قصة قصيدة
الله يا حامي الشريعة
السيد حيدر الحلي
كان من عادة السيد حيدر الحلي نظم قصيدة في رثاء الإمام الحسين عليه السلام في كل سنة ونشرها أمام قبره الشريف في يوم عاشوراء، وعندما نظم قصيدته العينيّة (التي يستنهض بها الإمام الحجة عليه السلام سرّاً بينه وبين المولى (جل وعلا) إذ لم يطلع عليها أحد، ذهب إلى كربلاء في يوم عاشوراء لينشر قصيدته الجديدة عند الإمام الحسين عليه السلام ، وفي الطريق رافقه سيد إعرابي وقال له بعد السلام: يا سيد حيدر إنشدني قصيدتك العينيّة، فأنشده قصيدة عينيّة سابقة له، فقال: لا أريد هذه، أريد قصيدتك التي أنت ذاهب من أجلها، فقرأها له، فأخذ الاعرابي بالبكاء وقال: يا سيد حيدر، كفى، كفى، واللهِ إن الأمر ليس بيدي، واختفى عن أنظار السيد، فعرف أنه الإمام الحجة عليه السلام، إذ لم يطلع أحداً على قصيدته وقد ناداه باسمه دون سابق معرفة.(١)
الله يا حامي الشريعة |
أتقرّ وهي كذا مَروعة؟ لك عن جوى يشكو صُدوعه لدعوتها سميعة تجيب دعوتها سريعة الموت فَأْذن أن تُذيعه منه محمرّ الوشيعة من ضبا البيض الصنيعة يقظ الحفيظة في الوقيعة أهل ذروتها الرفيعة أيّها المُحيي الشريعة غيرَ أحشاءٍ جزوعة وشَكَت لواصلها القطيعة هُدمت قواعدُه الرفيعة الأرواح مُذعنة مُطيعة بكربلا في خير شيعة لوقعة الطفّ الفظيعة بأمضّ من تلك الفجيعة خيلُ العِدى طحنت ضُلوعه بحميّة الدين المنيعة لطلا ذوي البغي التليعة هذه الأرض الوسيعة لآل حربٍ والرضيعة منهمُ أخلَوا رُبوعه وأجمعها فضيعة الورى شوقا طلوعه حشاشته نقيعه عزه وأبى خضوعه فخراً على ضمأ شروعه تشكر الهيجا صنيعة امر ما قاسى جميعه الهند مهجتها لسيعة عزها الغُرّ الرفيعة عادت انوفكم جديعة القوم بالعيس الضليعة من ليس يعرف ما الوديعة لم تشكر الهادي صنيعه وحفظت جاهله مضيعه كبدي لرزؤكم صديعة در الثنا تجري ضروعه لغد اقدمها ذريعة راحة هذه النفس الهلوعة حنت مطوقة سجوعه |
الهوامش:
ــــــــــــــــــــــ
(١) تاريخ مقام الإمام المهدي في الحلة/ أحمد علي مجيد الحلي/ ص ١٧١.