الإمام المنتظر في منتخب الأثر/ القسم الثاني
بحث مختصر على شكل سؤال وجواب للجزء الثاني من كتاب منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر لآية الله العظمى الشيخ لطف الله الصافي الگلپايگاني (دام ظله الوارف)
إعداد: عبد السلام الترابي السدهي
الفهرس
الإهداء
مقدمة المعد
مقدمة المؤلف دام ظله
اسئلة الفصل الاوّل: حول اسم المهدي والاحاديث الواردة فيه وبعض الآيات المبشِّرة بظهوره (عليه السلام)
السؤال الأول: معنى اسم المهدي (عليه السلام)
السؤال الثاني: حول صحة سند الأحاديث الواردة في المهدي (عليه السلام)
السؤال الثالث: لقد ذكرتم أن الأحاديث المبشرة بظهور الإمام المهدي (عليه السلام) متواترة متفق عليها عند أعلام السنة فضلا عن الشيعة، فهل يمكنكم الإشارة إلى بعض ذلك التواتر؟
السؤال الرابع: بعد ما ذكرتم تواتر الأحاديث في الإمام المهدي (عليه السلام) هل يمكنكم الاشارة إلى العلماء الذين خرجوا هذه الأحاديث المروية
السؤال الخامس: هل وعد الله عزّ وجل بالمهدي (عليه السلام) في قرآنه المجيد وهل وردت روايات في تفسير وتأويل تلكم الآيات؟
أسئلة الفصل الثاني: تتعلق فيما يدل على البشارة به وظهوره في آخر الزمان
السؤال الأول: بعد ما ذكرت بعض الآيات المبشرة به هل بشرت روايات العامة بظهوره (عليه السلام)؟
السؤال الثاني: بعد ما أشرت إلى المصادر التي بشرت بالإمام المهدي (عليه السلام) هل تذكرون لنا بعض من تلك الروايات؟
السؤال الثالث: بعد ما ذكرتم طرفا من روايات العامة هل تشيرون إلى بعض روايات الشيعة في البشارة بالإمام المهدي (عليه السلام)؟
السؤال الرابع: هل يمكنكم ان تجعلوا خلاصة للروايات التي بشرت به (عليه السلام)؟
أسئلة الفصل الثالث: وهي تتعلق بكونه من عترة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وعن اسمه وشمائله
السؤال الأول: إلى من ينتسب الإمام المهدي (عليه السلام) أي ما هو نسبه الشريف؟
السؤال الثاني: ما هو اسم الإمام المهدي (عليه السلام)؟
السؤال الثالث: ما هي كنيته (عليه السلام)؟
السؤال الرابع: ما هي صفاته وشمائله الشخصية؟
أسئلة الفصل الرابع: وهي تتعلق بنسبه إلى الأئمة الاثني عشر تفصيلا وإجمالاً
السؤال الأول: هل ذكرت الروايات بأنه ابن أمير المؤمنين، وانه من أحفاده (عليه السلام)؟
السؤال الثاني: فكما ذكرتم فيما سبق أنه من أولاد علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، فهل هو من أولاد فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين (عليها السلام) وبنت الرسول الكريم محمد بن عبد الله (صلى الله عليه واله وسلم)؟ أم لا؟
السؤال الثالث: انه من ذرية الحسن والحسين (عليهما السلام)
السؤال الرابع: التصريح بأنه من أولاد الحسين (عليه السلام)
السؤال الخامس: حول انتهاء نسبه إلى التسعة الذين هم من ذرية الإمام الحسين (عليه السلام) على نحو التفصيل
أسئلة الفصل الخامس: في نسبه إلى أُمِّه (سلام الله عليهما) وأنه آخر الأئمة الاثني عشر وخاتمهم (عليهم السلام)
السؤال الاول: هل اشارت الروايات إلى نسبه من جهة امة (سلام الله عليهما)؟
السؤال الثاني: إن اسماء الأئمة الاثني عشر متشابهة، فهل حددت الروايات شيئاً حول تكرر الأسماء وتشابهها؟
السؤال الثالث: بعد التأكيد على نسب الامام المهدي (عليه السلام) بحيث فصلت الروايات في ذكر أسماء آباءه (عليهم السلام) حتى ذكرت والدته ايضاً وانها خيرة الاماء؛ فهل وضحت الروايات بانه الامام الثاني عشر وانه خاتمهم (عليهم السلام اجمعين)؟
إليك يا سيدي ومولاي؛ الحجة ابن الحسن العسكري؛ قرة عيني، وسروري، وبهجتي، وكحل ناظري.
نزيلك حيث ما اتجهت ركابي * * * وضيفك حيث كنت من البلادي
اهديك هذا الجهد اليسير؛ الخطير الفحوى.
فعسى أن ينال رضاك فأحظى منك بنظرة فهي امنية شائق يتمنّى ذكر فحنّ اليك.
مولاي فأسألك ان تشفع لي عند ربّك بقبول اعمالي وتبديل سيئاتي إلى حسنات، وتجعلني من همّك، وحزبك، ودعائك، وأن ترغب إلى الله تعالى بأن يرضى عنّي ويقبلني ويلحقني بكم، ويجعلني من شيعتكم المقرّبين، واوليائكم السابقين السالفين، إنه وليٌ قدير والحمد لله ربّ العالمين.
المُعد
مقدمة المعد
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف خلقه اجمعين حبيب اله العالمين ابي القاسم محمد وعلى اهل بينه الطيبين الطاهرين المجاهدين واللعن الدائم على اعدائهم اجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين.
عزيزي القارئ هذا الكتاب الذي بين يديك؛ هو خلاصة من الجزء الثاني للكتاب الموسوم ﺑ (منتخب الاثر في الامام الثاني عشر) لآية الله العظمى الشيخ لطف الله الصافي الگلپايگاني أحد زعماء الطائفة الشيعية ومراجعها العظام ادام الله ظله على رؤوس الانام، ولا سيما من له هذا الخط وهذا الكلام، وجعلته على شكل أسئلة وأجوبة ورتبته فصولا؛ ليكون لها موضوعا موحّدا، ومفهوما واضحا، وراعيتُ فيه الاختصار الشديد حتى حذفت كلّ الاسانيد، ومن أراد التوسّع فيما اختصرناه هنا واشرنا إليه ههنا ان يراجع الكتاب المزبور حيث اشرنا تحت كل موضوع إلى المصدر المذكور مع الصفحة تسهيلا للمراجعة لطلاب البحث والحقيقة.
وارجوا من المولى العليم ان يجعله خالصا لوجه الكريم، إنه ولي قدير، وإن ينفع به سائر اخواني المؤمنين.
المُعد
مقدمة المؤلف دام ظله
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يخفى على كلّ من له إلمام بالتاريخ والآثار والأحاديث؛ تواتر البشارات المرويّة عن النبيّ وآله (صلى الله عليه وعليهم) وعن أصحابه في ظهور المهدي (عليه السلام) في آخر الزمان، وطلوع شمس وجوده لإزالة ظلمة الجهل، ورفع الظلم والجور، ونشر أعلام العدل، وإعلاء كلمة الحقّ، وإظهار الدين كله ولو كره المشركون. فهو بإذن الله تعالى يخلص العالم من ذلّ العبودية لغير الله، ويلغي العادات والأخلاق الذميمة، ويرفض القوانين الناقصة التي أحدثتها أفراد البشر حسب أهوائهم، ويميت جميع ما يورث العداوة والبغضاء ويقطع أواصر التعصّبات؛ التعصّب القوميّ والعنصري، التعصّب الوطني، وغير ذلك؛ ممّا هو سبب لاختلاف الاُمة وافتراق الكلمة، واشعال نيران الفتن والمنازعات.
وسيحقق الله بظهوره وعده الذي وعده في قوله تعالى: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنّهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكننَّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنِّهم من بعد خوفهم أمنا). وقوله جلّ وعزَّ: (ونريد أن نمنَّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين)، وسيأتي عصر ذهبي لا يبقى فيه على الأرض بيت إلا ادخله الله كلمة الإسلام، ولا تبقى قرية إلا وينادى فيها بشهادة أن لا إله إلا الله بكرة وعشيا.
وهذا أمر ربّما لا يكون من يدعي اتفاق المسلمين فيه، وإجماعهم عليه مجازفا؛ كيف وقد ادّعى المهدويّة غير واحد في الصدر الاوّل وفي الأزمنة التي كان الناس فيها قريبي عهد بزمن النبّي (صلى الله عليه واله وسلم) والصحابة والتابعين، ولم نعهد أحدا من هؤلاء ردّ دعواهم بإنكار أصل هذه البشائر بل ناقشوهم في الخصوصيات والصغريات.
وليس في المسائل النقليّة التي لا طريق لإثباتها إلا السمع ما يكون الايمان به أولى من الايمان بظهور المهديّ (عليه السلام) لو لم نقل بكونه أولى من بعضها؛ لأنَّ البشارات الواردة فيه قد تجاوزت عن مرتبة التواتر، مع أنّ الأحاديث المنقولة في كثير ممّا اعتقده المسلمون وغير هم لم تبلغ تلك المرتبة، بل ربّما لا توجد لبعض ذلك إلا رواية واحدة ومع ذلك يُعدُّ عندهم من الأمور المسلمة. فاذاً كيف يصح للمسلم المؤمن بما جاء به الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) وأخبر به، أن يرتاب في ظهوره (عليه السلام) مع هذه الروايات الكثيرة!(١).
أحاديث الخلفاء الاثني عشر:
ومن الاحاديث التي تطلب إلمام كل باحث بالنظر فيها ودراسة ما قصد منها، بل مما يجب على كل مسلم ان يقف عندها ولا يتجاوزها حتى يدرك مغزاها ويعرف مؤدّاها، الأحاديث المتواترة التي تنصّ على عدد الخلفاء والأئمة ومن يملك امر هذه الامّة فإنها لم تصدر من النبي (صلى الله عليه واله وسلم)، لمجرد الحكاية والاخبار لأمر من الامور المستقبلية، بل لأنها امر ديني تجب معرفته والاعتقاد به؛ فهي جمل انشائية أمرية حكمية، وان كان تركيبها جملا خبرية، وهي نصوص تدل على شخصيات ممتازة فذة لا يوجد لهم مثيل وبديل في الامة، وهم اثنا عشر لا يزاد عليهم احد ولا ينقص منهم احد.
ولا ريب ان مثل هذا جدير بالتأمّل والتحقيق والبحث عنه، لفهم معناه لأن؛ أحاديثه تقع في سلسلة الأحاديث المتواترة التي تنصّ على نظام الإدارة والحكم بعد النبيّ (صلى الله عليه واله وسلم) وعلى من يلي ولاية الامور، وتبين؛ اهمّ ما يدور عليه نظام الامور، وبقاء كيان الإسلام والدفاع عنه وإقامة العدل والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وحفظ الثغور وامن البلاد واجراء الاحكام ويستفاد منها، ان؛ الله تعالى ونبيّه (صلى الله عليه واله وسلم) لم يهملا هذا الامر العظيم، وانه ليس لاحد عليهما حجة في ذلك اذا لم يبحث عنها بحثا شافيا ولم يهتم بها اهتماما بليغا، ولا يكون مبالغا من قال: انهم تركوا الخوض في هذه الأحاديث شرحا وتفسيرا لأنه ينتهي إلى ما لا ترضاه الدولة وعلماؤها، ولم يكن لغير هؤلاء العلماء الحرية في أبداء الرأي في مثل هذه المسائل وكان اقلّ عقوبة ذلك السجن الطويل والسوط الشديد، ولذا وقعوا في الحيص والبيص في امر هذه الاحاديث فلم يأت من قام بشرحها وتأويلها منهم بشيء واعترف بعضهم بالعجز عن فهمها فبقيت عند اكثر الامة غير معلومة المعنى، وحرموا انفسهم من الاهتداء بها وليست هذه اول قارورة كسرت في الاسلام.
وها نحن نشرع - بحول الله وقوّته - في اخراج هذه الاحاديث على ترتيب ونظم يشرح بعضها بعضا ويقوى بعضها بالبعض، حتى لا تحتاج إلى مزيد بيان في ذلك، وتنقسم هذه الاحاديث من جهة مضامينها: إلى طوائف سنشير إليها تباعا ان شاء الله.
ولا يخفى عليك؛ انه رّبما يوجد في بعض اسناد هذه الاخبار الكثيرة علل تمنع من الاعتماد على تلك الرواية منها بعينها، الا انه لا اعتناء بذلك لانّ الاسناد يقوى بعضها بالبعض، مضافا إلى كفاية الخالص من العلل.
وها نحن نشرع في المقصود بعون الله الرؤوف الودود، ولا يخفى على القارئ العزيز
اولا: انا لم نعمل في اخراج الاحاديث لاستقصائها ولذلك ربما استغنينا بذكر بعضها عن البعض.
وثانيا: ان هذا الكتاب هو خلاصة للجزء الثاني من كتابنا الكبير في احاديث مولانا المهدي المنتظر صاحب الزمان (عليه السلام) المسمّى؛ بمنتخب الاثر أفردناه لفوائده الجمّة المستقلة المختصّة به، ودلالته على عظم امر الخلافة وشأن الولاية قال الله تعالى: (يوم ندعوا كلّ اناس بأمامهم)(٢)، وقال تعالى ايضاً: (انما انت منذر ولكل قوم هاد)(٣).
ونسأله تعالى ان يتقبله منا، بمنّه وفضله، وان يكون خالصا لوجه الكريم والحمد لله رب العالمين(٤).
