الصفحة الرئيسية » البحوث والمقالات » (١٠٣) زيارة الحسين (عليه السلام) عارفاً.. ماشياً
 البحوث والمقالات

المقالات (١٠٣) زيارة الحسين (عليه السلام) عارفاً.. ماشياً

القسم القسم: البحوث والمقالات الشخص الكاتب: الشيخ محمد أمين الأميني التاريخ التاريخ: ٢٠١٨/١٢/٠٦ المشاهدات المشاهدات: ٢٧٥٠ التعليقات التعليقات: ٠

زيارة الحسين (عليه السلام) عارفاً.. ماشياً

الشيخ محمد أمين الأميني

ذكر الحسين (عليه السلام).. دائما
زيارة قبر الإمام الحسين (عليه السلام) تعبير عن اعتقاد الزائر بمقامه الشامخ، وتسجيل للموقف من نهضته وحركته تجاه إصلاح مسير الأمة الإسلامية ومصيرها. والمهم ان يمتلك الزائر الرؤية الواضحة والموقف الصريح، ويحاول أن يكتسب ويزداد المعرفة لكي ينطبق عليه عنوان (من زار عارفا)..
حينما نراجع كتب المزار نجد أمامنا مناسبات عديدة خصت لزيارة سيد الشهداء (عليه السلام)، ذكر رواياتها المحدث الحر العاملي في المجلد الرابع عشر من موسوعته الحديثية الشهيرة (وسائل الشيعة)، وهي ترغب الناس لزيارته، وتلح عليها، ولو استدعى ذلك تحمل الأذى والعناء والمشقة (١)، نذكر بعض عناوينها:
استحباب تكرار زيارة الحسين (عليه السلام)،
استحباب زيارة النساء،
كراهة ترك زيارة الحسين (عليه السلام)،
استحباب الاستنابة في زيارة الحسين (عليه السلام)،
استحباب زيارة الحسين (عليه السلام) ولو ركب البحر،
استحباب زيارة الحسين (عليه السلام): ليلة عرفة، وفي أول رجب، وفي النصف من شعبان بكربلاء،
استحباب زيارة الحسين (عليه السلام) في: ليلة القدر، وليلة الفطر، وليلة عاشوراء، ويوم الأربعين، وفي كل ليلة جمعة.
وأما بخصوص زيارة الأربعين فهناك زيارتان:
الأولى: ما روي عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)، وهي زيارة عالية مضمونها كاشفة عن دور الإمام والإمامة في الناس والعالم.
والثانية ما قاله جابر بن عبد الله الأنصاري في زيارته، وهي زيارة عالية تدل على كمال معرفته، ولعله أخذها من المعصومين (عليهم السلام).
ولا يخفى أن الأئمة (عليهم السلام) عامة، والإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام) خاصة قد اهتموا اهتماما بالغاً لإحياء الشعائر الحسينية، ودعموا الطرق المختلفة المؤدية إلى ذكر اسم الحسين (عليه السلام)، مثل: الإطعام، اقامة مجلس العزاء، البكاء والتباكي، دعم الشعراء في مراثيهم للحسين (عليه السلام) و..
ورغبوا الناس كثيرا لإتيان زيارته، واليك بعض الروايات في هذا المجال:
عن الإمام الرضا (عليه السلام): من زار قبر ابي عبدالله (عليه‌ السلام) بشط الفرات، كان كمن زار الله فوق عرشه؛(٢)
وعن الإمام الصادق (عليه السلام): من اتي قبر الحسين (عليه‌ السلام) عارفا بحقه كتبه الله في اعلي عليين.(٣)
وعنه (عليه السلام): زيارة الحسين بن علي (عليه‌ السلام) واجبة علي كل من يقر للحسين بالامامة من الله عزّ وجل.(٤)
وقال (ع) لأم سعيد الأحمسية: يا ام سعيد، تزورين قبر الحسين (عليه السلام)؟ قالت: قلت: نعم، فقال لي: زوريه، فان زيارة قبر الحسين (عليه السلام) واجبة علي الرجال والنساء.(٥)
ومن الجدير أن نركز على هذه النقطة الهامة أن في زيارة الحسين (عليه السلام) خصوصية تمتاز عن غيرها وهي أن خوف الضرر لا ترفع استحبابها، حتى أننا نجد الترغيب لزيارته (عليه السلام) ولو مع الخوف واحتمال الضرر، قال ابن بكير للإمام جعفر الصادق (عليه السلام): إني انزل الأرجان، وقلبي ينازعني الى قبر أبيك(٦)، فإذا خرجت فقلبي وجل مشفق حتى ارجع خوفا من السلطان والسعاة وأصحاب المسالح، فقال (عليه السلام): يابن بكير، اما تحب ان يراك الله فينا خائفا، اما تعلم انه من خاف لخوفنا اظله الله في ظل عرشه، وكان محدثه الحسين (عليه‌ السلام) تحت عرشه...(٧).
