أبحاث العدد:
 البحث في العدد ١٢:
 الصفحة الرئيسية » اعداد المجلة » العدد ١٢/ ذو الحجة /١٤٤٢هـ » قراءة في التراث المهدوي للإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)
 العدد ١٢/ ذو الحجة /١٤٤٢ه

المقالات قراءة في التراث المهدوي للإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)

القسم القسم: العدد ١٢/ ذو الحجة /١٤٤٢هـ الشخص الكاتب: السيد محمد القبانجي التاريخ التاريخ: ٢٠٢١/٠٨/١٥ المشاهدات المشاهدات: ١٨٧٢ التعليقات التعليقات: ٠

قراءة في التراث المهدوي للإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)

السيد محمد القبانجي

تمهيد: اهتمام أهل البيت (عليهم السلام) بالعقيدة المهدوية:
لعلَّ من أبرز الأُمور الملفتة لنظر الباحثين في الموروث الإمامي هو ما نجده من اهتمام بالغ من قِبَل أهل البيت (عليهم السلام) لبيان العقيدة المهدوية وغرسها في قلوب المؤمنين، وجعلها معلماً بارزاً في ضمن تراتبية العقائد الإسلاميّة عموماً والشيعية بنحو خاصّ، لذا لم يخلُ معصوم عن التحدّث عن خصائص هذه العقيدة وبناء مرتكزاتها وتحليل أبعادها كلٌّ بحسب ظرفه وزمانه، وإن كنّا نجد أنَّه لم يصل إلينا من بعضهم (عليهم السلام) الشيء الكثير، لكن يمكن إرجاع ذلك إلى ضياع الكثير من تراث أهل البيت (عليهم السلام) بسبب الممارسات القمعية والتعتيم الإعلامي على كلّ ما صدر منهم (عليهم السلام)(١) من قِبَل السلطات الغاشمة وطواغيت العصر هذا من جهة، ومن جهة أُخرى يمكن إرجاعه إلى التقيّة المكثَّفة التي مارسها بعض الأئمّة (عليهم السلام) نظراً للظروف الاستثنائية التي مرّوا بها.
ويمكن إحصاء ما وصل إلينا من قِبَل المعصومين (عليهم السلام) في حقّ القضيّة المهدوية وما يتعلَّق بها بحسب ما جاء في معجم أحاديث الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه):
الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) (٥٦٠ حديثاً)، أمير المؤمنين (عليه السلام) (١٢٩ حديثاً)، الحسن (عليه السلام) (٩ أحاديث)، الحسين (عليه السلام) (٩ أحاديث)، السجّاد (عليه السلام) (٢٢ حديثاً)، الباقر (عليه السلام) (١٦٠ حديثاً)، الصادق (عليه السلام) (٢٩٧ حديثاً)، الكاظم (عليه السلام) (٢٠ حديثاً)، الجواد (عليه السلام) (٣١ حديثاً)، الهادي (عليه السلام) (١٣ حديثاً)، العسكري (عليه السلام) (٤٢ حديثاً).
فمجموع ما روي عنهم (عليهم السلام) يقرب من (١٣٣٢ حديثاً)، هذا مضافاً إلى ما ورد عن صاحب العصر والزمان من التوقيعات الشريفة على يد سفرائه الأربعة (رحمهم الله).
كما ذكر الصدوق (رحمه الله) حديث اللوح عن الزهراء (عليها السلام) في الرواية المعروفة عن جابر الأنصاري (رحمه الله). هذا مضافاً إلى عشرات الأحاديث في بيان عدد الخلفاء بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلَّم).
ولو نظرنا إلى ما جاءت به الكتب السماوية من الإشارات والتلميحات عن عصر الظهور والمصلح العالمي، لوجدنا الشيء الكثير، ممَّا يدلّل على أنَّ العقيدة المهدوية هي عقيدة ليست إسلاميّة فحسب، بل هي عقيدة الشرائع السماوية، وهذا بحث له مجاله الخاصّ لا نريد التعرّض إليه في هذا المختصر.
تراث الإمام الحسن (عليه السلام) المهدوي:
رغم قلَّة ما وردنا من التراث الحسني في العقيدة المهدوية، والذي بلغ (٩) روايات كما جاء في (المعجم)، والتي لو محَّصناها لوجدنا أنَّ واحدة منها لا تخصّ الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)، فقد جاء فيه نقلاً عن تفسير القمّي(٢) بسنده عن الحسن السبط (عليه السلام) أنَّه قال: «... ثمّ عيسى بن مريم، روح الله وكلمته، وكان عمره في الدنيا ثلاثة وثلاثين سنة، ثمّ رفعه الله إلى السماء، ويهبط إلى الأرض بدمشق، وهو الذي يقتل الدجّال»، فهي تشير إلى عيسى بن مريم (عليه السلام) وخروجه في آخر الزمان وقتله للدجّال، وهكذا رواية أُخرى(٣) مردَّدة بين الإمام الحسن (عليه السلام) والإمام الحسين (عليه السلام)، وإن أوردها الطوسي في غيبته(٤) وصاحب الخرائج(٥) عن الإمام الحسن (عليه السلام)، إلَّا أنَّ البعض الآخر ذكرها عن الحسين (عليه السلام) كما في عقد الدرر وفوائد الفكر(٦)، وآخرون ذكروا أحد(٧) الإمامين بين قوسين دون الآخر إلفاتاً إلى الترديد في مصدر الرواية.
وأمَّا الثالثة فهي وإن نُسبت إلى الإمام الحسن (عليه السلام) باعتبار مشاركته في الرواية وجوابه للخضر (عليه السلام)، إلَّا أنَّ الإقرار بالأئمّة ومنهم الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) كان من قِبَل الخضر (عليه السلام)، فلا يمكن اعتبارها موروثاً حسنياً وإن ذكرها الصدوق وغيره فيما ورد عن الحسن (عليه السلام) في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)(٨).
وعوداً على بدء فإنَّ الموروث الحسني في العقيدة المهدوية رغم قلَّته، لكنَّه يوقفنا على الجهد المتميّز للإمام الحسن (عليه السلام) في عرض القضيّة المهدوية أوَّلاً، وفي التركيز ثانياً على تعيين المصلح العالمي الذي يملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً من خلال التنوّع في طرحه للقضيّة المهدوية، إذ لم يكتفِ (سلام الله عليه) بالأُطروحة العامّة، وأنَّه لا بدَّ لهذه الأُمَّة من المصلح العالمي وتحقّق العدالة الإلهية على يديه، بل حاول - وبامتياز - إعطاء المواصفات الخاصّة التي لا يمكن أن يكون لها مصداق غير الحجَّة بن الحسن (عليه السلام).
ويمكن معرفة ذلك من خلال موروثه المهدوي، حيث تحرَّك على ثلاثة أبعاد:
البعد الأوَّل: حصر الإمامة في اثني عشر إماماً (عليهم السلام).
البعد الثاني: معالجة الشبهات المهدوية المستقبلية.
البعد الثالث: ذكر الخصائص المهدوية.
البعد الأوَّل: حصر الإمامة في اثني عشر:
إنَّ انحصار الإمامة في اثني عشر فقط لا غير يعتبر من الأُمور الهامّة التي ركَّز عليها أهل البيت (عليهم السلام) بشكل عامّ، وتداولها شيعتهم حتَّى أصبحت سمة بارزة في التعريف بالهوية الشيعية، فسُمّي أتباعهم بـ(الاثني عشرية) تمييزاً لهم عن الزيدية والإسماعيلية وغيرهم في فِرَق الشيعة.