اسئلة الفصل الاوّل: حول اسم المهدي والأحاديث الواردة فيه وبعض الآيات المبشرّة بظهوره (عليه السلام)
السؤال الاول:
اول سؤال يطالعنا في هذا الكتاب هو؛ ما معنى هذا الاسم المبارك (المهدي) والذي صرّح به النبيّ الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) كما مرّ عليك وسيطالعك في هذا المختصر المُنيف؟
الجواب:
إن معنى المهدي كما قال صاحب النهاية: الذي قد هداه الله إلى الحق، وقد استعمل في الاسماء حتى صار كالأسماء الغالبة، وبه سمّي المهدي الذي بشر به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؛ أنه يجيء في آخر الزمان. جعلنا الله من انصاره(٥).
السؤال الثاني:
من الامور المهمة عندما يتناول الباحث موضوعا معينا هو مسألة صحة الحديث قبل فهم معناه ودلالته حتى يكون الموضوع المطروح على بساط البحث له أهميته، ولا سيما إذا كان الموضوع بهذه الخطورة كقضية الامام المهدي (عليه السلام) فهل يمكن الخدشة بالاخبار الواردة فيه كما يزعم البعض بضعف السند في بعضها وغرابة المضامين الذي يجر إلى استبعاد وقوعها خصوصا في العصور المتأخرة؟
الجواب:
لا تخدش هذه الاخبار (الكثيرة المتواترة حول الامام المهدي عليه السلام) بضعف السند في بعضها وغرابة المضامين واستبعاد وقوعها في بعض آخر منها، فإن ضعف السند في بعضها لا يضرّ بغيره ممّا هو في غاية الصحة والمتانة سندا ومتنا، وإلا يلزم رفع اليد عن جميع الاحاديث الصحيحة لمكان بعض الأخبار الضعيفة مع أنّ اشتهار مفادها بين كافة المسلمين، وكون أكثر مخرجيها من أئمة الاسلام، وأكابر العلماء، وأساتذة فنَّ الحديث موجب للقطع بمضمونها، هذا؛ مضافا إلى أنَّ ضعف السند إنما يكون قادحا إذا لم يكن الخبر متواترا، وأمّا في المتواتر منه فليس ذلك شرطا في اعتباره.
وأمّا استبعاد وقوع ما ذكر فيها من الامور الغريبة فجوابه: أنه ليس للاستبعاد والاستغراب قيمة في المسائل العلمية سيّما النقليّة منها، ولو فتح هذا الباب لزم ردّ كثير من العقائد الحقة الثابتة بأخبار الانبياء ممّا ليس للعلم به أو بخصوصياته طريق إلا من الشرع، مثل: بعض كيفيات المعاد والصراط والميزان والجنة والنار وغيرها، وقد استبعد المشركون بشارات النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بظهور دينه وغلبه كلمته في اول البعثة حيث كان الاسلام منحصرا بالنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وعليٍّ وخديجة (عليهما السلام)، بل يعد ذلك عندهم من المحالات العاديّة، ولذا قالوا: (يا أيها الذي نزّل عليه الذكر إنك لمجنون) لاخباره عن امور كانت عندهم من الممتنعات بحسب العادة والاسباب الظاهرة، ولكن لم تمض إلا أيام معدودة حتى جعل الله كلمته هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى، ودانت له العرب، وخضعت للإسلام والمسلمين أعناق جبابرة العرب والعجم، هذا، مع أنّه ليس في موضوع المهدي (عليه السلام) ما هو أغرب وأعجب من المعجزات المنقولة عن الانبياء وسنن الله تعالى في الامم الماضية كإحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص، ومعجزات ابراهيم وموسى وغير هما من الانبياء (عليهم السلام) وغيبتهم عن قومهم.
فإذا لا وجه للاستغراب والاستبعاد لهذه الاحاديث المتواترة والتي رواتها من اعصار اسلامية متباعدة، وأزمنه مختلفة، لامتناع اجتماع هؤلاء مع بعد مساكنهم واختلاف اعصارهم وآرائهم ومذاهبهم في مجلس واحد واتفاقهم على نقل هذه الاحاديث كذبا.
مع أن صدور الكذب في شأن هؤلاء الرواة الثقات في غاية الضعف والفساد، فهم من اعاظم العلماء ورجالات الدين والمعروفين بالزهد والعبادة.
ولو تركنا الأخذ بهذه الاخبار لما بقي مجال للاستناد إلى كل الاخبار المأثورة عن النبي وعترته (عليهم السلام) في جميع ابواب الفقه وغير ه، ولزم أن ترفع اليد عن التمسك بالاخبار المعتبرة في امورنا الدنيويّة والدينيّة، مع استقرار بناء العقلاء من المسلمين وغير هم عليه، وهذا الاستبعاد هو عمدة ما اعتمد عليه المخالفون، واعترضوا به على الشيعة؛ من غير التفات، إلى ما يؤول إليه امره ممّا لم يلتزم به احد من المسلمين وغير هم(٦).
السؤال الثالث: لقد ذكرتم ان الاحاديث المبشرة بظهور الامام المهدي (عليه السلام) متواترة متفق عليها عند اعلام السنة فضلا عن الشيعة، فهل يمكنكم الاشارة إلى بعض ذلك التواتر؟
الجواب:
لقد ذكر بعض اعلام السنة احاديث حول منجي البشرية واشير إلى بعضهم:
ابن أبي الحديد المعتزلي(٧) في شرح نهج البلاغة، قال:
قد وقع اتفاق الفرق من المسلمين اجمعين على ان الدنيا والتكليف لا ينقضي الا عليه.
وقال الصبّان في اسعاف الراغبين(٨)؛ قد تواترت الاخبار عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بخروجه، وانه من اهل بينه، وانه يملأ الارض عدلا.
وهكذا اشار ايضاً كل من؛ الشبلنجي في نور الابصار(٩)، وابن حجر في الصواعق(١٠)، بإضافة: (وانه يملك سبع سنين، وانه يملأ الارض عدلا، وانه يخرج مع عيسى فيساعده على قتال الدجال بباب لدّ بأرض فلسطين، وأنه يؤم هذه الأمة ويصلي عيسى خلفه).
والسيد احمد بن السيد زيني في الفتوحات الاسلامية(١١)، السوّيدي في سبائك الذهب(١٢)، وابن خلدون في مقدمته(١٣)، والشيخ منصور في غاية المأمول(١٤). وادعى اشتهار الاحاديث في الامام المهدي (عليه السلام) والدجال ونزول عيسى (عليه السلام)، ونقل ان احاديث المهدي رواها جماعة من خيار الصحابة وخرّجها اكابر المحدثين، ونقل في ذلك عن الحافظ في فتح الباري، وعن الشوكاني في رسالته المسمّاة بالتوضيح في تواتر ما جاء في المنتظر والدجال والمسيح.
والكنجي الشافعي في البيان (ب ١١)، واحمد امين في المهدي والمهدوية (ص ١٠٦) وذكر انه قرأ رسالة للأستاذ احمد بن محمّد الصدّيق في الرّد على ابن خلدون سمّاها (ابراز الوهم المكنون من كلام ابن خلدون) وفند كلام الاخير في طعنه على الاحاديث الواردة في المهدي، وذكرانها صحيحة وبالغة حد التواتر، وذكر بيتا من اهل العلم ممّن يثبت وجود المهدي (عليه السلام) وهو:
وخبر المهدي ايضاً ورد ذا كثرة في نقله فاعتضدا وابو الطيب بن احمد الحسن الحسيني في (الاذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة) ورد على ابن خلدون الذي انكر الروايات الواردة في الامام المهدي (عليه السلام). وكفاية الموّحدين للشافعي، والبرهان في علامات مهدي آخر الزمان (ب ١٢)(١٥).
السؤال الرابع: بعد ما ذكرتم تواتر الاحاديث في الامام المهدي (عليه السلام) هل يمكنكم الاشارة إلى العلماء الذين خرجوا هذه الاحاديث المروية
الجواب:
نعم لقد أخرج هذه الاحاديث الواردة في البشارة بالإمام المهدي (عليه السلام) جماعه من اكابر علماء السنة وأئمتهم في الحديث وهم: كأحمد، وابي داود، وابن ماجة، والترمذي، والبخاري، ومسلم، والنسائي، والبيهقي، والماوردي، والطبراني، والسمعاني، والروياني، والعبدري، والحافظ عبد العزيز العكبري في تفسيره، وابن قتيبة في غريب الحديث، وابن السري، وابن عساكر، والدارقطني في مسند سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام)، والكسائي في المبتدا، والبغوي، وابن الاثير، وابن الديبع الشيباني، والحاكم في المستدرك، وابن عبد البرّ في الاستيعاب، والحافظ ابن مطيق، والفرعاني، والنميري، والمناوي، وابن شيروية الديلمي وسبط ابن الجوزي، والشارح المعتزلي، وابن الصبّاغ المالكي، والحموي، وابن المغازلي الشافعي، وموفق بن احمد الخوارزمي، ومحبّ الدين الطبري، والشبلنجي، والصبان، والشيخ منصور علي ناصف، وغير هم.
وكذلك عزيزي القارئ؛ الفرقة المحقة من الشيعة فقد ألفوا الكثير من الكتب والرسائل حول ظهور المهدي (عليه السلام) من عصر الامام العسكري (عليه السلام) إلى العصر الحاضر، اضافة إلى ما ألفه ويؤلفه الكثير من علماء العامة إلى يومنا هذا(١٦).
السؤال الخامس: هل وعد الله عزّ وجل بالمهدي (عليه السلام) في قرآنه المجيد وهل وردت روايات في تفسير وتأويل تلكم الآيات؟
الجواب:
نعم لقد وردت بعض الآيات الكريمة حول الامام المهدي (عليه السلام) وهي بحسب ظاهرها او بحسب ما ورد في تفسير ها تختص بالإمام المهدي (عليه السلام)، كما ان بعض الآيات مؤولة بظهوره ايضاً، او مؤولة ببعض علائم ظهوره، وغير ذلك؛ نشير إلى بعض منها:
١- قوله تعالى: (الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلوة وممّا رزقناهم ينفقون)(١٧).
نقل صاحب كمال الدين(١٨) رواية عن ابي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عزّ وجل (الذين يؤمنون بالغيب) يعني من أقر بقيام القائم انه الحق.
٢- وقوله تعالى: (ونريد ان نمنّ على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين)(١٩).
فقد ورد في نهج البلاغة(٢٠): قال علي (عليه السلام): لتعطفنَّ الدنيا علينا بعد شماسها عطف الضروس على ولدها، وتلا عقيب ذلك قوله تعالى: (ونريد ان نمّن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين)، قال ابن ابي الحديد في شرحه؛ إن اصحابنا يقولون: إنه وعد بإمام يملك الارض ويستولي على الممالك(٢١).
وفي الانوار المضيئة: بإسناده يرفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: المستضعفون في الارض المذكورون في الكتاب الذين يجعلهم الله أئمة نحن اهل البيت، يبعث الله مهديهم فيعزّهم ويذّل عدّوهم(٢٢).
٣- وقول تعالى: (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون)(٢٣).
رويَّ عن ابي جعفر (عليه السلام) قال: قوله عزّ وجل (إن الارض يرثها عبادي الصالحون) هم اصحاب المهدي (عليه السلام) في آخر الزمان(٢٤).
٤- وقوله تعالى: (وإنه لعلم للساعة)(٢٥).
قال ابن حجر في الصواعق في الفصل الذي عقده في الآيات الواردة فيهم (يعني: في اهل البيت (عليهم السلام)): الآية الثانية عشرة: وقوله تعالى: (وإنه لعلم للساعة) قال مقاتل بن سليمان ومن تبعه من المفسرين؛ إن هذه الآية نزلت في المهدي، وستأتي الاحاديث المصرّحة بأنّه من اهل البيت النبويّ، وحينئذٍ ففي الآية دلالة على البركة في نسل فاطمة وعلي رضي الله عنهما، وأن الله ليخرج منهما كثيرا طيبا، وأن يجعل نسلهما مفاتيح الحكمة ومعادن الرحمة.... إلى آخر كلامه(٢٦).
٥- وقوله تعالى: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهر ه على الدين كله ولو كره المشركون)(٢٧).
روي عن ابي جعفر (عليه السلام) أنه قال: إنّ ذلك يكون عند خروج القائم(٢٨). وذكر صاحب مفاتيح الغيب (التفسير الكبير): قال في تفسير قوله تعالى (هو الذي ارسل رسوله....) الآية قال السدّي: عند خروج المهدي(٢٩).
٦- وقوله تعالى (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكننَّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلّنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون)(٣٠).
روي عن ابن عباس في قوله (وعد الله الذين آمنوا...) إلى آخر الآية، قال: نزلت في آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم(٣١).
وفي كتاب الاحتجاج: في حديث طويل عن أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول فيه (بعد ذكره معائب بعض اعداء اهل البيت، والمتغلبين على الحكم، وإمهال الله إياهم)، كلّ ذلك لتتّم النظرة التي أوحاها الله تبارك وتعالى لعدوه إبليس، إلى أن يبلغ الكتاب أجله، ويحق القول على الكافرين، ويقترب الوعد الحقّ الذي بينه الله في كتابه بقوله، (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم)؛ وذلك إذا لم يبق من الاسلام إلا أسمه، العذر له في ذلك، لاشتمال الفتنة على القلوب حتى يكون اقرب الناس إليه أشدّ عداوة له، وعند ذلك يؤيده الله بجنود لم تروها، ويظهر دين نبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم) على يديه على الدين كله ولو كره المشركون(٣٢).