وقال الامام الباقر (عليه السلام) لمحمد بن مسلم: هل تأتي قبر الحسين؟! قلت: نعم، على خوف ووجل. فقال: ما كان من هذا اشد، فالثواب فيه على قدر الخوف، ومن خاف في اتيانه امن الله روعته يوم القيامة...(٨).
ومن هنا نرى أهمية ما يفعله الغيارى من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام في حضورهم في مسيرة الأربعين المليونية، فإنهم يأتون للزيارة مع أن في كل لحظة ومكان يمكن إن يواجهوا عملية انتحارية من قبل الإرهابيين الدواعش الجبناء وأذنابهم وأسيادهم، ولكنهم لم ولن يتخلوا الساحة، ولم يتركوا المسيرة، ويواصلون الدرب حتى النهاية، فجزاهم الله خير الجزاء. وكذا الأمر بالنسبة لأصحاب المواكب الحسينية، وجميع المؤمنين الذين فتحوا لهم قلوبهم وبيوتهم وقدموا بأموالهم خدمة لزوار الحسين (عليه السلام)، فهنيئا لهم. ولابد أن نشكر الله على هذه النعمة، ونستفيد منها حسن الاستفادة، ونجعلها منطلقا حقيقيا في سبيل وحدة الصف، وإيجاد الألفة والمحبة بين المؤمنين، ويكون لنا موقفا موحدا في قبال العدو.
واما استحباب زيارته ماشيا فقد دلت الروايات عليه:
روى الشيخ الطوسي باسناده عن الحسين بن علي بن ثوير بن أبي فاختة قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا حسين، من خرج من منزله يريد زيارة الحسين ابن علي بن أبي طالب عليهما السلام إن كان ماشيا كتب الله له بكل خطوة حسنة، وحط بها عنه سيئة، (وإن كان راكبا كتب الله له بكل حافر حسنة، وحط عنه بها سيئة)، حتى إذا صار بالحائر كتبه الله من الصالحين، وإذا قضى مناسكه كتبه الله من الفائزين، حتى إذا أراد الانصراف أتاه ملك فقال: له: أنا رسول الله ربك يقرئك السلام ويقول لك: استأنف فقد غفر لك ما مضى(٩).
وروى ابن قولويه القمي باسناده عن أبي الصامت قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) وهو يقول: من أتى قبر الحسين عليه السلام ماشيا كتب الله له بكل خطوة ألف حسنة، ومحى عنه ألف سيئة ورفع له ألف درجة، فإذا أتيت الفرات فاغتسل وعلق نعليك، وامش حافيا، وامش مشي العبد الذليل، فإذا أتيت باب الحائر فكبر أربعا، ثم امش قليلا، ثم كبر أربعا، ثم ائت رأسه فقف عليه فكبر أربعا، وصل عنده وسل الله حاجتك(١٠).
وروي عن علي بن ميمون الصائغ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يا علي زر الحسين ولا تدعه قلت: ما لمن زاره من الثواب؟ قال: من أتاه ماشيا كتب الله له بكل خطوة حسنة، ومحا عنه سيئة، وترفع له درجة، ثم ذكر حديثا طويلا يتضمن ثوابا جزيل(١١).
وروى باسناده عن سدير الصيرفي، عن أبي جعفر عليه السلام في زيارة الحسين عليه السلام قال: ما أتاه عبد فخطا خطوة إلا كتب الله له حسنة، وحط عنه سيئة (١٢).
وعن أبي سعيد القاضي قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) في غرفة له فسمعته يقول: من أتى قبر الحسين ماشيا كتب الله له بكل خطوة وبكل قدم يرفعها ويضعها عتق رقبة من ولد إسماعيل.. الحديث(١٣).
الركب الحسيني... إلى كربلاء... ثانياً
قال السيد ابن طاووس: (قال الراوي: ولما رجع نساء الحسين (عليه‌ السلام) وعياله من الشام وبلغوا إلى العراق، قالوا للدليل: (مُرَّ بنا على طريق كربلاء) فوصلوا إلى موضع المصرع)(١٤).
وقال السيد محمّد بن أبي طالب: (فسألوا أن يسار بهم على العراق؛ ليجدّدوا عهداً بزيارة أبي عبد الله (عليه‌ السلام))(١٥).
وقال القندوزي: (ثمّ أمرهم (يزيد) بالرجوع إلى المدينة المنوّرة، فسار القائد بهم، وقال الإمام والنساء للقائد: بحقّ معبودك أن تدلُّنا على طريق كربلاء. ففعل ذلك حتّى وصلوا كربلاء)(١٦).
ولا غرابة في الأمر، فإنّ يزيد - كما روى ابن سعد في طبقاته - أمر الرُّسل الذين وجّههم معهم أن ينزلوا بهم حيث شاءوا ومتى شاءو(١٧).
