الصفحة الرئيسية » البحوث والمقالات المهدوية » (٢١٨) هل المهدي (عجّل الله فرجه) قاتل سفاح؟
 البحوث والمقالات المهدوية

المقالات (٢١٨) هل المهدي (عجّل الله فرجه) قاتل سفاح؟

القسم القسم: البحوث والمقالات المهدوية الشخص الكاتب: الشيخ حسين عبد الرضا الأسدي تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠١٣/٠٦/٠٤ المشاهدات المشاهدات: ٣٦٠٢ التعليقات التعليقات: ٠

هل المهدي (عجّل الله فرجه) قاتل سفاح؟

الشيخ حسين عبد الرضا الأسدي

من الأمور التي يروج لها بعض الجهلة - بقصد أو من دون قصد - أن المهدي ليس إلّا قاتل سفاح! وهم بهذا رسموا صورة مشوهة عن المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه)، زرعت في نفوس البعض كراهية خروجه في (لا شعورهم) الباطني وإن لم يصرحوا بهذا في ألسنتهم! فما هي حقيقة الحال في هذا المجال؟
إن قيام دولة الحق والعدل - على أطلال دولة الظلم والجور - هو بحاجة إلى أمور ثلاثة مهمة، وهي:
١ - تشريع أحكام وقوانين تحكم الدولة.
٢ - تشريع الجزاءات المناسبة لموافقة أو مخالفة تلك القوانين. وهاتان الركيزتان توفرتا بفضل تشريعات القرآن والسنة الشريفة.
٣ - التدخلات الإجرائية والعملية عند حدوث خرق للقانون أو تطاول عليه، من أجل إرجاع الأمور إلى نصابها. وقد تكفل الإسلام هذه الركيزة عندما جعل أحد أهم واجبات الدين هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث نعرف أن إحدى مراتبه هي التدخل العملي.
وهذه التدخلات العملية تمثل أهم الخطوات العملية التي يقوم بها (عجّل الله فرجه) لنشر راية الحق وإقامة دولة العدل، وتتمثل هذه الإجراءات بالحروب - القليلة نسبياً - مع الفئات الضالة، وبقتل بعض الفئات مما عددته الروايات. وهذا يعني أن القتل الذي سيمارسه الإمام سيكون بحق فئة قليلة نسبياً، فئة وصل أفرادها إلى مرحلة السرطانية الاجتماعية التي لا علاج لها سوى الاجتثاث من الأصول! والإنسان قد يضحي ببعض أجزاء بدنه ليحافظ على حياته! وهكذا مجتمع التوحيد، يجتث بعض الأفراد ليحيى المجتمع بسلام.
على أن القتل الذي سيمارسه الإمام ليس بهذه الصورة المشوهة التي حاول المخالفون رسمها، وإنما هو بصورة مخففة جداً تتناسب مع وصفه (عجّل الله فرجه) بأنه رحمة للعالمين كما كان جده المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم)، ويشهد لذلك عدة شواهد، منها أن فترة حروب الإمام كلها وعمليات التصفية الجسدية والسيطرة على الحكم ونشر الإسلام في ربوع الأرض لا تتعدى الثمانية أو التسعة أشهر، كما صرحت به الروايات الشريفة، وهي فترة قياسية جداً بالقياس إلى حجم التغيير الهائل الذي سيحدثه الإمام، كيف وقد رأينا الدول تختلف في تعيين رئيس لها لمدة طويلة تتجاوز التسعة أشهر، وهو ليس إلّا مجرد تعيين شخص لا أكثر!
أضف إليه أنه (عجّل الله فرجه) سيمارس عملية الفتح السلمي بصورة واسعة في جميع البلدان التي لم تشارك في الحرب ضده، وهي الأعم الأغلب من البلدان، ويشهد لهذا العديد من الروايات الشريفة، مثل ما ورد في غيبة النعماني ص٣٣٤ - ٣٣٥، الباب ٢١، ح٨، عن محمد بن جعفر بن محمد، عن أبيه (عليهم السلام)، قال: «... ويبعث جنداً إلى القسطنطينية، فإذا بلغوا الخليج كتبوا على أقدامهم شيئاً ومشوا على الماء، فإذا نظر إليهم الروم يمشون على الماء قالوا: هؤلاء أصحابه يمشون على الماء، فكيف هو؟! فعند ذلك يفتحون لهم أبواب المدينة، فيدخلونها فيحكمون فيها ما يريدون».
على أن الإمام لا يبدأ أحداً بقتال حتّى يلقي عليه الحجة قبل القتال، فإذا قبل منه مقالته قبله الإمام بلا قتال، وإن رد عليه مقالته فلا مناص من الحرب، فقد جعل آخر الدواء الكي! وهذا ما تشهد به الروايات التي تحكي إخراجه (عجّل الله فرجه) للكتب السماوية غير المحرفة وفتحه باب النقاش مع أهل الديانات بكتبهم الخاصة بهم، وكذلك يشهد له مطالبة الحسني إياه بما يدل على صدق دعواه واستجابته (عجّل الله فرجه) له بقيامه ببعض الأفعال الإعجازية إثباتاً لصدق دعواه.
ففي الملاحم والفتن للسيد ابن طاووس - ص٢٩٥-٢٩٦: «... ويلحقه الحسني في اثني عشر ألفاً، فيقول له: أنا أحق منك بهذا الأمر، فيقول له: هات علامة، هات دلالة، فيومئ إلى الطير فيسقط على كتفه، ويغرس القضيب الذي بيده فيخضر ويعشوشب، فيسلم إليه الحسني الجيش، ويكون الحسني على مقدمته ...».

التقييم التقييم:
  ١ / ٥.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016