٧- وقوله تعالى: (الذين إن مكناهم في الارض اقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور)(٣٣).
في شواهد التنزيل عن زيد بن علي، قال: إذا قام القائم من آل محمد يقول: يا أيها الناس نحن الذين وعدكم الله في كتابه (الذين إن مكناهم في الارض....) الآية(٣٤).
٨- وقوله تعالى: (اُذِنَ للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير)(٣٥).
روي عن ابي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عزّ وجل (أذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير): هي في القائم (عليه السلام) واصحابه(٣٦).
٩- وقوله تعالى (أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا)(٣٧).
روي في اخبار اهل البيت (عليهم السلام)؛ إن المراد به اصحاب المهديّ في آخر الزمان، قال الرضا (عليه السلام): وذلك والله أن لو قام قائمنا يجمع الله إليه شيعتنا من جميع البلدان(٣٨).
١٠- وقوله تعالى: (وفي السماء رزقكم وما توعدون، فوربّ السماء والارض إنّه لحقّ مثل ما انكم تنطقون)(٣٩).
روي عن عبد الله بن عباس في قول الله تعالى: (وفي السماء رزقكم وما توعدون فورب السماء والارض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون) قال: قيام القائم(٤٠).
وهناك كثير من الآيات والروايات في ذلك؛ من أراد فليراجع مضانها وبالخصوص كتاب الحجة فيما نزل في القائم الحجة وغيرها.
أسئلة الفصل الثاني: تتعلق فيما يدل على البشارة به وظهوره في آخر الزمان
السؤال الاول: بعد ما ذكرت بعض الآيات المبشرة به هل بشرت روايات العامة بظهوره (عليه السلام)؟ (٤١)
الجواب:
لقد ذكرنا في تأويل الآيات المبشرة به (عليه السلام) بعض الروايات التي بشرّت بالإمام المنتظر وكان جلّها من طرق الخاصة، ونحن نشير هنا إلى بعض مصادر العامة ورواياتهم حول البشارة به عليه السلام).
فهناك الكثير من كتب العامة المعتبرة التي بشرّت به (عليه السلام) واعطت بعض صفاته وانا اشير إلى بعضها؛
مسند أحمد، سنن الترمزي، سنن ابن داود، سنن ابن ماجة، صحيح البخاري، المعجم الكبير للطبراني، مروج الذهب للمسعودي، المستدرك على الصحيحين للحاكم النيشابوري، ذكر اخبار اصفهان، فردوس الاخبار، صفه المهدي وكتاب العوالي، الفتن لنعيم ابن حماد المروزي، عقد الدرر للسلمي، البيان في اخبار صاحب الزمان للكنجي الشافعي، ينابيع المودة للقندوزي، صحيح مسلم، المصنف لابن ابي شيبة، العرف الوردي لجلال الدين السيوطي، المسند، ومسند أبي يعلي، تاريخ ابن عساكر، فضائل الصحابة للسمعاني، الاستيعاب، كنز العمال، السنن الواردة في الفتن، وكذلك اشار إلى ذلك ابن أبي الحديد في كتابه نهج البلاغة في موارد عديدة(٤٢).
السؤال الثاني: بعد ما اشرت إلى المصادر التي بشرت بالإمام المهدي (عليه السلام) هل تذكرون لنا بعض من تلك الروايات؟
الجواب:
لقد ذكرنا سابقا إلى مصادر من كتب العامة التي بشرت بظهوره (عليه السلام) وكذلك اشارت كثير من المصادر الشيعية والتي سياتي الاشارة إليها ونحن نذكر الآن بعض تلك الروايات من كتب العامة.
١- في مسند أحمد(٤٣)، قال حجّاج: سمعت عليا رضي الله عنه يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): لو لم يبق من الدنيا إلا يوم بعث الله عزّ وجلّ رجلا [منا] يملأها عدلا كما ملئت جورا(٤٤).
٢- سنن الترمذي: عن ابي سعيد الخدري، قال: خشينا ان يكون بعد نبينا حدث، فسالنا نبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ فقال: إن في امّتي المهديّ يخرج يعيش خمسا او سبعا او تسعا. زيد الشاك قال: قلنا وما ذاك؟ قال: سنين، قال: فيجيء إليه رجل فيقول: يا مهدي اعطني؟ قال: فيحثي له في ثوبة ما استطاع ان يحمله. قال: هذا حديث حسن.
٣- سنن ابن ماجة عن انس بن مالك قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: نحن ولد عبد المطلب سادة أهل الجنة أنا وحمزة، وعليّ، وجعفر، والحسن، والحسين، والمهدي(٤٥).
٤- سنن ابي داود: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): المهدي مني، أجلى الجبهة(٤٦)، أقنى الانف، يملأ الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، يملك سبع سنين(٤٧).
٥- فضائل الصحابة للسمعاني: عن ابي سعيد الخدري قال: دخلت فاطمة على ابيها (صلى الله عليه وآله وسلم) في مرضه، وبكت وقالت: يا أبي! أخشى الضيعة من بعدك، فقال: يا فاطمة! إنّ الله اطلع إلى الارض اطلاعة فاختار منهم أباك فبعثه رسولا، ثمّ اطلع ثانية فاختار منهم بعلك، فأمرني أن اُزوجك منه فزوّجتك منه، وهو أعظم المسلمين حلما، وأكثرهم علما، وأقدمهم إسلاما، إنا أهل بيت أعطانا الله سبع خصال لم يعطها من الاولين، ولم يدركها احدٌ من الاخرين: نبينا خير الانبياء وهو ابوك، ووصينا خير الاوصياء وهو بعلك، وشهيدنا خير الشهداء وهو عمّ أبيك حمزة، ومنا من له جناحان يطير بهما في الجنة حيث يشاء وهو جعفر، ومنّا سبطا هذه الامّة؛ وهما ابناك، ومنّا مهديّ هذه الاُمة.
قال أبو هارون العبدي: لقيت وهب بن منبّه أيام الموسم فعرضت عليه هذا الحديث، فقال: إنّ موسى لما فتن قومه واتّخذوا العجل إلها فكبرَ على موسى، قال الله: يا موسى، من كان قبلك من الانبياء؛ افتتن قومه، وإنّ امة احمد ايضاً؛ ستصيبهم فتنة عظيمة من بعده حتّى يلعن بعضهم بعضا، ثمّ يصلح الله أمرهم برجلٍ من ذرية احمد وهو المهدي.
السؤال الثالث: بعد ما ذكرتم طرفا من روايات العامة هل تشيرون إلى بعض روايات الشيعة في البشارة بالإمام المهدي (عليه السلام)؟
الجواب:
لقد اشارت كتبنا الشيعية في موارد كثيرة عن الامام المهدي (عليه السلام) ونشير إلى بعض المصادر والروايات:
١- امالي الشيخ: عن جبير بن نوف أبي الودّاك، قال: قلت لأبي سعيد الخدري: والله ما يأتي علينا عام إلا هو شرّ من الماضي، ولا أمير إلا وهو شرّ ممّن كان قبله، فقال أبوسعيد: سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول؛ ما تقول، ولكن سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يقول: لا يزال بكم الأمر حتى يولد في الفتنة والجور من لا يعرف عندها، حتى تملأ الارض جورا فلا يقدر احد يقول: الله، ثمَّ يبعث الله عزّ وجلّ رجلا منّي ومن عترتي، فيملأ الارض عدلا كما ملأها من كان قبله جورا، ويخرج له أفلاذ كبدها، ويحثو المال حثوا ولا يعدّه عدّا، وذلك حتى يضرب الاسلام بجرانه(٤٨).
٢- غيبة الشيخ عن جابر بن عبد الله الانصاري، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): المهديّ يخرج في آخر الزمان(٤٩).
٣- الامالي للصدوق: عمّن سمع أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
لكل اُناس دولة يرقبونها * * * ودولتنا في آخر الدهر تظهر
٤- دلائل الامامة: عن عبد الله بن مسعود قال، كنت عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ مرّ فتية من بني هاشم كأن وجوههم المصابيح، فبكى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)! قلت: ما يبكيك يا رسول الله؟ قال: إنا أهل بيت قد اختار الله لنا الآخرة على الدينا، وسيصيب أهل بيتي قتلٌ وتطريدٌ وتشريدٌ في البلاد، حتى يتيح الله لنا راية تجيء من المشرق يهزّها هزّ، ومن يشاقها يشاقّ، ثمّ يخرج عليهم رجلٌ من اهل بيتي اسمه كاسمي وخلقه كخلقى، تؤوب إليه امتي كما تؤوب الطير إلى اوكارها، فيملأ الارض عدلا كما ملئت جورا(٥٠).
٥- الكافي عن أبان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لا تذهب الدنيا حتى يخرج رجلٌ مني، يحكم بحكومة آل داود ولا يسأل بينة، يعطي كلَّ نفس حقها(٥١).
وغيرها من المصادر الاخرى كالإرشاد للشيخ المفيد، ونفس المهموم للشيخ عباس القمي، وقرب الاسناد، وكامل الزيارات لجعفر بن محمد بن قولويه، مختصر بصائر الدرجات لمحمد ابن سليمان الحلي، وكتاب المسترشد، عيون اخبار الرضا للشيخ الصدوق، الخصال للشيخ الصدوق ايضاً(٥٢).
السؤال الرابع: هل يمكنكم ان تجعلوا خلاصة للروايات التي بشرت به (عليه السلام)؟
الجواب:
نعم يمكننا ان نجمع خلاصة الروايات في النقاط التالية حتى يكون هذا الجواب جامعا كليا للفصل الثاني:
١- أن خروجه حتمي قبل يوم القيامة.
٢- أنه من اهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله).
٣- انه يملك العرب قبل ذهاب الدنيا.
٤- أن اسمه يواطئ اسم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
٥- أنه موجود في امة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
٦- أنه يعيش (أو يحكم أو يملك) خمسا أو سبعا أو تسعا.
٧- أنه يحثي المال حثوا للناس ولا يعده عدا.
٨- أنه من عترة الرسول (صلى الله عليه وآله) ومن ولد فاطمة (سلام الله عليها).
٩- يملأ الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.
١٠- ينزل عيسى ابن مريم (عليه السلام) ويصلي خلفه.
١١- يصلح الله أمره في ليلة.
١٢- أنه من سادة اهل الجنة وسماه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) سيدا.
١٣- أوجب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) اتباعه عند ظهوره والاهتداء بنهجه والاتيان له ولو حبوا على الثلج.
١٤- نزول البلاء والظلم بأمة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل ظهوره.
١٥- يرضى عنه ساكن السماء وساكن الارض.
١٦- لا تدّخر الارض من بذرها شيئاً إلا أخرجته وكثرة الامطار النافعة (اي أن زمانه زمان خير وبركة) وكثرة الماشية.
١٧- يتمنى الاحياء رجوع الاموات من الخير الذي يرونه.
١٨- أنه يأتي والامة مختلفة فيما بينها.
١٩- يقسم المال بين الناس بالسوية حتى يستغنوا.
٢٠- يسع الناس عدله.
٢١- أنه لا خير في العيش بعده.
٢٢- أنه طاووس اهل الجنة.
٢٣- أنه يدعو الناس دعاء جديدا إلى الاسلام كما دعى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) اول بدأ دعوته.
٢٤- أنه يقصم الجبارين ويعيد الاسلام على يديه غضا طريا.
٢٥- إن الامة تفسد قبل ظهوره.
٢٦- تجري الملاحم على يديه.
٢٧- أنه وعد حتمي لا يخلفه الله الذي هو سريع الحساب.
٢٨- أنه (عليه السلام) أفرق الثنايا، أجلى الجبهة أقنى الانف، ضخم البطن.
٢٩- أن اهل البيت سيلقون بلاء شديدا وتشريدا حتى ظهوره (عليه السلام).
٣٠- أنه ستكون دولة في المشرق على الحق تسلم رأيتها السوداء للمهدي (عليه السلام).
٣١- يختم الله الدين على يديه كما فتحه على ايدي جده المصطفي (صلى الله عليه وآله وسلم).
٣٢- يستنقذ الناس من الضلالة.
٣٣- يؤلف الله به بين القلوب في الدين بعد عداوة الفتنة.
٣٤- يملك جبل الديلم والقسطنطنية.
٣٥- أن الدين يفسد بعد قتل علِِِي (عليه السلام) ولا يصلحه إلا المهدي.
٣٦- أنه من ولد الحسين (عليه السلام).
٣٧- أنه خليفة الله ورسوله في الارض.
٣٨- أن خلقه خلق الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
٣٩- كنيته أبا عبد الله.
٤٠- أنه من الذين تشتاق إليهم الجنة.
٤١- تلجأ إليه الامة الاسلامية وتعظم به.
٤٢- أنه يعمل بكتاب الله وينكر المنكر.
٤٣- كثرة الفتن قبلة كلما يسكن منها جانب اشتعل من جانب آخر.
٤٤- ينادي المنادي من السماء بأمرته (عليه السلام) وباسمه.
٤٥- إنه يستخرج الكنوز من الارض ويقسم المال ويلقي الاسلام بجرانه.
٤٦- حسبه عفيف واصحابه سادة.
٤٧- ينادي باسمه في شهر رمضان ثلاثا.
٤٨- أنه يثبت على الهدى ولا يؤخذ على حكمه الرّشى.
٤٩- دعواته دامغات للمنافقين فارحات عن المؤمنين.
