الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
المذكور في الروايات الشريفة أن الذي يغسل الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) هو الإمام الحسين (عليه السلام) بعد أن يرجع إلى الدنيا، وأمّا الذي يغسل الإمام الحسين (عليه السلام)، فقد ورد أن الأئمة كلهم سيرجعون إلى الدنيا، وحينها سيغسل أحدهم الآخر.
عن الإمام الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى: ﴿ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ﴾ [الإسراء: ٦] قال: خروج الحسين (عليه السلام) في سبعين من أصحابه عليهم البيض المذهبة لكل بيضة وجهان المؤدون إلى الناس أن هذا الحسين قد خرج حتى لا يشك المؤمنون فيه وأنه ليس بدجال ولا شيطان، والحجة القائم بين أظهرهم، فإذا استقرت المعرفة في قلوب المؤمنين أنه الحسين (عليه السلام) جاء الحجة الموت، فيكون الذي يغسله ويكفنه ويحنطه ويلحده في حفرته الحسين بن علي (عليهما السلام) ولا يلي الوصي إلّا الوصي. [الكافي للشيخ الكليني: ج٨، ص٢٠٦، ح٢٥٠]
وإن قيل: من سيغسل آخر الأئمة في الرجعة؟
فنقول: ليس هناك من ضرورة عقلية تفرض أن الذي يغسل المعصوم هو المعصوم، فيمكن القول إن قاعدة (المعصوم لا يغسله إلّا معصوم) هي فيما إذا كان هناك معصوم موجوداً، وأمّا إذا لم يكن هناك معصوم، فنحن نؤمن أن الله تعالى سيقيض شخصاً له الشأنية التامة لتغسيل المعصوم، ولا يمنع أن يكون ذلك ملائكة مسخرين من عند الله تعالى.
ويمكن القول: إن تغسيل المعصوم كان يعتبر علامة على إمامة الذي يقوم بتجهيز المعصوم الميت، في وقت كانت الشبهات تثار من هنا وهناك. ومعه فيمكن القول: إنه مع عدم التشكيك، ومع عدم احتمال ادّعاء الإمامة زوراً وبهتاناً، فيمكن أن يقوم غير المعصوم بتجهيزه، وهو ما ربما يحصل مع المعصوم الأخير في مفروض السؤال، هذا إذا قلنا بوجود الخلق بعد ذهاب الحجة أمّا مع القول بأنَّ الحجة قبل الخلق ومعه وبعده فلا يأتي هذا الكلام.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)