شعّي على الآفاق
يا طلعة المهدي(١)
الدكتور الشيخ محمد حسين الصغير
بطلعته الغرّاء نُهدى ونستهدي فشعّي على الآفاق يا طلعةَ المهدي
أقيمي الضحى حَيّاً فما برح الدُّجى ينيخُ على الدنيا بأربدَ مُسوَدّ
وفجر الهدى يختالُ نوراً وبهجة ويحتضن الأرجاء في أرجِ النَدِّ
تعاليتَ يا سرّ الإمامةِ والنُّهى وبوركتَ يا رَمْزَ القَداسة والرُّشدِ
فيا شعلةَ الحَقِّ المبين توهّجي ويا صَولَةَ الدّين الحنيف بنا جدِّي
أعيدي لنا عَهْد <النبيّ> بيثرب وعَصْرَ <عليّ الطّهر> في كُوفَةِ الجُنْدِ
أعيدي صدى القرآن كالأمس هادراً وما شيَّدَ الاسلامُ في سالفِ العَهْدِ
متى تشرق الدّنيا، ويشمخُ أنْفُها بمُنْصَلتٍ كالسيفِ سُلَّ مِنَ الغِمْدِ
ويزحفُ مِنْ بَطحاءِ مَكَّةَ <قائمٌ> يقومُ على اسم الله باليُمنِ والسَّعد
فيملؤها عَدْلاً وقسْطاً وَرَحمةً كما مُلئَتْ بالجَورِ والظّلمِ والحِقْدِ
ويا صاحبَ الأمر استطالَ بِناَ المَدى وحنّتْ إلى لُقياكَ أفئِدَةُ المَجدِ
ويا صاحب الأمرِ استجارَ بكَ الهُدى وخصَّكَ ما بين البَريّةِ بالقَصْدِ
أجِلْ طَرْفَكَ المحزونَ فينا فهل تَرى سِوى نَزواتٍ مِن جُنوحٍ وَمِنْ صدِّ
فديتكَ عَجِّل بالظهورِ فإنّما كجَمْرِ الغضا هذي القلوبُ مِنَ الوَجْدِ
أجِرْ حَوزَةَ الإسلام مِن كلّ جائرٍ وطَهّرْ بلادَ اللهِ مِنْ كُلِّ مرتَدِّ
ودمِّر طواغيتَ الزمانِ بثَورَةٍ وطَوِّقْ شياطينَ السّياسَةِ بالرّصْدِ
وضيّق خِناقَ الحاقدينَ على الهُدى وَشمّر إلى الاصلاح عن ساعدِ الجَدِّ
فأنتَ عِمادُ الدّين ما زالَ قائماً ومُنْتَظَرُ الأجيالِ للحلّ والعَقْدِ
نؤمّلُ أن نحيا بظلّكَ أمَّةً مُنَفَّذَة الأحكام، مَبْسوطةَ الأيْدي
فَقْد عُطل الشَّرعُ الشريف وأُثخنت جراحُ الهدى من واثبين عَلى عَمْدِ
ويا صاحب الأمر المطلّ بمجدِهِ على الكونِ في حبلٍ من النور مُمْتَدّ
تغيّبتَ حتى قيل: أنّكَ لم تكن وأشكلت حتّى قيل: جاز عن الحدّ
فمن مُنكِرٍ لا عن دليلٍ وحجّةٍ ومن جاحدٍ غاوٍ مصرٍّ على الجَحدِ
وما خفيتْ شمسُ النهار لناظرٍ وما حُجِبَتْ.. فالذنبُ للأعينِ الرُمْدِ
وُجودُكَ فينا عِلّةٌ في وجودنا ونفحُ عبير الورد يُنْبي عن الوردِ
وإنّك من هذي العوالمِ سِرُّها فما حيرةُ الألباب في الجوهر الفردِ
وآباؤك الغرّ الهداة صحائِفٌ مِنَ النور نتلوها بألسنَةِ الحَمْدِ
بهاليلُ في الجلّى، مصاليتُ في الوغى مصابيح في البَلوى، مناجيدُ في الرَّفد
وأعداؤكم أحدوثةٌ من فضائحٍ رَوَتْ عن <بني الزرقاء> لؤمَ <بني هندِ>
إذا شُمْتمُ من محكم الذكر آيةً تغنَّوا بذكرى مِنْ سُعادٍ وَمِنْ دعْدِ
وإمّا رويتمْ بالأحاديث مسنداً أقاموا على نجوى الأحاديث مِن نَجدِ
وأنتم بنو الزهراء.. مجدٌ مؤثّلُ من النسب الوضّاح والحسبِ العَدِّ
أئمة أجيالٍ، وقادةُ أمةٍ وأعلامُ تأريخٍ، وأقمارُ مستهدي
بكم ولكم أمْسي وأصبِحُ واجماً وعندي من الهمّ المبرَّح ما عندي
مصائبكمْ لا تنتهي بروايةٍ وأرزاؤكم جَلّتْ عن الحصرِ والعدّ
الهوامش:
ــــــــــــــــــــ
(١) القصيدة تنشر لأوّل مرة، والشاعر حفظه الله تعالى خصّ المجلة بها مشكوراً.