٥٠- أنه يعمل بسنة رسول (الله صلى الله عليه وآله) يحيي السنّة والفرض.
٥١- أن منطقة الحكمة والصدق في المقال.
٥٢- أنه يعيش مغترب إذا اغترب الاسلام.
٥٣- المدرك لثار الحسين (عليه السلام) وثار اولياء الله.
٥٤- أنه يذل ملوك الارض وينصر دين الله.
٥٥- هو صاحب الراية المحمّدية، والدولة الاحمدية.
٥٦- يقوم بالسيف.
٥٧- ملكه ملك آل محمد واهل البيت في الحقيقة.
٥٨- يسمّ كل ذي فضل بفضله وكلّ ذي جهل بجهلة.
٥٩- الوارث لكل علم المخبر عن ربه، المنبه بأمر إيمانه، الرشيد السديد، المفّوض إليه.
٦٠- هو الحجة ولا حجة بعده.
٦١- المبشر به من سلف.
٦٢- اصحابه اصحاب بدر واصحاب طالوت.
٦٣- أنه قائم آل محمد (سلام الله عليهم اجمعين).
٦٤- أنه يضرب الضالين حتى يرجعوا إلى الحق.
٦٥- ينتشر الامن في زمانه.
٦٦- تكون الفتن قبله ثلاث؛ فتنة السراء، والضراء، وفتنة تمحيص للناس كما يمحص ذهب المعادن.
٦٧- اسعد الناس بالمهدي اهل الكوفة.
٦٨- تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان إلى الكوفة وتبعث للمهدي بالبيعة وهو في مكة.
٦٩- ظهور اصحاب الرايات السود (الصغار) على السفياني في ملحمة عظيمة قبل ظهوره ويؤدون الطاعة له.
٧٠- لا يظهر حتى تكتمل من الله فينا الصنائع.
٧١- اصحاب الكهف اعوان المهدي (عليه السلام).
٧٢- إن الله جعله مطهر الارض من اعدائه، ووارثها.
٧٣- أنه مؤيد بالملائكة.
٧٤- أن اسمه المهدي (عليه السلام).
٧٥- يحكم بحكم آل داود ولا يسأل بينة.
٧٦- أنه يعرف بالطريد الشريد صاحب الغيبة لا يعرف الناس مصيره.
٧٧- هو الذي يقتل الدجّال.
٧٨- أنه من السبعة الذين هم افضل خلق الله في الارض، ويطوف مع الملائكة مثل جعفر الطيار.
٧٩- يوم قيامه، من ايام الله الثلاثة.
٨٠- أنه من ولد عبد المطلب.
٨١- القائم امام ابن امام وصي ابن وصي.
٨٢- لا يقبل الجزية عند ظهوره.
٨٣- يفتح الله على يديه مشارق الارض ومغاربها.
وغير ذلك عزيزي القارئ.
اسئلة الفصل الثالث: وهي تتعلق بكونه من عترة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) واسمه وشمائله (٥٣)
السؤال الاول: إلى من ينتسب الامام المهدي (عليه السلام) اي ما هو نسبه الشريف؟
الجواب:
لقد مرّ عليك فيما سبق من الروايات حول كونه (عليه السلام) من عترة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولكن نذكر هنا زيادة على ما مضى فيما يدل على ذلك؟ وكما سيأتي عليك في الأسئلة التالية في بيان نسبه الشريف ايضاً؟
١- الفتن: عن عائشة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: هو رجل من عترتي يقاتل على سنّتي كما قاتلت انا على الوحي(٥٤).
٢- جواهر العقدين: عن علي رضي الله عنه رفعه: المهدي منّا، يختم الدين بنا كما فتح بنا(٥٥).
٣- المعجم الكبير: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): يخرج رجل من اهل بيتي يواطئ اسمه اسمي، وخلقه خلقي، يملأها عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا.
٤- المعجم الاوسط: عن علي بن ابي طالب (عليه السلام)؛ أنه قال للنبي (صلى الله عليه واله سلم): أمنا المهدي ام من غيرنا يا رسول الله؟ قال: بل منا بنا يختم الله كما بنا فتح وبنا ألف بين قلوبهم بعد عداوة الشرك قال علي (عليه السلام): أمؤمنون أم كافرون؟ فقال: مفتون وكافر.
٥- المعجم الصغير: قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) لفاطمة (عليها السلام): نبينا خير الانبياء وهو ابوك وشهيدنا خير الشهداء وهو عمّ ابيك حمزة، ومنا من له جناحان يطير بهما في الجنة حيث يشاء وهو ابن عمّ ابيك جعفر، ومنا سبطا هذه الامة الحسن والحسين وهما ابناك ومنا المهدي(٥٦).
السؤال الثاني: ما هو اسم الامام المهدي (عليه السلام)؟
الجوا ب:
كما مرّ عليك سابقا؛ قول الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) الواضح في ذلك بان؛ اسم الامام المهدي هو نفس اسم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ونذكر هنا زيادة على ذلك بعض الروايات في ذلك:
١- الفتن: عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) قال: اسم المهدي اسمي(٥٧).
٢- البرهان في علامات مهدي آخر الزمان: عن علي (عليه السلام) قال: اسم المهدي محّمد(٥٨).
وتجد عزيزي القارئ روايات اخرى تصرح باسمه (عليه السلام) بانه محمد وان في بعضها انه ذو اسمين: خلف ومحمد. وانه يحرم تسميته، وايضاً: لا يحل لأحد تسميته باسمه او بكنيته، وانه له؛ اسمان واحد يعلم والآخر يخفى محمد وأحمد(٥٩).
السؤال الثالث: ما هي كنيته (عليه السلام)؟
الجواب:
ان كنية الامام المهدي (عليه السلام) هي كنية رسول الله (صلى الله عليه واله)، ومع العلم ان كنية الرسول من مختصاته التي لا يجوز ان يتكنى بها مَن اسمه محمد إلا الامام المهدي (عليه السلام) فكنيته: ابي القاسم وفي ذلك اذكر احاديثا:
١- كمال الدين: قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): المهدي من ولدي اسمه اسمي، وكنيته كنيتي، اشبه الناس بي خلقا وخلقا، يكون له غيبة وحيرة تضل فيها الامم، ثم يقبل كالشهاب الثاقب، يملأها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما(٦٠).
٢- عقد الدرر: عن عبد الله ابن عمر، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي، اسمه اسمي، وكنيته كنيتي، يملأ الارض عدلا كما ملئت جورا(٦١).
٣- البحار: قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): القائم من ولدي، اسمه اسمي، وكنيته كنيتي، وشمائله شمائلي، وسنته سنتي، يقيم الناس على ملتي وشريعتي، ويدعوا إلى كتاب ربّي عزّ وجلّ، من اطاعه فقد اطاعني، ومن عصاه فقد عصاني، ومن انكره في غيبته فقد انكرني، ومن كذبه فقد كذبني، ومن صدقه فقد صدّقني، إلى الله اشكو المكذبين لي في امره، والجاحدين لقولي في شأنه، والمضلين لامتي عن طريقته (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)(٦٢).
ودلت عليه اخبار كثيرة اخرى، كما ان في بعضها انه يكنى (ابا عبد الله)، وفي بعضها الاخر: ان من كناه: كنية مولانا الباقر (عليه السلام)، وفي غيرها (كنّي بجعفر)(٦٣).
السؤال الرابع: ما هي صفاته وشمائله الشخصية؟
الجواب:
لقد اشارت حوالي ٢٩ حديثا ورواية إلى صفته (عليه السلام) نذكر طرفا منها على نحو الاشارة:
١- رواية تقول: انه اشم الانف.
٢- ورواية تقول: إن المهدي اقنى(٦٤) اجلى(٦٥).
٣- وفي اخرى: وجهه كالكوكب الدرّي، اللون عربي، والجسم اسرائيلي(٦٦).
٤- افرق الثنايا، أجلى الجبهة.
٥- المهدي اجلى الجبين، اقنى الانف.
٦- أبيض اللون مشرب بالحمرة، مبدح البطن، عريض الفخذين عظيم مشاش المنكبين، بظهره شامتان، شامة على لون جلده، وشامة على شبه شامة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
٧- هو فتى من قريش، آدم(٦٧)، (ضرب من الرجال)(٦٨).
اسئلة الفصل الرابع: وهي تتعلق بنسبه (عليه السلام) وانه ابن علي بن ابي طالب ثم الحسين وهكذا إلى الامام الحسن العسكري عليهم الصلاه والسلام اجمعين (٦٩)
السؤال الاول: هل ذكرت الروايات بانه ابن أمير المؤمنين، وانه من احفاده (عليه السلام)؟
الجواب:
في هذا الصدد توجد كثير من الروايات منها من طرق العامة وكتبهم واخرى من طرقنا وهي كالاتي:
١- الفتن(٧٠): عن علي (عليه السلام) قال: هو (يعني: المهدي) رجل مني.
٢- فرائد السمطين(٧١): قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): إن علي بن ابي طالب إمام امتي وخليفتي عليها من بعدي ومن ولده القائم المنتظر الذي يملأ الله به الارض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا؛ والذي بعثني بالحق بشيرا انّ الثابتين على القول به في زمان غيبته لأعزّ من الكبريت الاحمر، فقام إليه جابر بن عبد الله الانصاري، فقال: يا رسول الله، وللقائم من ولدك غيبة؟ قال: إي وربي ليمحصّ الله به الذين آمنوا ويمحق الكافرين، يا جابر أنّ هذا امر من امر الله، سرّ من سرّ الله، علمه مطوّي عن عباده، فإياك والشك فيه، فإن الشك في امر الله كفر.
٣- دلائل الامامة(٧٢): عن أنس بن مالك، قال: خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ذات يوم فرأى عليا، فوضع يده بين كتفيه، ثمّ قال: يا علي! لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يملك رجلٌ من عترتك يقال له المهدي، يهدي إلى الله عزّ وجلّ، ويهتدي به العرب كما هديت انت الكفّار والمشركين من الضلالة، ثمّ قال: ومكتوب على راحتيه: بايعوه، فان البيعة لله عزّ وجلّ.
٤- كتاب الغيبة(٧٣): عن ابن عبّاس (في حديث طويل) انه قال: يا وهب! ثمّ يخرج المهديّ، قلت: من ولدك؟ قال: لا والله ما هو من ولدي ولكن من ولد عليّ (عليه السلام)، وطوبى لمن ادرك زمانه، وبه يفرّج الله عن الامة حتى يملأها قسطا وعدلا... إلى آخر الخبر.
٥- معاني الاخبار(٧٤): خطب أمير المؤمنين علي بن ابي طالب صلوات الله عليه بالكوفة بعد منصرفه من النهروان وبلغه انّ معاوية يسبّه ويلعنه ويقتل اصحابه، فقام خطيبا ثمّ ذكر خطبته التي ذكر فيها ما انعم الله على نبيه وعليه... وساق الكلام إلى أن قال: ومن ولدي مهدي هذه الامّة(٧٥).
السؤال الثاني: فكما ذكرتم فيما سبق انه؛ من اولاد علي بن ابي طالب (عليهما السلام)، فهل هو من اولاد فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين (عليها السلام) وبنت الرسول الكريم محمد بن عبد الله (صلى الله عليه واله وسلم)؟ ام لا؟
الجواب:
لقد وردت حوالي ٢٠٢ حديثا في كتب الفريقين تبين؛ ان الامام المهدي (عليه السلام) الذي سيخرج في آخر الزمان ويملأها قسطا وعدلا؛ هو من ذرية فاطمة (عليها السلام) واليك بعضا منها:
١- المستدرك على الصحيحين(٧٦): عن سعد بن المسيب يقول: سمعت ام سلمة تقول: سمعت النبي (صلى الله عليه واله وسلم) يذكر المهدي فقال: نعم هو حق وهو من بني فاطمة، واخرج هذا الحديث جماعة آخرون من العامة(٧٧).
٢- البرهان في علامات مهدي آخر الزمان(٧٨): عن الحسين (عليه السلام) ان النبي (صلى الله عليه واله وسلم) قال لفاطمة: يا بنيّة: المهدي من ولدك.
٣- شرح الاخبار(٧٩): عن رسول الله (صلى الله عليه واله) انه قال: المهدي من نسل فاطمة سيدة نساء العالمين، طالت الايام ام قصرت، يخرج فيملأ الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، يطيب العيش في زمانه، ويصيح صائح بلعنة؛ بني امية وشيعتهم، والصلاة على محمد والبركة على علي وشيعته، فيومئذ يؤمن الناس كلهم اجمعون.
٤- السيرة الحلبية(٨٠): قال؛ وقد جاء ان المهدي من عترة النبي (صلى الله عليه واله) من ولد فاطمة.