ويضمّ الموروث الإمامي عشرات الروايات، بل المئات(٩) من الأحاديث التي تنصّ على العدد (الاثني عشر) بشكل صريح، ويأتي الموروث الحسني ليؤكّد هذه الهوية انسياقاً مع تأكيد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) كما في قوله (عليه السلام): «الأئمّة بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) اثنا عشر، تسعة من صلب أخي الحسين، ومنهم مهدي هذه الأُمَّة»(١٠).
وقوله (عليه السلام): «والله إنَّه لعهد عهده إلينا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلَّم)، أنَّ هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماماً من ولد علي وفاطمة (عليهم السلام)، ما منّا إلَّا مسموم أو مقتول»(١١).
وهكذا ما جاء على لسان الخضر (عليه السلام) في التنصيص على أسماء الأئمّة الاثني عشر: «أشهد أن لا إلَّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمّداً عبده ورسوله، وأشهد أنَّ أباك أمير المؤمنين وصيّ محمّد حقَّاً حقَّاً، ولم أزل أقوله، وأشهد أنَّك وصيّه، وأشهد أنَّ الحسين وصيّك، حتَّى أتى على آخرهم...»(١٢).
وأُخرى على نحو التشبيه والمقارنة كما في قوله (عليه السلام): «الأئمّة عدد نقباء بني إسرائيل، ومنّا مهدي هذه الأُمَّة»(١٣).
ولا يخفى أهمّية الأمر الثاني بعد الفراغ من ضرورة التصريح، فإنَّ التشبيه مضافاً إلى كونه حائزاً على المعنى الذي يُرجى من النحو الأوَّل، فإنَّه يعطي دلالة واضحة على أنَّ السنن الإلهية متَّحدة مع بعضها، قال تعالى: ﴿وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحْوِيلاً﴾ (الإسراء: ٧٧)، وقال تعالى: ﴿وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً﴾ (الأحزاب: ٦٢)، وبهذا الأمر تتجلّى وحدة الأديان ووحدة أهدافها، قال تعالى: ﴿مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ﴾ (الحجّ: ٧٨)، وآيات أُخرى قريبة من هذا الحصر.
مضافاً إلى كلّ ذلك فإنَّ حصر الإمامة بهذا العدد المحدَّد يسدُّ كلّ أبواب الانحراف ونوافذ الزيغ لمن يريد أن يتشبَّث بالمتشابهات من الروايات ويستعين بالاحتمالات الواهية لزيادة العدد أو نقصانه كما نجده اليوم في محاولات البعض من جعل الأئمة ثلاثة عشر أو أربعة وعشرين كما سيأتي في البعد الثاني.
هذا ولا يخفى تواتر حديث الاثني عشر بصيغه المختلفة وألسنته المتنوّعة، حتَّى أصبح من الأُمور المتسالمة إسلاميَّاً وليس مذهبياً فقط.
قال الشيخ الطوسي(١٤): ومما يدل على إمامة صاحب الزمان ابن الحسن بن علي بن محمد بن الرضا (عليهم السلام) وصحة غيبته ما رواه الفريقان المختلفان والفرقتان المتباينتان العامة والإمامية أن الأئمة (عليهم السلام) بعد النبي (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) اثنا عشر لا يزيدون ولا ينقصون... ثم يقول: ونحن نذكر مجملاً من ذلك ونحيل القارئ إلى الكتب المصنفة في هذا المعنى... - إلى أن قال: - فأمّا ما روي من جهة الخاصة فأكثر من أن يحصى غير أننا نذكر طرفاً منها.
فالحصر بالاثني عشر إماماً كلهم من قريش لا يصدق - من دون تشويق ولا اضطراب - إلّا على أئمة الشيعة (عليهم السلام)، دون غيرهم من ملوك بني أمية والعباسيين، ولذا اختلفوا في المصاديق لهؤلاء الخلفاء، فشرَّق بعض وغرَّب آخرون، ولم يجدوا في تشريقهم وتغريبهم رشداً، ولم يروا حقَّاً(١٥).
البعد الثاني: الشبهات التي عالجها الإمام الحسن (عليه السلام):
إنَّ الباحث في تاريخ العقيدة المهدوية قد لا يجد بروز شبهات وحصول انحرافات ميدانية في عصر الإمام الحسن (عليه السلام)، إلّا ما يقال في شأن البيئة وقولهم في غيبة أمير المؤمنين (عليه السلام)، ولكن هذا لا يعني عدم التحرّز ممَّا سوف يحدث مستقبلاً، فتصدَّى الإمام الحسن (عليه السلام) للوقاية من الشبهات قبل وقوعها واستشرائها في المجتمع لتكون بمثابة اللقاح والحصن للمؤمنين إذا ادلهمَّت عليهم الفتن، على حد العبارة القائلة (دفع دخل مقدر)، ومن تلك الشبه:
الشبهة الأولى: إبطال مهدوية الإمام علي (عليه السلام):
ادّعى البعض أن المهدي (عجَّل الله فرجه) هو الإمام علي (عليه السلام).
قال الشيخ الحسن بن موسى النوبختي(١٦): فلما قتل علي (عليه السلام) افترقت التي ثبتت على إمامته وأنها فرض من الله (عزَّ وجلَّ) ورسوله (عليه السلام) فصاروا فرقاً ثلاثة، فرقة منهم قالت إن علياً لم يقتل ولم يمت ولا يقتل ولا يموت حتى يسوق العرب بعصاه ويملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً، وهي أول فرقة قالت في الإسلام بالوقف بعد النبي (صلّى الله عليه وآله وسلَّم)، من هذه الأمة وأول من قال منها بالغلو وهذه الفرقة تسمى السبأية، انتهى.
وفي مقام التعليق نقول:
١ - هذه الفرقة المنقرضة التي لا وجود لها اليوم تكفل الإمام الحسن (عليه السلام) بالرد عليها فقوله (عليه السلام): «الأئمة بعد رسول الله اثنا عشر إماماً تسعة من صلب أخي الحسين، ومنهم مهدي هذه الأمة» قاطعاً لدابر هذه الجماعة فالمهدوية في الأئمة الاثني عشر وفي خصوص من يكون من صلب الحسين (عليه السلام) وليس هو أمير المؤمنين (عليه السلام) كما يدعي هؤلاء.
٢ - إن نفس قوله (عليه السلام): «الأئمة بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) اثنا عشر» وفي حديث آخر له (عليه السلام): «إن هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماماً من ولد علي وفاطمة» دال بوضوح على بطلان هذا الادِّعاء، يقول الشيخ الطوسي (قدّس سرّه) في كتاب الغيبة ص١٩٢ في هذا الصدد في معرض رده على هذه الفرقة - السبأئية - وأن هذا القول فاسد (وبما بينا أن الأئمة اثنا عشر)، فإن كونهم بهذا العدد كاف في فساد قول من وقف على أمير المؤمنين (عليه السلام).
الشبهة الثانية: إبطال مهدوية محمد بن الحنفية:
قال النوبختي: (وفرقة قالت إن محمد بن الحنفية (رحمه الله) هو الإمام المهدي وهو وصيّ علي بن أبي طالب (عليه السلام) ليس لأحد من أهل بيته أن يخالفه ولا يخرج عن إمامته ولا يشهر سيفه إلّا بإذنه، وإنما خرج الحسن بن علي إلى معاوية محارباً له بإذن محمد...)(١٧).
