الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
المحتوم ورد استعماله في الروايات المؤكدة لظهور المهدي (عجّل الله فرجه) بمعنى تلك العلامات التي تكشف كشفاً أكيداً محتَّماً عن الظهور، وهذا النحو من العلامات في أنفسها لا ينالها البداء، نعم قد يجري البداء في صفاتها أو خصوصياتها، وبحسب ما ورد فالعلامات الحتمية (الصيحة وخروج السفياني واليماني وخسف بالبيداء وقتل النفس الزكية وغيرها).
وأمّا ما ورد عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، قال:
كنا عند أبي جعفر محمد بن علي الرضا (عليه السلام) فجرى ذكر السفياني، وما جاء في الرواية من أن أمره من المحتوم، فقلت لأبي جعفر: هل يبدو لله في المحتوم؟ قال: نعم. قلنا له: فنخاف أن يبدو لله في القائم. فقال: إنّ القائم من الميعاد، والله لا يخلف الميعاد. [الغيبة للنعماني: ص٣١٤، ب١٨، ح١٠]
فيمكن حمله على ما ذكره العلامة المجلسي في بحار الأنوار: ج٥٢، ص٢٥١، ونصه:
(لعل للمحتوم معانٍ يمكن البداء في بعضها، وقوله (من الميعاد) إشارة إلى أنه لا يمكن البداء فيه لقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ﴾ [آل عمران: ٩]
والحاصل أن هذا شيء وعد الله لرسوله وأهل بيته (عليهم السلام)، لصبرهم على المكاره التي وصلت إليهم من المخالفين، والله لا يخلف وعده.
ثم إنه يحتمل أن يكون المراد بالبداء في المحتوم البداء في خصوصياته لا في أصل وقوعه كخروج السفياني قبل ذهاب بني العباس ونحو ذلك.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
لعل المقصود من الصعق بسبب الصيحة هو التالي :
مخطوطة ابن حماد في ص٦٠: عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله قال: (إذا كانت صيحة في رمضان فإنه يكون معمعة في شوال وتمييز القبائل في ذي القعدة ، وسفك الدماء في ذي الحجة . والمحرم وما المحرم ، يقولها ثلاثاً . هيهات هيهات يقتل الناس فيها هرجاً هرجاً . قال ، قلنا: وما الصيحة يا رسول الله ؟ قال هده في النصف من رمضان ليلة جمعة ، فتكون هدة توقظ النائم وتقعد القائم ، وتخرج العواتق من خدورهن . في ليلة جمعة في سنة كثيرة الزلازل ، فإذا صليتم الفجر من يوم الجمعة فادخلوا بيوتكم وأغلقوا أبوابكم وسدوا كواكم ودثروا أنفسكم وسدوا آذانكم ، فإذا أحسستم بالصيحة فخروا لله سجدا وقولوا: سبحان القدوس ، سبحان القدوس ، فإنه من فعل ذلك نجا ، ومن لم يفعل ذلك هلك )
نقلا عن كتاب عصر الظهور