أقسام الأسئلة والأجوبة
 سؤال مختار:
 الاحصائيات:
 الصفحة الرئيسية » الأسئلة والأجوبة المهدوية » عصر الظهور » (١٢٠٨) هل يوجد إبليس في مرحلة حكم أهل البيت (عليهم السلام) بعد الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)؟

يرجى البحث في الأسئلة والأجوبة المنشورة من خلال محرك البحث قبل إرسال سؤالكم الكريم 👇

 ابحث هنا عن سؤالك المهدوي:
 عصر الظهور

الأسئلة والأجوبة (١٢٠٨) هل يوجد إبليس في مرحلة حكم أهل البيت (عليهم السلام) بعد الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)؟

القسم القسم: عصر الظهور السائل السائل: ليلى الشخص المجيب: مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠٢٢/٠٣/٣١ المشاهدات المشاهدات: ١٧٩٥ التعليقات التعليقات: ٠

السؤال:

إذا كان إبليس يقتله الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) حسب الروايات الشريفة، وبعد الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) سوف يحكم أهل البيت (عليهم السلام)، فهل في مرحلة حكم أهل البيت (عليهم السلام) بعد الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) يوجد إبليس؟!
إذا كان الجواب بنعم فهذا خلاف الآية الكريمة ﴿فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ﴾ والوقت المعلوم ليس ظهور الإمام (عجّل الله فرجه) وإنما يوم القيامة.


الإجابة:

بسم الله الرحمن الرحيم
اختلف المفسرون في ماهية اليوم المعلوم الذي تم إنظار إبليس له إلى عدة أقوال:
- فهناك من ذهب إلى أنه اليوم الذي ينتهي فيه التكليف وينتهي معه هذا العالم.
- وهناك من ذهب إلى أنه يوم معلوم لله تعالى ولا يعلمه إبليس لأنه لو أظهره (عزَّ وجلَّ) لكان لإبليس ذريعة في المزيد من التمرد والمعاصي.
- وهناك من ذهب إلى أنه يوم القيامة كما ورد توصيفها بذلك في سورة الواقعة ﴿قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلى مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ﴾، ولكن هذا الاحتمال الأخير بعيد جداً لأن عبارة (اليوم المعلوم) فيها تقييد يغاير معنى (يوم يبعثون) ولو كان اليومان هما يوم واحد لما اختلف التعبير بين العبارتين، وعلى هذا الأساس نفهم أن الله تعالى وإن استجاب لإبليس بإنظاره وإبقائه، ولكن لم يستجب له كل ما طلب وإنما حدد له يوماً معيناً في علمه تعالى يختلف عن يوم البعث.
وأمّا التعبير في سورة الواقعة عن يوم القيامة بأنه ﴿يَوْمٍ مَعْلُومٍ﴾، فلا دلالة فيه على اتحاد اليومين أيضاً لأنه كل الأيام هي معلومة بالنسبة إلى الله تعالى، فاليوم الذي يولد فيه الإنسان هو يوم معلوم له تعالى، واليوم الذي يموت فيه هو أيضاً معلوم، واليوم الذي يُحشر فيه أيضاً كذلك.
فيكون هذا التعبير معنى مبهم ومجمل لا نستطيع نحن أن نشخصه ونعين وقته بالتحديد، ومن هنا لابد من الاعتماد على الروايات والأحاديث لاستكشاف ماهية هذا اليوم المعلوم الذي أمهل الله تعالى فيه إبليس، والذي يمكن رصده من هذه الأحاديث أنها جاءت على عدة طوائف:
الطائفة الأولى: ما أشارت إلى أن هلاك إبليس سوف يكون على يد الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) كما في رواية إسحاق بن عمار، قال: سألته عن إنظار الله تعالى إبليس وقتاً معلوماً ذكره في كتابه، فقال: ﴿فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ﴾ قال: الوقت المعلوم يوم قيام القائم، فإذا بعثه الله كان في مسجد الكوفة وجاء إبليس حتى يجثو على ركبتيه، فيقول، يا ويلاه من هذا اليوم فيأخذ بناصيته فيضرب عنقه، فذلك: ﴿يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ﴾ منتهى أجله. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج٥٢، ص٣٧٦]
وجاء كذلك في تفسير العياشي عن وهب عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله: يا وهب أتحسب أنه يوم يبعث الله فيه الناس؟ إن الله أنظره إلى يوم يبعث فيه قائمنا، فإذا بعث الله قائمنا كان في مسجد الكوفة، وجاء إبليس حتى يجثو بين يديه على ركبتيه فيقول: يا ويله من هذا اليوم فيأخذ بناصيته فيضرب عنقه، فذلك اليوم هو الوقت المعلوم. [تفسير العياشي لمحمد بن مسعود العياشي: ج٢، ص٢٤٢]
الطائفة الثانية: إن هلاكه سيكون على يد أمير المؤمنين (عليه السلام) كما جاء ذلك في رواية الحارث عن عبد الله عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) قال: خروج الدابة بعد طلوع الشمس، فإذا خرجت قتلت الدابة إبليس وهو ساجد، ويتمتع المؤمنون في الأرض بعد ذلك أربعين سنة لا يتمنون شيئاً إلّا أعطوه ووجدوه... . [الملاحم والفتن للسيد ابن طاووس: ص٢١٢]
وقد أجبنا مفصلاً في جواب سابق عن ماهية هذه الدابة، وأن الروايات تظافرت في أن المقصود بها هو أمير المؤمنين (عليه السلام) يمكنكم الاطلاع على الجواب من خلال الرابط التالي:
https://m-mahdi.net/main/questions-٢٧٥
الطائفة الثالثة: أن هلاك إبليس سوف يكون على يد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، كما ورد ذلك في تفسير القمي عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله تبارك وتعالى: ﴿يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ﴾ يوم يذبحه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) على الصخرة التي في بيت المقدس. [تفسير القمي لعلي بن إبراهيم القمي: ج٢، ص٢٤٥]
الطائفة الرابعة: أن جميع المؤمنين سوف يشتركون في رجمه، كما ورد ذلك في كتاب معاني الأخبار للصدوق عن الإمام الهادي (عليه السلام): عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، قال: سمعت أبا الحسن علي بن محمد العسكري (عليهما السلام) يقول: معنى الرجيم أنه مرجوم باللعن، مطرود من مواضع الخير، لا يذكره مؤمن إلّا لعنه، وأن في علم الله السابق أنه إذا خرج القائم (عليه السلام) لا يبقى مؤمن في زمانه إلّا رجمه بالحجارة كما كان قبل ذلك مرجوماً باللعن. [معاني الأخبار للشيخ الصدوق: ص١٣٩]
الطائفة الخامسة: أنه سوف يموت بين النفخة الأولى والثانية، كما جاء ذلك في كتاب علل الشرائع للصدوق كما في روايته عن يحيى بن أبي العلا الرازي عن الإمام الصادق (عليه السلام): ويوم الوقت المعلوم يوم ينفخ في الصور نفخة واحدة فيموت إبليس ما بين النفخة الأولى والثانية. [علل الشرائع للشيخ الصدوق: ج٢، ص٤٠٢]
