رصدنا
صفحة الرصد المهدوي تهتم بتوثيق ونشر كل ما يتعلق بالقضية المهدوية من أخبار وموضوعات في المواقع الالكترونية والمنتديات والقنوات الفضائية والصحف والمجلات والإذاعات وتقويمها ورد الشبهات التي فيها إن كانت تتطلب ذلك خصوصا الموضوعات المنقولة من المواقع المخالفة للقضية المهدوية بهدف إطلاع القارئ على ما يدور في تلك المواقع ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وكذلك تحديد الايجابيات والسلبيات في كيفية تناول القضية المهدوية في تلك الوسائل والتواصل معها في سبيل تطوير الايجابيات ومعالجة السلبيات.
هيئة التحرير
عصر النور في علم الايزوتريك وارتباطه بالامام المهدي عليه السلام
تحدثت رصدنا في رصد (العدد ٢٤) عن قانون جذب الافكار وعلاقته بالتنمية البشرية وكيفية ارتباطه بانتظار الفرج.
اما في هذا العدد ومن خلال مطالعة رصدنا للكتب المهدوية وقع تحت ناظرها كتاب يتحدث عن عصر النور وارتباطه بظهور الامام المهدي عليه السلام ومن جملة ما تحدث عنه الكتاب انسان المستقبل في (علوم الايزوتريك) مما جعل رصدنا تبحث عن مفهوم هذا العلم وما هو ارتباطه بالدولة المهدوية ومدى توافق اسس هذا العلم مع ثوابتنا الاسلامية.
ما هو الايزوتريك؟
(الإيزوتيريك) كلمة يونانية الأصل والمنشأ، تعني الخفي والخاص، وهومن التعاليم التي يصعب إدراكها على غير مستنيري العقول ،أما العرب فقد فسروها بأنها (العلوم المضنون بها على غير اهلها).
هدف الايزوتريك
هو ايصال كل انسان الى وعي ذاته، ومعرفة حقيقتها، ولهذا الأمر وحده استمر هذا العلم على وجه الأرض منذ أن استوى الوعي البشري بل استمر الايزوتيريك بالتطور والانتشار حتى كاد يعم شتى المجالات العامة. وبدأ اليوم يدخل كل نطاق ابتداء من علوم الذرة وانتهاء بعلوم الأكوان،لأنه العلم الوحيد الذي ابتدأ الانسان باكتسابه منذ وجوده على الأرض، وهو الوحيد الذي استمر بالتطور والتوسع حتى الزمن الحاضر، ولن يتوقف عن التقدم الا حين يصل الانسان الى كامل معرفة ذاته.
تاريخ الايزوتريك
ظهر علم الايزوتريك في الشرق الأوسط عبر العلوم الدينية الالهية،وفي الشرق الأدنى في علم الفراسة، وتوارد الأفكار، والقوى العقلية الغامضة ، وظهر في اليونان عبر علم الأعداد، والهندسة، والفلسفة، وفي مصر القديمة من خلال سر الخلود وسر البناء . وأيضاً بواسطة السيطرة والتحكم بالعوامل الطبيعية، وفي بلاد ما بين النهرين عبر علم الفلك ، والتنجيم ، وأسرار الفضاء، كذلك في بعض البلدان الأوروبية عن طريق علم النفس ، وعلم الكلام، كما ظهر في القارة الأميركية من خلال التحكّم بالعناصر الطبيعية، والسيطرة على الحيوانات ، فما من بلد إلا وظهر في تاريخه علم الايزوتيريك بشكل أو بآخر .
موضوع علم الايزوتريك
يتناول الايزوتريك كل موضوع له صلة بتطور الوعي عند الإنسان وهي علوم لا تعالج موضوعا لا يكون الإنسان محوره وتهتم علوم الايزوتيريك اهتماما كبيرا بإزالة الغموض في مسار تطور الفكر البشري وتفتيح وعيه .
المقدرات الخفية في الإنسان حقيقة أم وهم ؟
إن الإنسان أعمق وأشمل من أن يكون جسداً مادياً يخضع لتفاعلات كيميائية وبيولوجية فحسب، بل هو جسد وروح وبينهما عدة مكونات أو أبعاد باطنية تشكل النفس البشرية والذات الإنسانية، وجميعها ذبذبية التكوين (Vibratory) وهناك عدد كبير من الرواد الباحثين والعلماء منهم العالم (بيرسون) حسب شبكة BBC٢، كذلك العالم الروسي (كيريليان) قد تقصوا ماهية هذه الأجسام الباطنية الذبذبية التي تحيط بالجسد وتتخلّله، خصوصاُ الجسم الأثيري أو الهالة الأثيرية Aura - Bioplasma في لغة العلم)، كون سرعة تموجاته (Fre عليه السلامuence) الكهرومغناطيسية هي الأقرب إلى طبيعة المادة من باقي الأجسام الباطنية المتدرجة في تذبذبها، حتى أن بعض الأجهزة المتطورة تمكنت من التقاط بعض من تلك التموجات الأثيرية وتصويرها فيما يعرف بـ(صور كيريليان). وبذلك فإن للإنسان مقدرات كامنة وليس الامر مجرد وهم.
