(١١٩) من هو إمام الزمان؟

من هو إمام الزمان؟

السيد هاشم الهاشمي

قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية) والمقصود به إمام الزمان - أي زمان -، وهناك قرينة داخلية في الحديث الشريف تبين المقصود من (إمام زمانه) بل ظهور العبارة في الحديث دال على ذلك، فإن الموت ميتة جاهلية أمر خطير جداً، وقد تم توقفه على صرف المعرفة، ومن المعلوم أنه لا يوجد لدينا في الشريعة الإسلامية ما يكون خطيراً أمره ويكون موجباً للموت ميتة جاهلية ودخول النار، إذا لم يعتقد به سوى الإيمان بأئمة الحق من آل محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم)، ولم يدع أحد أن المؤمن بإمامتهم لو لم يعرف مرجع التقليد فإنه يموت ميتة جاهلية.
ويشهد لإرادة الأئمة (عليهم السلام) من آل البيت (عليهم السلام) دون غيرهم ما رواه الشيخ الصدوق قال: سمعت محمد بن عثمان العمري (رضي الله عنه) يقول: سمعت أبي يقول: سئل أبو محمد الحسن بن علي (عليه السلام) وأنا عنده عن الخبر الذي روي عن آبائه (عليهم السلام): (إن الأرض لا تخلو من حجة الله على خلقه إلى يوم القيامة، وإن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية) فقال (عليه السلام): إن هذا حق كما أن النهار حق، فقيل له: يا ابن رسول الله، فمن الحجة والإمام من بعدك؟ فقال (عليه السلام): ابني محمد، هو الإمام والحجة بعدي، من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية). كما جاء في (كمال الدين) وغاية ما يفيده حديث (أما الحوادث الواقعة) الحجية المجعولة من قبل إمام الزمان (عجّل الله فرجه) في الفتوى أو الحكم (الولاية) للمجتهدين الجامعين للشرائط (بحسب اختلاف الفقهاء في دلالة هذه العبارة في إفادتها حجية الفتوى أو الحكم) وليس لزوم معرفتهم.
أما معرفة إمام الزمان (عجّل الله فرجه) فيمكن تحققها بمعرفة اسمه وتمييزه عمن سواه، وهذا المقدار كاف في صدق المعرفة، وإن كانت المعرفة كلما ازدادت بالمشخصات والمميزات صارت أكمل وأفضل. ولا فرق في أصل المعرفة بين أن يكون الإمام ظاهراً أو غائباً إذ لم ير كل الشيعة كل الأئمة، بل كانوا يكتفون بما يبلغهم عن اسمه وصفاته.