الصفحة الرئيسية » البحوث والمقالات المهدوية » (١٩٣) آداب العلاقة مع الإمام المهدي عليه السلام
 البحوث والمقالات المهدوية

المقالات (١٩٣) آداب العلاقة مع الإمام المهدي عليه السلام

القسم القسم: البحوث والمقالات المهدوية الشخص الكاتب: الشيخ علي دعموش تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠١٣/٠٦/٠٤ المشاهدات المشاهدات: ٤٦٧١ التعليقات التعليقات: ٠

آداب العلاقة بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه)

الشيخ علي دعموش

إن الارتباط بأئمة أهل البيت (عليهم السلام) ليس مجرد ارتباط عاطفي أو وجداني يندرج في إطار الحب والمودة والتفاعل العاطفي والنفسي ولم يرد الله لنا أن تكون علاقتنا بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وبأئمة أهل البيت (عليهم السلام) مجرد علاقة حب ومودة بقدر ما هي علاقة فكرية وعقيدية، وعملية تتصل بما جعله الله لهم من موقع مقدس في الإسلام والعقيدة ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾.
على أن الارتباط بالإمام الحجة المهدي (عجّل الله فرجه) ليس مجرد ارتباط بفكرة عقيدية غيبية بل بإنسان كامل حي جسداً وروحاً يعيش بيننا يرانا ونراه يعرفنا ولا نعرفه ويسددنا ويوجهنا إلى حيث مصلحتنا ومصلحة الأمة وهو إمام الإنس والجن بل إمام الكون وقوامه، فلولا وجود الإمام لساخت الأرض بأهلها فهو أمان لأهل الأرض كما إن النجوم أمان لأهل السماء كما ورد في الأحاديث المأثورة عنهم (عليهم السلام)، وهذا يعني أن الإمام لو سحب ألطافه ولم يتدخل في بعض الشؤون، ولم يعمل على رعاية الأمة وتسديدها في حركتها ومواقفها، فالله وحده يعلم كيف سيصبح حال المجتمع الإسلامي وإلى أي درجة من الانحطاط والضياع يمكن أن يصل... .
فقد كتب الإمام (عجّل الله فرجه) مخاطباً الشيخ المفيد ومن وراءه كل المؤمنين: إنا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء – أي الشدائد- واصطلمكم الأعداء فاتقوا الله (جل جلاله)، وظاهرونا على انتشالكم من فتنة قد أفاقت عليكم، يهلك فيها من همُّ أجله ويحمي عنها من أدرك أمله.
وقد ورد في بعض الأحاديث إن أعمالنا تُعرض عليه (عجّل الله فرجه) فيحزن لسيئها ويفرح لما حسُن منها، ولذلك علينا أن نطهر نفوسنا ونراقب أعمالنا لتكون بمستوى رضا الله ورضا الإمام الحجة (عجّل الله فرجه).
وعلينا أن ننظر في صحيفة أعمالنا قبل أن تصل إلى محضر الله ومحضر صاحب الزمان (عجّل الله فرجه).
وبعد النظر في صحيفة الأعمال ومن أجل أن يكون المؤمن بالمستوى اللائق في محضر الإمام (عجّل الله فرجه) لا بد من مراعاة جملة من آداب العلاقة معه والارتباط به، هي تلك الآداب التي وردت في الأحاديث عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، والتي نذكر منها هنا ما يلي:
١- مبايعته (عجّل الله فرجه): فقد ورد في دعاء العهد: اللهم إني أجدد له في صبيحة يومي هذا وما عشت من أيامي عهداً وعقداً وبيعة لي في عنقي لا أحول عنها ولا أزول أبدا.
٢- إظهار الشوق لرؤيته (عجّل الله فرجه): حيث ورد أن أمير المؤمنين (عليه السلام) ذكر الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) من ولده فأومأ إلى صدره شوقاً إلى رؤيته.
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال – وهو يتشوق لرؤيته -: ...لو أدركته لخدمته أيام حياتي... .