ومن مقولات علوم الإيزوتيريك في هذا الصدد ان الانسان هو كيان عظيم يحوي طاقات هائلة لكنه لم ينفتح عليها بعد،وله طاقات قادرة على الانتقال عبر المكان ، و التنقل عبر الزمان وهي قادرة على رؤية اللامنظور ، و كشف المستقبل ، و تخطّي الحواجز التي تشكل عائقاً في سبيل النمو الداخلي و الانطلاق الحضاري على مسار التطور الباطني في الانسان وهو أعمق من ان يرى بواسطة المعدات الالكترونية المتطورة، والانسان أشمل مما يعتقد أي عالم أو فيلسوف أنه تعرف إليه :
إن الهدف ليس توعية الطاقات الباطنية في الإنسان، بل الهدف هو الارتقاء بالمعرفة والنمو بالوعي والحكمة. آنذاك لتتفتح المقدرات الباطنية تلقائياً، أما دور التبصّر، فهو المراقبة والتمعن في المعطيات والصور التي التُقطَت عبر الرؤية والرؤيا وهو أيضاً القراءة بين السطور، وتحليل الغوامض، ثم المقارنة والربط بين المعلوم والمجهول. بذلك فقط تصبح حواس البصر بأنواعها أداةً للتطوّر بالوعي والارتقاء في الحكمة.
علم الايزوتريك من وجهة نظر اسلامية
عند تصفح المقالات والبحوث التي كتبت حول هذا الموضوع وجدت (رصدنا) بعض الكتاب يقولون: ( الإيزوتيريك لا يختلف من حيث التعريف في مضمونه كثيراً عن (الثيوصوفيا)؛ إذا كلاهما يهدفان للمعرفة الباطنية و محاولة إيجاد تفسيرات لعالم الغيب الذي لا سبيل لمعرفته إلا من خلال نصوص الوحي المعصوم) في محاولة لاظهار ان هذا العلم مروّج للمذاهب الباطنية. وهذا دال على سوء فهم من جهتين .
الاولى لمفهوم علم الايزوتريك بانه حقيقة علمية.
والثانية الجهل بالتراث الروائي الذي وصلنا من اهل البيتK والسبب يرجع لكون اولئك الكتاب ممن انحرفوا عن منهج اهل البيتK،وهذا حال كثير من العلوم والمعارف التي توصف بأنها كفر وخرافة وما شئت فسطر من النعوت بحقها والدالة على عدم الفهم وعدم المطالعة.
فقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام ما يعضد ما ورد في هذا العلم من اهمية معرفة النفس وانها اساس التطور والوعي منها قوله عليه السلام: (دواؤك فيك وما تشعر، وداؤك منك وما تبصر، وتزعم أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر، وأنت الكتاب المبين الذي بأحرفه يظهر المضمر).
فقوله عليه السلام يبين مدى عظمة هذا الانسان الا انه غافل عن تلك العظمة وعندما يعرف نفسه يصل الى غاية كل معرفة وعلم كما في قوله عليه السلام : (من عرف نفسه فقد انتهى إلى غاية كل معرفة وعلم)، وهذا لايعني قبول كل مافي علوم الايزوتريك ولكن على الاقل بيان ان مفهومه بنحو الاجمال لا التفصيل يلتقي مع ثوابتنا الاسلامية في أهمية معرفة النفس وما فيها من اسرار وطاقة كامنة وهذا ماتفرضه الموضوعية، والامانة العلمية تقتضي بيان الحقائق وتسليط الضوء عليها.
