📖الحديث عن العقيدة المهدوية ومعطياتها وآثارها على المستوى الفردي والاجتماعي حديث يضمُّ بين طياته الكثير من الأبعاد المعرفية والعقدية والنفسية والروحية لدى الجنس البشري بجميع أطيافه، باعتباره يمثّل عصارة طموح البشرية ومنتهى أمل الإنسانية على هذه الأرض، إذ هو ليس سرداً تاريخياً لا يمتُّ إلى الواقع الإنساني - بحاضره ومستقبله - بصلة، وليس هو مجرد ترف فكري لا علاقة له بوجدان الأمّة وتطلّعاتها، ولا هو حديث عن الخيال العلمي في عالم المستقبل، فقد أثبتت المطالعات المعرفية والإحصاءات الميدانية العد التصاعدي لتجذر العقيدة المهدوية والإيمان بها في ضمير الأمّة والوجدان الأممي لها بمقدار تزايد المحن والصعوبات التي واجهتها وتواجهها البشرية في العصور الماضية وعصرنا الراهن، وهذا ما يعبّر عنه في الأدبيات التراثية بمبشرات الظهور الأصغر حيث أصبحت الأمّة أشدُّ انجذاباً إلى ذلك التغيير العالمي وانقلبت من أمّة قابلة - إن لم نقل رافضة - للتحوّل الذي سوف يحصل في المستقبل إلى أمّة فاعلة، وهذا التحوّل بحدَّ ذاته يمثّل خطوة عظيمة أنجزتها عقيدة الانتظار لبناء جسور الارتباط مع عصر النهضة العالمية.
وبالرغم من الجهود المتظافرة لأبناء الأمّة بعلمائها ومثقفيها من خلال أقلامهم الشريفة ومنابرهم القيّمة، وتجارها بإنفاقهم وتبرّعاتهم في هذا المجال والشريحة العامة من اتّباع الطائفة الحقّة بتفاعلها والتزامها فكراً وعملاً بهذه العقيدة.
أقول: بالرغم من كل هذه الجهود والمساعي لبناء صرح العقيدة واستيعاب مفرداتها إلاّ أنه ما زالت هناك جوانب لم تسلّط عليها الأضواء بالشكل الكافي وبصورة مستقلة مع ارتباطها الصميمي بالعقيدة المهدوية، بل تعتبر من الأجزاء المقوّمة لمفهوم وعقيدة الانتظار ومن هذه البحوث التي سعى مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) إلى تناولها بشكل مستقل وتسليط الأضواء عليها هو البحث عن الشخصيات ذات الدور الفاعل في عصر الظهور والتي تلقي بظلالها على الحركة العالمية المظفرة بقائدها العالمي الحجة بن الحسن (عجّل الله فرجه) سواء كانت هذه الآثار والتداعيات على المستوى الإيجابي لحركة الإمام (عجّل الله فرجه) أو الجانب السلبي، وبعبارة أخرى سواء كانت هذه الشخصيات - ومن وراءها الحركات التي تمثّلها - داعمة ومؤيّدة للإمام (عجّل الله فرجه) والسائرة في ركابه وتحت إمرته أو التي لها موقف آخر وفي الجانب الثاني لحركة الإمام، أي إنها تعتبر من المعوقات للنهضة العالمية المنتظرة.
ويمثّل الجانب والمحور الأوّل شخصيات مثل اليماني والخراساني والحسني كما يتشخّص الطرف الآخر بنماذج مثل الدجّال والسفياني وآخرين، إذن لا بدَّ من التعمّق في دراسة هذه الشخصيات ومشخصاتها ومعرفة هويتها بصورة أكثر تفصيلاً لما قلنا من أن لها الدور المهم في عصر الظهور أوّلاً مضافاً إلى سدَّ المنافذ أمام من ينتحل أحد هذه الشخصيات طلباً لحطام الدنيا وركضاً وراء الأهواء.
ومن هنا جاءت هذه الدراسة لسماحة السيد جلال الموسوي (دام عزّه) حيث سلّط فيها الأضواء على واحدة من هذه الشخصيات، وذلك من خلال بحث أصيل يعتمد على الأسس العلمية والقواعد السندية في فقه الحديث ودرايته.
محاور الحلقة:
-ظهور الغمام المهدي (عليه السلام) لابد أن تسبقه إرهاصات ودلالا وعلامات واضحة
-هنالك مضمون روايات غير ثابت لأنها لم تروى بطريق معتبر ورجال سندها لم يوثقوا جميعاً
-من علامات الظهور: طلوع الشمس من المغرب (رواية لم يثبت سدنها)
-رواية عامر بن وائلة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): عشر قبل الساعة لابد منها (السفياني، الدجال، الدخان، الدابة، خروج القائم، طلوع الشمس من مغربها، نزول عيسى (عليه السلام)، خسف بالمشرق، خسف في جزيرة العرب، نار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر
-رواية البخاري (عن طلوع الشمس من المغرب): رواية عن آخر الزمان وليس عن ظهور القائم (عليه السلام)
-العلامة الثانية التي لم يثبت سندها: خروج الخراساني
-العقيدة المهدوية جزء أساسي من عقيدتنا دلت عليها النصوص المعتبرة
التاريخ: ٢٠١٨
انتاج: قناة المنهاج الفضائية