الصفحة الرئيسية » التوقيعات المهدوية » معجزة (٧٩): شفاء إسماعيل بن الحسن الهرقلي بيد الإمام
 التوقيعات المهدوية

المقالات معجزة (٧٩): شفاء إسماعيل بن الحسن الهرقلي بيد الإمام

القسم القسم: التوقيعات المهدوية تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠١٦/٠٢/٠٤ المشاهدات المشاهدات: ٤٤٠٧ التعليقات التعليقات: ٠

معجزة (٧٩): شفاء إسماعيل بن الحسن الهرقلي بيد الإمام (*) (١)  

وأنا أذكر من ذلك قصتين قرب عهدهما من زماني وحدثني بهما جماعة ممن ثقات إخواني.
كان في البلاد الحلية شخص يقال له: إسماعيل بن الحسن الهرقلي من قرية يقال لها هرقل مات في زماني وما رأيته، حكى لي ولده شمس الدين قال: حكى لي والدي أنه خرج فيه وهو شاب على فخذه الايسر توثة مقدار قبضة الانسان وكانت في كل ربيع تتشقق ويخرج منها دم وقيح ويقطعه ألمها عن كثير من أشغاله وكان مقيما بهرقل فحضر إلى الحلة يوما ودخل إلى مجلس السعيد رضي الدين علي بن طاؤوس رحمه الله وشكا إليه ما يجده، وقال: اريد أن اداويها فأحضر له أطباء الحلة وأراهم الموضع، فقالوا: هذه التوثة فوق العرق الاكحل، وعلاجها خطر ومتى قطعت خيف أن ينقع العرق فيموت.
فقال له السعيد رضي الدين قدس الله روحه: أنا متوجه إلى بغداد وربما كان أطباؤها أعرف وأحذق من هؤلاء، فأصحبني فأصعد معه وأحضر الاطباء فقالوا كما قال اولئك فضاق صدره، فقال له السعيد: إن الشرع قد فسح لك في الصلاة في هذه الثياب، وعليك الاجتهاد في الاحتراس، ولا تغرر بنفسك، فالله تعالى قد نهى عن ذلك ورسوله.
فقال له والدي: إذا كان الامر هكذا وقد حصلت في بغداد فأتوجه إلى زيارة المشهد الشريف بسر من رأى على مشرفه السلام ثم أنحدر إلى أهلي فحسن له ذلك، فترك ثيابه ونفقته عند السعيد رضي الدين وتوجه.
قال: فلما دخلت المشهد وزرت الائمة عليهم السلام نزلت السرداب واستغثت بالله تعالى وبالامام عليه السلام وقطعت بعض الليل في السرداب وبقيت في المشهد إلى الخميس ثم مضيت إلى دجلة، واغتسلت ولبست ثوبا نظيفا وملات إبريقا كان معي وصعدت اريد المشهد فرأيت أربعة فرسان خارجين من باب السور وكان حول المشهد قوم من الشرفاء يرعون أغنامهم، فحسبتهم منهم، فالتقينا فرأيت شابين أحدهما عبد مخطوط وكل واحد منهم متقلد بسيف وشيخا منقبا بيده رمح والآخر متقلد بسيف وعليه فرجية ملونة فوق السيف، وهو متحنك بعذبته.
فوقف الشيخ صاحب الرمح يمين الطريق، ووضع كعب رمحه في الارض ووقف الشابان عن يسار الطريق وبقي صاحب الفرجية على الطريق مقابل والدي ثم سلموا عليه فرد عليهم السلام، فقال له صاحب الفرجية: أنت غدا تروح إلى أهلك ؟ فقال له: نعم فقال له: تقدم حتى أبصر ما يوجعك ؟ قال: فكرهت ملامستهم وقلت: أهل البادية ما يكادون يحترزون من النجاسة وأنا قد خرجت من الماء وقميصي مبلول.
ثم إني مع ذلك تقدمت إليه فلزمني بيدي ومدني إليه وجعل يلمس جانبي من كتفي إلى أن أصابت يده التوثة فعصرها بيده فأوجعني ثم استوى في سرج فرسه كما كان، فقال لي الشيخ: أفلحت يا أسماعيل ! فتعجبت من معرفته باسمي فقلت: أفلحنا وأفلحتم إنشاء الله.
قال: فقال: هذا هو الامام قال: فتقدمت إليه فاحتضنته وقبلت فخذه ثم إنه ساق وأنا أمشي معه محتضنه فقال: ارجع فقلت: لا افارقك أبدا فقال: المصلحة رجوعك فأعدت عليه مثل القول الاول فقال الشيخ: يا إسماعيل ما تستحيي ؟ يقول لك الامام مرتين: ارجع وتخالفه فجهني بهذا القول فوقفت فتقدم خطوات والتفت إلي وقال: إذا وصلت ببغداد فلا بد أن يطلبك أبوجعفر يعني الخليفة المستنصر فاذا حضرت عنده وأعطاك شيئا فلا تأخذه وقل لولدنا الرضي ليكتب لك إلى علي بن عوض فانني اوصيه يعطيك الذي تريد.