أوّل زائر قبر الحسين (عليه‌ السلام)
لا ينطبق هذا العنوان إلاّ في رجل شريف يمتلك رؤية واضحة ومعرفة كاملة، وهو الصحابي الجليل والعارف النبيل، جابر بن عبد الله الأنصاري -رضوان الله عليه- الذي رحل من المدينة المنوّرة إلى كربلاء؛ لأجل زيارة سيد الشهداء (عليه‌ السلام)، فقد صرّح كثير من العلماء في كونه هو أوّل مَن اكتسب شرف عنوان زائر قبر الحسين (عليه‌ السلام)، وكفاه فخراً وشرفاً.
قال الشيخ المفيد: (وفي اليوم العشرين منه (صفر).. هو اليوم الذي ورد فيه جابر بن عبد الله بن حزام الأنصاري صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ورضي الله تعالى عنه من المدينة إلى كربلاء، لزيارة قبر سيدنا أبي عبد الله (عليه‌ السلام)، فكان أوّل مَن زاره من الناس)(١٨).
وبه قال الشيخ الطوسي(١٩)، والعلاّمة الحلّي(٢٠)، والشيخ رضي الدِّين علي بن يوسف بن المطهّر الحلّي(٢١)، والكفعمي(٢٢)، والمجلسي(٢٣)، والمحدّث النوري(٢٤) وغيرهم.

جابر بن عبد الله الأنصاري وعطية العوفي في كربلاء
جابر بن عبد الله هو ذلك الصحابي الجليل، الذي روى عنه عبد الرحمان بن سابط قال: (كنت مع جابر، فدخل الحسين بن علي، فقال جابر: مَن سرّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة فلينظر إلى هذا، فأشهدُ لسمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقوله)(٢٥).
فهو من أهل المعرفة، فإن فاتته السعادة بفوز الشهادة في ركاب سبط خاتم الرسالة، فليس بغريب عنه أن يشدّ الرحال لزيارة قبره الشريف إبرازاً لحبه اياه، ومخالفة للسلطة الجائرة، وتجديداً للعهد والوفاء، وتحديدا لأخذ الموقف.
روى الشيخ أبو جعفر محمّد بن أبي القاسم محمّد بن علي الطبري، بإسناده عن الأعمش عن عطية العوفي قال: (خرجت مع جابر بن عبد الله الأنصاري، زائرين قبر الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه‌ السلام)، فلما وردنا كربلاء دنا جابر من شاطئ الفرات، فاغتسل، ثمّ ائتزر بإزار، وارتدى بآخر، ثمّ فتح صرّة فيها سِعْدٌ، فنثرها على بدنه، ثمّ لم يخطُ خطوة إلاّ ذَكر الله تعالى، حتّى إذا دنا من القبر قال: ألمسنيه(٢٦). فألمسته، فخرّ على القبر مغشياً عليه، فرششت عليه شيئاً من الماء، فلما أفاق قال: (يا حسين) ثلاثاً، ثمّ قال: حبيب لا يجيب حبيبه!! ثمّ قال: وأنّى لك بالجواب؟! وقد شُحطت أوداجك على أثباجك، وفُرِّق بين بدنك ورأسك، فأشهد أنّك ابن خاتم النبيين، وابن سيد المؤمنين، وابن حليف التقوى، وسليل الهدى، وخامس أصحاب الكساء، وابن سيد النقباء، وابن فاطمة سيدة النساء، وما لكَ لا تكون هكذا؟! وقد غذّتك كفّ سيد المرسلين، ورُبيت في حجر المتّقين، ورضعت من ثدي الإيمان، وفُطمت بالإسلام، فطبت حياً، وطبت ميتاً، غير أنّ قلوب المؤمنين غير طيبة لفراقك، ولا شاكّة في الخيرة لك، فعليك سلام الله ورضوانه، وأشهد أنّك مضيت على ما مضى عليه أخوك يحيى بن زكريا.
ثمّ جال بصره حول القبر وقال: السلام عليكم أيتها الأرواح التي حلّت بفناء الحسين، وأناخت برحله، واشهد أنّكم أقمتم الصلاة، وآتيتم الزكاة، وأمرتم بالمعروف، ونهيتم عن المنكر، وجاهدتم الملحدين، وعبدتم الله حتّى أتاكم اليقين، والذي بعث محمّداً بالحقّ نبياً، لقد شاركنا كم فيما دخلتم فيه.
قال عطية: فقلت له: يا جابر، كيف! ولم نهبط وادياً، ولم نعلُ جبلاً، ولم نضرب بسيف، والقوم قد فُرِّق بين رؤوسهم وأبدانهم، وأُوتمت أولادهم، وأُرملت أزواجهم؟!
فقال: يا عطية، سمعت حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: (من أحبّ قوماً حُشِر معهم، ومَن أحبّ عمل قوم أُشرك في عملهم). والذي بعث محمّداً بالحقّ نبياً، إنّ نيتي ونية أصحابي على ما مضى عليه الحسين (عليه‌ السلام) وأصحابه، خُذْني نحو أبيات كوفان.
