الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
ذكروا أن الذين أرجعوه هم القرامطة أنفسهم، فقد نقل السيد البراقي في تاريخ الكوفة ص١٢٢، ما نصه: وكان بحكم التركي الذي استولى على بغداد في أيام الراضي بالله، دفع إليهم خمسين ألف دينار على رده، فأبوا أن يردوه وحملوه إلى الكوفة وعلقوه بجامعها حتى رآه الناس، وفي سنة تسع وثلاثين ردوه إلى مكة وقالوا: أخذناه بأمر وأعدناه بأمر. فأعادت القرامطة الحجر الأسود إلى مكانه في ذي القعدة [نسبه السيد البراقي إلى: البداية والنهاية: ١١/١٨٢، الكامل في التاريخ: ٨/٤٨٦، النجوم الزاهرة: ٣/٢٢٥، تاريخ الخميس: ٢/٣٨٣، فوات الوفيات: ١/١٧٥].
نعم، نُقل في الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي: ج١، ص٤٧٧، ما يُفيد أن الذي وضعه في مكانه في ركن الكعبة المعظمة هو الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، حيث جاء في قصة طويلة:
فكلما عمد إنسان لوضعه اضطرب ولم يستقم، فأقبل غلام أسمر اللون، حسن الوجه، فتناوله ووضعه في مكانه فاستقام كأنه لم يزل عنه، وعلت لذلك الأصوات، وانصرف خارجاً من الباب، فنهضت من مكاني أتبعه، وأدفع الناس عني يميناً وشمالاً، حتّى ظنّ بي الاختلاط في العقل، والناس يفرجون لي، وعيني لا تفارقه، حتى انقطع عن الناس، فكنت أسرع السير خلفه، وهو يمشي على تؤدة (التؤدة: التأني والرزانة) ولا أدركه. فلما حصل بحيث لا أحد يراه غيري، وقف والتفت إليَّ فقال: (هات ما معك). فناولته الرقعة. فقال من غير أن ينظر فيها: (قل له: لا خوف عليك في هذه العلة، ويكون ما لابد منه بعد ثلاثين سنة). قال: فوقع عليّ الزمع (الزمع: الذهول والدهشة) حتى لم أطق حراكاً، وتركني وانصرف.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)