٥- بحار الانوار(٨١): عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال أبي: دفع النبي (صلى الله عليه واله) الراية يوم خيبر إلى علي بن ابي طالب (عليه السلام) ففتح الله عليه، ثمّ ذكر نصبه (عليه السلام) يوم الغدير، وبعض ما ذكر فيه من فضائله (عليه السلام)... إلى ان قال: ثم بكى النبي (صلى الله عليه وآله)! فقيل: مم بكاؤك يا رسول الله؟ قال: اخبرني جبرئيل (عليه السلام) انهم يظلمونه، ويمنعونه حقه، ويقاتلونه، ويقتلون ولده، ويظلمونهم بعده، واخبرني جبرئيل (عليه السلام) عن ربّه عزّ وجلّ؛ ان ذلك يزول إذا قام قائمهم، وعلت كلمتهم، وأجمعت الامة على محبّتهم وكان الشانئ لهم قليلا، والكاره لهم ذليلا وكثر المادح لهم، وذلك حين تغير البلاد وتضعف العباد، والإياس من الفرج، وعند ذلك يظهر القائم فيهم، قال النبيّ (صلى الله واله وسلم):... وهو من ولد ابنتي يظهر الله الحق بهم ويخمد الباطل بأسيافهم ويتبعهم الناس بين راغب إليهم وخائف لهم، قال: وسكن البكاء عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فقال: معاشر المؤمنين، ابشروا بالفرج، فإن وعد الله لا يخلف، وقضاءه لا يرد، وهو الحكيم الخبير، فان فتح الله قريب، اللهم انهم اهلي، فاذهب عنهم الرجس وطهرٍّهم تطهيرا، اللهم اكلأهم، واحفظهم، وارعهم، وكن لهم، وانصرهم، واعنهم، واعزهم، ولا تذلهم، واخلفني فيهم، انك على كل شيء قدير.
ولا يخفى عليك أيها القارئ؛ ان كون الامام المهدي (عليه السلام) من ولد فاطمة متواتر في كتب الفريقين ومشهور ومعروف ونحن اختصرنا النقل كما هو دابنا في هذا الكتاب(٨٢).
السؤال الثالث:
وعلى هذا المنوال فهل وردت روايات؛ تدل على انه من ذرية السبطين الشهيدين الحسن والحسين (عليهما السلام)؛ ابنا رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)؟ وكيف يكون من ذريتهما معا؟
الجواب:
نعم لقد اشارت الروايات (الواردة في كتب الفريقين) في انتسابه (عليه السلام) إلى الحسن والحسين وانه من ذريتهما وذكر العلامة الشيخ (دام ظله الشريف) المؤلف لمنتخب الاثر في ذلك ١٢٥ حديثا واليك بعضا منها.
١- ذخائر العقبى(٨٣): قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يولد منهما (يعني الحسن والحسين) مهدي هذه الامة.
ملاحظة: ونذكر هنا كيفية انتهاء نسب الامام المهدي إلى الامامين الحسن والحسين (عليهما السلام)؟ وذلك؛ من جهة ان اُمّ الامام الباقر ٠عليهما السلام) هي؛ بنت الامام الحسن (عليه السلام) فكل الأئمة (عليهم السلام) من بعده يرجعون بالنسب من جهة ام الامام الباقر إلى الحسن (عليهم السلام)، ومن جهة الاب إلى الامام الحسين (عليه السلام). وهذا الاخبار من الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) اخبار بالمغيبات وهو من معجزاته.
٢- المعجم الكبير(٨٤): (يقول الراوي): دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في شكاته التي قبض فيها، فإذا فاطمة رضي الله عنها عند رأسه قال: فبكت حتى ارتفع صوتها، فرفع رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) طرفه إليها فقال: حبيبتي فاطمة، ما الذي يبكيك؟ قالت: اخشى الضيعة من بعدك، فقال: يا حبيبتي، اما علمت انّ الله عزّ وجلّ اطلع إلى الارض اطلاعة فاختار منها اباك فبعثه برسالته، ثمّ اطلع اطلاعة فاختار منها بعلك، واوحى اليَّ ان انكحك إياه، يا فاطمة، ونحن اهل بيت قد اعطانا الله سبع خصال لم يُعط احدٌ قبلنا، ولا يعطى احد بعدنا: انا خاتم النبيّين واكرم النبيّين على الله واحبّ المخلوقين إلى الله عزّ وجلّ وانا ابوك، ووصيّي خير الاوصياء واحبّهم إلى الله وهو بعلك، وشهيدنا خير الشهداء واحبّهم إلى الله وهو حمزة بن عبد المطلب وهو عمّ ابيك وعمّ بعلك، ومنا من له جناحان اخضران يطير في الجنة مع الملائكة حيث يشاء وهو ابن عمّ ابيك واخو بعلك، ومنا سبطا هذه الامة؛ وهما ابناك الحسن والحسين؛ وهما سيدا شباب اهل الجنة، وابوهما - والذي بعثني بالحق- خير منهما، يا فاطمة، والذي بعثني بالحق إنّ منهما مهديّ هذه الامة، إذا صارت الدنيا هرجا ومرجا وتظاهرت الفتن، وتقطعت السبل، وأغار بعضهم على بعض ٍ، فلا كبير يرحم صغيرا، ولا صغير يوقر كبيراً، فيبعث الله عزّ وجلّ عند ذلك منهما من يفتح حصون الضلالة وقلوبا غلفا، يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به اوّل الزمان، ويملأ الدنيا عدلا كما ملئت جورا، يا فاطمة، لا تحزني ولا تبكي، فأن الله عزّ وجلّ ارحم بك وأرأف عليك مني؛ وذلك لمكانك مني وموضعك من قلبي، وزوجك الله زوجك وهو اشرف اهل بيتك حسبا، واكرمهم منصبا، وارحمهم بالرعيّة، واعدلهم بالسويّة، وابصرهم بالقضية، وقد سألت ربّي عزّ وجلّ ان تكوني اول من يلحقني من اهل بيتي. قال عليّ رضي الله عنه: فلمّا قبض النبيّ (صلى الله عليه واله وسلم) لم تبق فاطمة رضي الله عنها بعده الا خمسة وسبعين يوما حتى ألحقها الله تعالى به (صلى الله عليه واله وسلم).
٣- امالي الشيخ(٨٥): فأنشأ جابر يحدث: قال: بينا رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ذات يوم في المسجد وقد حفّ من حوله إذ قال لي: يا جابر! ادع لي حسنا وحسينا؟ وكان (صلى لله عليه وآله وسلم) شديد الكلف بهما، فانطلقت فدعوتهما واقبلت احمل هذا مره وهذا مره حتى جئته بهما، فقال لي- وأنا أعرف السرور في وجهه لما رأى من حنوي عليهما وتكريمي إياهما-: اتحبّهما يا جابر؟ قلت: وما يمنعني من ذلك فداك أبي وامّي وانا اعرف مكانهما منك، قال: افلا اخبرك عن فضلهما؟ قلت: بلى بأبي انت وامّي، قال (صلى لله عليه وآله وسلم): إن الله تعالى لما احبَّ ان يخلقني خلقني نطفة بيضاء طيّبة، فأودعها صلب ابي آدم (عليه السلام)، فلم يزل ينقلها من صلب طاهر إلى رحم طاهر إلى نوح وابراهيم (عليهما السلام)، ثمَّ كذلك إلى عبد المطلب فلم يصبني من دنس الجاهليّة شيء، ثمّ افترقت تلك النطفة شطرين: إلى عبد الله وأبي طالب، فولدني ابي فختم الله بي النبوة، وولد علي فختمت به الوصية، ثمّ اجتمعت النطفتان مني ومن علي فولدنا الجهر والجهير-الحسنان- فختم بهما أسباط النبوّة، وجعل ذرّيّتي منهما، وأمرني بفتح مدينة- او قال: مدائن- الكفر. ومن ذرية هذا- وأشار إلى الحسين (عليه السلام)- رجل يخرج في آخر الزمان، يملأ الارض عدلا كما ملئت ظلما وجورا، فهما طاهران مطهّران، وهما سيدا شباب اهل الجنة، طوبى لمن احبّهما وأباهما واُمهما، وويلٌ لمن حاربهم وأبغضهم(٨٦).
السؤال الرابع:
إن الروايات القائلة: بأن الامام المهدي من ذرية الحسن والحسين (عليهم السلام)، يحتاج إلى مؤنة زائدة وهو ما ذكرتم؛ من ان: ام الامام الباقر هي بنت الامام الحسن السبط (عليه السلام)، لكن هل ذكرت بعض الروايات صراحة؛ إلى اي الامامين ينتهي نسب الامام المهدي (عليه السلام)؟ حتى يكون القول الفصل في ذلك؟
الجواب:
نعم هناك حوالي ٢٠٨ حديثا، صرحت بانتهاء نسب الامام المهدي إلى جده الحسين (عليهما السلام) وأنه من ذريته واليك بعضا منها:
١- صفة المهدي(٨٧): عن حذيفة اليمان – رضي الله عنه – قال: خطبنا رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) بما هو كائن، ثمّ قال: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل عزّ وجلّ ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا من ولدي، اسمه اسمي. فقام سلمان الفارسي فقال: يا رسول الله من أيّ ولدك؟ قال: هو من ولدي هذا، وضرب بيده على الحسين (عليه السلام).
٢- البيان في اخبار صاحب الزمان(٨٨): عن ابي هارون العبدي، قال: اتيت أبا سعيد فقلت له: هل شهدت بدرا؟ فقال: نعم، فقلت: ألا تحدِّثني بشيء مما سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وآله) في عليّ (عليه السلام) وفضله؟ فقال: بلى اُخبرك؛ أنَّ رسول الله (صلى الله عليه واله) مرض مرضة نقه منها، فدخلت عليه فاطمة (عليها السلام) تعوده وأنا جالس عن يمين رسول (الله صلى الله عليه وآله)، فلمّا رأت ما برسول الله (صلى الله عليه وآله) من الضعف؛ خنقتها العبرة حتى بدت دموعها على خدِّها، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه واله): ما يبكيك يا فاطمة؟ أما علمت أنَّ الله تعالى اطلع إلى الارض اطلاعة فاختار منها أباك فبعثه نبيا، ثمّ اطلع ثانية فاختار بعلك، فأوحى إلى فأنكحتك إياه واتخذته وصيا، أما علمت انك بكرامة الله تعالى إياك زوّجك أعلمهم علما، وأكثرهم حلما، وأقدمهم سلما، فضحكت واستبشرت، فأراد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ان يزيدها مزيد الخير كله الذي قسّمه الله لمحمد وآل محمد (صلى الله عليه وآله)، فقال لها: يا فاطمة، ولعلي ثمانية أضراس- يعني مناقب -: إيمانُ بالله ورسوله، وحكمته، وزوجته، وسبطاه الحسن والحسين، وأمره بالمعروف، ونهيه عن المنكر، يا فاطمة، إنا أهل بيت أعطينا ستّ خصال لم يعطها أحد من الاوّلين، ولا يدركها احد من الآخرين غيرنا اهل البيت: نبينا خير الانبياء وهو أبوك، ووصيّنا خير الاوصياء وهو بعلك، وشهيدنا خير الشهداء وهو حمزة عمّ أبيك، ومنا سبطا هذه الامة وهما ابناك، ومنا مهديّ هذه الامة الذي يصلي عيسى خلفه، ثمّ ضرب على منكب الحسين فقال: من هذا مهديّ الامة.
٣- الفتن(٨٩): عبد الله بن عمر قال: يخرج رجلٌ من ولد الحسين من قبل المشرق، لو استقبلته الجبال لهدمها واتَّخذ فيها طرقا(٩٠).
السؤال الخامس:
بما ان الامام المهدي (عليه السلام) - كما ذكرتم بالروايات المتواترة من طرق الفريقين - من ولد الحسن والحسين (عليهما السلام) فهل هناك مزيد من الروايات الدالة على نسبه الشريف؟ او توضيحات اخرى في ذلك؟
الجواب:
نعم هناك روايات اخرى؛ حيث يوجد الكثير من الروايات والتي نقلت في كتب الخاصة والعامة حول نسبه الشريف وانه يرجع إلى الائمة التسعة الذين هم من ذرية الحسين (عليهم السلام) وهم الأئمة الذين نعتقد نحن الشيعة بإمامتهم. واليك اشارة إلى بعض منها:
١- كفاية الاثر(٩١): عن زيد بن ثابت، قال: سمعت رسول (الله صلى الله عليه واله وسلم) يقول: علي بن ابي طالب قائد البررة، وقاتل الفجرة، منصور من نصره، ومخذول من خذله، الشاك في علي (عليه السلام) هو الشاك في الإسلام، وخير من أخلف بعدي، وخير اصحابي علي، لحمه لحمي، ودمه دمي، وابو سبطيّ، ومن صلب الحسين يخرج الأئمة التسعة، ومنهم مهديّ هذه الامة.
ومن دلالات هذه الرواية كما تلاحظ أيها العزيز: ان الامام المهدي (عليه السلام) يرجع نسبه إلى الأئمة التسعة من ولد الحسين (عليهم السلام)، وفي هذا المعنى؛ يوجد ١٦٥ حديثا(٩٢).
٢- مقتضب الاثر(٩٣): قال الحسين بن علي (عليهما السلام):منا اثنا عشر مهديا اولهم أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام)، وآخرهم التاسع من ولدي، وهو القائم بالحق، يحيي الله به الارض بعد موتها، ويظهر به الدين على الدين كله ولو كره المشركون، له غيبة يرتدّ فيها قوم، ويثبت على الدين فيها آخرون، فيؤذون ويقال لهم: (متى هذا الوعد إن كنتم صادقين)، اما إن الصابر في غيبته على الأذى والتكذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم).
وكما تلاحظ ايضاً ان مما تدل عليه هذه الرواية الشريفة هو: ان الامام المهدي التاسع من ولد الحسين (عليهما السلام) وفي هذا المعنى يوجد ١٦٠ حديثا.
