الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
إن ظهور الإمام (عجّل الله فرجه) متعلّق أولاً وبالذات بالأمر الإلهي، لا بما ذُكر، ولو كان متعلقاً بما ذُكر فلا استحالة في معرفة الإمام (عجّل الله فرجه) به، إذ يمكنه معرفة ذلك بالإلهام الإلهي، أو حتى من خلال السلوك العام لأعدائه، إذ يمكن أن يكون كاشفاً عن نسيانهم له وأمنهم منه.
وعلى كل حال، الخوف ليس هو العلة التامة لغيبة الإمام (عجّل الله فرجه)، نعم، هو جزء علة لها، وتوجد أسباب أخرى للغيبة نعرف بعضها ولا نعرف البعض الآخر.
على أنه ورد أن سبب الغيبة مجهول لدينا، ولا نعرفه إلى أن يظهر الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، فعن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) يقول: إن لصاحب هذا الأمر غيبة لابد منها يرتاب فيها كل مبطل، فقلت: ولم جعلت فداك؟ قال: لأمرٍ لم يؤذن لنا في كشفه لكم؟ قلت: فما وجه الحكمة في غيبته؟ قال: وجه الحكمة في غيبته وجه الحكمة من غيبات من تقدمه من حجج الله تعالى ذكره، أن وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف إلّا بعد ظهوره كما لم ينكشف وجه الحكمة فيما أتاه الخضر (عليه السلام) من خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار لموسى (عليه السلام) إلى وقت افتراقهما. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٤٨٢]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)