وعلمنا أهل البيت (عليهم السلام) أن ندعو الله لرؤيته ففي دعاء العهد: اللهم أرني الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة، وأكحل ناظري بنظرة مني إليه...
وفي دعاء الندبة: ...واره سيده يا شديد القوى ..."وفيه أيضاً" ...هل إليك يا ابن أحمد سبيل فتلقى... .
وورد في دعاء العمري عنه (عجّل الله فرجه): اللهم إني أسألك أن تريني ولي أمرك ظاهرا نافذ الأمر.
وفي بعض الأدعية ورد: اللهم أرني وجه وليك الميمون في حياتنا وبعد المنون ... .
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن رؤية الإمام (عجّل الله فرجه) في زمن الغيبة الكبرى ممكنة بل وميسرة لخواص المؤمنين، وقد تشرف بعض علمائنا برؤيته (عجّل الله فرجه)، فقد نقل عن السيد بحر العلوم أنه جاء إليه رجل وسأله عن إمكان رؤية الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) في زمن الغيبة الكبرى، فسكت السيد عن جوابه وطأطأ رأسه وخاطب نفسه.. ما أقول في جوابه؟ وقد ضمني (عجّل الله فرجه) إلى صدره. (جنة المأوى ص ٥١).
كما ورد في وصية السيد ابن طاووس لولده: والطريق مفتوحة إلى إمامك (عجّل الله فرجه) لمن يريد الله (جلّ شأنه) عنايته به وتمام إحسانه إليه.
أما الروايات التي تكذب من أدعى رؤيته فليس المقصود بالرؤية فيها ما أشرنا إليه بل هي تشير إلى معنى آخر وهو ما نقله الشيخ الأشتهاردي حيث يقول: ....والأخبار الدالة على تكذيب رؤيته منزلة على دعوة رؤيته بدعوى نيابته الخاصة من قبله (عليه السلام) كنيابة الحسين بن روح وغيره من النواب الأربعة (تنقيح الأصول ج ٣ ص ١٣٩)
٣- الثبات على ولايته (عجّل الله فرجه): فعن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم، طوبى للثابتين على أمرنا في ذلك الزمان، إن أدنى ما يكون لهم من الثواب أن ينادي بهم الباري (جل جلاله) فيقول: عبيدي وإمائي آمنتم بسري وصدقتم بغيبي فابشروا بحسن الثواب مني، أي عبيدي وإمائي حقا منكم أتقبل وعنكم أعفو ولكم اغفر، وبكم اسقي عبادي الغيث وادفع عنهم البلاء، لولاكم لأنزلت عليهم عذابي (البحار: ج ٥٢ ص ١٤٥).
٤- الاغتمام والبكاء على فراقه (عجّل الله فرجه): فقد ورد في الكافي الشريف عن الإمام الصادق (عليه السلام)، أنه قال: نفس المهموم لنا المغتم لظلمنا تسبيح.
وعنه (عليه السلام) أيضاً: والله ليغيبن إمامكم سنيناً من دهركم، ولتمحصن حتى يقال: مات لو هلك بأي وادٍ سلك، ولتدمعن عليه عيون المؤمنين.
وروي في عيون الأخبار في خبر متعلق به (عجّل الله فرجه) عن الإمام الرضا (عليه السلام) أنه قال: كم من حرى مؤمنة وكم من مؤمن متأسف حيران حزين عند فقدان الماء المعين. يعني الحجة (عجّل الله فرجه).
٥- الدعاء له (عجّل الله فرجه): لا سيما دعاء: اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آله في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظا...الخ.
وورد عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) في دعاءه له (عجّل الله فرجه): اللهم أعذه من شر كل طاغٍ وباغ، ومن شر جميع خلقك وأحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله واحرسه وامنعه أن يصل إليه بسوء وأحفظ فيه رسولك وآل رسولك وأظهر به العدل وأيده بالنصر. (البحار: ج٩٤ ص ٧٨)