والجواب عنها:
١ - إن الإمام الحسن (عليه السلام) تكفل بإبطال هذه الشبهة بكلمة واحدة جامعة مانعة، فقد قال (عليه السلام) في النص السابق: «اثنا عشر إماماً من ولد علي وفاطمة»، فالذي يكون إماماً بعد إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) حسب النص الحسني هو فقط من كان من ولده - علي (عليه السلام) - ومن كان من ولد فاطمة (عليها السلام).
وحيث إن محمد بن الحنفية ليس من ولد فاطمة (عليها السلام) فهو ليس بإمام فضلاً عن أن يكون هو المهدي.
٢ - النص الآخر من الإمام الحسن (عليه السلام) وهو: «الأئمة بعد رسول الله اثنا عشر إماماً تسعة من صلب أخي الحسين، ومنهم مهدي هذه الأمة» هذا النص صريح في أن المهدوية فقط في ذرية الإمام الحسين (عليه السلام)، وبذلك ينقطع الطريق أمام هذه الدعاوى بهذه النصوص الحسنية، فسلام عليه من لسان معبر وحجة قاطعة وإعجاز حسني في غلق الباب أمام هذه الادِّعاءات.
ولا يخفى أن لعلمائنا في دفع هذه الشبهة والتي سبقتها تفصيلات وأجوبة عديدة، إلّا أن الكلام في خصوص ما قام به الإمام أبو محمد الحسن (عليه السلام) في دفع هذه الشبهات.
يقول الشيخ الطوسي في هذا الصدد في معرض رده على دعوى الكيسانية وإمامة محمد بن الحنفية، حيث ذكر عدة وجوه نأخذ منها ما يناسب الوجه الذي دفع به الإمام الحسن (عليه السلام) هذه الشبهة حيث يقول: (ومنها الأخبار الواردة عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) من جهة الخاصة والعامة وما سنذكره فيما بعد بالنص على إمامة الاثني عشر، وكل من قال بإمامتهم قطع على وفاة محمد بن الحنفية وسياقة الإمامة إلى صاحب الزمان (عليه السلام))(١٨)، وهو عين ما تقدم عن سيدنا أبي محمد (عليه السلام) في إثبات إمامة الاثني عشر بالتفصيل المتقدم.
الشبهة الثالثة: الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) من أولاد الحسن (عليه السلام):
استند البعض إلى أن المهدي (عجَّل الله فرجه) من أولاد الحسن (عليه السلام) وليس الحسين (عليه السلام)، ومنشأ هذا الاستناد إلى رواية عند القوم ادُّعي دلالتها على ذلك، وهي ما رواه أبو إسحاق عن علي (عليه السلام) ونظر إلى ابنه الحسن فقال: «إن ابني هذا سيد كما سماه النبي (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم يشبهه في الخلق ولا يشبهه في الخلق...»(١٩).
والجواب عنها:
١ - إن هذا الحديث اليتيم - والذي نوقش في سنده من جهة الإرسال؛ لأن أبا داود قال حدثت عن هارون ولا يُعلم من الذي حدثه - مروي بغير اللفظ المتداول، قال ذلك الجزري حيث جاء فيه بلفظ: قال علي (عليه السلام) ونظر إلى ابنه الحسين فقال: ... - إلى أن يقول: - هكذا رواه أبو داود في سننه وسكت عنه، فيتعارض النقلان بعد عدم ترجح أحدهما فيسقط الحديث الآنف الذكر عن الاعتبار، وبسقوطه تسقط الشبهة من رأس(٢٠).
٢ - إن الحديث المتقدم فضلاً عن كونه متعارضاً في مورده ونقله بلفظه، فهو معارض بغيره من الروايات العديدة التي نصت على أن المهدي (عجَّل الله فرجه) من ولد الإمام الحسين (عليه السلام) لا أنه من ولد الإمام الحسن (عليه السلام)، ومنها ما رواه هو بنفسه (عليه السلام) كما تقدم حيث قال (عليه السلام): «... تسعة من صلب أخي الحسين، ومنهم مهدي هذه الأمة».
قال الشيخ الطوسي (قدّس سرّه): (فأمّا الذي يدل على أن المهدي يكون من ولد علي (عليه السلام) ثم من ولد الحسين (عليه السلام))(٢١)، - إلى أن يقول (قدّس سرّه):- (... وأمّا الذي يدل على أنه يكون من ولد الحسين (عليه السلام) فالأخبار التي أوردناها في أن الأئمة اثنا عشر، وذكر تفاصيلهم هي متضمنة لذلك ولأن كل من اعتبر العدد الذي ذكرناه قال: المهدي من ولد الحسين (عليه السلام) وهو ما أشرنا إليه، ويزيد الأمر وضوحاً ما أخبرني به جماعة...)(٢٢)، حيث ذكر عدة روايات في هذا المعنى، منها:
عن أبي وائل قال: نظر أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى ابنه الحسين (عليه السلام) فقال: «إن ابني هذا سيد كما سماه رسول الله سيداً، وسيخرج الله تعالى من صلبه رجلاً باسم نبيكم، فيشبهه في الخلق والخلق، يخرج على حين غفلة من الناس، وإماتة من الحق وإظهار من الجور، والله لو لم يخرج لضربت عنقه، يفرح لخروجه أهل السماء وسكانها، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً»(٢٣).
٣ - رد السيد صدر الدين الصدر هذا الحديث من ستة وجوه ذكرها السيد ثامر هاشم العميدي في دفاع عن الكافي نذكرها إجمالاً(٢٤):
أ - ما أشرنا إليه من احتمال وقوع التحريف في بعض النسخ كما أشار إليه الجزري، وهو أشار إلى وقوعه لنقل عقد الدرر عن ابن داود عنه أن علياً نظر إلى ابنه الحسين (عليه السلام)، بل إن جماعة من الحفاظ نقلوا القصة أن الإمام علي (عليه السلام) نظر إلى ابنه الحسن كالترمذي والنسائي والبيهقي.
ب - احتمال التصحيف كبير، فإن لفظ الحسن والحسين في الكتابة متقاربة.
ج - إنها مخالفة لما عليه المشهور عندهم.
د - إنها معارضة - كما تقدم - بأخبار أصح منها سنداً وأظهر دلالة.
هـ - احتمال الوضع تقرباً إلى محمد المعروف بالنفس الزكية، هذه وجوه ستة دمجنا الأول والثاني لتقاربهما.
قال السيد الصدر: (والأخبار بذلك - كون المهدي من ولد الحسين - مستفيضة وعليه إجماعنا معاشر الشيعة الإمامية وإليه ذهب المشهور من علماء إخواننا أهل السنة، ولكن في بعض الشواذ ما يخالفه)(٢٥).
٤ - لا يخفى أن الكثير من أمثال الرواية التي رواها ابن داود تخدم بشكل وآخر الوضع الحسني القائم آنذاك، إذ كان لأبناء الحسن الصدارة في الثورات ضد الظالمين مما ساعد على اختلاق هذه الروايات لتناسب الجو السائد، حتى عدّ البعض أن محمداً النفس الزكية هو مهدي هذه الأمة، إذ إنه دعا إلى نفسه وبايعه جماعة كثيرة من أهل العلم والفقه، حتى أن المنصور بايعه أيضاً وقد مهَّد لمهدويته والدُه، إذ غيّبه عن الناس في صغره وكان يخبر الناس أن وقت مهدوية ابنه لم يحن بعد، بويع في الأبواء على أنه المهدي المنتظر سنة (١٤٥هـ) وفي ظل هذه الأجواء يصبح من السهل اختلاق الروايات التي تنسجم مع طموح عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الحسن النفس الزكية حتى قال عن نفسه: (إنكم لا تشكون أني أنا المهدي، وأنا هو)(٢٦).
وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام)(٢٧) أنه (عليه السلام) ضرب يده على كتف عبد الله وقال: إيهاً والله ما هي إليك ولا إلى ابنك، وإنما هي لهذا - يعني السفاح - ثم لهذا - يعني المنصور - يقتله على أحجار الزيت، ثم يقتل أخاه بالطفوف وقوائم فرسه في الماء.
وفي رواية أخرى(٢٨) أن عبد الله قال للإمام الصادق (عليه السلام): والله يا جعفر ما أطلعك الله على غيبه، وما قلت هذا إلّا حسداً لابني، فقال: لا والله ما حسدت ابنيك، وإن هذا - يعني أبا جعفر - يقتله على أحجار الزيت ثم يقتل أخاه بعده بالطفوف.
لذلك كان تصدي الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) لهذه الظواهر ومن زمن طويل سابق على حصولها، وهذا التصدي له الأثر الفاعل في كبح جماح هذه المجاميع ووضع الأمة وأتباع أهل البيت (عليهم السلام) على المسار الصحيح رغم سقوط البعض في هذه الفتن.
وذلك من خلال تأكيده (عليه السلام) على حسينية المهدي (عجَّل الله فرجه) بقوله (عليه السلام): «تسعة من صلب أخي الحسين ومنهم مهدي هذه الأمة».
الشبهة الرابعة: دفع دعاوى الواقفة:
مما ابتلي به مذهب الحق في زمان الأئمة (عليهم السلام) بسبب الظروف التي كانت سائدة آنذاك، خروج بعض الأفراد عن دائرة الولاية للإمام اللاحق بعد موت الإمام السابق (عليهما السلام)، وهو ما عرف بالوقف، وتجلّى في مذهب الواقفة الذين وقفوا على الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) وتركوا إمامة الإمام الرضا (عليه السلام)، ولكن سرعان ما رجع جماعة منهم ولم يبق على هذا المذهب سوى نفر قليل طمعاً في حطام الدنيا.
قال الشيخ الطوسي (قدّس سرّه): (فروى الثقات أن أول من أظهر هذا الاعتقاد علي بن أبي حمزة البطائني وزياد بن مروان القندي وعثمان بن عيسى الرواسي طمعوا في الدنيا، ومالوا إلى حطامها واستمالوا قوماً فبذلوا لهم شيئاً اختانوه من الأموال...)(٢٩) - إلى أن يقول (قدّس سرّه) -: (وإذا كان أصل هذا المذهب أمثال هؤلاء فكيف يوثق برواياتهم أو يعول عليها)(٣٠).
والجواب عنها:
إن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) دفع شبهة هؤلاء وأبطل مذهبهم قبل أن يولد بما روي عنه من قوله (عليه السلام): «ذلك التاسع من ولد أخي الحسين (عليه السلام)» فهذا القول كفيل بإبطال كل من يدّعي الوقف على أي إمام من الأئمة (عليهم السلام).
البُعد الثالث: ذكر الخصائص المهدوية:
ذكر الشيخ الصدوق (رحمه الله) في كماله حديثاً عن سيّدنا الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) يستعرض فيه موقفه من معاوية وخفاء الحكمة على شيعته آنذاك، ثمّ يعرّج على ذكر خاتم الأوصياء المهدي المنتظر (عليه السلام)، فيقول: «أمَا علمتم أنَّه ما منّا أحد إلَّا ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه، إلَّا القائم الذي يُصلّي روح الله عيسى بن مريم (عليه السلام) خلفه، فإنَّ الله (عزَّ وجلَّ) يُخفي ولادته، ويُغيِّب شخصه لئلَّا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج، ذلك التاسع من ولد أخي الحسين، ابن سيدة الإماء، يطيل الله عمره في غيبته، ثمّ يظهره بقدرته في صورة شاب دون أربعين سنة، ذلك ليُعلَم أنَّ الله على كلّ شيء قدير»(٣١).
وقبل بيان النقاط الثماني التي ذكرها الإمام الحسن (عليه السلام) لتوضيح خصائص الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) ممَّا لا يدع للريب مجالاً في التشخيص ووضع النقاط على الحروف بصورة جليّة، لا بدَّ من الالتفات إلى شدَّة اهتمام أهل البيت (عليهم السلام) في القضيّة المهدوية، ومحاولة غرسها في المجتمع المسلم، ففي مثل موقف الإمام الحسن (عليه السلام) الشائك والخطير، وهو يحاول جاهداً تسكين أصحابه وتهدئة خواطرهم من جهة، وتثبيتهم على العقيدة الحقّة والصراط المستقيم من جهة أُخرى، والساحة الإسلاميّة تشهد تنوّعاً في الآراء وفوضى في المواقف وارتباكاً شديداً في الرؤية وقلقاً متصاعداً من قِبَل الجميع. نعم في مثل هذا الظرف الحالك المدْلهم نجد أنَّ الإمام المجتبى (عليه السلام) يحاول إيصال قضيّة غاية في الأهمّية، وهي ربط قضيّة الإمامة عموماً، والتركيز على الحكمة الإلهية في منهج الإمامة وسيرة أهل البيت (عليهم السلام) وضرورة التسليم للمقدّرات الإلهية وإن جهل الخلق أسبابها ونتائجها، كلّ ذلك يربطه الإمام (عليه السلام) بالقضيّة الكبرى المركزية عندهم، وهي عقيدة الانتظار للحجَّة بن الحسن (عليه السلام)، وبيان ملامح النصر المؤزر والعاقبة الحميدة بظهوره (عليه السلام).
ولم يكتفِ (عليه السلام) بمجرَّد الإشارة إلى أنَّ العاقبة للمتَّقين إذا صبروا وسلَّموا لأئمَّتهم في قيامهم وقعودهم استناداً لقول النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم): «الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا»(٣٢)، بل - وكما أشرنا سابقاً - إنه (عليه السلام) أبرز ثمان خصائص للإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) يمكن جعلها علائم لمعرفة شخصه ومنهجه حين ظهوره.
الخصوصية الأُولى: امتيازه (عليه السلام) عن سائر الأئمّة (عليهم السلام) الذين سبقوه بعدم خضوعه لسلطان زمانه كما في تعبير الرواية الشريفة: «ليس في عنقه بيعة لطاغية زمانه»، وهذه الميزة تعتبر في منظار رواياتهم (عليهم السلام) إحدى الحكم المسبَّبة للغيبة، فقد دلت عدة روايات أن من حكمة غيبة الإمام (عجَّل الله فرجه) أن لا تكون في عنقه بيعة لطاغية زمانه.
البيعة واحدة من وسائل الاعتراف بالولاية والصلاحيات الاعتبارية، نظير الانتخابات في زماننا، فإنها وسيلة إبراز وتخويل لمن ننتخب أنه له الولاية والصلاحيات في مجال من المجالات.
قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ﴾ (الفتح: ١٠)، فالآية أوضحت أن عملية البيعة التي وصلت من المؤمنين للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) هي بيعة لله تعالى، وأشارت في ذات الوقت إلى طريقة البيعة وهي البيعة باليد، فيد النبي (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) التي بايعها المسلمون هي يد الله تعالى.
وقال (صلّى الله عليه وآله وسلَّم): «معاشر الناس، فاتقوا الله وبايعوا علياً أمير المؤمنين (عليه السلام) والحسن والحسين والأئمة كلمة طيبة باقية يهلك الله من غدر ويرحم الله من وفى»(٣٣).
