الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
لابد أن يعلم أولاً أن كون هذه الحتميات الخمس علامات يعني أنها من الوضوح والبيان بحيث لا تشتبه على مَن عنده معرفة بها وكان قد سمع بها وقرأ عنها قبل وقوعها، ولا يمكن أن تكون مشتبهة أو عرضة للاختلاف، وإلّا لم تكن علامة منبّهة لقرب ظهور الإمام (عجّل الله فرجه).
نعم، كونها علامات واضحة إنما هو شأن من كان على اطلاع مسبق عليها وإيمان عملي بها، لذلك، فإن الشيطان عندما يصيح سيكون لصيحته تأثير على بعض الناس، حيث روي عن زرارة بن أعين، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): عجبت أصلحك الله! وإني لأعجب من القائم كيف يقاتل مع ما يرون من العجائب، من خسف البيداء بالجيش، ومن النداء الذي يكون من السماء؟ فقال: إن الشيطان لا يدعهم حتى ينادي كما نادى برسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم العقبة. [الغيبة للنعماني: ص٢٧٣، ب١٤، ح٢٩]
ومن هنا، تؤكد الروايات على ما أشرنا إليه قبل قليل من أن العلامات تكون نافعة لمن اطلع عليها من قبل وآمن بها، فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) حول الصيحة بالخصوص قوله: يعرفها مَن كان سمع بها قبل أن تكون. [الغيبة للنعماني: ص٢٧٤]
وفي شأن كيفية معرفة الصيحة الحق من الباطلة ورد عنه (عليه السلام): يصدق بها إذا كانت من كان مؤمناً يؤمن بها قبل أن تكون. [الغيبة للنعماني: ص٢٧٤]
أمّا العلامات الحتمية الخمسة فهي تحدث زمن الظهور، أمّا قبل الظهور بأشهر أو أيام أو بعد الظهور الأولي للإمام (صلوات الله عليه).
على أنه ذكرت الروايات أن الصيحة تحدث في شهر رمضان المبارك أي قبل الظهور بما يقرب من أربعة أشهر فقط، وأن قتل النفس الزكية يكون قبل الظهور بخمس عشرة ليلة فقط.
أمّا السفياني فيكون خروجه في شهر رجب هو واليماني والخراساني في يوم واحد.
فإن قيل إن المراد من خروج السفياني هذا هو الخروج الأولي له فنحسب ١٥ شهراً لمقتله، فيكون ظهور الإمام (عجّل الله فرجه) قبل انتهاء هذه الخمسة عشر شهراً.
وإن قيل إن المراد هو سيطرته على الكور الخمس فلابد أن نحسب تسعة أشهر إلى حين مقتله ويكون ظهور الإمام (عجّل الله فرجه) قبل انتهائها أيضاً.
علماً أن ظهور الإمام (عجّل الله فرجه) سيكون في وتر من السنين، يوم الجمعة أو السبت ويصادف العاشر من محرم الحرام.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)