أقسام الأسئلة والأجوبة
 سؤال مختار:
 الاحصائيات:
 الصفحة الرئيسية » الأسئلة والأجوبة المهدوية » عصر الغيبة » (١٠٢٧) إذا كان (عجّل الله فرجه) غير معزول عن الناس فماذا يفعل...؟

يرجى البحث في الأسئلة والأجوبة المنشورة من خلال محرك البحث قبل إرسال سؤالكم الكريم 👇

 ابحث هنا عن سؤالك المهدوي:
 عصر الغيبة

الأسئلة والأجوبة (١٠٢٧) إذا كان (عجّل الله فرجه) غير معزول عن الناس فماذا يفعل...؟

القسم القسم: عصر الغيبة السائل السائل: جلال العارضي الشخص المجيب: مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠٢١/٠٧/٠٢ المشاهدات المشاهدات: ٢٠٦٥ التعليقات التعليقات: ٠

السؤال:

إذا كان الإمام (عجّل الله فرجه) غير معزول عن الناس فماذا يفعل من الصباح إلى المساء ولأكثر من ألف عام؟ أليس المفروض أن يؤم الناس إلى النجاح والنصر بدلاً من أن يضيع الوقت في الانتظار لحين تتهيأ الأمة لوحدها؟


الإجابة:

بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الأسئلة والاشكالات تنشأ عادةً بسبب عدم الوضوح في المعرفة العميقة لمعنى الإمامة وحقيقتها والتي تؤمن بها مدرسة أتباع أهل البيت (عليهم السلام)، وهي بطبيعة الحال تتجاوز في دورها ووظيفتها الهداية التشريعية التي تستدعي الحضور بين المجتمع للقيام بالدور الظاهري، ولأجل ذلك لابد من بيان هذه المسألة ضرورة أن الوقوف عليها كفيل برد الاشكالات والاستفسارات المتولدة عن الثغرات بسبب عدم الفهم الصحيح لهذه العقيدة.
فنقول: هداية الإمام المعصوم (عجّل الله فرجه) على نحوين:
الأولى: هي الهداية التشريعية وتسمّى في علم الكلام (إراءة الطريق)، وتتمحور حول بيان العقائد والمعارف الدينية والأحكام الفقهية، وهذه الهداية بطبيعة الحال تقتضي وجود الإمام (عجّل الله فرجه) ظاهراً في الناس لإرشادهم أو من خلال نوابه سواء كانوا بالنيابة الخاصة كالسفراء الأربعة أو النيابة العامة كالفقهاء والمراجع، وهؤلاء النواب بقسميهم إنما يبينون الأحكام والعقائد اعتماداً على روايات الأئمة (عليهم السلام) وأحاديثهم، بما فيها الروايات الواصلة من الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، ولذا ورد في توقيعه (عجّل الله فرجه): وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم، وبذلك سيكون الإمام (عجّل الله فرجه) هادياً لنا حتى في زمن غيبته (عجّل الله فرجه).
الثانية: الهداية التكوينية وتسمى (الايصال إلى المطلوب)، وهذه الهداية لا تقتضي حضوره وظهوره (عجّل الله فرجه)، لأنها مرتبطة بعالم الملكوت، وبهدايته هذه ينوّر قلوب المؤمنين ويرقّيهم في درجات القرب الإلهي، باعتباره واسطة الفيض، سواء في بُعدها العام الذي يشمل جميع البشرية، كما ورد هذا المعنى مستفيضاً في رواياتهم (عليهم السلام): لولا الإمام لساخت الأرض باهلها. [الكافي للشيخ الكليني: ج١، ص١٧٩]، أو ببعدها الخاص للمؤمنين فقط، كما ورد في رواية الإمام الباقر (عليه السلام): والله يا أبا خالد لنور الإمام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار، وهم والله ينورون قلوب المؤمنين. [الكافي للشيخ الكليني: ج١، ص١٩٤]
ولا يمكن لأحد أن يقوم بهذه الوظيفة غيره (عجّل الله فرجه)، لأنها متفرعة عن امامته وولايته التكوينية شعرنا بذلك أو لم نشعر، ولذا ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): إن الناس ينتفعون به كما ينتفعون من الشمس إذا سترها السحاب. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٢٠٧]، فإن البشرية لا يمكن لها أن تعيش بدون الشمس وتبقى تنتفع منها حتى إذا جهل قيمتها ولم يرها الإنسان بعينه بسبب غيبتها وراء السحب.
وبعد هذا البيان يصبح واضحاً لديكم أن الإمام (عجّل الله فرجه) ليس معزولاً عزلة وجودية وظيفية عن هذا العالم، بل عزلة معرفية تشخيصية من قبل الناس، وأقرب مثال لهذا المعنى يمكن أن تقاربوا هذا الدور بالدور الذي حكاه لنا القرآن الكريم عن الخضر (عليه السلام)، فمع أنه كان غائباً عن الناس ولم يعلم بوجوده حتى موسى (عليه السلام) إلّا أنه كان يقوم بدور جوهري ومؤثر في مجريات الأحداث ويوجهها تبعا لما يريده الله تعالى، ويتضح كذلك أن أساس اشكالكم يبتني على فهم الإمامة فهماً يتسق مع الرؤية التي تعتقد بها المذاهب الأخرى المخالفة، والتي تجرد الإمام من وظيفته التكوينية وتقصره على دور الحاكم والوالي، فإذا غاب أو تعطل عن ممارسة هذا الدور يتبادر إلى الأذهان التساؤل عن فائدته ومنفعته، نعم يجوز لكم أن تستفسروا عن سبب غيبته (عليه السلام) وعدم قيامه بدوره الظاهري التشريعي كما هو قائم الآن بدوره التكويني الغيبي، وقد أوضحنا ذلك في عدة اجابات سابقة يمكنكم مراجعتها والوقوف عليها.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

التقييم التقييم:
  ١ / ٥.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016