قصائد تنشر لأول مرة
الشيخ محسن الأنصاري
حضر عند عدد من العلماء وكان الشهيد السيد محمد باقر الصدر(قدس سره) يتوسم فيه خيراً.
له قصائد منها ماقاله في ولادة الإمام الحجة عليه السلام مستذكراً فيها آلام شيعته وأتباعه في العراق:
غداً مولد الموعود بشرى إذا غدا فباركه مولوداً وباركه موعدا
له الله من مولىًً تهاب قدومه طغاةُ بني العبّاس معدومة الهدى
جنينٌ أخاف الظالمين حديثه فكيف إذا أضحى على الكون سيّدا؟
به السعد وافى كلّ قلبٍ مُروّع فحيّوا به الزهرا وحيّوا محمّدا
تباركت يا شعب العراق على المدى لك الخير ينمى والكرامة والندى
إذا بان جود المرء من فيض كفّه فأنت جواد الروح والبذل والفدى
عطاؤك ثرٌّ قد سموت به يدا وصبرك بحر لن يغور وينفدا
لقد كَلّ سيف البغي منك مقارعاً فليس عجيباً أن تموت فتولدا
أيا شعبنا المظلوم صبراً فما بدا من الجور يستدني إلى النصر موعدا
جمعت خصالاً ليس يجمع بعضها فلا غرو أن تشدو حواليك حسّدا
مضيت تباهي المجد فيما بنيته وأنت نزيف دافق ما تجمّدا
كذا الثائر المقدام ينسج صيحه من الليل لا يثنيه ما كادت العدا
ويخلق من دمع سخين وحسرة سعادةَ أجيالٍ ونصراً مؤكّدا
إذا ضاقت الدنيا تفتّق قوّةً تحيل تراب الارض مالاً وعسجدا
أيا ابن الفراتين الذي سام خصمه نكالاً بسيف الحقّ حتّى تبدّدا
تخاف جموع الكفر أن تلتتقي الهدى ترى بعده أمناً وفي قُربه الردى
إذا استضعفوك اليوم كبراً ففي غدٍ على قدميك الكلّ يهوون سُجّدا
رويدكم يا ساسة العُرب إنّكم نصرتم لقيطاً للطغاة تبغددا
غريباً على طبع العراق وطهره نتاجاً لحزبٍ قد أضرّ وأفسدا
تبرّأ منه الشعب فِكراً ومنهجاً وهبّ يواري سوءة العار مفردا
وقامت جموع يعلم اللهُ أنّها ترى الموت للعليا طريقاً معبّدا
إلى المجد لا تلوي عناناً بكرّةٍ وإن رجعت فالخاسرون هم العدا
أفيقوا على صوت اليتيمة إنّها تنادي الغيور الحرّ إن كان مُنجدا
ورقّوا لدمعٍ مُذ جرى كان عاتباً عليكم وما للمرء من معتب غدا
ولَبُّّوا سراعاً حاجة الشعب إنّما بقلبٍ رحيم لا بقلب تجلمدا
فكم يجرع المرَّ العراقُ وأهلُه ويصرخ لكن لا يجيب سوى الصدا
ألم تسمعوا بالهور جفّت مياهُه وأصبح شعب الهور يحيا على الندا
وأنّ الذي قد أحرق البعث داره يعيش بلا مأوى طريداً مشرداً
فهيّا انصرونا نَسْتَعِدْ حقّ شعبنا وإلاّ اتركونا نصرع السيف بالمدى
ونبني على الأشلاء صرحاً لعزّةٍ يعيش مدى الايام رمزاً مخلدا
ولا تحسبوا الباقي على سيفهم دمي دعاة سلام ينشدون لي الهدى
إذا حكّني جسمي مددت له يدي وليس الذي أدماه أرجوه منجدا
وليس الذي أبكى طفولة شعبنا وأشبعها قهراً غيوراً ومسعدا
وإنّ الذي يبني إلى العهر مخدعاً أيُرجى لأن يبني إلى الدين معبدا؟
تهاوت علوج الظالمين حقيرةً ودالت به الأيّام تصدق موعدا
يد الغيب لم تُمهل طويلاً مكابراً وفي بغتةٍ ترميه سهماً مسدّدا
توالت على حكم العراق أراجلٌ وكلٌّ على الحق المبين تمرّدا
فليس غريباً أن ترى العدل مبعداً وليس عجيباً أن ترى الظلم سيّدا