الصفحة الرئيسية » مجلة الانتظار » العدد: ٦/ رجب / ١٤٢٧هـ » دراسات/ لماذا الإنكار في ظل عمليات التجديد الخلوي
 العدد: ٦/ رجب / ١٤٢٧ه

المقالات دراسات/ لماذا الإنكار في ظل عمليات التجديد الخلوي

القسم القسم: العدد: ٦/ رجب / ١٤٢٧هـ الشخص الكاتب: الدكتور عاصم فهيم محمد تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠١٣/٠٨/٠٤ المشاهدات المشاهدات: ٦٧٦٨ التعليقات التعليقات: ٠

لماذا الإنكار في ظل عمليات التجديد الخلوي

الاستاذ الدكتور: عاصم فهيم محمد/ كلية العلوم ـ جامعة القاهرة

مع تطور أدوات البحث العلمي وبزوغ عصر المعارف الكونية, أصبح العلماء لا يندفعون وراء فكرة علمية إلا بعد التأكد التام من إمكانية تحققها بنسبة كبيرة.
وفكرة الخلود وإطالة عمر الإنسان فكرة طالما راودت حلم البشر وداعبت خيالهم, وإن اختلف التعبير عنها, وها هو آدم عليه السلام يراوده إبليس (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطانُ قالَ يا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلى)(١), والمعروف أن آدم عليه السلام كان في المُلك الذي لا يبلى ومتمتعاً بالخلود!
ولا شك أن الخلاف حول الإمام المهدي بين المسلمين يدور بين عدم مولده وبين مولده وطول عمره حتى الآن,بينما أنكر آخرون المسألة كلياً. وبالتفاتة بسيطة إلى الديانات السابقة نجد أن مسألة انتظار المخلّص أو المهدي موجودة, فاليهود مازالوا ينتظرون المسيح الحقيقي بعد إنكارهم عيسى عليه السلام,بينما يقطع المسيحيون بمولده ورفعه إلى السماء,و الغريب أن القرآن جاء لينتصر إلى الطرح الذي يبدو الأضعف في الحجّية فأقرّ بالمولد (وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا)(٢) والرفع (بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ).(٣)
الأدلة العلمية على إمكانية إطالة العمر:
في مقالة علمية(٤) حديثة أثبت العلماء أنه أمكن إطالة أعمار الفطريات و الديدان إلى ما يوازي مائة إلى مائة وعشرة أعوام من عمر الإنسان, ومازالت التجارب مستمرة على الفئران.مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام
ولوحظ أن الفئران تطول أعمارها بنسبة ٥٠% عن الطبيعي باتباع تغذية منخفضة السعرات الحرارية.
وتمكن العلماء أيضاً في تجربة أخرى مستقلة(٥) من التحكم في جين إطالة العمر لذبابة الفاكهة والذي يعتبر شديد الشبه بالجين الآدمي (جين أندى), وتمكن العلماء أيضاً من إطالة أعمار سبعة نماذج من الفئران البيضاء المعالجة وراثياً والمعدة لمثل هذه التجارب.(٦) وخلال شهر يوليو ٢٠٠٥م ,اهتزت الأوساط العلمية المهتمة بأبحاث إطالة الأعمار بخبر نشر في الس.ن.ن. العلمية ـ قسم الصحة ـ حيث أعلن العالم دى جراى أنه بحلول عام ٢٠٢٠م سيكون من الممكن علمياً إطالة عمر البشر ببضع مئات من السنين(٧) من خلال التحكم في الجينات الوراثية المسؤولة عن ذلـك. واستطـاع البـاحثون بجامعـة سياتـل الأمريكية,قسم أبحاث تقدم العمر أن يطيلوا أعمار فئران التجارب بمقدار خمسة أضعاف وذلك بإزالة السموم الخلوية.(٨)
ولقد نجح العلماء أيضاً في تقنية تبديل الأعضاء والتي تتيح حياة أطول للفئران(٩), وهذه التقنية تعتمد على تقنية الخلايا الجذعية والتي تتيح استبدال الأعضاء التالفة أو المريضة في الكائن الحي.
وموضوع الخلايا الجذعية ـ و التي اعتبرت ثورة علمية في الآونة الخيرة ـ قد فتح باباً آخر أمام العلماء,حيث تستطيع الخلايا الجذعية (خلايا ـ جنينية وغير جنينية ـ غير متخصصة) أن تعوض أو تستبدل أي نوع من الخلايا الجسدية, مما يعني مدّ حياة الخلايا إلى أمد بعيد.
وعلى المستوى المحلي,نشرت جريدة المساء القاهرية بتاريخ ٢٨/٨/٢٠٠٥ مقالاً عن اكتشاف العلماء لهرمون يطيل العمر في الإنسان.
ولا نستطيع أن نغفل جهود العلماء الروس في الأبحاث المتعلقة بالحياة المعلقة,والمغزى منها وضع الإنسان في حالة ثبات لمواجهة الرحلات الطويلة في الفضاء الخارجي (بما يشبه السبات الشتوي أو الكمون الصيفي عند الحيوانات), ولسرية هذه الأبحاث فإن المعروف عنها قليل.
الحقيقة أن المهتم بهذا المجال يجد على شبكة الانترنت العلمية ـ وبدون مبالغة ـ مئات الأبحاث التي تدور حول هذا الموضوع,مما يعنى أن الأمر ليس عبثا فكرياً ولا خيالاً علمياً, بل منظومة بحثية تعمل جاهدة للوصول إلى نتائج في أمر جائز عقلاً لتحقيق حلم قديم... طول العمر.
لقد توصل العلماء إلى تحديد الجين الوراثي المسؤول عن التحكّم في إطالة عمر الخلية الحية في الفئران, وأيضاً حددوا الإنزيم الوراثي الذي يقوم بالدور الأساسي في هذه العملية ـ ما يعرف بقص جزء من الحامض النووي المسؤول عن التجديد الخلوي، حيث إن إطالة عمر الكائن الحي هو ببساطة استمرار عملية التجديد الخلوي, وأنّ توقّف التجدد في الخلية الحية يعني الموت.
مما سبق يتضح لنا ـ وبدون لبس ـ أن البشرية على عتبة تحقيق إنجاز علمي غير مسبوق، وهو.. تمديد عمر الإنسان..
وهذا ما يستطيعه البشر للبشر, فكيف بربّ البشر؟ ألا يستطيع أن يطيل عمر إنسان إلى ما يشاء وكيف يشاء بسبـب... وبـدون سبب...؟ إن كان الأمر جائزاً لمحـدودي القدرة ألا وهم البشر... فلماذا يُنكَر ذلك على صاحب القدرة المطلقة ؟ أليس هو الفعّال لما يريد؟ وأمره بين الكاف والنون كن فيكون. ومما لا شك فيه أن التاريخ البشري يذكر الكثير من البشر طالت أعمارهم في أزمان مختلفة وبمدد زمانية خارجة عن المعدلات الطبيعية، أما نوح عليه السلام (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفانُ وَهُمْ ظالِمُونَ)(١٠) فلبث يدعو قومه ٩٥٠ سنة, والغالب أن الأنبياء يصدعون بالدعوة بعد بلوغ الرشد والاستواء ـ أي بعد الأربعين ـ في حالة كون أعمارهم حول الستين. فبالقياس يكون عمر نوح عليه السلام قد جاوز الألفين وخمسة عام.
ثم أليس إبليس عدو الله مُنظَراً وطويل العمر... أيمدّ لعدوّه ولا يمدّ لوليّه؟ والكون كلّه مبني على التقابل... ليل ونهار... صحة ومرض... قبض وبسط... شر وخير... أيبقي الله رمز الشر ـ ولا نراه ـ ولا يبقي رمز الخير؟! وأخيراً أجمعت الأمة على حياة عيسى عليه السلام في السماء وهو المرتبط بظهور المهدي عليه السلام وهو حي (بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ).(١١)
إن منظومة معركة آخر الزمان <هرمجدون> مبنية على ثلاث شخصيات رئيسية: الإمام المهدي عليه السلام وعيسى عليه السلام والمسيخ الكاذب (الدجال)... والغريب أن الشخصية الثانية والثالثة في هذه المعركة لا يوجد خلاف على بقائهم أحياء حتى هذه اللحظة, فلما الإنكار على حياة الشخصية الأولى والأساسية في هذه المعركة؟



