الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
هناك عدّة روايات فسّرت بعض آيات سورة الإسراء بما يتعلق بقضية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، وإليك بعضاً منها:
[في الكافي للشيخ الكليني: ج٨، ص٢٠٦، ح٢٥٠]، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى: ﴿وَقَضَيْنَا إلى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأرض مَرَّتَيْنِ...﴾ [الإسراء: ٤-٦] قال: قتل علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وطعن الحسن (عليه السلام) ﴿وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا﴾ قال: قتل الحسين (عليه السلام) ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا﴾ فإذا جاء نصر دم الحسين (عليه السلام) ﴿بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدّيَارِ﴾ قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم (عليه السلام)، فلا يدعون وتراً لآل محمد إلّا قتلوه ﴿وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولاً﴾ خروج القائم (عليه السلام) ﴿ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ﴾ خروج الحسين (عليه السلام) في سبعين من أصحابه عليهم البيض المذهب لكل بيضة وجهان المؤدون إلي الناس أن هذا الحسين قد خرج حتى لا يشك المؤمنون فيه وأنه ليس بدجال ولا شيطان والحجة القائم بين أظهرهم فإذا استقرت المعرفة في قلوب المؤمنين أنه الحسين (عليه السلام) جاء الحجة الموت فيكون الذي يغسله ويكفنه ويحنطه ويلحده في حفرته الحسين بن علي (عليهما السلام) ولا يلي الوصي إلّا الوصي.
[وفي تفسير العياشي لمحمد بن مسعود العياشي: ج٢، ص٢٨١]، عن صالح بن سهل عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله: ﴿وَقَضَيْنَا إلى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأرض مَرَّتَيْنِ...﴾ [الإسراء: ٤-٦] قتل علي، وطعن الحسن ﴿وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا﴾ قتل الحسين ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا﴾ إذا جاء نصر دم الحسين ﴿بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدّيَارِ﴾ قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم لا يدعون وتراً لآل محمد إلّا حرقوه ﴿وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولاً﴾ قبل قيام القائم ﴿ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا﴾ خروج الحسين في الكرة في سبعين رجلاً من أصحابه الذين قتلوا معه، عليهم البيض المذهب لكل بيضة وجهان المؤدى إلى الناس أن الحسين قد خرج في أصحابه حتى لا يشك فيه المؤمنون وأنه ليس بدجال ولا شيطان، الإمام الذي بين أظهر الناس يومئذٍ، فإذا استقر عند المؤمن أنه الحسين لا يشكون فيه، وبلغ عن الحسين الحجة القائم بين أظهر الناس وصدقه المؤمنون بذلك، جاء الحجة الموت فيكون الذي غسله، وكفنه وحنطه وإيلاجه في حفرته الحسين، ولا يلي الوصي إلّا الوصي [وزاد إبراهيم في حديثه] ثم يملكهم الحسين حتى يقع حاجباه على عينيه.
وفيه أيضاً عن حمران عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان يقرأ ﴿بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ﴾ ثم قال: وهو القائم وأصحابه أولي بأس شديد.
[وفي تفسير القمي لعلي بن إبراهيم القمي: ج٢، ص١٤]، ﴿إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فإذا جَاءَ وَعْدُ الآخرةِ﴾ [الإسراء: ٧] يعني القائم وأصحابه ﴿لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ﴾ يعني يسودون وجوههم ﴿وَلِيَدْخُلُوا المَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾ يعني رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأصحابه وأمير المؤمنين (عليه السلام) وأصحابه.
[وفي كامل الزيارات لجعفر بن محمد بن قولويه: ص١٣٥- ١٣٦]، عن محمد بن سنان، عن رجل، قال:
سألت عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى: ﴿وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا﴾ [الإسراء: ٣٣]، قال:
ذلك قائم آل محمد، يخرج فيقتل بدم الحسين (عليه السلام)، فلو قتل أهل الأرض لم يكن مسرفاً، وقوله: ﴿فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ﴾ لم يكن ليصنع شيئاً يكون سرفاً، ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): يقتل والله ذراري قتلة الحسين (عليه السلام) بفعال آبائها.
