أقسام الأسئلة والأجوبة
 سؤال مختار:
 الاحصائيات:
 الصفحة الرئيسية » الأسئلة والأجوبة المهدوية » الانتظار والمنتظرون » (١١٤٨) كيف نوفق بين هلاك المستعجلين للفرج والحث على تعجيل الفرج؟

يرجى البحث في الأسئلة والأجوبة المنشورة من خلال محرك البحث قبل إرسال سؤالكم الكريم 👇

 ابحث هنا عن سؤالك المهدوي:
 الانتظار والمنتظرون

الأسئلة والأجوبة (١١٤٨) كيف نوفق بين هلاك المستعجلين للفرج والحث على تعجيل الفرج؟

القسم القسم: الانتظار والمنتظرون السائل السائل: هادي حسين الشخص المجيب: مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠٢١/١١/٢٠ المشاهدات المشاهدات: ٢٣٨٧ التعليقات التعليقات: ٠

السؤال:

ورد في الروايات الشريفة (هلكت المحاضير) أي هلك المستعجلون للفرج كما فسرها الشيخ الكليني في الكافي.
فكيف نوفق بين هلاك المستعجلين للفرج، وبين الأدعية والزيارات التي تحث على تعجيل الفرج؟
فهل عندما ندعوا بتعجيل الفرج نحسب من المستعجلين للظهور؟


الإجابة:

بسم الله الرحمن الرحيم
القراءة الصحيحة للأحاديث الذامة للاستعجال وتجاوز النظرة الحرفية في فهمها يؤدي بنا إلى أن حقيقة الاستعجال الذي لا يرتضيه أهل البيت (عليه السلام) والذي صار محل شجب من قبلهم إنما هو الحركة الانفعالية غير الواعية لتحقيق أهدافها دون الأخذ بأسباب النصر وتوفير الشروط اللازمة، وما يستتبع ذلك من إلقاء النفس في التهلكة، وجعل المؤمنين عرضة لفتك الأعداء، ومرمى لسهام الفتن العمياء.
وعليه فإن سياق تلك الأحاديث الناهية عن الاستعجال إنما كان بخصوص الأفراد والجهات التي ترتجل حركتها السياسية أو العسكرية وفق فهمها الخاص ونظرها المحدود من غير أن تضع للشروط الشرعية أو للظروف الموضوعية الاعتبار المطلوب متوهمة أن شعارات إقامة العدل أو تحقيق الحق أمر متاح لكل أحد وكيفما كان، ثم تعتقد أن ذلك هو ما يريده أهل البيت (عليهم السلام) اعتماداً على ذهنية أصحاب تلك الحركة وتشخيصهم لطبيعة الواقع الخارجي ومتطلباته وبعيداً عن الاستنارة برأي الفقهاء والعلماء والذين بيدهم مجاري الأمور.
ومضافاً إلى ما تقدم، فإن الاستعجال المذموم هو طلب تحقق ظهور الإمام (عجّل الله فرجه) قبل تحقق غايات الغيبة وأهدافها، وأمّا الدعاء بتعجيل الفرج فليس هو تجاوز لكل ذلك، بل هو منسجم ومتَّسق معها، فإن الحكمة الإلهية اقتضت أن تكون الغيبة محلاً للغربلة والتمحيص، والمستعجلون للدولة المهدوية يريدون أن يتجاوزوا هذه الحكمة طمعاً في تحقق النصر السريع وبأي وسيلة كانت.
فقد ورد في دعاء الإمام زين العابدين (عليه السلام): ويا من لا تبدل حكمته الوسائل. [الصحيفة السجادية: دعاء ١٣]، وورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام): إن كرم الله سبحانه لا ينقض حكمته، فلذلك لا تقع الإجابة في كل دعوة. [عيون الحكم والمواعظ الليثي: ص١٥١]
والذي يؤيد ضرورة تحقق غايات الغيبة وأهدافها ما روي عن إبراهيم بن هلال، قال: قلت لأبي الحسن (عليه السلام): جعلت فداك، مات أبي على هذا الأمر، وقد بلغت من السنين ما قد ترى، ولا تخبرني بشيء، فقال: أنت تعجل، فقلت: أي والله أعجل، وما لي لا أعجل وقد كبر سنّي وبلغت أنا من السنين ما قد ترى، فقال: أما والله يا أبا إسحاق، ما يكون ذلك حتّى تميّزوا وتمحّصوا وحتّى لا يبقى منكم إلّا الأقلّ، ثمّ صعّر كفّه. [الغيبة للشيخ النعماني: ص٢١٦]
وأمّا الداعي بتعجيل الفرج، فهو إنما يطلب ذلك من الله تعالى ثم يسلم أمره للمشيئة الإلهية وحكمتها في تدبير الأمور وتصريفها من غير أن يطلب منه تعالى أن ينقض حكمة الغيبة التي أرادها وشاءها، ولذلك نجد في الدعاء المروي عن العمري (رضي الله عنه) والمأخوذ عن صاحب الأمر (عجّل الله فرجه) يقول فيه: وأنت العالم غير معلم بالوقت الذي فيه صلاح أمر وليك في الإذن له بإظهار أمره وكشف ستره، وصبرني على ذلك حتى لا أحب تعجيل ما أخرت، ولا تأخير ما عجلت، ولا أكشف عما سترته ولا أبحث عما كتمته، ولا أنازعك في تدبيرك، ولا أقول: لِمَ وكيف وما بال ولي أمر الله لا يظهر، وقد امتلأت الأرض من الجور، وأفوض أموري كلها إليك...
ثم يختتم الدعاء بقوله: اللهم فافرج ذلك بفتح منك تعجله وبصبر منك تيسره، وإمام عدل تظهره، إله الحق رب العالمين. اللهم إنا نسألك أن تأذن لوليك في إظهار عدلك في عبادك وقتل أعدائك في بلادك. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٥١٢]
ومن الواضح أن الجمع بين فقرتي هذا الدعاء الواحد يعطي هذا المعنى الذي نقوله من كون الدعاء بتعجيل الفرج لا يريد أن يتخطى التدبير الإلهي أو يلغي الوقت الأصلح لظهور الإمام (عجّل الله فرجه).
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016