الهوامش:
ـــــــــــــــــــــ
(١) طه : ١٢٠.
(٢) مريم : ٣٣.
(٣) النساء : ١٥٨.
(٤) مجلة العلوم العدد ٣٠٩ بتاريخ ١/ ٧/ ٢٠٠٥.
(٥) مجلة العلوم العدد ٢٢٩٠ بتاريخ ١٥/ ١٢/ ٢٠٠٠.
(٦) مجلة أبحاث العجز العدد: ١١ ـ بتاريخ ١٢/ ٢٠٠٥.
(٧) موقع السي ان ان العلمي مقالة بعنوان <امتداد الحياة أصبح ممكناً> للعالم أوبري دي جري بتاريخ ٧/ ٤/ ٢٠٠٥.
(٨) موقع إخبار العلماء الجدد مقالة للعالم روان هوبر بتاريخ ٥/ ٢٠٠٥.
(٩) مجلة تيم اون لاين العلمية للعالم جوناثات ليك بتاريخ ٨/ ٢٠٠٥.
(١٠) العنكبوت : ١٤.
(١١) النساء : ١٥٨.

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *
 مقال مختار:
 أكثر المقالات زيارةً:
المقالات دراسات/ حقيقة الإمام المهدي عليه السلام في روايات ومصادر العامة من وسائل التقريب ونبذ الطائفية (المشاهدات: ٩٠٣,٦٢٦) المقالات دراسات/ دراسة عن توقيت ظهور الإمام المهدي المنتظر (المشاهدات: ٦١,٢٩٠) المقالات دراسات/ منزلة الإمام المهدي عليه السلام عند آبائه المعصومين عليهم السلام (المشاهدات: ٤٢,٢٣٠) المقالات دراسات/ الإمام المهدي في الشعر العربي (المشاهدات: ٤٠,٦٤٢) المقالات دراسات/ البصرة في ظهور الامام عليه السلام (المشاهدات: ٤٠,١٩٩) المقالات دراسات/ التوظيف السياسي لفكرة المهدي في العهود الاسلامية الاولى (المشاهدات: ٣٨,٤٢٧) المقالات دراسات/ أبعاد من الحكمة الإلهية لغيبة الإمام المهدي عليه السلام (المشاهدات: ٣٦,٢٥٠) المقالات دراسات/ الصيحة والنداء السماوي (المشاهدات: ٣٤,٤٨٤) المقالات دراسات/ أفكار في سلاح الإمام المهدي عليه السلام عند الظهور (المشاهدات: ٣٢,٨١٣) المقالات دراسات/ الرايات الصفر في الميزان (المشاهدات: ٣١,٧٨٦)
 أكثر المقالات تقييماً:
المقالات دراسات/ دراسة عن توقيت ظهور الإمام المهدي المنتظر (التقييمات: ٥.٠ / ٦) المقالات دراسات/ الرايات الصفر في الميزان (التقييمات: ٥.٠ / ٢) المقالات دراسات/ دراسة القضايا المهدوية (١) (التقييمات: ٥.٠ / ٢) المقالات دراسات/ دراسة حول رؤية الامام المهدي عليه السلام (التقييمات: ٥.٠ / ٢) المقالات دراسات/ مدّعو المهدوية مهدي السلفية التكفيرية وحركة جهيمان العتيبي (التقييمات: ٥.٠ / ٢) المقالات الأدب المهدوي/ أناشيد للصغار هذا هو اليومُ الأغَر (التقييمات: ٥.٠ / ٢) المقالات دراسات/ كارثة المسيح الدجال صحابي مسلم مجاهد (التقييمات: ٥.٠ / ٢) المقالات شبهات/ في معرفة الإمام ذاتاً (التقييمات: ٥.٠ / ١) المقالات دراسات/ الطابع السلمي لحركة الإمام المهدي عليه السلام (التقييمات: ٥.٠ / ١) المقالات دراسات/ كيف تكون منتظراً حقيقياً؟ (التقييمات: ٥.٠ / ١)
 لتحميل أعداد المجلة (pdf):

 البحث:

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016