الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
لا منافاة بين كون الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) عبداً لله تعالى وبين كونه مطّلعاً على أعمال العباد في شرق الأرض وغربها، فإن العبد يمكن أن يكون له من القدرات التي يهبها الله تعالى ما يمكنه معها أن يعلم بأكثر مما ذُكر، كيف والإمام (عجّل الله فرجه) هو الحجة على الأرض وهو صاحب العلم اللدُنّي وغيرها من المقامات.
وقد ذكرت الروايات الشريفة تلك الخصوصية (خصوصية الاطلاع على الأعمال) بصراحة، ومع تصريح الروايات بذلك لا معنى للسؤال والاستغراب، بمعنى أن المطلوب منّا الإيمان بذلك، ولا يهم بعد ذلك معرفة كيفية حصول ذلك الأمر.
فيمكنكم مراجعة كتاب الكافي للشيخ الكليني: ج١، ص٢١٩، باب عرض الأعمال على النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمة (عليهم السلام)، حيث ذكر الشيخ ستَ روايات في ذلك، ومنها ما ورد عن يعقوب بن شعيب قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قوله الله (عزَّ وجلَّ): ﴿اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالمُؤْمِنُونَ﴾ [التوبة: ١٠٥] قال: هم الأئمة.
ولتقريب الفكرة مادياً نذكر مثال شبكات الهاتف النقال وبرامج التواصل الاجتماعي، فإن المصدر مطّلع على جميع الاتصالات والمراسلات ويحفظها من دون أي خطأ رغم كثرة المشتركين التي تتجاوز الملايين، فلماذا لا نستغرب هذا الأمر المادي ونستغرب قضية إلهية.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)