فالبيعة من المراسيم الاجتماعية والعرفية والدينية.
وعلى كل حال، فإن هناك العديد من النصوص التي دلت على أن من خصائصه (عجَّل الله فرجه) أنه لا يبايع أي حاكم قبل ظهوره، من قبيل ما روى الشيخ الصدوق (قدّس سرّه) عن الإمام زين العابدين (عليه السلام): «القائم منا تخفى ولادته على الناس حتى يقولوا: لم يولد بعد، ليخرج حين يخرج وليس لأحد في عنقه بيعة»(٣٤).
وروى أيضاً عن الإمام الحسن (عليه السلام) النص المتقدم.
إن قلت: ألا يخل بعصمة الأئمة (عليهم السلام) صدور البيعة منهم لطاغية زمانهم، فلاحظ قول الإمام الحسن (عليه السلام): «ما منا أحد إلّا ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه، إلّا القائم».
قلت: إن ذلك لا يخل بعصمتهم، فهم عباد مأمورون لا يحيدون عما أمرهم به الله تعالى، فلو كان الأمر إليهم بالوقف بوجه الطغاة لما توانوا لحظة، فعصمتهم جاءت بها الأدلة، ومبايعتهم للطغاة دلت عليها كذلك الأدلة، ولا تنافي بينهما، فإن للإمام المعصوم (عليه السلام) عدة وظائف ومهام تقتضيها إمامته للأمة، منها ما يتوقف على أن لا يكون في عنقه بيعة لطاغية زمانه، ومنها ما لا يتوقف، وشاءت حكمة الله تعالى أن تكون مهام الإمامة المناطة بصاحب الزمان (عجَّل الله فرجه) مما تتوقف على أن لا تكون في عنقه بيعة لطاغية، فهو مظهر العدل وقاصم شوكة الظالمين، من الزاوية الشرعية فإن بيعة الأئمة (عليهم السلام) لطغاة زمانهم جائزة ومبررة شرعاً، بل ومأمور بها، بينما بالنسبة إليه منهي عنها وقد غيّبه الله تعالى لأجل أن لا تقع في عنقه بيعة كما هو صريح النص المتقدم، وكذا فإن خفاء الولادة كي لا تقع في عنقه بيعة لطاغية.
إن قلت: ألا يعني ذلك أن الإمامة منوطة بالبيعة وموقوفة عليها، مع أن أدلة الإمامة يظهر منها غير ذلك؟
قلت: إن البيعة حقيقة، والإمامة حقيقة أخرى، وإن كان بينهما ارتباط، فالإمام ينصب من الله تعالى والإمامة منصب إلهي لا يعطى إلّا لمن يحمل خصائص معينة ومحددة كالعصمة مثلاً، ودور الإمام دور واسع دلت عليه العديد من الروايات ذكرها الرواة في كتبهم الحديثية(٣٥).
نعم البيعة للإمام من قبل الناس تفيد تمكين الإمام (عليه السلام) لممارسة سلطانه وصلاحياته، لا أنها تعطيه صلاحيات، فهي معطاة له من قبل الله تعالى، فالإمام أولى من الناس بأنفسهم.
الخصوصية الثانية: صلاة النبيّ عيسى (عليه السلام) خلف إمامنا المهدي (عجَّل الله فرجه)، حيث تعتبر هذه الخصوصية علامة حيّة وحسّية لصدق الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) عند كثير من الأُمم حين ظهوره المقدَّس، مضافاً إلى ما تدلُّ عليه من أفضلية الإمام (عليه السلام) على سائر الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام) حتَّى أُولي العزم منهم، لما هو متَّفق عليه من أفضلية الإمام على المأموم.
ومما ورد من روايات عن هذه الخصوصية:
١ - قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلَّم): «... والذي بعثني بالحق بشيراً، لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدي المهدي، فينزل روح الله عيسى بن مريم فيصلي خلفه، وتشرق الأرض بنوره ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب»(٣٦).
٢ - عن أبي جعفر (عليه السلام): «... سيأتي على الناس زمان لا يعرفون الله ما هو والتوحيد، حتى يكون خروج الدجال وحتى ينزل عيسى بن مريم (عليه السلام) من السماء، ويقتل الله الدجال على يديه ويصلي بهم رجل من أهل البيت، ألا ترى أن عيسى يصلي خلفنا وهو نبي؟ ألا ونحن أفضل منه»(٣٧).
والروايتان واضحتان في الدلالة على صلاة عيسى (عليه السلام) خلف الإمام الحجة (عجَّل الله فرجه) وعلى كونه (عجَّل الله فرجه) أفضل من عيسى رغم أنه من أنبياء أولي العزم.
الخصوصية الثالثة: خفاء الولادة، وهي أيضاً من خصائص الإمام الحجَّة (عليه السلام) بخلاف آبائه الكرام (عليهم السلام). وفيها - مضافاً إلى أنَّها إخبار بالغيب - إشارة إلى ما تتعرَّض له حياة الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) من المخاطر الجمَّة ومحاولة الطواغيت تصفيته الجسدية لما علموا به من أنَّ زوال عروشهم سيكون على يديه (عجَّل الله فرجه).
ومما ورد في كونه خفي المولد:
١ - عن الإمام الرضا (عليه السلام): «... ما منا أحد اختلفت إليه الكتب وسُئل عن المسائل وأشارت إليه الأصابع وحملت إليه الأموال إلّا اغتيل أو مات على فراشه حتى يبعث الله (عزَّ وجلَّ) لهذا الأمر رجلاً خفي المولد والمنشأ غير خفي في نسبه»(٣٨).
٢ - عن الإمام الباقر (عليه السلام): «... انظروا إلى من خفيت ولادته فيقول قومٌ: ولد، ويقول قوم: ما ولد، فهو صاحبكم»(٣٩).
الخصوصية الرابعة: حصول الغيبة الطويلة له، وقد تفرَّد بها (عليه السلام) من بين سائر آبائه الكرام الميامين (عليهم السلام). وهي أيضاً إنباء بالغيب أوَّلاً، وبيان لما يتعرَّض له (عليه السلام) من ملاحقات ومضايقات من قِبَل السلاطين في كلّ العصور ممَّا يستدعي غيبته (عليه السلام) عن الأُمَّة خوفاً من القتل ثانياً. وهناك الكثير من الأُمور الجوهرية في سبب الغيبة وعلَّتها وتحليلها وبيان عدم معارضتها مع اللطف الإلهي في تنصيب الحجَّة على الخلق نتحدث عنها إجمالاً.
الغيبة في الإمام الحجة (عجَّل الله فرجه) تعني أننا لا نراه بحواسنا رغم إيماننا بوجوده معنا.
قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلَّم): «والذي بعثني بالحق بشيراً ليغيبن القائم من ولدي بعهد معهود إليه مني»(٤٠).
قال الشيخ المفيد (قدّس سرّه): (... وله قبل قيامه غيبتان إحداهما أطول من الأخرى جاءت بذلك الأخبار)(٤١)، والغيبة بهذا المعنى من مختصات الإمام الحجة (عجَّل الله فرجه) كما هو صريح قول النبي (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) المتقدم، وقد ذكر من أسبابها وحكمها الخوف من القتل، كما روى ذلك عن زرارة قال أبو عبد الله (عليه السلام): «لابد للغلام من غيبة»، قلت: ولمَ؟ قال: «يخاف» وأومأ بيده إلى بطنه(٤٢).
