الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
من القاب الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) أنه حجة الله تعالى في أرضه وعلى خلقه، ولا يكون الحجة ُحجة ً ما لم يتوافر على كل العناصر والمقومات التي تبرهن على حجيته ووجوب طاعته، وهكذا جرت سنة الله تعالى في أرسال أنبيائه والدعاة إليه بإذنه، يقول تعالى: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ﴾ أي المعجزات، والأحاديث عندنا متواترة في أن الله تعالى يؤيد الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) بكل ما يجعل أمره واضحاً بيناً للناس، حتى لا يتردد أحد في ذلك إلّا إذا كان مكابراً أو معانداً، ولذا تتظافر بين يديه كل المعجزات والبراهين الغيبية التي بها يرفع الغشاوة عن الناس أو ما يحجبهم عن معرفته، فقد روى عبد الله بن أبي يعفور، قال: قال أبو عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام): ما من معجزة من معجزات الأنبياء والأوصياء إلّا ويظهر الله تبارك وتعالى مثلها في يد قائمنا لإتمام الحجة على الأعداء. [اثبات الرجعة للفضل بن شاذان: ص١٠]
وقد سأل المفضل بن عمر الإمام الصادق (عليه السلام) عن الكيفية التي يعرف بها الناسُ الإمام (عجّل الله فرجه) ووجوب التسليم إليه فقال (عليه السلام): يا مفضل يظهر في شبهة ليستبين فيعلو ذكره ويظهر أمره وينادي باسمه وكنيته ونسبه ويكثر ذلك على أفواه المحقين والمبطلين والموافقين لتلزمهم الحجة بمعرفتهم به على أنه قد قصصنا ودللنا عليه ونسبناه وسميناه وكنيناه وقلنا سمى جده رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وكنيته لئلا يقول الناس ما عرفنا له اسماً ولا كنية ولا نسباً والله ليتحقق الايضاح به وباسمه ونسبه وكنيته على ألسنتهم حتى ليسميه بعضهم لبعض كل ذلك للزوم الحجة عليهم ثم يظهره كما وعد به جده (صلّى الله عليه وآله وسلم) في قوله (عزَّ وجل) ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾. [مختصر بصائر الدرجات للحسن بن سليمان الحلي: ص١٧٩]
وعلى كل حال، فإن الدولة المهدوية هي مشروع الله تعالى في أرضه وعباده وبها يحقق العدل ويقضي على الظلم رحمة بعباده ورأفة بهم وليس للانتقام منهم أو الحاق الضرر بهم فيمن لا يستحق ذلك أو يستوجبه وإنما لأجل إنقاذهم وخلاصهم، ومن لطفه تعالى أنه لا يعجل على العباد ما لم يقيم عليهم الحجة ويوضح لهم السبل حتى يحيى من حيّ عن بينة أو يهلك من هلك عن بينة، وقد جاء عن الإمام الباقر (عليه السلام) في سياق حديثه عن طبيعة تعامل الإمام القائم (عجّل الله فرجه) مع الناس وطريقة تعاطيه مع الضالين عنه فيقول (عليه السلام): من تاب تاب الله عليه، ومن أسر نفاقاً فلا يبعد الله غيره، ومن أظهر شيئاً أهرق الله دمه. [الغيبة للنعماني: ص٢٩٤]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)