فلما صرنا في بعض الطريق قال: يا عطية، هل أوصيك وما أظنّ أنّني بعد هذه السفرة مُلاقيك، أحبب مُحبَّ آل محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) ما أحبّهم، وابْغُضْ مُبغض آل محمّد ما أبغضهم وإنْ كان صوّاماً قوّاماً، وأرْفِق بمُحبّ محمّد وآل محمّد، فإنّه إن تزلّ له قدم بكثرة ذنوبه ثبتت له أُخرى بمحبّتهم، فإنّ مُحبّهم يعود إلى الجنّة، ومُبغضهم يعود إلى النار)(٢٧).
وفيه نقاط للتأمّل:
منها:
١- معرفة عظمة جابر، وذلك عِبر علوّ معرفته بمنزلة آل بيت محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم).
٢- اتّخاذ موقف مُهمّ لجابر، حيث إنّه عدّ أعداء الحسين (عليه‌ السلام) من الملحدين.
٣- أدب جابر تجاه أبي عبد الله (عليه‌ السلام)، وذلك نتيجة لكمال معرفته؛ فلذلك نراه يغتسل، ثمّ ينثر السِّعْد على بدنه، ثمّ يذكر الله في كلّ خطوة، ثمّ لمْسُه القبر فوقوعه مغشياً عليه، وصياحه: يا حسين ثلاثاً، ثمّ فقرات زيارته الدالّة على مدى معرفته تجاه الرسول ووصيه وسبطه (عليهم السلام).
٤- المستفاد من هذا النقل، أنّ جابراً يتّجه بعد زيارته نحو الكوفة.
ثمّ إنّ السيد ابن طاووس أورد كيفية زيارة جابر قبر أبي عبد الله الحسين (عليه‌ السلام) وأصحابه الأوفياء، مع تفاصيل أُخرى يستدعي ذكرها تماماً.
قال: (وقال عط(٢٨): كنت مع جابر بن عبد الله يوم العشرين من صفر، فلما وصلنا الغاضرية اغتسل في شريعتها، ولبس قميصاً كان معه طاهراً، ثمّ قال لي: أمعكَ شيء من الطيب يا عطا؟ قلت: معي سِعْد. فجعل منه على رأسه وسائر جسده، ثمّ مشى حافياً حتّى وقف عند رأس الحسين (عليه‌ السلام)، وكبّر ثلاثاً، ثمّ خرّ مغشياً عليه، فلما أفاق سمعته يقول:
السلام عليكم يا آل الله، السلام عليكم يا صفوة الله، السلام عليكم يا خيرة الله من خلقه، السلام عليكم يا سادة السادات، السلام عليكم يا ليوث الغابات، السلام عليكم يا سُفُن النجاة، السلام عليك يا أبا عبد الله ورحمة الله وبركاته.
السلام عليك يا وارث علم الأنبياء، السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث إسماعيل ذبيح الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا بن محمّد المصطفى، السلام عليك يا بن علي المرتضى، السلام عليك يا بن فاطمة الزهراء، السلام عليك يا شهيد ابن الشهيد، السلام عليك يا قتيل ابن القتيل، السلام عليك يا ولي الله وابن وليه، السلام عليك يا حجّة الله وابن حجّته على خلقه.
أشهد أنّك قد أقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، وبررت والِدْيك، وجاهدت عدوّك، أشهد أنّك تسمع الكلام، وتردّ الجواب، وأنّك حبيب الله وخليله ونجيبه وصفيه وابن صفيه.
زُرْتُك مُشتاقاً، فكُنْ لي شفيعاً إلى الله، يا سيدي، أستشفع إلى الله بجدّك سيد النبيين، وبأبيك سيد الوصيين، وبأُمّك سيدة نساء العالمين، لعن الله قاتليك وظالميك وشانئيك ومبغضيك من الأوّلين والآخرين.
ثمّ انحنى على القبر، ومرَّغ خدّيه عليه وصلّى أربع ركعات، ثمّ جاء إلى قبر علي بن الحسين (عليهما ‌السلام) فقال: السلام عليك يا مولاي وابن مولاي، لعن الله قاتلك، لعن الله ظالمك، أتقرّب إلى الله بمحبّتكم، وأبرأ إلى الله من عدوّكم.
ثمّ قبّله وصلّى ركعتين، والتفت إلى قبور الشهداء، فقال: السلام على الأرواح المنيخة بقبر أبي عبد الله، السلام عليكم يا شيعة الله وشيعة رسوله وشيعة أمير المؤمنين والحسن والحسين، السلام عليكم يا طاهرون، السلام عليكم يا مهديون، السلام عليكم يا أبرار، السلام عليكم وعلى ملائكة الله الحافّين بقبوركم، جمعني الله وإياكم في مُستقرّ رحمته تحت عرشه.
ثمّ جاء إلى قبر العبّاس بن أمير المؤمنين (عليهما ‌السلام)، فوقف عليه وقال: السلام عليك يا أبا القاسم، السلام عليك يا عبّاس بن علي، السلام عليك يا بن أمير المؤمنين، أشهد لقد بالغت في النصيحة، وأدّيت الأمانة، وجاهدت عدوّك وعدوّ أخيك، فصلوات الله على روحك الطيبة، وجزاك الله من أخٍ خيراً.