[وفي تفسير العياشي لمحمد بن مسعود العياشي: ج٢، ص٢٩٠]، عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: ﴿وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا﴾ قال:
هو الحسين بن علي (عليه السلام) قتل مظلوماً ونحن أولياؤه، والقائم منا إذا قام منا طلب بثأر الحسين، فيقتل حتى يقال قد أسرف في القتل، وقال: المقتول الحسين (عليه السلام) ووليه القائم، والإسراف في القتل أن يقتل غير قاتله إنه كان منصوراً، فإنه لا يذهب من الدنيا حتى ينتصر برجل من آل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً.
[وفي تفسير فرات الكوفي لفرات بن إبراهيم الكوفي: ص٢٤٠]، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: ﴿وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا﴾ قال: الحسين (عليه السلام) ﴿فَلَا يُسْرِف في الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا﴾ قال: سمى الله المهدي منصوراً كما سمى أحمد ومحمد محموداً وكما سمى عيسى المسيح [عليهم الصلاة والسلام والتحية والإكرام ورحمة الله وبركاته.: (عليه السلام)]. ﴿وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُوراً﴾ [الإسراء: ٤١].
[وفي تفسير العياشي لمحمد بن مسعود العياشي: ج٢، ص٢٩١]، عن حمران عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: يا بن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) زعم ولد الحسن (عليه السلام) أن القائم منهم وأنهم أصحاب الأمر، ويزعم ولد ابن الحنفية مثل ذلك، فقال:
رحم الله عمي الحسن (عليه السلام) لقد غمد الحسن (عليه السلام) أربعين ألف سيف حين أصيب أمير المؤمنين (عليه السلام)، وأسلمها إلى معاوية ومحمد بن علي سبعين ألف سيف قاتله، لو خطر عليهم خطر ما خرجوا منها حتى يموتوا جميعاً، وخرج الحسين (صلوات الله عليه) فعرض نفسه على الله في سبعين رجلاً من أحق بدمه منا، نحن والله أصحاب الأمر، وفينا القائم، ومنا السفاح والمنصور، وقد قال الله: ﴿وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا﴾ نحن أولياء الحسين بن علي (عليهما السلام) وعلى دينه.
عن الفضيل بن يسار، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله (عزَّ وجلَّ): ﴿يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ﴾ فقال: يا فضيل، اعرف إمامك فإنك إذا عرفت إمامك لم يضرك تقدم هذا الأمر أو تأخر، ومن عرف إمامه ثم مات قبل أن يقوم صاحب هذا الأمر كان بمنزلة من كان قاعداً في عسكره، لا، بل بمنزلة من قعد تحت لوائه. قال: ورواه بعض أصحابنا: بمنزلة من استشهد مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
[وفي كتاب الغيبة للنعماني: ص٣٥٢]، عن عمر بن أبان، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
اعرف العلامة فإذا عرفته لم يضرك تقدم هذا الأمر أو تأخر، إن الله تبارك وتعالى يقول: ﴿يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ﴾، فمن عرف إمامه كان كمن هو في فسطاط المنتظر (عليه السلام).
وعن حمران بن أعين، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال:
اعرف إمامك، فإذا عرفته لم يضرك تقدم هذا الأمر أم تأخر، فإن الله (عزَّ وجلَّ) يقول: ﴿يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ﴾، فمن عرف إمامه كان كمن هو في فسطاط القائم (عليه السلام).
[وفي الكافي للشيخ الكليني: ج٨، ص٢٨٧]، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله (عزَّ وجلَّ): ﴿قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ المُتَكَلِّفِينَ * إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ﴾ قال: هو أمير المؤمنين (عليه السلام).
﴿وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ﴾ قال: عند خروج القائم (عليه السلام).
وفي قوله (عزَّ وجلَّ): ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ﴾ قال: اختلفوا كما اختلفت هذه الأمة في الكتاب وسيختلفون في الكتاب الذي مع القائم الذي يأتيهم به حتى ينكره ناس كثير فيقدمهم فيضرب أعناقهم.
وأما قوله (عزَّ وجلَّ): ﴿وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ قال: لولا ما تقدم فيهم من الله (عزَّ وجلَّ) ما أبقى القائم (عليه السلام) منهم واحداً وفي قوله (عزَّ وجلَّ): ﴿وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ﴾ قال: بخروج القائم (عليه السلام).
وقوله (عزَّ وجلَّ): ﴿وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾؟ قال: يعنون بولاية علي (عليه السلام).
وفي قوله (عزَّ وجلَّ): ﴿وَقُلْ جَاءَ الحَقُّ وَزَهَقَ البَاطِلُ﴾ قال: إذا قام القائم (عليه السلام) ذهبت دولة الباطل.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)