٣- امالي الشيخ: عن ابي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام): أن فاطمة بنت علي بن ابي طالب (عليهما السلام) لما نظرت إلى ما يفعل ابن أخيها عليّ بن الحسين (عليهما السلام) بنفسه من الدأب في العبادة أتت جابر بن عبد الله بن عمرو بن حزام الانصاري، فقالت له: يا صاحب رسول الله، إنّ لنا عليكم حقوقا، ومن حقنا عليكم إذا رأيتم احدنا يهلك نفسه اجتهادا ان تذكروه الله، وتدعوه إلى البقيا على نفسه، وهذا علي بن الحسين بقيّة ابيه الحسين قد انخرم انفه، وثفنت جبهته وركبتاه وراحتاه ادءابا منه لنفسه في العبادة؟ فأتى جابر بن عبد الله باب علي بن الحسين (عليهما السلام)، وبالباب ابو جعفر محمد بن عليّ (عليهما السلام) في اغيلمة من بني هاشم قد اجتمعوا هناك، فنظر جابر بن عبد الله إليه مقبلا فقال: هذه مشية رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وسجّيته، فمن انت يا غلام؟ قال: انا محمد بن علي بن الحسين، فبكى جابر بن عبد الله رضي الله عنه، ثمّ قال: انت والله الباقر عن العلم حقا، ادن مني بأبي انت؟، فدنا منه فحلّ جابر ازراره ثمّ وضع يده على صدره فقبّله وجعل عليه خدّه ووجهه، وقال: اقرئك عن جدِّك رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) السلام، وقد امرني ان افعل بك ما فعلتُ، وقال (صلى الله عليه واله): يوشك ان تعيش وتبقى حتى تلقى من ولدي مَن اسمه محمد، يبقر العلم بقرا، وقال لي: انك تبقى حتى تعمى ثمّ يكشف لك عن بصرك، ثمّ قال له: ائذن لي على ابيك؟ فدخل ابو جعفر (عليه السلام) على ابيه واخبره الخبر وقال: انَّ شيخا بالباب وقد فعل بي كيت وكيت! قال: يا بنيّ، ذلك جابر بن عبد الله، ثمّ قال: من بين ولدان اهلك قال لك ما قال، وفعل بك ما فعل؟ قال: نعم، إنا لله، إنه لم يقصدك فيه بسوء، ولقد اشاط بدمك، ثمَّ اذن لجابر فدخل عليه فوجده في محرابه قد انضته العبادة، فنهض علي (عليه السلام) وسأله عن حاله سؤالا خفيا ثمّ اجلسه بجنبه، فأقبل جابر عليه يقول له: يا ابن رسول الله، أما علمت انّ الله تعالى إنما خلق الجنة لكم ولمن احبّكم، وخلق النار لمن ابغضكم وعاداكم، فما هذا الجهد الذي كلفته نفسك؟ فقال له علي بن الحسين (عليهما السلام): يا صاحب رسول الله، اما علمت انّ جدّي رسول الله (صلى الله عليه واله) قد غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر ولم يدع الاجتهاد، وقد تعبّد بأبي هو وامّي حتى انتفخ الساق وورم القدم، فقيل له: أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال (صلى الله عليه واله وسلم): أفلا اكون عبدا شكورا، فلما نظر جابر إلى علي بن الحسين (عليه السلام) وليس يغني فيه من قول يستميله من الجهد والتعب إلى القصد قال له: يا ابن رسول الله البقيا على نفسك، فإنك من اسرة بهم يستدفع البلاء وتستكشف اللأواء، وبهم يستمطر السماء، فقال: يا جابر! لا أزال على منهاج ابوي، مؤتسيا بهما صلوات الله عليهما حتى ألقاهما، فأقبل جابر على من حضر فقال لهم: والله ما رؤي من اولاد الانبياء مثل عليّ بن الحسين الا يوسف بن يعقوب، والله لذرية علي بن الحسين (عليهما السلام) افضل من ذرية يوسف بن يعقوب إنّ منهم لمن يملأ الارض عدلا كما ملئت جورا.
وفي هذا المعنى ايضاً يوجد ١٩٧ حديثا وفيها دلالة على ان؛ الامام صاحب العصر والزمان هو من ولد علي بن الحسين زين العابدين (عليهم السلام)(٩٤).
٤- غيبة النعماني(٩٥): عن ابي حمزة الثمالي قال: كنت عند ابي جعفر محمد بن علي الباقر ذات يوم فلمّا تفرّق من كان عنده قال لي: يا ابا حمزة، من المحتوم الذي لا تبديل له عند الله قيام قائمنا، فمن شك فيما اقول لقي الله وهو به كافر وله جاحد، ثمّ قال: بابي وامّي المسمّى باسمي، والمكني بكنيتي، السابع من بعدي، بأبي من يملأ الارض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا ثمّ قال: يا ابا حمزة من ادركه فلم يسلم له فما سلم لمحمد (صلى الله عليه واله وسلم) وعلي (عليه السلام)، وقد حرّم الله عليه الجنة ومأواه النار، وبئس مثوى الظالمين.
واوضح من هذا بحمد الله وانور وابين وازهر لمن هداه الله واحسن إليه قول الله في محكم كتابه:
(ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والارض منها اربعة حرم ذلك الدين القيّم فلا تظلموا فيهنّ انفسكم). ومعرفة الشهور-المحرم وصفر وربيع وما بعده، والحرم منها وهي: رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم- لا يكون دينا قيماً؛ لأنّ اليهود والنصارى والمجوس وسائر الملل والناس جميعا من الموافقين والمخالفين يعرفون هذه الشهور، ويعدونها بأسمائها، وانما هم الائمة (عليهم السلام)، القوّامون بدين الله والحرم منها: أمير المؤمنين الذي اشتقّ الله تعالى له اسما من اسمه العليّ، كما اشتقّ لرسول الله اسما من اسمه المحمود، وثلاثة من ولده اسماؤهم علي: عليّّ بن الحسين، وعلي بن موسى، وعلي بن محمد، فصار لهذا الاسم المشتق من اسم الله تعالى حرمة به، وصلوات الله على محمد واله المكرمين المتحرّمين به.
وفي هذا المعنى يوجد ١٢١ حديثا ومن دلالاتها ان الحجة ابن الحسن؛ السابع من ولد الباقر محمد بن علي (عليهم السلام)(٩٦).
٥- كشف الغمة(٩٧): (قال الراوي): قال سيدي جعفر بن محمد: الخلف الصالح من ولدي، وهو المهديّ، اسمه محمد، وكنية ابو القاسم، يخرج في آخر الزمان، يقال لامه صقيل... (الى ان قال): وهو ذو الاسمين: خلف ومحمد، يظهر في آخر الزمان وعلى رأسه غمامة تظله من الشمس، تدور معه حيثما دار، تنادي بصوت فصيح: هذا المهدي.
وهذه الرواية دالة ايضاً على انه (عليه السلام) من ولد الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) وفي هذا المعنى يوجد ١٢٠ حديثا(٩٨).
٦- كمال الدين(٩٩): (يقول الراوي) سمعت السيد ابن محمد الحميري يقول: كنت اقول بالغلوّ، واعتقد غيبة محمد بن علي- ابن الحنيفة- قد ضللت في ذلك زمانا فمنّ الله علي بالصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) وانقذني به من النار، وهداني إلى سواء الصراط، فسألته بعدما صحّ عندي بالدلائل التي شاهدتها منه انه حجّة الله عليّ وعلى جميع اهل زمانه، وانه الامام الذي فرض الله طاعته، واوجب الاقتداء به فقلت له: يا بن رسول الله قد روي لنا اخبار عن آبائك (عليهم السلام) في الغيبة وصحّة كونها، فأخبرني بمن تقع؟ فقال عليه السلام: انّ الغيبة ستقع بالسادس من ولدي وهو الثاني عشر من الائمة الهداة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، اولهم أمير المؤمنين علي بن ابي طالب، وآخرهم القائم بالحق، بقية الله في الارض وصاحب الزمان، والله لو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه لم يخرج من الدنيا حتى يظهر فيملأ الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.
قال السيد: فلما سمعت ذلك من مولاي الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) تبت إلى الله تعالى ذكره على يديه وقلت قصيدتي التي اوّلها:
فلمّا رأيت الناس في الدين قد غووا * * * تجعفرت باسم الله فيمن تجعفروا
الى آخر القصيدة.
وفي هذا المعني يوجد ١١٢ حديثا وهي دالة على انه السادس من ولد الصادق (عليهما السلام)(١٠٠).
٧- غيبة الشيخ(١٠١): قال ا بو عبد الله (عليه السلام) في حديث طويل: يظهر صاحبنا وهو من صلب هذا واومأ بيده إلى موسى بن جعفر (عليهما السلام)، فيملأها عدلا كما ملئت جورا وظلما، وتصفو له الدنيا.
والرواية داله على انه (عليه السلام) من صلب الامام ابي ابراهيم موسى بن جعفر (عليهما السلام) وفيه ١٢١ حديثا.(١٠٢)
٨- الكافي(١٠٣): عن موسى بن جعفر عن ابيه إذا فقد الخامس من ولد السابع؛ فالله الله في اديانكم لا يزلنكم عنها احد يا بنيَّ؛ انه لا بدّ لصاحب هذا الامر من غيبة حتى يرجع من هذا الامر من كان يقول به، انما هي محنة من الله عزّ وجلّ امتحن بها خلقه لو علم آباؤكم وأجدادكم دينا اصحّ من هذا لا تبعوه قال: قلت: يا سيدي من الخامس من ولد السابع؟ فقال: يا بنيّ! عقولكم تصغر عن هذا، واحلامكم تضيق عن حمله، ولكن ان تعيشوا فسوف تدركونه.
كمال الدين: عن الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) انه قال: من اقرّ بجميع الأئمة وجحد المهديّ كان كمن أقرّ بجميع الانبياء وجحد محمدا (صلى الله عليه واله وسلم) نبوّته، فقيل له: يا ابن رسول الله، فمن المهديّ من ولدك؟ قال: الخامس من ولد السابع، يغيب عنكم شخصه، ولا يحل لكم تسميته.
والروايتان كما ترى دالتان على ان الحجة (عليه السلام) هو الخامس من ولد الامام السابع موسى بن جعفر (عليهما السلام) وفي هذا المعنى يوجد ١١٥ حديثا ايضاً(١٠٤).
٩- كمال الدين(١٠٥): يقول دعبل الخزاعي: انشدت مولاي الرضا عليّ بن موسى (عليهما السلام) قصيدتي التي اوّلها:
مَدارس آياتٍ خَلت مِن تِلاوَة * * * يميز فينا كلّ حقًّ وباطلٍ
ومنزلُ وحي مُقفر العرصاتِ * * * ويجزي على النعماء والنقماتِ
بكى الرضا (عليه السلام) بكاءً شديدا، ثمّ رفع رأسه إلي فقال لي: يا خزاعي، نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين، فهل تدري من هذا الإمام، ومتى يقوم؟ فقلت: لا يا مولاي، الا اني سمعت بخروج امام منكم يطهّر الارض من الفساد ويملأها عدلا كما ملئت جورا، فقال: يا دعبل، الامام بعدي محمّد ابني، وبعد محمد ابنه عليّ، وبعد علي ابنه الحسن، وبعد الحسن ابنه الحجة القائم، المنتظر في غيبته، المطاع في ظهوره، لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطوّل الله عزّ وجلّ ذلك اليوم حتى يخرج فيملأ الارض عدلا كما ملئت جورا، واما (متى)؟ فإخبار عن الوقت، فقد حدَّثني، ابي عن ابيه، عن ابائه (عليهم السلام) ان النبي (صلى الله عليه واله وسلم) قيل له: يا رسول الله، متى يخرج القائم من ذريتك؟ فقال (صلى الله عليه واله وسلم): مثله مثل الساعة التي؛ (لا يجليها لوقتها الا هو ثقلت في السموات والارض)(١٠٦) لا يأتيكم الا بغتة.
والرواية من دلالاتها؛ ان الامام المهدي (عليه السلام) الرابع من ولد الامام ابي الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) وفي ذلك ١١١ حديثا ايضاً(١٠٧).
١٠- كمال الدين (ايضاً)(١٠٨): يقول الراوي: دخلت على سيدي محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام) وانا أريد ان اسأله عن القائم، أهو المهدي او غيره؟ فابتدأني فقال لي: يا ابا القاسم! ان القائم منا هو المهدي الذي يجب ان ينتظر في غيبته، ويطاع في ظهوره، وهو الثالث من ولدي، والذي بعث محمدا بالنبوة وخصّنا بالامامة انه لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه، فيملأ الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، وان الله تبارك وتعالى ليصلح امره في ليلة كما اصلح امر كليمه موسى إذ ذهب ليقتبس لأهله نارا فرجع وهو رسول نبيّ. ثمّ قال (عليه السلام): افضل اعمال شيعتنا انتظار الفرج.
والرواية دالة على انه (عليه السلام) من ولد الامام محمد بن علي الرضا (عليهما السلام) وفي ذلك ايضاً ١٠٩ حديثا(١٠٩).
١١- كمال الدين أيضاً(١١٠): قال الراوي: سمعت علي بن محمد الرضا (عليه السلام) يقول: ان الامام بعدي الحسن ابني، وبعد الحسن ابنه القائم الذي يملأ الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.
والرواية دالة ايضاً على انه من ولد الامام ابي الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا (عليهم السلام) وفي ذلك ١٠٧ حديثا ايضاً(١١١).