وفي رواية أخرى «يخاف على نفسه الذبح»(٤٣)، وتقدم أن من حكم الغيبة أن لا يكون في عنقه بيعة لطاغية، ومنها ما عبرت عن بعض الروايات بجريان السنة فيه (عجَّل الله فرجه) بما حصل في الأنبياء (عليهم السلام) من غيبات، فقد روي عن أبي عبد الله (عليه السلام): «إن للقائم منا غيبة يطول أمدها»، قيل: ولم ذلك؟ قال: «لأن الله تعالى أبى إلّا أن تجري فيه سنن من الأنبياء في غيباتهم، فإنه لابد له من استيفاء مدة الغيبات»(٤٤).
كما ورد أن غيبته (عجَّل الله فرجه) هو سر من أسرار الله تعالى فقد روى أحمد بن إسحاق عن أبي محمد الحسن (عليه السلام): «... والله ليغيبن غيبة لا ينجو فيها من التهلكة إلّا من يثنيه الله على القول بإمامته، ووفقه للدعاء بتعجيل فرجه... بأحمد بن إسحاق، هذا أمر من أمر الله، وسر من سر الله وغيب من غيب الله، فخذ ما آتيتك واكتمه وكن من الشاكرين، تكن غداً في عليين»(٤٥).
الخصوصية الخامسة: التاسع من ولد الحسين (عليه السلام)، تشخيص آخر يذكره الإمام الحسن (عليه السلام) وهو أنَّ المهدي الموعود هو من سلالة أخيه الحسين (عليه السلام)، فهو بإثباته لهذا الأمر ينفي بالمفهوم أن يكون من سلالته (عليه السلام) كما قد يحلو للبعض أن يذكر أنَّ الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) من سلالة الحسن (عليه السلام) من جهة الآباء، وقد تقدم الحديث عنه في البعد الثاني، مضافاً إلى تشخيص آخر مهمّ جدَّاً وهو التسلسل الرقمي، أي وهو التاسع من ولد الحسين (عليه السلام)، وفيه عدَّة ثمرات مهمّة، منها:
١ - نفي أن يكون المهدي (عجَّل الله فرجه) هو شخص قبل التاسع، وهذا يفيدنا في تكذيب الكثير من الدعاوى التي حصلت في عصر أهل البيت (عليهم السلام) كالواقفيّة الذين ادَّعوا مهدوية الإمام الكاظم (عليه السلام)، والإسماعيلية قبلهم الذين ادَّعوا مهدوية إسماعيل بن الإمام الصادق (عليه السلام)، وقد تقدم الحديث عن ذلك مفصلاً في البعد الثاني.
٢ - نفي أن يكون المهدي (عجَّل الله فرجه) بعد التاسع من أهل البيت (عليهم السلام) من ولد الحسين (عليه السلام)، وهو يفيدنا أيضاً في تكذيب كلّ مدَّعٍ للمهدوية بعد ذلك، ومما ورد من الروايات في هذا المعنى ما رواه الشيخ الطوسي (قدّس سرّه)(٤٦) عن الإمام الصادق (عليه السلام) والحديث طويل جاء فيه: «... وأمّا غيبة عيسى (عليه السلام) فإن اليهود والنصارى اتفقت على أنه قتل فكذبهم الله (عزَّ وجلَّ) بقوله: ﴿وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ﴾ [النساء: ١٥٧]، كذلك غيبة القائم فإن الأمة ستنكرها لطولها، فمن قائل يقول: إنه لم يولد، وقائل يفتري بقوله: إنه ولد ومات، وقائل يكفر بقوله إن حادي عشرنا كان عقيماً، وقائل يمرق بقوله: إنه يتعدى إلى ثالث عشر فصاعداً، وقائل يعصي الله بدعواه أن روح القائم (عليه السلام) ينطق في هيكل غيره...» فإن كل هذه الدعاوى قد أبطلها الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) بكلمة واحدة.
الخصوصية السادسة: كونه (عليه السلام) ابن أَمَة، وهي السيّدة نرجس (عليها السلام)، وهذه الخصوصية مفيدة أيضاً من جهتين:
الأُولى: في تضييق حلقة المصاديق، حيث يمكن تكذيب المدَّعين فيما لو كانت اُمَّهاتهم حرائر، ومما ورد من الروايات التي تبين أنه ابن أَمَة:
١ - روى الشيخ الطوسي في حديث طويل للإمام الهادي (عليه السلام) معه جاء فيه: «يا بشر، إنك من ولد الأنصار وهذه الموالاة لم تزل فيكم يرثها خلف عن سلف، وأنتم شيعتنا أهل البيت، وإني مزكيك ومشرفك بفضيلة تسبق بها الشيعة في الموالاة [بها] بسر أطلعك عليه، وأنفذك في ابتياع أمة...»(٤٧).
٢ - روى الشيخ النعماني بسنده إلى عبد الرحيم القصير، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام) قول أمير المؤمنين (عليه السلام): «بأبي ابن خير الإماء» أهي فاطمة (عليها السلام)؟ فقال: «إن فاطمة (عليها السلام) خيرة الحرائر، ذاك المبدح بطنه المشرب حمرة رحم الله فلاناً»(٤٨).
٣ - وروى الشيخ الطوسي عن الإمام الباقر (عليه السلام) في نقل جواب أمير المؤمنين (عليه السلام) لعمر عندما سأله عن المهدي (عجَّل الله فرجه)، قال (عليه السلام): «هو شاب مربوع، حسن الوجه، حسن الشعر، يسيل شعره على منكبيه ونور وجهه يعلو سواد لحيته ورأسه، بأبي ابن خيرة الإماء» ومثله وقريب منه ما روي في كتاب الغارات وغيره(٤٩).
والثانية: في بيان مقام أُمّ الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) ومنزلتها العظيمة في نظر أهل البيت (عليهم السلام)، ومما ورد من الروايات في بيان مقامها (عليها السلام):
١ - ما ورد فيما تقدم من روايات من وصفها بـ(خيرة الإماء) وفي رواية كمال الدين عن أبي عبد الله (عليه السلام): «هو الخامس من ولد ابني موسى ذلك ابن سيدة الإماء»(٥٠).
٢ - ما رواه العلامة المجلسي نقلاً عن كشف الغمة:
كانت تدخل على أبي محمد (عليه السلام) فتدعو له أن يرزقه الله ولداً وأنها قالت: دخلت عليه فقلت له كما أقول ودعوت كما أدعو، فقال: «يا عمة، أما إن الذي تدعين الله أن يرزقنيه يولد في هذه الليلة»، وكانت ليلة الجمعة لثلاث خلون من شعبان سنة سبع وخمسين ومائتين، «فاجعلي إفطارك معنا»، فقلت: يا سيدي ممن يكون هذا الولد العظيم؟ فقال لي (عليه السلام): «من نرجس يا عمة» قال: فقالت له: يا سيدي ما في جواريك أحب إليَّ منها، وقمت ودخلت إليها وكنت إذا دخلت فعلت بي كما تفعل، فانكببت على يديها فقبَّلتهما ومنعتها مما كانت تفعله فخاطبتني بالسيادة فخاطبتها بمثلها فقالت لي: فديتك. فقلت لها: أنا فداك وجميع العالمين. فأنكرت ذلك فقلت لها: لا تنكرين ما فعلت، فإن الله سيهب لكِ في هذه الليلة غلاماً سيداً في الدنيا والآخرة وهو فرج المؤمنين فاستحيت(٥١).