ثم سار وأصحابه معه فلم أزل قائما أبصرهم حتى بعدوا وحصل عندي أسف لمفارقته، فقعدت إلى الارض ساعة ثم مشيت إلى المشهد فاجتمع القوام حولي وقالوا نرى وجهك متغيرا أوجعك شئ ؟ قلت: لا، قالوا: خاصمك أحد ؟ قلت: لا ليس عندي مماتقولون خبر، لكن أسألكم هل عرفتم الفرسان الذين كانوا عندكم ؟ فقالوا: هم من الشرفاء أرباب الغنم، فقلت: بل هو الامام عليه السلام فقالوا: الامام هو الشيخ أو صاحب الفرجية ؟ فقلت هو صاحب الفرجية، فقالوا: أريته المرض الذي فيك، فقلت هو قبضه بيده، وأوجعني.
ثم كشفت رجلي فلم أر لذلك المرض أثرا فتداخلني الشك من الدهش فأخرجت رجلي الاخرى فلم أر شيئا فانطبق الناس علي ومزقوا قميصي فأدخلني القوام خزانة ومنعوا الناس عني، وكان ناظر بين النهرين بالمشهد فسمع الضجة وسأل عن الخبر فعرفوه فجاء إلى الخزانة وسألني عن اسمي وسألني: منذكم خرجت من بغداد ؟ فعرفته أني خرجت في أول الاسبوع فمشى عني وبت في المشهد وصليت الصبح وخرجت وخرج الناس معي إلى أن بعدت عن المشهد ورجعوا عني.
ووصلت إلى أوانى فبت بها وبكرت منها اريد بغداد فرأيت الناس مزدحمين على القنطرة العتيقة يسألون كل من ورد عليهم عن اسمه ونسبه وأين كان ؟ فسألوني عن اسمي ومن أين جئت فعرفتهم فاجتمعوا علي ومزقوا ثيابي ولم يبق لي في روحي حكم.
وكان ناظر بين النهرين كتب إلى بغداد وعرفهم الحال ثم حملوني إلى بغداد، وازدحم الناس علي وكادوا يقتلونني من كثرة الزحام، وكان الوزير القمي قد طلب السعيد رضي الدين وتقدم أن يعرفه صحة هذا الخبر.قال: فخرج رضي الدين ومعه جماعة فوافينا باب النوبي فرد أصحابه الناس عني فلما رآني قال: أعنك يقولون ؟ قلت: نعم، فنزل عن دابته وكشف فخذي فلم ير شيئا فغشي عليه ساعة وأخذ بيدي وأدخلني على الوزير، وهو يبكي ويقول يا مولانا هذا أخي وأقرب الناس إلى قلبي.
فسألني الوزير عن القصة فحكيت له فأحضر الاطباء الذين أشرفوا عليها وأمرهم بمداواتها، فقالوا ما دواؤها إلا القطع بالحديد ومتى قطعها مات، فقال لهم الوزير: فبتقدير أن يقطع ولا يموت في كم تبرأ ؟ فقالوا: في شهرين ويبقى في مكانها حفيرة بيضاء لاينبت فيها شعر فسألهم الوزير متى رأيتموه قالوا: منذ عشرة أيام فكشف الوزير عن الفخذ الذي كان فيه الالم وهي مثل اختها ليس فيها أثر أصلا.
فصاح أحد الحكماء: هذا عمل المسيح فقال الوزير: حيث لم يكن عملكم فنحن نعرف من عملها.
ثم إنه احضر عند الخليفة المستنصر فسأله عن القصة فعرفه بها كماجرى فتقدم له بألف دينار فلما حضرت قال: خذ هذه فأنفقها فقال: ما أجسر آخذ منه حبة واحدة، فقال الخليفة: ممن تخاف ؟ فقال: من الذي فعل معي هذا ؟ قال: لا تأخذ من أبي جعفر شيئا فبكى الخليفة، وتكدر وخرج من عنده ولم يأخذ شيئا.
قال علي بن عيسى عفى الله عنه: كنت في بعض الايام أحكي هذه القصة لجماعة عندي وكان هذا شمس الدين محمد ولده عندي وأنا لا أعرفه فلما انقضت الحكاية قال: أنا ولده لصلبه فعجبت من هذا الاتفاق وقلت له: هل رأيت فخذه وهي مريضة ؟ فقال: لا لاني أصبو عن ذلك ولكني رأيتها بعد ما صلحت ولا أثر فيها وقد نبت في موضعها شعر.
وسألت السيد صفي الدين محمد بن محمد بن بشير العلوي الموسوي، ونجم الدين حيدر بن الايسر رحمهما الله تعالى وكانا من أعيان الناس وسراتهم وذوي الهيئات منهم وكانا صديقين لي وعزيزين عندي فأخبراني بصحة القصة وأنهما رأياها في حال مرضها وحال صحتها.
وحكى لي ولده هذاأنه كان بعد ذلك شديد الحزن لفراقه عليه السلام حتى أنه جاء إلى بغداد وأقام بها في فصل الشتاء وكان كل أيام يزور سامرا ويعود إلي بغداد فزارها في تلك السنة أربعين مرة طمعا أن يعود له الوقت الذي مضى، أو يقضى له الحظ بما قضى، ومن الذي أعطاه دهره الرضا، أو ساعده بمطالبه صرف القضا، فمات رحمه الله بحسرته وانتقل إلى الآخرة بغصته والله يتولاه وإيانا برحمته بمنه وكرامته.

 

 

 

 



 

الهوامش:
(*) موسوعة توقيعات الإمام المهدي عليه السلام لمحمد تقي أكبر نژاد
(١) كشف الغمة ص ٤٩٢ ج ٢ الباب الخامس والعشرون في الدلالة.
بحار الأنوار ص ٦١ ج ٥٢ باب ١٨_ ذكر من رآه صلوات الله عليه.

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016