هذه مساحة مفتوحة لآراء القرّاء ومقترحاتهم بنشر ما يرونه مناسبا لإيصال وجهات نظرهم إلى القارئ مباشرة والمجلة تشجيعاً منها لهذه المساهمات فقد خصصت هذه الوقفة من المنبر المهدوي الحر.
المصلح المنتظر في الأدب العالمي...
نظرة على مسرحية (بانتظار جودو)
صديقة الموسوي
يقول المفكر الإسلامي الكبير السيد محمد باقر الصدر قده: ليس المهدي تجسيداً لعقيدة إسلامية ذات طابع ديني فحسب، بل أدرك الناس من خلاله _ على الرغم من تنوع عقائدهم ووسائلهم إلى الغيب _ أن للإنسانية يوما موعوداً على الأرض، تجد فيه المسيرة المكدودة للإنسان على مر التاريخ استقرارها وطمأنينتها بعد عناء طويل، بل لم يقتصر الشعور بهذا اليوم الغيبي والمستقبلي على المؤمنين دينياً بالغيب، بل امتد إلى غيرهم أيضا وانعكس حتى على أشد الأيديولوجيات والاتجاهات العقائدية رفضاً للغيب والغيبيّات، كالمادية الجدلية التي آمنت بيوم موعود تصفى فيه كلّ التناقضات ويسود فيه الوئام والسلام، وحين نتصفّح أشهر الاعمال الأدبية العالمية نجد في مسرحية بانتظار جودو(waiting for godot)للكاتب الايرلندي صمويل بيكت ،ويصنف النقاد مسرحيته الآنفة الذكر من أنواع المأساة -الملهاة والتي تجمع بين التراجيديا والكوميديا، مثلت على المسرح في عام ١٩٥٣ وأعيدت على نفس المسرحية أربعمائة مرة متتالية قبل أن ينتقلوا الى المسارح الأخرى في العاصمة الفرنسية، وترجمت إلى أكثر من عشرين لغة، ومثّلت في بلاد منها : السويد، فنلندة، إيطاليا، اليابان، بولندا، المانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى مسقط رأس بيكت دبلن، تمثل المسرحية الخواء الذي يعيش فيه الإنسان العصري، وتدفع قارئها أو مشاهدها دفعاً نحو تمثيل جنون العصر ورتابته المميتة، والعجيب بعد هذا أن نجد مسرحية من هذا النوع تمثل هذا النجاح بالرغم من كونها مسرحية غامضة معقدة، وشخوص هذه المسرحية خمس شخصيات ما يهمنا فيه (استراجون وفلاديمير ) و(جودو) الذي سميت المسرحية باسمه ولكن لا يظهر على المسرح ويبدأ الفصل الأول حيث يظهر استراجون وفلاديمير وهما يتحدثان على طريق عام وخال من الناس ينتظران قدوم (جودو)، وتدور المسرحية بين شخوص محدودين، ويبقى استراجون وفلاديمير بانتظار جودو الذي لم يأتِ. نحن لا تهمنا النهاية المخيبة الذي وضعها بيكت لمسرحيته (المنقذ المنتظر) الذي يهمنا أن صموئيل بيكت تحدث بفطرته الانسانية حول انتظاره : ويرى الدكتور محمود أبو سمره أن جودو رمز لأمل الانسانية .... في أنه سوف يأتي من يخلّص البشرية من آلامها وآثامها، و أن هذا الأمل الذي غمر خيال الإنسان واحد و‘إن اختلفت الأسماء التي اُطلقت على هذا المنقذ المنتظر.