الصفحة الرئيسية » البحوث والمقالات المهدوية » (٣٣٢) الإمام المنتظر (عجّل الله فرجه)
 البحوث والمقالات المهدوية

المقالات (٣٣٢) الإمام المنتظر (عجّل الله فرجه)

القسم القسم: البحوث والمقالات المهدوية الشخص الكاتب: السيد صباح شبر تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠١٣/٠٧/٠٢ المشاهدات المشاهدات: ٤٩٩٥ التعليقات التعليقات: ٠

الإمام المنتظر (عجّل الله فرجه)

السيد صباح شبر

عندما تأتي الأوامر من قبل الشارع المقدس بالتدبّر في القرآن الكريم فإنما يكون ذلك لسببٍ مهمٍ جداً؛ ألا وهو الإيصال الى الهداية والطريق القويم والصراط المستقيم، فعند ملاحظة الكتاب العزيز نجدُ أن جل التركيز إنما هو على أصول الدين والقضايا الأولى التي لابد منها ليمكن تصحيح بقية الأعمال التي تأتي عقبها، أعني: التوحيد والنبوّة والعدل والإمامة والمعاد، هذه الأساسيات الأولية التي تكررت الإشارة وتكرر التصريح بها في القرآن الكريم من أوله إلى آخره.
رُبَّ آيةٍ قصيرة يستفاد منها علمٌ كثير وفائدةٌ ضخمة فيما يتعلق ببعض هذه الأمور، نأخذ مثالاً على ذلك قوله (عزَّ وجلَّ) مخاطباً نبيه الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم): ﴿إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾، فالواو هنا (أي في الآية) ﴿ولكل قومٍ هادٍ﴾، هذه الواو مهمةً جداً، فقد يُقال كما قيل، والقائل كثيرٌ من مخالفينا: إنّ هذه الواو عاطفة ليس إلّا، أي أنّ الآية الكريمة تقول إنّما أنت منذر وأنت لكل قوم هاد، فالخطاب في مجمل الآية يكون لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، لكن بتدبر قليل ينكشف للإنسان أنْ ليس الأمر على هذه الشاكلة، والدليل واضح، وهو من خلال السؤال: هل كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هادياً للأُمم السابقة؟
الواضح أنّه لم يكن كذلك، فرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) لم يبعث إلى عاد ولا إلى ثمود ولا إلى بني إسرائيل، وإنما جاءت هدايته ونبوته مبتدئةً بزمان بعثته (صلى الله عليه وآله وسلم)، فإذا قلنا إنّ الواو عاطفة ﴿ولكل قوم هاد﴾ أي أنك هادٍ لكل الأقوام، يكون هذا خلفاً وخلافاً للوجدان وخلافاً للحقيقة، إذن هذه الواو ليست عاطفة وإنما لها معنى آخر، وهو إمّا أن نعتبرها واواً استئنافية أو واواً حاليّة.
﴿إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ﴾، انتهى هذا الشطر من الكلام، وبدأ كلامٌ جديد ﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾، لكل قوم من الأقوام، لكل جماعة من الجماعات هناك هادٍ وإمامٌ يسلك بهم الطريق، ونفس المعنى يكون لو كانت الواو حالية، أي والحال أنّ لكل قوم هادياً، لكل جماعة، لكل فئة من الناس على مرِّ العصور والدهور هادٍ من الهداة، إمام من الأئمة، وهذا هو المعنى الصحيح الذي لا مناص ولا محيص عنه، حينئذٍ نقول نحن قوم من الأقوام الذين كانوا قبل مئة سنة، أو قوم من الأقوام الذين يأتون بعد مئة عام، إذن لابد لهؤلاء جميعاً من هادٍ وإمام كما تقول الآية الكريمة، وبالاستقراء والتتبع لا نجد هناك ادِّعاءً لإمام موجود في هذا الزمان والذي قبله والذي يأتي بعده الإمام العصر والزمان (عجّل الله فرجه)، فإذا لم يكن هناك ادِّعاء آخر، وانحصر الأمر فيه (عجّل الله فرجه) فهو إذن الإمام المفترض الطاعة في زماننا هذا، وهذا ما يدل عليه الحديث النبوي الشريف الذي نقلته الخاصة والعامة بطرق متواترة: «إنّي مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض»، أي مادام الكتاب باقياً فالعترة الهادية باقية، ومادام القرآن يهدي إلى سبيل الرشد على مرِّ العصور والدهور، فلابد من وجود إمام من العترة الطاهرة مع القرآن الكريم على مرِّ تلك السنين ليهدي الناس إلى الحق، فالقرآن والروايات كلها تتطابق على وجود إمامٍ معصوم في كل زمان ومكان، على الناس اتِّباعه، وليس هو إلّا الإمام الحجة المنتظر (عجّل الله فرجه)، ولمّا وُلد (عجّل الله فرجه) وكان هو الولد الوحيد للإمام الحسن العسكري (عليه السلام) بقي مع والده (عليه السلام) خمس سنين أو ستة سنين، ولمّا توفي والده الإمام الحادي عشر (عليه السلام) تولّى هو بأبي وأُمي مقاليد الإمامة مستقلاً بأعبائها، وكان يديرها عن طريق وكلائه ونوابه الأربعة الذين هم عثمان بن سعيد ومحمد بن عثمان والحسين بن روح وعلي السمري، وكان آخرهم علي السمري، مدة النواب الأربعة التي نعبّر عنها بالغيبة الصغرى تسعاً وستين سنة إلى سبعين سنة، ثم خرج توقيع شريف كما نصَّت بذلك التواريخ والروايات إلى علي السمري يقول في مضمونه إنّك ميّت ما بينك وبين ستة أيام وقد وقعت الغيبة الكبرى، ثم قال (عجّل الله فرجه): فأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة أحاديثنا أو رواة حديثنا فإنهم حجتي عليهم وأنا حجّة الله.
عجّل الله فرجك يا سيدي ومولاي وجعلنا من أتباعك وأنصارك بمحمد وآله الطاهرين.

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016