أقسام الأسئلة والأجوبة
 سؤال مختار:
 الاحصائيات:
 الصفحة الرئيسية » الأسئلة والأجوبة المهدوية » متفرقة » (٨٨٢) معنى التوسم؟

يرجى البحث في الأسئلة والأجوبة المنشورة من خلال محرك البحث قبل إرسال سؤالكم الكريم 👇

 ابحث هنا عن سؤالك المهدوي:
 متفرقة

الأسئلة والأجوبة (٨٨٢) معنى التوسم؟

القسم القسم: متفرقة السائل السائل: علي محمد الشخص المجيب: مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠٢١/٠٢/١٩ المشاهدات المشاهدات: ٢٧٦٠ التعليقات التعليقات: ٠

السؤال:

ورد في فقرة (هل تعلم أن؟) ضمن منشورات مركزكم الكريم عبارة: القائم (عجّل الله فرجه) يعرف وليه من عدوه بالتوسم.
عفواً ما معنى التوسم؟
هل المراد منه هو الذي يعلم حقائق الناس فيما سيكونون عليه في قادم الأيام؟ أي قبل أن ينحرفوا
الإمام يعلم من الذين سينحرفون مستقبلاً لأنه يرى حقائق الناس وليس ظاهرهم فقط
بمعنى آخر قدرة الشخص على معرفة الصديق من العدو والصالح من الطالح
هل هذا معنى التوسم؟


الإجابة:

بسم الله الرحمن الرحيم
حقيقة الإنسان إنما تكمن في باطنه، والطريق المعتاد لما يخفيه الناس في خواطرهم إنما يعرف من خلال ما يترجمونه بألسنتهم ويظهرونه بأفعالهم، وقد يمتنع الإنسان عن كشف سريرته فيظهر خلاف ما يبطن، ويعلن غير ما يخفي، ولمّا كان لكل شيء أثر ولكل معلول علة، فقد تكتشف خوف الإنسان من اصفرار وجهه، وخجله من احمرار وجنتيه، فيمكن والحال هذه التعرف على البواطن ببعض الظواهر، وهي ما تسمى بالمصطلح المعاصر بلغة الجسد أو بالفراسة عند العرب، والحضارات القديمة، إلا أنها في أحسن أحوالها لا تنتج إلا الظن والتخمين دون العلم والجزم، ومع أن الإسلام كان له موقف سلبي في الاعتماد على هذه المستندات والاثباتات، نجده قد أعطى بعداً من المصداقية والثقة بفراسة المؤمنين وتبصرهم، لأن الله تعالى يهديهم للصواب والرشاد، فقد روى صاحب بصائر الدرجات حديثاً معتبراً: عن سليمان الجعفري قال: كنت عند أبي الحسن [الكاظم] (عليه السلام) قال: يا سليمان، اتق فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله. [بصائر الدرجات لمحمد بن الحسن الصفار: ص١٠٠]
ولما كانت فراسة المؤمنين ناشئة من نورانيته ودرجة ايمانه، سنجدهم بطبيعة الحال يتفاوتون ويتميزون فيما بينهم تبعاً لمقدار التأييد والتسديد الإلهي لهم، ولا يخفى أن أعلى مراحل ذلك إنما يكون للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمة (عليهم السلام)، وقد سأل الحسن بن الجهم الإمام الرضا (عليه السلام) في مجلس المأمون عن وجه إخبارهم عما في قلوب الناس وما في ضمائرهم، فقال (عليه السلام): أما بلغك قول الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم): اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله قال: بلى، قال: وما من مؤمن إلا وله فراسة ينظر بنور الله على قدر إيمانه ومبلغ استبصاره وعلمه، وقد جمع الله في الأئمة منا ما فرّقه في جميع المؤمنين، وقال (عزَّ وجل) في محكم كتابه: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ﴾. [عيون أخبار الرضا (عليه السلام) للشيخ الصدوق: ج٢، ص٢١٧]
فالتوسم الذي يمتلكه الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) إنما هو مَلَكة وصفة تتوفر فيه، تتيح له (عجّل الله فرجه) معرفة الآخرين وما هم عليه في واقعهم وبواطنهم الفعلية الآنية، فقد روى أبان بن تغلب عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: إذا قام القائم (عليه السلام) لم يقم بين يديه أحد من خلق الرحمن إلا عرفه صالح هو أم طالح؟ لأن فيه آية للمتوسمين وهي بسبيل مقيم. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٦٧١]
وروى كذلك الشيخ المفيد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا قام قائم آل محمد (عليه وعليهم السلام) حكم بين الناس بحكم داود لا يحتاج إلى بينة، يلهمه الله تعالى فيحكم بعلمه ويخبر كل قوم بما استبطنوه ويعرف وليه من عدوه بالتوسم، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ، وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقيمٍ﴾ [الإرشاد للشيخ المفيد: ج٢، ص٣٨٧]
وأما معرفة مستقبلهم وما سيكونون عليه في قابل الأيام، فإنه يختلف بحسب طبيعة الأشخاص والأفراد، فهناك من يطبع الله على قلبه ويقضي عليه بعدم الهداية والإيمان، كأبي لهب مثلاً أو كمن ينطبق عليه قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا﴾.
وليس جميع الناس يكون هكذا حالهم، فقد يتغير شأنهم تبعاً لتصرفاتهم من الإيمان إلى الضلال والعكس صحيح، والمشيئة الإلهية فاعلة في المحو والاثبات وحاضرة في تغيير مصائر الناس بحسب سلوكياتهم وأفعالهم، فقد روى المجلسي في البحار: قال أبو عبد الله وأبو جعفر وعلي بن الحسين والحسين بن علي والحسن بن علي وعلي بن أبي طالب (عليهم السلام): والله لولا آية في كتاب الله لحدثناكم بما يكون إلى أن تقوم الساعة: ﴿يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِت وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج٤، ص٩٧]، وإنما الذي يعلمه النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والإمام (عجّل الله فرجه) ما توفرت علله وأسبابه فصار من المحتوم الذي لا يرد، وأما غير ذلك فهو في دائرة البداء، روى الشيخ الكليني عن الإمام الصادق (عليه السلام): إن الله (عزَّ وجل) أخبر محمداً (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بما كان منذ كانت الدنيا، وبما يكون إلى انقضاء الدنيا وأخبره بالمحتوم من ذلك واستثنى عليه فيما سواه. [الكافي للشيخ الكليني: ج١، ص١٤٨]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016