الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
يظهر أنهما شخصية واحدة لأمرين: أن بعض الروايات قرنت تارة بين (السفياني واليماني) مع الخراساني، وتارة قرنت بينهما مع الحسني، فقد روى الكليني عن يعقوب بن السراج، قال: قلت: لأبي عبد الله (عليه السلام): متى فرج شيعتكم، قال: إذا اختلف ولد العباس، ووهى سلطانهم، وطمع فيهم من لم يكن يطمع، وخلعت العرب أعنتها، ورفع كل ذي صيصية صيصيته، وظهر السفياني واليماني، وتحرك الحسني، خرج صاحب هذا الأمر من المدينة إلى مكة بتراث رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم). [الكافي للشيخ الكليني: ج٨، ص٢٢٤]
وكذلك ما روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: خروج الثلاثة: الخراساني والسفياني واليماني في سنة واحدة، في شهر واحد، في يوم واحد. [الغيبة للشيخ الطوسي: ص٤٤٦]
مضافاً إلى قرينة أخرى تقرب وحدة الشخصيتين، من جهة ما ورد في الرواية الأولى التي ربطت بين تحرك الحسني بعد أن يتهاوى حكم بني العباس وهو ذات المعنى الذي ورد في حق الخراساني في رواية الإمام الباقر (عليه السلام) في قوله: لابد أن يملك بنو العباس، فإذا ملكوا واختلفوا وتشتت أمرهم، خرج عليهم الخراساني والسفياني، هذا من المشرق، وهذا من المغرب. [الغيبة للشيخ النعماني: ص٢٦٧]
والقرينة الثالثة هي شخصية (شعيب بن صالح) والذي جاءت الروايات فيه كعامل مشترك بين رايات خراسان والحسني مما يعزز وحدتهما أيضاً.
فقد روي عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال: يخرج شابّ من بني هاشم بكفّه اليمنى خال، من خراسان، برايات سود، بين يديه شعيب بن صالح، يقاتل أصحاب السفياني فيهزمهم. [التشريف بالمنن في التعريف بالفتن للسيد ابن طاووس: ص١٢٠]، والرواية كما هو واضح تؤشر إلى أن شعيب بن صالح يكون مع الرايات الخراسانية، وهي تتفق مع رواية أخرى تدل على أنه يكون تحت إمرة الحسني، كما جاء في خبر المفضل عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: ثم يخرج الحسنيّ، الفتى الصبيح الذي من نحو الدّيلم، فيصيح بصوت فصيح: يا آل أحمد أجيبوا الملهوف، والمنادي حول الضريح، فتجيبه كنوز الله بالطالقان، كنوز لا من ذهب ولا من فضّة، بل رجال كزبر الحديد، لكأنّي أنظر إليهم على البراذين الشّهب بأيديهم الحراب، يتعاوون شوقاً إلى الحرب، كما تتعاوى الذّئاب، أميرهم رجل من تميم يقال له: شعيب بن صالح، فيقبل الحسنيّ فيهم ووجهه كدائرة القمر، فيأتي على الظَلَمة فيقتلهم، حتّى يرد الكوفة. [مختصر بصائر الدرجات للحسن بن سليمان الحلي: ص١٨٨]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)