ثمّ صلّى ركعتين ودعا الله ومضى)(٢٩).
إنّ هذه الزيارة تدلّ على مدى عظمة ومعرفة وجلالة هذا الصحابي الجليل.
ثمّ إنّه متى التحق عطية بجابر؟ هل كان عطية في الحجّ -تلك السنة- ثمّ اصطحبه جابر؟ أو أنّ جابراً جاء إلى الكوفة وأتيا معاً لزيارة قبر الحسين (عليه‌ السلام)؟ هذا ممّا لم يتيسّر لنا تحقّيقه.
بيان شخصيتيهما:
١- جابر بن عبد الله بن مرو بن حزام الأنصاري
روى الكشّي أنّه من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين (عليه‌ السلام)(٣٠)..، وهو آخر مَن بقي من أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكان مُنقطعاً إلى آل البيت (عليهم السلام)، وكان يقعد في المسجد وهو مُعتمٌّ بعمامة سوداء وينادي: (يا باقر العلم)(٣١)، وكان يتوكّأ على عصاه ويدور في سكك المدينة ويقول: (علي خير البشر)(٣٢). وكان شيخاً قد أسنّ فلم يتعرّض الحجّاج له)(٣٣).
وقال المحدّث النوري: (هو من السابقين الأوّلين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين (عليه‌ السلام) وحامل سلام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى باقر علوم الأوّلين والآخرين، وأوّل مَن زار أبا عبد الله الحسين (عليه‌ السلام) في يوم الأربعين، المنتهى إليه سند أخبار اللوح السمائي، الذي فيه نصوص من الله ربّ العالمين، على خلافة الأئمّة الراشدين، الفائز بزيارته من بين جميع الصحابة عند سيدة نساء العالمين، وله بعد ذلك مناقب أُخرى وفضائل لا تُحصى)(٣٤).
وذكره المحدّث القمّي قال: (صحابي جليل القدر، وانقطاعه إلى أهل البيت (عليهم السلام)، وجلالته أشهر من أن تُذكَر، مات سنة ٧٨هـ، والروايات التي يظهر منها فضله كثيرة جدّاً)(٣٥). ثمّ ذكر بعضها، فقال بعد ذلك: (أقول: حُكي عن (أُسد الغابة) أنّه قال في جابر (رضي الله عنه): إنّه شهد مع النبي ثمان عشرة غزوة، وشهد صِفِّين مع علي بن أبي طالب، وعُمي في آخر عمره... وهو آخر مَن مات بالمدينة ممّن شهد العقبة. إلى أن قال: وكان من المكثرين للحديث، الحافظين للسُّنن. وقال الشيخ (رحمه الله): إنّه شهد بدراً وثماني عشرة غزوة مع النبي، قلت: وهذا يطابق قول جابر: شاهدت منها تسعة عشر. والله العالم)(٣٦).
وذكر السيد الخوئي، أنّه شهد بدراً وثماني عشرة غزوة مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن أصفياء أصحاب علي (عليه‌ السلام)، ومن شرطة خميسه، ومن أصحاب الحسن والحسين والسجّاد والباقر (عليهم السلام)، جليل القدر... روى الكليني بسند صحيح، عن أبي جعفر (عليه‌ السلام) قوله: (ولم يكْذب جابر)(٣٧).
٢- عطية بن سعد بن جنادة العوفي من جديلة قيس
ويكنّى أبا الحسن قاله المحدّث القمّي، وقال: (عطية العوفي أحد رجال العلم والحديث، يروي عنه الأعمش وغيره، وروي عنه أخبار كثيرة في فضائل أمير المؤمنين (عليه‌ السلام)... وهو الذي تشرّف بزيارة الحسين (عليه‌ السلام) مع جابر الأنصاري الذي يعدّ من فضائله أنّه كان أوّل مَن زاره... روي أنّه جاء سعد بن جنادة إلى علي بن أبي طالب (عليه‌ السلام) وهو بالكوفة، فقال: يا أمير المؤمنين، إنّه قد ولِد لي غلام فسمِّه. فقال: (هذا عطية الله). فسُمِّي عطية، وكانت أُمّه رومية، وخرج عطية مع ابن الأشعث، هرب عطية إلى فارس، وكتب الحجّاج إلى محمّد بن القاسم الثقفي: أن ادعُ عطية، فإن لعن علي بن أبي طالب وإلاّ فاضربه أربعمئة سوط واحُلق رأسه ولحيته! فدعاه وأقرأه كتاب الحجّاج، وأبى عطية أن يفعل، فضربه أربعمئة سوط، وحلق رأسه ولحيته، فلما ولّي قتيبة بن مسلم خراسان خرج إليه عطية، فلم يزل بخراسان حتّى ولّي عمر بن هبيرة العراق، فكتب إليه عطية يسأله الإذن له في القدوم، فأذِن له، فقدم الكوفة فلم يزل بها إلى أن توفّي سنة ١١١، وكان كثير الحديث ثقة إن شاء الله، انتهى.
