الصفحة الرئيسية » البحوث والمقالات المهدوية » (٧٩٠) شرح دعاء الافتتاح (٦)
 البحوث والمقالات المهدوية

المقالات (٧٩٠) شرح دعاء الافتتاح (٦)

القسم القسم: البحوث والمقالات المهدوية الشخص الكاتب: الشيخ محمد تقي مصباح يزدي تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠٢١/٠٧/١٧ المشاهدات المشاهدات: ٣٩٤١ التعليقات التعليقات: ٠

شرح دعاء الافتتاح (٦)

الشيخ محمد تقي مصباح يزدي

إنَّكَ تَدعوني فَأُوَلّي عَنكَ وَتَتَحَبَّبُ إلَيَّ فَأتَبَغَّضُ إلَيكَ وَتَتَوَدَّدُ إلَيَّ فَلا أقبَلُ مِنكَ كَأنَّ ليَ التَّطَوُّلَ عَلَيكَ،
فَلَم يَمنَعكَ ذلِكَ مِنَ الرَّحمَةِ لي وَالإحسانِ إلَيَّ وَالتَّفَضُّلِ عَلَيَّ بِجودِكَ وَكَرَمِكَ
تكبر الإنسان وعدم توجهه إلى الله:
في هذه المقاطع، يُشار إلى موقعيّة الإنسان في مقابل الله لكي يُدرك هذا الإنسان موقعيّته الحقيقيّة عنده، فمن جهة يرى لطف الله به ومن جهة أخرى يُدرك كفرانه وضآلته أمام الله لهذا يقول: يا ربّ إنّك تدعوني فأُولّي عنك.
وتتودّد إليّ فلا أقبل منك، فهل حدث لحد الآن أن أظهرنا المحبة وتودّدنا إلى شخص لكنه لم يكترث؟
فكيف سيكون حالنا لو فعل هذا الشخص ذلك بنا؟! ألن نيأس من التودّد إليه بعد كلّ هذا الجفاء وعدم الاكتراث؟ لعل إظهار هذه المحبة الإنسانيّة لشخصٍ آخر كان لأجل بعض الأغراض الدنيويّة، ولكن محبة الله بالنسبة لعباده هل تنبع من مثل هذه الأغراض والمآرب؟
نحن في الواقع نحمل تصوّراً خاطئاً حول هذا التودّد الإلهيّ حیث یُشیر مقطع الدعاء: كأنّ لي التطول عليك، فبدل أن نشعر بالاحتياج ونعترف به عسى أن نكون مورد عناية الله، نُعرض عنه ونتصور إننا لنا حقّاً على ربّنا أو إننا نمنّ عليه بدعائه وذكره.
فما أقبح التّكبر والغرور مقابل مائدة رحمة الله الواسعة، فماذا نمتلك نحن حتى نتبجّح ؟!
فكلما دعانا ننشغل عنه بأمر ما، ولكن مع ذلك فإنّ سلوكنا السيّئ هذا لا يمنعه من الاستمرار من الرحمة والإحسان لنا.
فَلَم يَمنَعكَ ذلِكَ مِنَ الرَّحمَةِ لي وَالإحسانِ إلَيَّ وَالتَّفَضُّلِ عَلَيَّ بِجودِكَ وَكَرَمِكَ فَارحَم عَبدَكَ الجاهِلَ وَجُد عَلَيهِ بِفَضلِ إحسانِكَ إنَّكَ جَوادٌ كَريمٌ .

التقييم التقييم:
  ١ / ٥.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016