الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرض وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾ [القصص: ٥]
في البداية لابد أن نعرف أمراً مهماً يسري في كثير من آيات القرآن الكريم التي ذكرت عنواناً خاصاً، وهو أنه يمكن أن يؤخذ بعموم العنوان وإن ذكرت الروايات الشريفة بعض المصاديق لذلك العنوان من باب أن هذا المصداق أو ذاك هو من أبرز مصاديق ذلك العنوان.
وفي هذه الآية يجري هذا الكلام، فظاهر الآية هو أن الله تعالى وعد المستضعفين عموماً بأنه تعالى سيمنّ عليهم بالنصر ووراثة الأرض وهذا -حسب سياق الآيات التي قبل وبعد هذه الآية- انطبق على بني إسرائيل حين ورثهم الله تعالى (ديار الفراعنة) الأرض، ولكن رغم هذا فإن الروايات الشريفة تذكر مصاديق أخرى بارزة لعنوان المستضعفين، مع إضافة أن بعض هذه الروايات تذكر أن سنّة الله تعالى لهؤلاء المستضعفين ستكون زمن ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
فعن أمير المؤمنين (عليه السلام) في هذه الآية أنه قال: هم آل محمد، يبعث الله مهديهم بعد جهدهم فيعزّهم ويذل عدوّهم.
وفي رواية عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه نظر إلى الإمام الصادق (عليه السلام) وطبّق عليه هذه الآية وقال: هذا من الذين قال الله (عزَّ وجلَّ) (ثم تلا الآية).
والروايات عديدة في هذا المضمون [انظر تفسير نور الثقلين للشيخ الحويزي: ج٤ في تفسير الآية].
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