عن (مُلحقات الصراح) قال: عطية العوفي بن سعيد (سعد ظ)، له تفسير في خمسة أجزاء. قال عطية: عرضت القرآن على ابن عبّاس ثلاث عرضات على وجه التفسير، وأمّا على وجه القراءة فقرأ عليه سبعين مرّة، انتهى.
ويظهر من كتاب بلاغات النساء، أنّه سمع عبد الله بن الحسن يذكر خُطبة فاطمة الزهراء (عليها‌ السلام) في أمر فدك فراجِعْ)(٣٨).
قال ابن نما: (ولما مرّ عيال الحسين (عليه‌ السلام) بكربلاء وجدوا جابر بن عبد الله الأنصاري (رحمه الله) وجماعة من بني هاشم قدموا لزيارته في وقت واحد، فتلاقوا بالحزن والاكتئاب والنوح على هذا المصاب المقرح لأكباد الأحباب)(٣٩).
قال السيد ابن طاووس: (فوصلوا إلى موضع المصرع، فوجدوا جابر بن عبد الله الأنصاري (رحمه الله)، وجماعة من بني هاشم، ورجالاً من آل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قد وردوا لزيارة قبر الحسين (عليه‌ السلام)، فوافوا في وقت واحد وتلاقوا بالبكاء والحزن واللطم)(٤٠).
إقامة العزاء على أرض الطف
أقام الركب الحسيني مجلسَ العزاء في أرض المعركة وهي الطفّ، وذلك بعد إقامته في الشام، وبذلك صارت سُنَّة حَسنة، استمرّت إلى الآن وتستمر باذن الله، وأمّا المجلس الذي أُقيم بكربلاء فقد تبنّاه أهل بيت الحسين (عليهم السلام) الذين شهدوا بأعينهم عُمق المأساة ورؤوا الفاجعة بأعينهم، وقد حضرها جابر بن عبد الله الأنصاري، وجماعة من بني هاشم، ورجال من آل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أتوا لزيارة قبر الحسين (عليه‌ السلام)، واجتمعت إليهم نساء ذلك السواد، وأقاموا أياماً، وفي بعض التواريخ استمرّت ثلاثة أيام.
قال السيد ابن طاووس: (وأقاموا المآتم المقرحة للأكباد، واجتمعت إليهم نساء ذلك السواد، وأقاموا على ذلك أياماً)(٤١).
وروى القندوزي عن أبي مخنف: (فأخذوا بإقامة المآتم إلى ثلاثة أيام)(٤٢).
حول زيارة الأربعين:
عقد الحر العاملي في الوسائل بابا بعنوان: (باب تأكد استحباب زيارة الحسين (عليه السلام) يوم الأربعين من مقتله وهو يوم العشرين من صفر)، ثم جعل أول روايات الباب الخبر المروي عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام): (علامات المؤمن خمس: صلاة (إحدى و) الخمسين، وزيارة الأربعين، والتختم في اليمين، وتعفير الجبين، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم)(٤٣)، والخبر وان كان مرسلا، ولكن لا ضير فيه بناء على قاعدة التسامح في أدلة السنن. وهذه الموارد الخمسة هي التي يتميز بها أتباع أهل البيت عن غيرهم. ثم ذكر صاحب الوسائل كيفية زيارة الأربعين على لسان الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) يرويها صفوان الجمال(٤٤). ثم ينقل مطلبا عن مصباح المتهجد للشيخ الطوسي(٤٥). والمهم من الرواية الأولى أنه جعلت زيارة الأربعين من علامات المؤمن.
إنما الكلام في معنى زيارة الأربعين، الذي خطر ويخطر ببال الجميع إن المقصود منه هو زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) في العشرين من صفر، أي بعد مضي أربعين يوما من يوم استشهاده بكربلاء، وهذا ما فهمه الأساطين من العلماء منذ الصدر إلى الحين، حيث جعل المفيد في المزار هذا الخبر في فصل زيارة الحسين (عليه السلام) في فصل (فضل زيارة الأربعين) بعد ذكره زيارته (عليه السلام) في عاشوراء(٤٦)، وكذا الشيخ الطوسي في كتابيه تهذيب الأخبار(٤٧) ومصباح المتهجد(٤٨)، والسيد ابن طاووس في الإقبال(٤٩)، والعلامة الحلي في المنتهى(٥٠)، والشهيد الاول في المزار(٥١)، والكفعمي في كتابيه: البلد الامين(٥٢) والمصباح(٥٣)، والمجلسي الأول في الروضة(٥٤)، والمجلسي الثاني في البحار(٥٥) والملاذ(٥٦). فهؤلاء الاساطين وغيرهم فهموا من زيارة الاربعين ما ذكرناه من زيارة الحسين (عليه السلام) في العشرين من صفر.
