أقسام الأسئلة والأجوبة
 سؤال مختار:
 الاحصائيات:
 الصفحة الرئيسية » الأسئلة والأجوبة المهدوية » عصر الظهور » (١١٩٩) كيف نفسّر كلام الإمام (عجّل الله فرجه) في مقارنة الناس بجهّال الجاهلية؟

يرجى البحث في الأسئلة والأجوبة المنشورة من خلال محرك البحث قبل إرسال سؤالكم الكريم 👇

 ابحث هنا عن سؤالك المهدوي:
 عصر الظهور

الأسئلة والأجوبة (١١٩٩) كيف نفسّر كلام الإمام (عجّل الله فرجه) في مقارنة الناس بجهّال الجاهلية؟

القسم القسم: عصر الظهور السائل السائل: جعفر عبد الأمير الشخص المجيب: مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠٢٢/٠٣/٣١ المشاهدات المشاهدات: ١٨٦٣ التعليقات التعليقات: ٠

السؤال:

ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام) يقول: إن قائمنا إذا قام استقبل من جهل الناس أشد مما استقبله رسول الله (صلى الله عليه وآله) من جهال الجاهلية.
نحن الآن في زماننا هذا والتطور التكنلوجي والعلمي وعلمائنا الأعلام وفقهائنا وكتبنا الفقهية والحوزات العلمية وانتشار التشيع في جميع بقاع العالم، ومازال التطور العلمي والديني واكتمال عقل البشرية في تطور، فكيف نفسر كلام الإمام (عجّل الله فرجه) ومقارنة الناس بجهّال الجاهلية في زمن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) زمن الجاهلية؟


الإجابة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحياة الجاهلية مفهوم عام ولها مصاديق ومظاهر متعددة، ومن الخطأ بمكان الاعتقاد أن الجاهلية يمكن اختزالها في فترة زمنية معينة أو في بقعة معينة، وكذلك من الخطأ حصر مظاهر الجاهلية في أشكال الشرك الساذج أو في الممارسات الوثنية البدائية التي كان الناس عليها قديماً، والسبب في هذه التصورات الخاطئة إنما ينشأ من الفهم الخاطئ لمعنى وحقيقة الجاهلية التي عناها وحددها القرآن الكريم، والتي صنَّفها كعنوان يحكي حالة الرفض والممانعة النفسية أو الاجتماعية عن الاهتداء بهدي الله تعالى وهدي حكومة المعصومين (عليهم السلام)، يقول تعالى: ﴿أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾.
وعلى ضوء هذا التعريف والبيان سوف نفهم أن الجاهلية ليست هي حالة تتناقض أو تتباين بالضرورة مع مظاهر التقدم والتطور المادي والتكنولوجي، فالقرآن الكريم لم يقل عن العرب بأنهم كانوا في جاهلية لأنهم لا يعرفون الفيزياء أو الكيمياء أو الطب والهندسة، فإن الأمر لو كان كذلك لأرشدهم وهداهم لتلك العلوم والمعارف وأنزل عليهم الكتب التي تعلمهم ذلك، وإنما وصفهم بالجاهلية لأنهم يحكّمون أهواءهم ويرفضون الحكم الإلهي الذي تقرره السماء على لسان الأنبياء والرسل، ولذا لم يكن البديل الذي أعطاه لهم ليخرجهم من ظلمات الجاهلية غير (الإسلام)، فذلك هو المقياس الذي يقيس به القرآن الكريم الواقع الإنساني وقيمته التي هو عليها ليستحق ذلك الواقع وصف الكمال أو التسافل تبعاً لانسجامه أو عدم انسجامه مع ذلك المقياس، وتبعاً على ما تقدم لا نستغرب أن توجد الجاهلية في أي مكان أو زمان سواء في الماضي أو المستقبل.
بل يمكن القول إن انطباق وصف الجاهلية على حضارة معينة يتناسب طردياً مع تقدمها المدني والمعرفي فيما لو أخلَّت في التزاماتها بقرارات السماء ومبادئها التوحيدية، ففرق بين جاهلية تنتهج السلوك المنحرف والشذوذ الأخلاقي لشهوة عابرة أو مصالح ضيقة، وبين جاهلية تنتهج ذلك وتنظّر له بالعلم والبحث والدراسة الزائفة، ولأجل ذلك استشرفت الروايات الشريفة المستقبل الإنساني بما لا يبتعد عن هذا المعنى الذي نقوله، فقد روي عن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم): بعثتُ بين جاهليتين، لَأُخراهما شر من أولاهما. [ترتيب الأمالي الخميسية للشجري: ج٢، ص٣٨٣]
ومن خلال نفس السياق والمعنى يتضح معنى ما ورد أن ما سيلقاه الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ويواجهه من جهل الناس عند ظهوره الشريف سيكون أشد مما اختبره رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) صولاته من الناس، فقد روى أبو حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن صاحب هذا الأمر لو قد ظهر لقي من الناس ما لقي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأكثر. [الغيبة للشيخ النعماني: ص٣٠٨]
وكذلك ما رواه النعماني في الغيبة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: إن القائم (عليه السلام) يلقى في حربه ما لم يلق رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، لأن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أتاهم وهم يعبدون الحجارة المنقورة والخشبة المنحوتة، وإن القائم يخرجون عليه فيتأولون عليه كتاب الله ويقاتلونه عليه. [الغيبة للشيخ النعماني: ص٣٠٨]
ولا يخفى أن هذه الرواية وغيرها تحكي لنا عن الانحراف العميق الذي سوف يدب في الواقع الإسلامي وفي المسلمين والذي أنتج في السابق وسوف ينتج في المستقبل الكثير من الرموز التي يتوهم الناس أنها تمثل الإسلام والدين أو أنها تمتلك القراءة الصحيحة للقرآن الكريم بعيداً عن أهل البيت (عليهم السلام) والحجج الذين ارتضاهم الله تعالى لبيان معالم دينه وشريعته، ولا شك أن هذا الجنوح والانحراف لم يكن وليد الساعة أو الحاضر بل بدء التنظير له والاحتجاج له بمجرد وفاة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) وغصب الخلافة من أمير المؤمنين (عليه السلام) والذي جرت محاولات شرعنته وتبريره قرآناً وسنة حتى وصلت الأمور في بعض المراحل الزمنية إلى تبرير قتل سيد شباب أهل الجنة (عليه السلام) بفتاوى يتم تحريرها بصبغة دينية.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016