وقد ورد التأكيد على الدعاء له بتعجيل الفرج ، ففي التوقيع الشريف عنه (عجّل الله فرجه): وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإن ذلك فرجكم (الاحتجاج ج ٢ ص ٣٨٤)
وروي عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) انه قال: والله ليغيبن غيبة لا ينجو فيها من الهلكة إلا من ثبته الله (عزَّ وجل) على القول: بإمامته ووفقه للدعاء بتعجيل فرجه. (كمال الدين:ج٢ص٢٨٤)
٦- المواظبة على زيارته (عجّل الله فرجه): لا سيما زيارة آل ياسين الواردة عنه (عجّل الله فرجه) حيث يعلمنا فيها كيف نشعر بحضوره فنقول: السلام عليك حين تقوم، السلام عليك حين تقعد، السلام عليك حين تقرأ وتبين، السلام عليك حين تصلي وتقنت، السلام عليك حين تركع وتسجد.
٧- التوسل به (عجّل الله فرجه) إلى الله سبحانه: سواء في أمور الحياة الدنيا، أو في أمور الآخرة شفيعا لنا كما في دعاء التوسل.
وقد ورد في بعض الروايات توسل بالإمام صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه) منها: اللهم إني أسألك بحق وليك وصحبتك صاحب الزمان إلا أعنتني به على جميع أموري وكفيتني به مؤونة كل موذ وطاغ وباغ وأعنتني به فقد بلغ مجهودي وكفيتني كل عدو وهم وغم ودين، وولدي وجميع أهلي وإخواني ومن يعنيني أمره وخاصتي، آمين رب العالمين. (بحار الأنوار: ج٩٤ص ٣٥)
٨- القيام عند ذكر اسمه (عجّل الله فرجه): لاسيما عند ذكر لفظ (القائم) فقد ورد أنه ذكر اسمه المبارك (عجّل الله فرجه) في مجلس الإمام الصادق (عليه السلام) فقام تعظيماً واحتراماً له.
وفي تنزيه الخاطر: إن الإمام الصادق (عليه السلام) سئل عن سبب القيام عند ذكر القائم من ألقاب الحجة (عجّل الله فرجه) فقال (عليه السلام): لأن له غيبة طولانية. (منتخب الآثر: ص ٥٠٦)
وروي أيضاً عن الإمام الرضا (عليه السلام) أنه قام في مجلسه بخراسان عند ذكر لفظة القائم ووضع يده على رأسه الشريف وقال: اللهم عجل فرجه، وسهل مخرجه. (منتخب الأثر: ص ٥٠٦).
وفي كتاب مشكاة الأنوار قال: لم قرأ دعبل قصيدته المعروفة على الرضا (عليه السلام) وذكره (عجّل الله فرجه): وضع الرضا (عليه السلام) يده على رأسه وتواضع قائماً ودعا له بالفرج. (منتخب الأثر: ص ٥٠٦)
٩- الصلاة عليه (عجّل الله فرجه): فقد ورد استحباب الصلاة عليه في أكثر من مورد، كما في دعاء الافتتاح، وكالصلاة الواردة عن الإمام العسكري (عليه السلام): اللهم صل على وليك وابن أوليائك الذين فرضت طاعتهم... (مكيال المكارم: ج٢ ص ٢٦٤).
وورد في مصباح الزائر ص ٤٢٠: اللهم صل عليه صلاة تظهر بها حجته وتوضح بها بهجته وترفع بها درجته وتؤيد بها سلطانه وتعظم بها برهانه وتشرف بها مكانه، وتعلي بها بنيانه،وتعز بها نصره، وترفع بها قدره، وتسمي بها ذكره، وتظهر بها كلمته، وتكثر بها نصرته، وتعز بها دعوته، وتزيده بها إكراما، وتجعله للمتقين بها إماما، وتبلغه منا تحية وسلاما.
١٠- التصدق عنه (عجّل الله فرجه): فقد ورد في دعاء التصدق حين السفر: اللهم إن هذا لك ومنك وهي صدقة عن مولانا محمد (عجّل الله فرجه)، وصل عليه بين أسفاره وحركاته وسكناته في ساعات ليله ونهاره.
هذه بعض آداب العلاقة مع ولي الله الأعظم الحجة بن الحسن (عجّل الله فرجه)، نسأل الله سبحانه أن يوفقنا ويوفق المؤمنين لتأديتها لنكون بمستوى رضا الله ورضاه (عجّل الله فرجه).

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016