زيارة الأربعين على لسان الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)
فظهر انه لا ريب في استحباب زيارة الأربعين، وأنشأ الإمام الصادق (عليه السلام) زيارة خاصة للإمام الحسين (عليه السلام) لهذا اليوم، كما ذكره الشيخ الطوسي في المصباح. قال: أخبرنا جماعة عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري قال: حدثنا محمد بن علي بن معمر قال: حدثني أبو الحسن علي بن محمد بن مسعدة والحسن بن علي بن فضال، عن سعدان بن مسلم، عن صفوان بن مهران قال: قال لي مولاي الصادق صلوات الله عليه: في زيارة الأربعين تزور عند ارتفاع النهار، وتقول:
السلام على ولي الله وحبيبه، السلام على خليل الله ونجيبه، السلام على صفي الله وابن صفيه، السلام على الحسين المظلوم الشهيد، السلام على أسير الكربات وقتيل العبرات، اللهم إني أشهد أنه وليك، وابن وليك وصفيك، وابن صفيك الفائز بكرامتك، أكرمته بالشهادة، وحبوته بالسعادة، واجتبيته بطيب الولادة، وجعلته سيدا من السادة، وقائدا من القادة، وذائدا من الذادة، وأعطيته مواريث الأنبياء، وجعلته حجة على خلقك من الأوصياء، فأعذر في الدعاء، ومنع النصح، وبذل مهجته فيك ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة، وقد توازر عليه من غرته الدنيا، وباع حظه بالأرذل الأدنى، وشرى آخرته بالثمن الأوكس، وتغطرس وتردى في هواه، وأسخطك وأسخط نبيك، وأطاع من عبادك أهل الشقاق والنفاق وحملة الأوزار المستوجبين للنار، فجاهدهم فيك صابرا محتسبا، حتى سفك في طاعتك دمه، واستبيح حريمه، اللهم فالعنهم لعنا وبيلا، وعذبهم عذابا أليما، السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا ابن سيد الأوصياء، أشهد أنك أمين الله وابن أمينه، عشت سعيدا، ومضيت حميدا، ومت فقيدا مظلوما شهيدا، وأشهد أن الله منجز ما وعدك، ومهلك من خذلك، ومعذب من قتلك، وأشهد أنك وفيت بعهد الله، وجاهدت في سبيله حتى أتاك اليقين، فلعن الله من قتلك، ولعن الله من ظلمك، ولعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت به، اللهم إني أشهدك أني ولي لمن والاه، وعدو لمن عاداه، بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله، أشهد أنك كنت نورا في الأصلاب الشامخة، والأرحام الطاهرة، لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها، ولم تلبسك المدلهمات من ثيابها، وأشهد أنك من دعائم الدين، وأركان المسلمين، ومعقل المؤمنين، وأشهد أنك الإمام البر التقي الرضي الزكي الهادي المهدي، وأشهد أن الأئمة من ولدك كلمة التقوى، وأعلام الهدى، والعروة الوثقى، والحجة على أهل الدنيا، وأشهد أني بكم مؤمن، وبإيابكم موقن، بشرايع ديني، وخواتيم عملي، وقلبي لقلبكم سلم، وأمري لأمركم متبع، ونصرتي لكم معدة، حتى يأذن الله لكم، فمعكم معكم لا مع عدوكم، صلوات الله عليكم، وعلى أرواحكم وأجسامكم، وشاهدكم وغائبكم، وظاهركم وباطنكم، آمين رب العالمين. ثم تصلي ركعتين، وتدعو بما أحببت، وتنصرف إن شاء الله(٥٧).
ان هذه الزيارة تحتوي مضامين عالية ومطالب راقية جدا، نشير الى بعض رؤوس العناوين:
- بيان منزلة الحسين (عليه السلام) عند الله
- بيان عمق المصائب
- بيان فضل الشهادة في سبيل الله
- بيان الغاية من النهضة وانها في سبيل إنقاذ الناس من الجهل والضلالة
- بيان عمق ما ارتكبتة مرتزقة النظام الأموي
- اتخاذ الموقف الصريح من أعداء الحسين (عليه السلام)
- بيان استمرارية الإمامة في ولده
- لزوم الانقياد التام للمؤمنين لأوامر أئمتهم المعصومين (عليهم السلام)
- انتظار الفرج

الهوامش:
(١) وسائل الشيعة ١٤/ ٤٢٨-٤٤٢.
(٢) المناقب، ج ٤، ص ١٢٨.
(٣) كامل الزيارات، ص ١٤٨، ح ٦.
(٤) الارشاد، ج ٢، ص ١٣٣.
(٥) كامل الزيارات، ص ١٢٢، ح ٣.
(٦) أي: الامام الحسين (عليه السلام)
(٧) كامل الزيارات، ص ١٢٦، ح ٢.
(٨) همان، ص ١٢٧، ح ٥.
(٩) وسائل الشيعة، ج ١٤، ص ٤٣٩، باب استحباب المشي إلى زيارة الحسين (عليه السلام) وغيره، ح ١٩٥٥٣.