١٢- الخرائج: عن عيسى بن المسيح قال: دخل الحسن العسكري (عليه السلام) علينا الحبس وكنت به عارفا، فقال لي: لك خمس وستون سنه وشهر ويومان، وكان معي كتاب دعاء عليه تاريخ مولدي، واني نظرت فيه فكان كما قال. قال: وقال: هل رزقت من ولد: قلت: لا قال: اللهم ارزقه ولدا يكون له عضدا، فنعم العضد الولد، ثم تمثل:
مَن كانَ ذا عضدٍ يدرك ظلامته * * * انَّ الذليلَ الذي ليست لهُ عضد
فقلت: ألك ولد؟ قال: إي والله سيكون لي ولد يملأ الارض قسطا وعدلا، فأما الآن فلا، ثم تمثل:
لعلك يوما ان تراني كأنما * * * فأن تميما قبل ان يلد الحصى
بنيَّ حواليَّ الاسود اللوابد * * * اقام زمانا وهو في الناس واحد
وهي دالة على ان المهدي؛ خلف ابي محمد الحسن (عليهما السلام) وفي هذا المعنى يوجد ١٠٧ حديثا ايضاً.
١٣- مقتضب الاثر(١١٢): حدّث جماعة: انهم كانوا عند علي بن ابي طالب (عليه السلام) فكان إذا أقبل ابنه الحسن (عليه السلام) يقول: مرحبا يا ابن رسول الله (صلى الله عليه واله)، وإذا أقبل الحسين يقول: بأبي انت وامي يا ابا ابن خيرة الإماء فقيل له: يا أمير المؤمنين، ما با لك تقول هذا للحسن وتقول هذا للحسين؟ ومن ابن خيرة الإماء؟ فقال ذلك الفقيد الطريد الشريد: محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين (عليه السلام) هذا؛ ووضع يده على رأس الحسين (عليه السلام).
وهذه الرواية دالة مع ١٠٨ حديثا على؛ ان اسم والد الامام الحجة؛ هو الحسن (عليهما السلام).
١٤- اثبات الوصية(١١٣): عن احمد بن ابراهيم قال: دخلت على خديجة بنت محمد بن علي الرضا (عليهما السلام) اخت ابي الحسن صاحب العسكر (عليه السلام) في سنة اثنين وستين ومائتين بالمدينة، فكلمتها من وراء حجاب، وسألتها عن دينها؟ فسمّت لي؛ من تأتمّ بهم، ثمّ قالت: والخلف الزكي ابن الحسن بن علي اخي فقلت لها جعلني الله فداك معاينة او خبرا؟ فقالت: خبرا عن ابن اخي (ابي محمد) (عليه السلام) كتب به إلى امه، فقلت لها: فأين الولد؟ فقالت: مستور، قلت: فإلى من تفزع الشيعة؟ قالت: إلى الجدّة ام ابي محمد فقلت لها: اقتداء بالحسين بن علي (عليه السلام)؛ لأنه اوصى إلى اخته زينب بنت علي في الظاهر فكان ما يخرج من علي بن الحسين في زمانه من علم ينسب إلى زينب بنت علي عمّته سترا على علي بن الحسين وتقية وإبقاء عليه، ثمّ قالت: انكم قومٌ اصحاب اخبار ورجال وثقات اما رويتم ان التاسع من ولد الحسين يقسم ميراثه وهو حيّ باق.
وهذه الرواية لها نفس دلالة الرواية السابقة(١١٤).
السؤال الاول: هل اشارت الروايات إلى نسبه من جهة امة (سلام الله عليهما)؟
الجواب:
نعم لقد اشارت الاحاديث والروايات الواردة من كتب الفريقين إلى نسبه (عليه السلام) من جهة امه فقد نسب إلى انه (عليه السلام) ابن خيرة الاماء، وفي رواية اخرى ذكر انه (عليه السلام)؛ ابن سيدة الاماء(١١٥) واليك ثلاث روايات في ذلك:
١- شرح نهج البلاغة(١١٦): قال: ومنها (يعني من خطب أمير المؤمنين علي بن ابي الطالب (عليه السلام) التي ذكر بعضها الرضي قدس سرّه): فانظروا أهل بيت نبيّكم، فإن لبدوا فالبدوا، وان استنصروكم فانصروهم، فليفرّجنّ الله الفتنة برجل منا اهل البيت، بأبي ابن خيرة الإماء، لا يعطيهم الا السيف هرجا هرجا، موضوعا على عاتقه ثمانية اشهر حتى تقول قريش: لو كان هذا من ولد فاطمة لرحمنا، يغريه الله ببني امية حتى يجعلهم حطاما ورفاتا (ملعونين أينما ثقفوا اخذوا وقتلوا تقتيلا، سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا).
٢- ينابيع الموّدة(١١٧): روى المدائني في كتاب صفين: قال: خطب عليٌ (عليه السلام) بعد انقضاء امر النهروان، فذكر طرفا من الملاحم، وقال: ذلك امر الله، وهو كائن وقتا مريحا، فيا ابن خيرة الإماء، متى تنتظر؟ أبشر بنصر قريب من ربّ رحيم، فبأبي وامّي من عدة قليلة، اسماؤهم في الارض مجهولة، قد دنا حينئذٍ ظهورهم، يا عجبا كل العجب بين جمادى ورجب، من جمع اشتاتٍ، وحصد نبات، ومن اصوات، ثمّ قال: سبق القضاء سبق.
قال رجلٌ من اهل البصرة إلى رجل من اهل الكوفة في جنبه: اشهد انه كاذب، قال الكوفي: والله ما نزل عليٌ من المنبر حتى فلج الرجل فمات من ليلة.
ولو اردنا استقصاء اخباره عن الغيوب الصادقة التي شاهدوا صدقها عيانا لبلغ كراريس كثيرة، انتهى الشرح.
٣- غيبة النعمائي(١١٨): قال عبد الرحيم القصير: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): قول أمير المؤمنين (عليه السلام)؛ (بأبي ابن خيرة الإماء) أهي فاطمة؟ فقال: إنّ فاطمة (عليها السلام) خيرة الحرائر، ذاك المبدح بطنه، المشرب حمرة، رحم الله فلانا.
فقصد الامام (عليه السلام) ان: خيرة الاماء؛ هي ام الحجه (عليها السلام).
عزيزي القارئ وفي هذا المعنى يوجد ١١ حديثا(١١٩).
السؤال الثاني: إن اسماء الأئمة الاثني عشر متشابهة، فهل حددت الروايات شيئاً حول تكرر الاسماء وتشابهها؟
الجواب:
إن الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) والأئمة (عليهم السلام) لم يفتهم ذلك - اي مسألة تشابه الاسماء للائمة (عليهم السلام) - ولذا فقد ذكروا؛ عدد الأئمة واسمائهم بالتحديد والدقة كما مرّ علينا، بحيث لا يبقى في معرفته بالتحديد (عليه السلام) شك، ولا يكن في المسألة غبار ولا التباس، لذا نقول زيادة على ذلك: ذكرت الروايات تكرر الاسماء واليك حديثين فقط في ذلك:
١- دلائل الإمامة(١٢٠): عن أمير المؤمنين (عليه السلام), عن رسو ل الله (صلى الله عليه واله وسلم) انه قال: إذا توالت أربعة اسماء من الأئمة من ولدي محمد وعلي والحسن فرابعها هو القائم المأمول المنتظر.
ولا يخفى عليك: أن؛ هذه الاخبار هو اعجاز من الرسول (صلى الله عليه واله)؛ حيث اخبر عن امر مغيب لم يحصل إلا بعد اكثر من قرن او قرنين من الزمان وهو مجيء اربعة من ذريته (صلى الله عليه واله وسلم) من فاطمة سلام الله عليها (محمد الجواد، وعلي الهادي، والحسن العسكري، ثم آخرهم المهدي المنتظر) (عليهم السلام).
ولعل الرسول (صلى الله عليه واله وسلم)؛ ابهم اسم الحجة فيكون اسمه الاسم الرابع المتوالي، او ان المراد توالي ثلاثة اسماء لا أربعة ولسبب ما؛ ذكرت اربعة- كما سياتي في الرواية التالية- والله العالم لكن الرواية تؤدي المعنى المطلوب من اعجازها رغم ذلك.
٢- كمال الدين(١٢١): عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا توالت ثلاثة اسماء محمد وعلي والحسن كان رابعهم قائمهم.
وهناك مصادر اشارت إلى هذا المعنى ايضاً(١٢٢).
السؤال الثالث: بعد التأكيد على نسب الامام المهدي (عليه السلام) بحيث فصلت الروايات في ذكر اسماء آباءه (عليهم السلام) حتى ذكرت والدته ايضاً وانها خيرة الاماء؛ فهل وضحت الروايات بانه الامام الثاني عشر وانه خاتمهم (عليهم السلام اجمعين)؟
الجواب:
هناك احاديث كثيرة جدا دلت على ان الامام المهدي (عليه السلام) هو الامام الثاني عشر من الأئمة وآخرهم وفي هذا المعنى يوجد ١٥١ حديثا ذكرها مؤلف كتاب منتخب الاثر دام ظله ونحن نذكر بعضها منها:
١- غيبة الفضل بن شاذان(١٢٣): عن ابي خالد الكابلي قال: دخلت على سيدي علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام)، فقلت: يا ابن رسول الله، اخبرني بالذين فرض الله تعالى طاعتهم ومودتهم، واوجب على عباده الاقتداء بهم بعد رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)؟ فقال: يا كابلي ان اولي الامر الذين جعلهم الله عزّ وجلّ ائمة للناس، واوجب عليهم طاعتهم: أمير المؤمنين عليّ بن ابي طالب، ثمّ الحسن عمّي، ثمّ الحسين أبي، ثمّ انتهى الامر الينا وسكت، فقلت له: يا سيدي، روي لنا عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ان الارض لا تخلو من حجة لله عزّ وجلّ على عباده، فمن الحجّة والامام بعدك؟ فقال: ابني محمد واسمه في الصحف الاولى باقر، يبقر العلم بقرا، هو الحجة والامام بعدي، ومن بعد محمد ابنه جعفر، واسمه عند اهل السماء الصادق، فقلت له: يا سيدي فكيف صار اسمه الصادق وكلكم صادقون؟ فقال: حدّثني ابي عن ابيه (عليهما السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) قال: اذا ولد ابني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام)، فسمّوه الصادق، فإن الخامس من ولده الذي اسمه جعفر يدعي الامامة اجتراء على الله وكذبا عليه، فهو عند الله جعفر الكذاب، المفتري على الله والمدعي ما ليس له باهل، المخالف لأبيه والحاسد لأخيه، ذلك الذي يروم كشف سرّ الله جلّ جلاله عند غيبة ولي الله ثمّ بكى علي بن الحسين بكاءً شديداً، ثمّ قال: كأني بجعفر الكذاب وقد حمل طاغية زمانه على تفتيش أمر ولي الله، والمغيب في حفظ الله، والموكل بحرم ابيه، جهلا منه بولادته، وحرصا منه على قتله ان ظفر به، وطمعا في ميراث أخيه حتى يأخذه بغير حق، فقال ابو خالد: فقلت له: يا بن رسول الله، وان ذلك لكائن؟ فقال: إي وربّي ان ذلك لمكتوب عندنا في الصحيفة التي فيها ذكر المحن التي تجري علينا بعد رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)، قال ابو خالد: فقلت: يا ابن رسول الله! ثمّ يكون ماذا؟ قال: ثمّ تمتدّ الغيبة بوليّ الله الثاني عشر من اوصياء رسول الله (صلى الله عليه واله) بعده، يا ابا خالد، ان اهل زمان غيبته القائلين بإمامته، والمنتظرين لظهوره افضل من اهل كلّ زمان، فإن الله تبارك وتعالى اعطاهم من العقول والافهام والمعرفة ما صارت به الغيبة بمنزلة المشاهدة، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) بالسيف، اولئك المخلصون حقا، وشيعتنا صدقا، والدعاة إلى دين الله عزّ وجلّ سرا وجهرا، وقال: انتظار الفرج من افضل الفرج.
٢- كفاية الاثر(١٢٤): عن محمد بن بكير قال دخلت على زيد بن علي (عليه السلام) وعنده صالح بن بشر، فسلمت عليه وهو يريد الخروج إلى العراق، فقلت له: يا ابن رسول الله! حدّثني بشيء سمعته من ابيك (عليه السلام)؟ فقال: نعم حدثني ابي عن جدّه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): من انعم الله عليه بنعمة فليحمد الله عزّ وجلّ، ومن استبطأ الرزق فليستغفر الله ومن حزنه امر فليقل: لا حول ولا قوة الا بالله. فقلت: زدني يا ابن رسول الله! قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): اربعة انا لهم الشفيع يوم القيامة: المكرم لذريّتي، والقاضي لهم حوائجهم، والساعي لهم في امورهم عند اضطرارهم إليه، والمحب لهم بقلبه ولسانه، قال فقلت: زدني يا ابن رسول الله من فضل ما انعم الله عليكم، قال نعم حدثني ابي عن جده، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): من احبنا اهل البيت في الله؛ حشر معنا، وادخلناه معنا الجنة، يا ابن بكير! من تمسّك بنا فهو معنا في الدرجات العلى، يا ابن بكير! بنا عرف الله، وبنا عبد الله، ونحن السبيل إلى الله ومنا المصطفي والمرتضى، ومنا يكون المهدي، قائم هذه الامة قلت: يا ابن رسول الله! هل عهد اليكم رسول الله متى يقوم قائمكم؟ قال: يا ابن بكير! انك لن تلحقه وان هذا الأمر تليه ستّة من الاوصياء بعد هذا، ثمّ يجعل الله خروج قائمنا فيملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما فقلت: يا ابن رسول الله! الست صاحب هذا الامر؟ فقال: انا من العترة، فعدت فعاد إليّ فقلت: هذا الذي تقوله عنك او عن رسول الله؟ فقال: لو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير، لا ولكن عهد عهده الينا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثمّ أنشأ يقول:
نحن سادات قريش وقوام الحق فينا * * * نحن منا المصطفى المختار والمهديّ منا
نحن الانوار التي من قبل كون الخلق كنا * * * فبنا قد عرف الله وبالحقّ أقمنا
سوف يصلاه سعيرا من تولى اليوم عنا
٣- كمال الدين: عن ابي ايوب المخزومي قال: ذكر ابو جعفر محمد بن عليّ الباقر (عليهما السلام) سِيّر الخلفاء الاثني عشر الراشدين (صلوات الله عليهم)، فلمّا بلغ آخرهم قال: الثاني عشر الذي يصلي عيسى بن مريم (عليه السلام) خلفه، عليك بسنته والقران الكريم(١٢٥).