وهذه الروايات قد تبدو للوهلة الأولى متعارضة أو مختلفة فيما بينها، ولكن يمكن الجمع بينها إذا التفتنا إلى عدة أمور وتم التأمل فيها والتدبر من خلال نفس الروايات الشريفة سيتضح أن هذه الأحاديث لها معنى واحد يمكنه أن يحتوي كل هذه المضامين على اختلافها:
الأمر الأول: لابد من الالتفات إلى أن الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) فرّقت بين الموت والقتل، فليس هما شيء واحد بل أمرين مختلفين، فليس كل من قُتل يعني أنه قد ذاق الموت، فقد سأل زرارة الإمام الباقر (عليه السلام): فقلت: أخبرني عمن قتل، مات؟ قال: لا، الموت موت، والقتل قتل، فقلت: ما أحد يقتل إلّا مات، قال: فقال: يا زرارة، قول الله أصدق من قولك، قد فرق بين القتل والموت في القرآن، فقال (عليه السلام): ﴿أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ﴾، وقال: ﴿وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللهِ تُحْشَـرُونَ﴾، فليس كما قلت يا زرارة الموت موت، والقتل قتل، وقد قال الله: (عزَّ وجلَّ) ﴿إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا﴾. قال: فقلت: إن الله (عزَّ وجلَّ) يقول: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ﴾ أفرأيت من قتل لم يذق الموت؟ فقال: ليس من قتل بالسيف كمن مات على فراشه، إن من قتل لابد أن يرجع إلى الدنيا حتى يذوق الموت. [مختصر بصائر الدرجات للحسن بن سليمان الحلي: ص١٩]
الأمر الثاني: عالم الرجعة لن يكون عبارة عن كرّة واحدة أو رجعة واحدة، بل هي رجعات متعددة، كما ورد ذلك عن الإمام الصادق (عليه السلام): إن إبليس قال ﴿فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ فأبى الله ذلك عليه فقال ﴿فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ﴾ فإذا كان يوم الوقت المعلوم ظهر إبليس (لعنه الله) في جميع أشياعه منذ خلق الله آدم إلى يوم الوقت المعلوم، وهي آخر كرّة يكرّها أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقلت: وإنها لكرات، قال: نعم إنها لكرّات وكرّات. [مختصر بصائر الدرجات للحسن بن سليمان الحلي: ص٢٦]
الأمر الثالث: أن الحكمة من الرجعة هي الانتقام من أعداء الله تعالى على أيدي المؤمنين والقصاص من الظالمين، فقد روي عن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) أنّه قال: لترجعن نفوس ذهبت وليقتصن يوم يقوم ومن عذب يقتص بعذابه ومن أغيظ أغاظ بغيظه ومن قتل اقتص بقتله، ويرد لهم أعداؤهم معهم، حتى يأخذوا بثأرهم [إلى أن تقول الرواية] قد أدركوا ثأرهم، وشفوا أنفسهم، ويصير عدوهم إلى أشد النار عذاباً. [مختصر بصائر الدرجات للحسن بن سليمان الحلي: ص٢٨]
الأمر الرابع: كل إمام من الأئمة (عليهم السلام) سوف يرجع مع المؤمنين في عصره، والظالمين كذلك، حتى ينتقم الله تعالى بهؤلاء من هؤلاء، كما في رواية الإمام الصادق (عليه السلام): ما من إمام في قرن إلّا ويكر معه البر والفاجر في دهره، حتى يديل الله المؤمن من الكافر. [مختصر بصائر الدرجات للحسن بن سليمان الحلي: ص٢٧]
وبعد هذه المقدمات الأربعة يمكن القول إن إبليس لن تكون له قتلة واحدة، وأنه سوف يُنشر عدة مرات ليذيق وبال أمره باعتبار أنه العدو الذي كان له حضور مستمر في جميع العصور، وله ترة وثأر عند كل المؤمنين، وهذا المعنى له شاهد أيضاً كما في قضية قتلة الإمام الحسين (عليه السلام)، فقد ورد أيضاً أنهم ينشرون عدة مرات ويقتلون على أيدي جميع الأئمة (عليهم السلام)، كما جاء في الخبر عن الإمام الصادق (عليه السلام) فيما رواه عن جده رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في سياق حديثه عن مصيبة الإمام الحسين (عليه السلام) ومتى ينتهي الحزن على تلك المصيبة: يجمع الله قتلته والمجهزين عليه ومن شرك في قتله فيقتلهم حتى أتى على آخرهم، ثم ينشرون فيقتلهم أمير المؤمنين (عليه السلام)، ثم ينشرون فيقتلهم الحسن (عليه السلام)، ثم ينشرون فيقتلهم الحسين (عليه السلام)، ثم ينشرون فلا يبقى من ذريتنا أحد إلّا قتلهم قتلة، فعند ذلك يكشف الله الغيظ وينسي الحزن. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ص٢٢٢]
ولا يخفى أن لإبليس دوراً بارزاً في قتل الإمام الحسين (عليه السلام)، وقد اشترك في إراقة دمه الشريف، ويشهد لذلك قول رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في وصف إبليس وبيان حاله بعد مقتل الإمام الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء، قال: يطير فرحاً فيجول الأرض كلها في شياطينه وعفاريته، فيقول: يا معشر الشياطين قد أدركنا من ذرية آدم الطلبة، وبلغنا في هلاكهم الغاية. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج٢٨، ص٦٠]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

التقييم التقييم:
  ١ / ٥.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016