الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
يبدو أن المقتضي للبكاء على الإمام الحسين (عليه السلام) يكون موجوداً زمن رجعته، وهو تذكر ما جرى عليه وعلى أهل بيته من مصائب تتصدع لها الجبال، وتبكي لها العيون وتتحسر القلوب.
وهذه الحالة لا تتغير برجعة الإمام الحسين (عليه السلام).
هذا فضلاً عن تصريح بعض الروايات بأن الحسرة على ما جرى على الإمام الحسين (عليه السلام) والبكاء عليه مستمر إلى يوم القيامة، إذ إنها دلت على إن المؤمن يبكي كلما تذكر مصيبة الإمام الحسين (عليه السلام)، وهي مطلقة من ناحية الزمن، ففي كل زمن يتذكر المؤمن الإمام الحسين (عليه السلام) فإنه يبكي لما جرى عليه، ومنه أيضاً التصريح ببكاء الملائكة عليه إلى يوم القيامة من قبيل ما ورد عن الفضيل بن يسار، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: مالكم لا تأتونه - يعني قبر الحسين (عليه السلام) - فان أربعة آلاف ملك يبكون عند قبره إلى يوم القيامة. [كامل الزيارات لابن قولويه: الباب (٢٧) بكاء الملائكة على الحسين بن علي (عليهما السلام)، ص١٧١، ح٢٢١/ ١]
وعن أبان بن تغلب، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن أربعة آلاف ملك هبطوا يريدون القتال مع الحسين بن علي (عليهما السلام)، لم يؤذن لهم في القتال، فرجعوا في الاستيذان فهبطوا وقد قتل الحسين (عليه السلام)، فهم عند قبره شعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة، رئيسهم ملك يقال له: المنصور. [كامل الزيارات لابن قولويه: الباب (٢٧) بكاء الملائكة على الحسين بن علي (عليهما السلام)، ص١٧١ و١٧٢، ح٢٢٢/ ٢]
وعن أبي بصير، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): قال الحسين بن علي (عليهما السلام): أنا قتيل العبرة، لا يذكرني مؤمن الا استعبر. [كامل الزيارات لابن قولويه: الباب (٣٦) في أن الحسين (عليه السلام) قتيل العبرة، لا يذكره مؤمن الا بكى، ص٢١٥، ح٣١٠/ ٣]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)