(١٠) وسائل الشيعة، ج ١٤، ص ٤٤٠، باب استحباب المشي إلى زيارة الحسين (عليه السلام) وغيره، ح ١٩٥٥٥.
(١١) وسائل الشيعة، ج ١٤، ص ٤٤١، ح ١٩٥٥٦.
(١٢) وسائل الشيعة، ج ١٤، ص ٤٤١، باب استحباب المشي إلى زيارة الحسين (عليه السلام) وغيره، ح ١٩٥٥٧.
(١٣) وسائل الشيعة، ج ١٤، ص ٤٤١، ح١٩٥٥٨.
(١٤) الملهوف:٢٢٥.
(١٥) تسلية المجالس ٢/ ٤٥٨.
(١٦) ينابيع المودّة ٣/ ٩٢.
(١٧) الطبقات (ترجمة الإمام الحسين (عليه‌ السلام) من القسم غير المطبوع): ٨٤.
(١٨) مسار الشيعة: ٤٦.
(١٩) مصباح المتهجّد: ٧٣٠.
(٢٠) منهاج الصلاح على ما في لؤلؤ ومرجان: ١٤٧.
(٢١) العدد القوية: ٢١٩ رقم ١١؛ عنه بحار الأنوار ٩٨/ ١٩٥.
(٢٢) المصباح: ٤٨٩.
(٢٣) بحار الأنوار ١٠١/ ٣٣٤.
(٢٤) مستدرك الوسائل ٣/ ٥٨٠.
(٢٥) مقتل الخوارزمي ١/ ١٤٧.
(٢٦) يمكننا أن نعتبر هذا علّة عدم حضور جابر بن عبد الله في وقعة الطف؛ إذ المستفاد من هذه العبارة أنّه كان مكفوف البصر حينذاك، فيكون معذوراً، ويؤيد ذلك ما رواه ابن قتيبة في (الإمامة والسياسة) (١/ ٢١٤) في قضية وقعة الحرّة بقوله: (وكان جابر بن عبد الله يومئذٍ قد ذهب بصره...)، ومن المعلوم أنّ الفاصل الزمني بين وقعة الطف ووقعة الحرّة لم يكن إلاّ ما يقارب سنة.
(٢٧) بشارة المصطفى: ٧٤. وروى نحوه مقتل الخوارزمي (٢/ ١٦٧) مُسنداً بتفاوت يسير.
(٢٨) الظاهر اتّحاده مع عطية، كما احتمله المحدّث النوري أيضاً في لؤلؤ ومرجان: ١٤٩.
(٢٩) مصباح الزائر: ٢٨٦، عنه بحار الأنوار ١٠١/ ٣٢٩.
(٣٠) اختيار معرفة الرجال ١/ ٣٨، رقم ٧٨.
(٣١) المصدر نفسه، رقم ٨٨.
(٣٢) المصدر نفسه ١/ ٤٤ ح٩٣.
(٣٣) المصدر نفسه، ٢/ ١٢٤ ح١٩٥.
(٣٤) مستدرك الوسائل ٢٢/ ١٩٢ الفائدة الخامسة من الخاتمة المجلد الثاني منه.
(٣٥) سفينة البحار ١/ ١٤٠ - ١٤١.
(٣٦) سفينة البحار ١/ ١٤٠ - ١٤١.
(٣٧) مُعجم رجال الحديث ٤/ ٣٣٠، رقم ٢٠٢٦، عنه المفيد من مُعجم رجال الحديث: ١٠٠.
(٣٨) سفينة البحار ٢/ ٢٠٥ مادّة عطا.
(٣٩) مُثير الأحزان: ١٠٧.
(٤٠) الملهوف: ٢٢٥. وروى نحوه السيد محمّد بن أبي طالب (تسلية المجالس ٢/ ٤٥٨).
(٤١) الملهوف: ٢٢٥.
(٤٢) ينابيع المودة ٣/٩٢.
(٤٣) وسائل الشيعة ١٤/٤٧٨، ح١٩٦٤٣.
(٤٤) وسائل الشيعة ١٤/٤٧٨، ح١٩٦٤٤.
(٤٥) وسائل الشيعة ١٤/٤٧٨، ح١٩٦٤٥.
(٤٦) المزار: ٥٢.
(٤٧) تهذيب الأخبار ٦: ٥٢، ح٢٠١.
(٤٨) مصباح المتهجد ٢: ٧٨٨.
(٤٩) اقبال الأعمال ٣: ١٠٠.
(٥٠) منتهى المطلب ١٣: ٢٩٥.
(٥١) المزار: ١٨٧.
(٥٢) البلد الأمين: ٢٧٤.
(٥٣) المصباح: ٤٨٤.
(٥٤) روضة المتقين ٥: ٣٨٩.
(٥٥) بحار الأنوار ٩٨: ٣٢٩، باب ٢٥.
(٥٦) ملاذ الاخيار ٩: ١٢٥.
(٥٧) مصباح المتهجد: ٧٨٨ – ٧٩٠.

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2017