٣ - روى الشيخ الصدوق عن حكيمة قالت: (فجاءتني نرجس يوماً تخلع خفّي، فقالت: يا مولاتي ناوليني خفك، فقلت: بل أنتِ سيدتي ومولاتي والله لا أدفع إليك خفي لتخلعيه ولا لتخدميني، بل أنا أخدمك على بصري، فسمع أبو محمد (عليه السلام) ذلك فقال: «جزاك الله يا عمة خيراً»، وغيرها من الروايات التي تكشف عن عظيم مقام السيدة نرجس (عليها السلام))(٥٢).
الخصوصية السابعة: طول العمر، حيث يؤكِّد الإمام الحسن (عليه السلام) في هذا المقطع على أنَّ طول العمر أمر ثابت للإمام بقدرة الله تعالى، وليس عزيزاً على الله ذلك، فقد ذكر القرآن الكريم أشباهه في كتابه كعمر نوح (عليه السلام)، قال تعالى: ﴿فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً﴾ (العنكبوت: ١٤)، والعبد الصالح وآخرين، والوقوع خير دليل على الإمكان.
ومما ورد من الروايات في طول عمر الإمام (عجَّل الله فرجه):
١ - روى الشيخ الصدوق عن الإمام الصادق (عليه السلام): «عاش نوح (عليه السلام) ألفي سنة وخمسمائة سنة، منها ثمانمائة وخمسون سنة قبل أن يُبعث، وألف سنة إلّا خمسين عاماً وهو في قومه يدعوهم وسبعمائة عام بعد ما نزل من السفينة»(٥٣).
وروى الشيخ الطوسي (قدّس سرّه) عن أبي عبد الله (عليه السلام): «ما تنكرون أن يمد الله لصاحب هذا الأمر في العمر كما مد لنوح (عليه السلام) في العمر»(٥٤).
٢ - روى الشيخ الطوسي عن أبي عبد الله (عليه السلام): «... إن القائم (عليه السلام) إذا قام قال الناس إني يكون هذا وقد بليت عظامه منذ دهر طويل»(٥٥).
قال السيد المرتضى في مبحث طول الغيبة وزيادة العمر: (وزيادة عمر الغائب على المعتاد لا قدح به، لأن العادة قد تنخرم للأئمة، بل للصالحين)(٥٦).
الخصوصية الثامنة والأخيرة: خروجه في سنّ الشباب، كما جاء في كثير من الروايات، وهذا لبيان قدرة الله تعالى وإعجازه في خلقه، وعلامة من علامات تشخيص المهدي (عجَّل الله فرجه)، ومما ورد من الروايات في ذلك:
١ - روى الشيخ الطوسي عن أبي عبد الله (عليه السلام): «لو خرج القائم لقد أنكره الناس» يرجع إليهم شاباً موفقاً فلا يلبث عليه إلّا كل مؤمن أخذ الله ميثاقه في الذر الأول»(٥٧).
٢ - وروى في خبر آخر: (إن في صاحب الزمان (عليه السلام) شبهاً من يونس رجوعه من غيبته بشرخ الشباب»(٥٨).
٣ - وروى الشيخ الطوسي (قدّس سرّه) أيضاً عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن ولي الله يعمر عمر إبراهيم الخليل عشرين ومائة سنة، ويظهر في صورة فتى موفق ابن ثلاثين سنة»(٥٩).
إن قلت: كيف ينسجم من تحديد بعمر إبراهيم الخليل (عليه السلام) مع ما تقدم من تشبيه بعمر نوح (عليه السلام)؟
قلت:
١ - ليس هناك تنافٍ، فإن التشبيه بإبراهيم الخليل (عليه السلام) ليس من جهة التحديد بالعمر وعدم الزيادة عليه، بل هو من جهة كونه كبيراً ثم يظهر في صورة ابن ثلاثين سنة، فلا منافاة مع التشبيه مع نوح (عليه السلام).
٢ - لو تنزلنا فإن التشبيه بنوح (عليه السلام) وكذلك بإبراهيم (عليه السلام) لا يقصد منه التحديد غير القابل للزيادة نظير من يقول لدي ألف دينار وهو يملك مئة ألف، فإن الألف موجودة وقوله (لدي ألف) لغاية يحتاج إليها لا يعني عدم وجود الزيادة على الألف.
فمن خلال هذه الرواية الحسنية الشريفة يمكن أن يجعلها المنتظِر منهجاً يسير عليه لتشخيص معالم العقيدة المهدوية، ومدى اهتمام أهل البيت (عليهم السلام) في تركيزها عند الأُمَّة.

الهوامش:

(١) من قبيل ما روي في محمد بن أبي عمير، قال النجاشي: (محمد بن أبي عمير زياد بن عيسى، أبو أحمد الأزدي، لقي أبا الحسن موسى (عليه السلام)، وسمع منه أحاديث، كناه في بعضها فقال: يا أبا أحمد، وروى عن الرضا (عليه السلام). جليل القدر، عظيم المنزلة فينا وعند المخالفين، الجاحظ يحكي عنه في كتبه، وقد ذكره في المفاخرة بين العدنانية والقحطانية، وقال في البيان والتبيين: حدثني إبراهيم بن داجة، عن ابن أبي عمير، وكان وجهاً من وجوه الرافضة.
وكان حبس في أيام الرشيد فقيل: ليلي القضاء، وقيل: إنه ولي بعد ذلك، وقيل: بل ليدل على مواضع الشيعة، وأصحاب موسى بن جعفر (عليه السلام)، وروي أنه ضرب أسواطاً بلغت منه فكاد أن يقر لعظيم الألم، فسمع محمد بن يونس بن عبد الرحمن وهو يقول: اتق الله يا محمد بن أبي عمير، فصبر ففرج الله.
وروي أنه حبسه المأمون حتى ولاه قضاء بعض البلاد، وقيل: إن أخته دفنت كتبه في حالة استتارها وكونه في الحبس أربع سنين، فهلكت الكتب، وقيل: بل تركتها في غرفة فسال عليها المطر، فهلكت، فحدث من حفظه، ومما كان سلف له في أيدي الناس، فلهذا أصحابنا يسكنون إلى مراسيله.
(٢) ج٢، ص ٢٦٨.
(٣) ذكر هامش النسخة المحققة من الغيبة للشيخ الطوسي رقم الحديث ٤٢٩، وكذلك ذكر هامش معجم أحاديث الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه): ج٤، ص٢٤٩.
فهل أن الرواية عن الإمام الحسن (عليه السلام) أو هي عن الإمام الحسين (عليه السلام)، ولأن بحثنا يقتضي بيان الموروث الروائي له (عليه السلام) بحسب الموجود عندنا من المصادر، وحيث وجد تردد بين كون هذه الرواية له أو للحسين (عليهما السلام) فإننا نقول:
١ - حيث إن أغلب المصادر المتأخرة عن الشيخ الطوسي تنقل عنه، وكما في عقد الدرر ومنتخب الأثر وإثبات الهداة والخرائج والجرائح وهؤلاء بعضهم ينقلها عن غيبة الطوسي عن الإمام الحسن (عليه السلام)، فيترجح كون المثبت عن الشيخ الطوسي هو عن الإمام الحسن (عليه السلام)، أمّا ما ورد عن الإمام الحسين (عليه السلام) في غيبة النعماني ص٢١١، الباب١٢، ح٩، فيبدو أنه من خطأ النساخ، كما هو الحاصل في البحار: ج٥٢، ص٢١١، حيث رواها عن غيبة الشيخ الطوسي وجاء فيه سمعت بنت الحسن بن علي ويبدو أن فيهما معاً تصحيفاً.
