١]، وقال تعالى: ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً﴾ [الأنفال: ٢٥].
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)