انتهى هذا الملخص، بمنه ويمنه، ونسأله تعالى؛ ان يعجل فرج مولانا ومقتدانا وسرور دنيانا واُخرانا ومهجة عيوننا ونور نواظرنا؛ الحجة بن الحسن المهدي، صاحب العصر والزمان (صلوات الله وسلامه عليه)، ويجعلنا من انصاره واعوانه؛ انه حميد مجيب، والحمد لله رب العالمين.
الهوامش:
ــــــــــــــــــــــ
(١) منتخب الاثر في الامام الثاني عشر ج ٢، ص ٧.
(٢) الاسراء ٧١.
(٣) الرعد ٧.
(٤) منتخب الاثر في الامام الثاني عشر لآية الله العظمى لطف الله الصافي الگلبايگاني ج ١ ص ١٥.
(٥) منتخب الاثر في الامام الثاني عشر، ج ٢، ص ٥.
(٦) منتخب الاثر في الامام الثاني ج ٢، ص ٨.
(٧) نهج البلاغة ط مصر ج٢ ص ٥٣٥.
(٨) ب ٢ ص ١٤٠ ط مصر السنة ١٣١٢.
(٩) ص ١٥٥ ط مصر سنة ١٣١٢.
(١٠) ص ٩٩ ط المطبعة الميمنية بمصر.
(١١) ج ٢ ص ٢١١ ط مصر سنة ١٣٢٣.
(١٢) ص ٧٨.
(١٣) تاريخ ابن خلدون ص ٣٦٧.
(١٤) ج ٥ ص ٢٦٢ الباب ٧.
(١٥) منتخب الاثر ج ٢ ص ١١.
(١٦) للمزيد راجع منتخب الاثر ج ٢ ص ١٢.
(١٧) البقرة ج ٢.
(١٨) كمال الدين ج ٢ ص ٣٤٠ ب ٣٣ ح ١٩.
(١٩) القصص ٥.
(٢٠) لابن ابي الحديد ج ٣ ص ١٩٩.
(٢١) منتخب الاثر ج ٢ ص ٢٦.
(٢٢) بحار الانوار ج ٥١ ص ٦٣ ب ٥ ح ٦٥. منتخب الانوار المضيئة ص ١٧.
(٢٣) الانبياء ١٠٥.
(٢٤) تأويل الآيات الظاهرة لشرف الدين النجفي ص ٣٢٦، ومصادر اخرى راجع حاشية منتخب الاثر ج ٢ ص ٢٩.
(٢٥) الزخرف ٦١.
(٢٦) منتخب الاثر ج ٢ ص ٣٤ وفيه زيادة على ذلك.
(٢٧) التوبة ٣٣ والصف ٩.
(٢٨) التبيان للشيخ ابي جعفر محمد بن الحسن الطوسي ج ٥ ص ٢٤٤ ومصادر أخرى كثيرة.
(٢٩) راجع منتخب الاثر ج ٢ ص ٣٨.
(٣٠) النور ٥٥.
(٣١) منتخب الاثر ج ٢ ص ٣٩.
(٣٢) الاحتجاج للطبرسي ج ١ ص ٣٨٢. ومنتخب الاثر ج٢ص٤٢.
(٣٣) الحج ٤٣.
(٣٤) شواهد التنزيل ج ١ ص ٤٠١ ح ٥٥٦. ومنتخب الاثر ج٢ص٤٦
(٣٥) الحج ٣٩.
(٣٦) غيبة النعماني ص ٢٤١ ب ١٣ ج ٣٨ ومنتخب الاثر ج ٢ ص ٤٧.
(٣٧) البقرة ١٤٢.
(٣٨) مجمع البيان في تفسير القرآن للطبرسي ج ١ ص ٢٣١ ومنتخب الاثر ج ٢ ص ٤٨.
(٣٩) الذاريات ٢٢-٢٣.
(٤٠) الغيبة للشيخ الطوسي ص ١٧٥ ح ١٣٢ ومنتخب الاثر ج ٢ ص ٤٩.
(٤١) اعلم عزيزي القارئ أن مؤلف كتاب منتخب الاثر في الامام الثاني عشر ذكر بأنه جمع في كتابه حوالي ١٠٩٢ حديثا حول الامام المهدي (عليه السلام) من طرق الفريقين فإذا اردت الاحاطة بها وبمصادرها فعليك بمراجعة المصدر المذكور.
(٤٢) إذا اردت المزيد فراجع منتخب الاثر ج ٢ ص ٥٢-١٢٤.
(٤٣) المسند ج ١ ص ٩٩.
(٤٤) منتخب الاثر چ ٢ ص ٥٣.
(٤٥) منتخب الاثر ج ٢ ص ٦٣.
(٤٦) أجلي الجبهة: أي واسعها، واقنى الانف: اي مرتفعة.
(٤٧) منتخب الاثر ج ٢ ص ٥٩.
(٤٨) امالي الشيخ المفيد ج٢ ص ١٢٦. ومنتخب الاثر ج ٢ ص ١١٢.
(٤٩) كتاب الغيبة للشيخ الطوسي ص ١٧٨.
(٥٠) دلائل الامامة ص ٢٣٥ في معرفة وجوب القائم ومنتخب الاثر ج٢ص ١١٥.
(٥١) الكافي ج ١ ص ٣٩٧ ومنتخب الاثر ج ٢ ص ١١٧.
(٥٢) لمزيد من الاطلاع راجع منتخب الاثر ج ٢ ص ١٠٩-١٢٤.
(٥٣) أسئلة الفصل الثالث هنا هي في الحقيقة أسئلة ملخصة من الفصل الثالث إلى الفصل السادس من كتاب منتخب الاثر ج ٢ ومن ص ١٢٥- ١٤١.
(٥٤) الفتن ج ٥ ص ١٩٩ ومنتخب الاثر ج ٢ ص ١٢٥.
(٥٥) جواهر العقدين ق ٢ ذ ٨ ومنتخب الاثر ج ٢ ص ١٢٦.
(٥٦) المعجم الصغير ج ١ ص ٣٧ ومنتخب الاثر ج ٢ ص ١٢٨ وللمزيد راجع المصدر ص ١٣٠.
(٥٧) الفتن لنعيم ابن حماد المروزي ج٥ ص ١٩٧ ومنتخب الاثر ج ٢ ص ٠١٣١
(٥٨) للملة علي المتقي ص ١٠١ ب ٣ ح٨.
(٥٩) للمزيد من الروايات راجع منتخب الاثر ج ٢ ص ١٣٢.
(٦٠) كمال الدين للشيخ الصدوق ج ١ ص ٢٨٦.
(٦١) عقد الدرر للسلمي ص ٣٢ ب ٢.
(٦٢) البحار للمجلسي ج ٥١ ص ٧٣.
(٦٣) راجع منتخب الاثر ج ٢ ص ١٣٤.
(٦٤) القنى في الانف طوله، ورقة ارنبته مع حدب في وسطه.
(٦٥) الأجلى الحسن الوجه والذي انحسر الشعر عن جبهته.
(٦٦) اي انه مثل بني اسرائيل في طول القامة وعضم الجثة.
(٦٧) الادم من الناس: الاسمر وهو ضرب من الرجال خفيف اللحم الممشوق المستدق.
(٦٨) للمزيد من التوضيح راجع منتخب الاثر ج ٢ ص ١٤١.
(٦٩) وهي تشتمل على الفصل السادس إلى الفصل الثاني والعشرين من منتخب الاثر ج ٢ أي من ص ١٤٢- ٢٠٨.
(٧٠) كتاب الفتن (لأبي نعيم المروزي) ج ٥ ص ١٩٨ في نسبه المهدي.
(٧١) فرائد السمطين لإبراهيم بن محمد الحموئي ج ٢ ص ٣٣٥ ب ٦١ وكذا ينابيع المودّة للقندوزي ص ٤٢٤ ب ٩٤ عن المناقب.
(٧٢) دلائل الامامة لمحمد بن جرير الطبري.
(٧٣) كتاب الغيبة للشيخ الطوسي ص ١٨٧.
(٧٤) معاني الاخبار للشيخ الصدوق ص ٥٨ ب ٢٧ ج ٩.
(٧٥) للمزيد من المصادر راجع منتخب الاثر ج ٢ ص ١٤٤.
(٧٦) للحاكم النيسابوري ج ٤ ص ٥٥٧.
(٧٧) لمعرفة هذه الكتب راجع المصدر؛ منتخب الاثر ج ٢ ص ١٤٦ _١٥٢.
(٧٨) علي بن حسام الدين المتقي الهندي ص ٩٤ ب ٢ ح ١٧.
(٧٩) لابي حنيفة التميمي المغربي ج ٣ ص ٣٩٤.
(٨٠) لعلي بن برهان الدين الحلبي ج ١ ص ٢٢٧.
(٨١) للمجلسي ج ٢٨ ص ٤٥.
(٨٢) منتخب الاثر ج ٢ ص ١٥١.
(٨٣) لمحب الدين الطبري ص ١٣٦.
(٨٤) لأبي القاسم الطبراني ج ٣ ص ٥٧.
(٨٥) للشيخ الطوسي ج ٢ ص ١١٣.
(٨٦) للمزيد راجع منتخب الاثر ج ٢ ص ١٥٣.
(٨٧) للحافظ ابي نعيم الاصبهاني ص ٢٤ ب ١.
(٨٨) لمحمد بن يوسف الكنجي الشافعي ب ٩ ص ١٢١.
(٨٩) لنعيم بن حماد المروزي ج٥ ص١٩٩.
(٩٠) للمزيد راجع منتخب الاثر ج ٢ ص ١٦١ – ١٥٨ فيه استيعاب لمصادر الروايات الكثيرة.
(٩١) محمد بن عليّ الخزار ب ١٢ ص ٩٦.
(٩٢) لمعرفة باقي الروايات راجع منتخب الاثر ج ٢ ص ١٦٢.
(٩٣) لأحمد ابن عبيد الله بن عياش الجوهري ص ٢٣.
(٩٤) راجع منتخب الاثر ج ٢ ص ١٧٠.
(٩٥) للشيخ النعماني ب ٤ ص ٨٦.
(٩٦) راجع منتخب الاثر ج ٢ ص ١٧١.
(٩٧) لعلي بن عيسى الإربلي ج ٢ ص ٤٧٥.
(٩٨) راجع منتخب الاثر ج ٢ ص ١٧٨.
(٩٩) للشيخ الصدوق ج ١ ص ٣٣.
(١٠٠) راجع منتخب الاثر ج ٢ ص ١٧٩.
(١٠١) للشيخ الطوسي ص ٢٣-٤٢.
(١٠٢) راجع المصدر السابق ج ١ ص ١٨١.
(١٠٣) للشيخ الكليني ج ١ ص ٣٣٦.
(١٠٤) راجع المصدر ج ٢ ص ١٨٣.
(١٠٥) للشيخ الصدوق ج ٢ ص ٣٧٢.
(١٠٦) الاعراف ١٨٧.
(١٠٧) للمزيد راجع المصدر ج ٢ ص ١٩٠.
(١٠٨) للشيخ الصدوق ج ٢ ص ٣٧٧.
(١٠٩) وللمزيد راجع المصدر ج ٢ ص ١٩١.
(١١٠) للشيخ الصدوق ج ٢ ص ٣٨٣.
(١١١) راجع المصدر ج ٢ ص ١٩٣.
(١١٢) المصدر ص ٣١.
(١١٣) علي بن الحسين المسعودي ص ٢٠٦.
(١١٤) راجع منتخب الاثر ج ٢ ص ٢٠٢.
(١١٥) والامة: هي الجارية المملوكة وسيأتي الاشارة إلى مزيد بيان عن امه (عليها السلام) في القسم الثالث ان شاء الله.
(١١٦) لابن ابي الحديد المعتزلي ج ٢ ص ١٧٩.
(١١٧) سليمان بن ابراهيم القندوزي الحنفي ب ٩٩ ص ٥١٢.
(١١٨) للشيخ النعماني ص ٢٢٨.
(١١٩) للمزيد راجع منتخب الاثر ج ٢ ص ٢٠٩.
(١٢٠) لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري ص٢٣٦ب معرفه وجوب القائم ح٩.
(١٢١) وتمام النعمة للشيخ الصدوق عليه الرحمة ج ٢ ص ٣٣٤.
(١٢٢) راجع منتخب الاثر ج ٢ ص ٢١٤.
(١٢٣) عن كفاية المهتدي (الاربعين) ح ٢ ص ٩٢-٩٣.
(١٢٤) محمد بن علي الخزاز ص ٢٩٨.
(١٢٥) للمزيد راجع منتخب الاثر ج ٢ ص ٢١٦.