٢ - مما يؤيد ذلك أن نفس البحار في ج٥٢، ص١١٤، يقول هكذا: (٣٣ - الغيبة للنعماني: ابن عقدة عن القاسم بن محمد بن الحسين، عن عبيس بن هاشم عن ابن جبلة عن مسكين الرحال عن علي بن المعتبرة عن عميرة بنت نفيل قالت سمعت الحسن بن علي (عليهما السلام)...
فهو ينقلها عن الإمام الحسن (عليه السلام) لا كما في النقل المتقدم عن بنت الحسن، والذي يظهر منه أنه ثبت من خطأ النساخ وبالتالي فالراجح هو كون النقل عن النعماني (رحمه الله) هو أنه ينقل عن الحسن (عليه السلام).
٣ - بمراجعة ترجمة عميرة بنت نفيل كما في مستدركات علم الرجال: ج٨، ص٥٨٩، في ݛ ݚالرقم١٨١٣٠، قال: عميرة بنت نفيلا، لم يذكروها روت عن الحسن بن علي (صلوات الله عليهما)، كمباج١٣، ١٣٤ و١٥٧، وجد ج٥٢، ١٤ و٢١١، وغيبة الطوسي ص٢٨٣، وغيبة النعماني: ص١٩.
فهو يصرح دون تردد أن ما في الغيبة للنعماني رواية عن الحسن (عليه السلام)، بل إنها ممن اختصت بالروايات عنه دون غيره.
والنتيجة:
إن الراجح كون الرواية عن الإمام الحسن (عليه السلام)، لثبوت ذلك في غيبة الطوسي واضطرابها في غيبة النعماني.
(٤) الغيبة - الشيخ الطوسي: ح٤٢٩، ص٤٣٨.
(٥) المصدر السابق: هامش ص٤٣٨.
(٦) المصدر السابق.
(٧) المصدر السابق.
(٨) الرواية الأولى في كمال الدين عن الإمام الحسن (عليه السلام) تذكر في الهامش من قولهم وقال الرجل أشهد أن لا إله إلّا الله... آخر الحديث.
(٩) يراجع لذلك على سبيل المثال كتاب الغيبة للشيخ النعماني الباب الرابع ذكر فيه (٤٠) حديثاً وكذلك الشيخ الطوسي في الغيبة ذكر (٢٤) حديثاً وغيرها.
(١٠) كفاية الأثر: ٢٢٣.
(١١) كفاية الأثر: ٢٢٦.
(١٢) المحاسن ٢: ٣٣٣، ح ٩٩.
(١٣) كفاية الأثر: ٢٢٤.
(١٤) الغيبة: ص١٢٧.
(١٥) منهم ابن العربي في شرح سنن الترمذي (ج٩، ص٦٨-٦٩)، قال: (فعدَّدنا بعد رسول الله [(صلّى الله عليه وآله وسلَّم)] اثني عشر أميراً، فوجدنا: أبا بكر، عمر، عثمان، علي، الحسن، معاوية، يزيد، معاوية بن يزيد، مروان، عبد الملك بن مروان، الوليد، سليمان، عمر بن بعد العزيز، يزيد بن عبد الملك، مروان بن محمّد بن مروان، السفّاح...)، ثمّ عدَّ بعده سبعة وعشرين خليفة من العبّاسين إلى عصره، ثمّ قال: (وإذا عدَّدنا منهم اثني عشر انتهى العدد بالصورة إلى سليمان، وإذا عدَّدناهم بالمعني كان معنا منهم خمسة، الخلفاء الأربعة وعمر بن عبد العزيز، ولم أعلم للحديث معنى)؛ ومنهم السيوطي في تاريخه (ص١٢)، قال: (وقد وُجِدَ من الاثني عشر الخلفاء الأربعة والحسن ومعاوية وابن الزبير وعمر بن عبد العزيز، هؤلاء ثمانية، ويحتمل أن يُضمّ إليهم المهدي العبّاسي لأنَّه في العبّاسيين كعمر بن عبد العزيز في الأُمويين، والطاهر العبّاسي أيضاً لما أُوتيه من العدل، ويبقى الاثنان المنتظران أحدهما المهدي لأنَّه من أهل البيت). وراجع: معالم المدرستين ١: ٣٣٦، تحت عنوان (حيرتهم في تفسير الحديث).
(١٦) فرق الشيعة: ص٢١.
(١٧) فرق الشيعة: ص٢٦.
(١٨) الغيبة: ص١٩.
(١٩) رواه أبو داوود: ج٤، ص١٠٨، ح٤٢٩٠، كما رواه غيره.
(٢٠) أسمى المناقب: ص١٦٥.
(٢١) الغيبة: ص١٨٥.
(٢٢) الغيبة: ص١٨٨.
(٢٣) الغيبة للشيخ الطوسي: ص١٩٠، ح١٥٢.
(٢٤) ج١، ص٢٩٧.
(٢٥) المهدي: ص٦٧.
(٢٦) مقاتل الطالبين: ص٢٤٠، نقلاً عن حياة الإمام الرضا (عليه السلام) لجعفر مرتضى: ص٨٢.
(٢٧) بحار الأنوار: ج٤٧، ص١٣٣.
(٢٨) بحار الأنوار: ج٤٧، ص١٦٢.
(٢٩) الغيبة: ص٦٣.
(٣٠) الغيبة: ص٦٧.
(٣١) كمال الدين: ج١، ص٣١٦، باب ٣٠، ح٢.
(٣٢) علل الشرائع: ص٢٤٩؛ والإرشاد: ج٢، ص٣٠.
(٣٣) الاحتجاج - الطبرسي: ج١، ص٣٤.
(٣٤) كمال الدين: ص٣٢٢.
(٣٥) الكافي للكليني: ج١، ص١٦٨، وما بعدها كتاب الحجة وأبوابه.
(٣٦) كمال الدين: ص٢٨٠.
(٣٧) بحار الأنوار: ج٢٤، ص٣٣١.
(٣٨) كمال الدين: ص٣٧٠.
(٣٩) وسائل الغيبة للشيخ المفيد: ج٢، ص١٣.
(٤٠) كمال الدين: ص٣٥١.
(٤١) الإرشاد: ج٢، ص٣٤٠.
(٤٢) الكافي: ج١، ص٣٤٢.
(٤٣) كمال الدين: ص٤٨١.
(٤٤) الخرائج والجرائح: ج٢، ص٩٥٥.
(٤٥) بحار الأنوار: ج٥٢، ص٢٤.
(٤٦) الغيبة: ص١٦٦، ح ١٢٩.
(٤٧) الغيبة: ص٢٣٦، ح١٧٧؛ كمال الدين: ص٤٤٩.
(٤٨) الغيبة: ص٢٣٣.
(٤٩) الغيبة: ص٤٩٨.
(٥٠) كمال الدين: ص٣٤٥.
(٥١) بحار الأنوار: ج٥١، ص٢٧.
(٥٢) كمال الدين: ص٤٥٧.
(٥٣) كمال الدين: ص٤٧٣.
(٥٤) الغيبة: ص٤٢١.
(٥٥) الغيبة: ص٤٢٣.
(٥٦) شرح جمل العلم والعمل: ص٤٥.
(٥٧) الغيبة للشيخ الطوسي: ص٤٢٠.
(٥٨) الغيبة للشيخ الطوسي: ص٤٢١.
(٥٩) الغيبة للشيخ الطوسي: ص٤٢٠.

التقييم التقييم:
  ١ / ٢.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

Copyright© 2004-2013 M-mahdi.com All Rights Reserved