المعلم العالمي في فلسفة الايزوتريك
ذكرت مجلة (شارانترناشونال) المنتسبة الى الامم المتحدة والتي توزع في اكثر من ٧٠ بلد باللغة الانكليزية والهولندية والفرنسية والألمانية والإسبانية و اليابانية : (ان معظم الديانات العالمية تبشِّر بظهور معلم عظيم في العالم. فالمذهب الشيعي في الإسلام يترقب ظهور الإمام المهدي عليه السلام وعودة المسيح عليه السلام، والمسيح ينتظرون المجيء الثاني للمسيح عليه السلام، واليهود يتوقعون المسيح المنتظر. كذلك الهندوس ينتظرون (كريشنا) او (كالكي)، والبوذيون يستعدون لمجيء البوذا الخامس (البوذا مايتريا). وفي الحقيقة تعود هذه الأسماء، بحسب فلسفة الإيزوتريك، إلى شخصٍ واحدٍ يشغل منصب (المعلم العالمي) وهو يترأس كذلك هرمية المعلمين الحكماء، ويعرف تحت إسم (مايتريا). ولن يأتِ (مايتريا) كزعيم ديني أو لتأسيس ديانة جديدة، بل يأتي كمعلمٍ ومرشدٍ لجميع ديانات الأرض وحتى لمن ليس له دين، وسيأتي في فجر عصر الدلو، ليحثَّ البشرية على بناء حضارةٍ جديدةٍ مبنية على أسس الأخوّة والعدل والعلاقات الإنسانية الصحيحة، القائمة على أساس توزيع ومشاركة عادلة لكل موارد الأرض وعندها سيكون عصر النور.( انتهى)
ولا يسع رصدنا ان تسلط الضوء على مايتريا اكثر مما ذكر ولكنها تعد القراء الكرام بتخصيص رصد خاص به في اعداد قادمة ان شاء الله.
عصر النور في قاموس الايزوتريك
قاموس المصطلحات الموجود في موقع الايزوتريك على الشبكة العنكبوتية عرّف عصر النور بأنه عصر الفهم والإنفتاح العقلي والنفسي والروحي، وهو عصر التقدم للمنفتحين وعصر التأخر للجاهلين.و انه عصر علمي متقدم، ليس فقط من الناحية العلمية الصرف، بل في تقديم الروح والبحث جدّياً في ماهيتها، وإختبار فعاليتها على نطاق علمي واسع وهو عصر أنسنة الإنسان الذي بات وشيكاً وهو بمثابة الفرصة الأخيرة لجميع الخلائق حيث سيقرر كل مخلوق مصيره بنفسه، وسيكون القرار نهائياً وحاسماً- إما السقوط من غربال الوعي، أو الإرتقاء على سلالم مجد إنسانية الإنسان. والمقصود بالانفتاح هنا الإنفتاح الذهني لانه قاعدة الإنطلاق الباطني، شرط أن يشمل الإنفتاح جميع جوانب الحياة بتدرج وإنتظام، وكل ما من شأنه ان يكسب المرء الخبرة الضرورية على الصعد كافة. خاصة في تفعيل صفتي المحبة والعطاء، بحيث تطلق مشاعر الرقة والرهافة في الإنسان، وتطورها مما يجعل (ذبذبات) الفكر تتوسع بشكل تموجات دائرية من محور الفكرة أو نقطة إنطلاقها بإتجاه المحيط حيث المحور يمثل الباطن والمحيط الظاهر والسعادة تكمن في العطاء لا في الاخذ والعطاء هو عطاء المعرفة وعطاء الوعي، إسداء النصح والر شد. هو المساعدة والمشاركة والتعاون، هو العلاقة البشرية التي تسير بالإنسان إلى التكامل الإنساني. (انتهى)
كلمة رصدنا
تلك الكلمات الواردة في بيان معالم عصر النور في هذا العلم والهدف منه تطوير الذات والسير بها نحو التكامل وهوية المعلم العالمي الذي سينشر الحكمة ويبني حضارة قائمة على اسس دينية، عند التأمل فيها نجدها تتناغم وتنسجم بل وتنطبق على مميزات عصر الظهور والمخلص المنتظر .
فقد ورد في الاحاديث الشريفة وصف لذلك العصر وما يقوم به الامام المهدي عليه السلام كوضع يده الشريفة على رؤوس العباد فتكمل العقول والاحلام ويؤتى الناس الحكمة ويتطور العلم وتخرج الارض كنوزها وتعيش الكائنات جميعا في الفة ومحبة لايعكر صفاءها شيء وعندها تشرق الارض بنور ربها وتأتي خيراتها وينفتح عالم الشهادة على عالم الشهود فيتحدث الناس مع الملائكة والجن وهذا كثيرا ما يفسر بالتفسير الاعجازي،ولكن حقيقة الامر ان قدراتنا كامنة في انفسنا ونحن غافلون عنها ففينا انطوى العالم الاكبر. أضف الى هذا ان معرفة النفس تؤدي الى معرفة الله فقد ورد في الحديث (من عرف نفسه فقد عرف ربه) ومعرفة الله غاية ورجاء جميع المؤمنين المنتظرين لامام زمانهم فبها يكون الاهتداء الى الدين وهذا ما نقرأه في دعاء زمن الغيبة (اللهم عرفني نفسك ، فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك ، اللهم عرفني رسولك ، فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك ، اللهم عرفني حجتك فإن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني).