الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
لا يتنافى هذا مع ما ذكرت، ولهذا نظائر عديدة، فمثلاً:
قوله تعالى: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ﴾ [الحجرات: ١٣] فالتفاضل هذا شامل لجميع الناس بما فيهم الأتقى والمتقي وغير المتقي، ومع ذلك فاضَل القرآن الكريم بين الأتقى وغيره الشامل لغير المتقي.
وكقوله تعالى: ﴿أَأَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ﴾ [يوسف: ٣٩]، وكقوله تعالى: ﴿أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ...﴾ [فصّلت: ٤٠]، وكقوله تعالى: ﴿آللهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [النمل: ٥٩].
فأنت تجد في هذه الآيات الكريمة جُعلت المفاضلة بين الله (عزَّ وجلَّ) وبين ما يشركون به، ومن الواضح جداً أن الفارق في هذه المفاضلة غير متناهٍ بل لا يُقاس بالله شيء.
وهكذا المفاضلة بين من يُلقى في النار ومن يأتي آمناً يوم القيامة.
ومثلاً:
قول رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) (أقضاكم علي) مع أنه لا يقاس أحد بعلي (عليه السلام).
ومن هذا القبيل ما ورد عن شهر بن حوشب قال: لمّا دوّن عمر بن الخطاب الدواوين بدأ بالحسن والحسين (عليهما السلام) فملأ حجرهما من المال، فقال ابن عمر: تقدمُهما عليّ ولي صحبة وهجرة دونهما؟ فقال عمر: أسكت لا أُمّ لك، أبوهما خيرٌ من أبيك، وأُمّهما خير من أُمّك. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج٣٨، ص٩]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)