الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
بطبيعة الحال إن اختيار أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) لأمر لا يكون اعتباطياً ولا مزاجياً وإنما لخصائص موجودة في ذلك الشيء والأمر في اختيارهم للعراق والكوفة بمعناها العام والتي تشمل مساحة واسعة ربما يُعبّر عنها الفرات الأوسط في عصرنا الحاضر إنما كان بسبب ولاء أهل هذه الأرض المتجذر لأهل البيت (عليهم السلام)، ومن خلال ذلك نجد أن التمحيص والاختبار يجري عليهم أكثر من غيرهم وذلك لإبراز المعادن الجليلة في الرجال، فإذن لا شك ولا ريب أن الكوفة سوف يكون لها شأن كبير في عصر الظهور خصوصاً إذا لاحظنا الحديث الشريف الذي يقول: إن أسعد الناس به -أي بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه)- هم أهل الكوفة، وهذه السعادة تأتي من ارتباطهم الوثيق ومعرفتهم الحقيقية به وقربهم منه (سلام الله عليه) وليس للرفاهية والغنى أكثر من غيرهم، لأنه مخالف لعدل الإمام (عجّل الله فرجه).
أمّا أن الكوفة تكون للإمام المهدي (عجّل الله فرجه) كما كانت مكة لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فلم نجد ذلك في رواية ولا حديث وربما العكس هو الصحيح فإن مكة قد لقي منها رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الكثير من الأذى حتى أذن له الله (عزَّ وجلَّ) أن يهاجر منها، وليس ذلك حادثاً في الكوفة بالنسبة للإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)