لزوم الدعاء لصاحب العصر والزمان عليه السلام
السيد مرتضى المجتهدي
إن ألزَمَ الدعاء في عصر الغيبة هو الدعاء لظهور مولانا بقية الله في العالمين عليه السلام، لانه صاحبنا وصاحب العصر والزمان بل صاحب الامر وولي العوالم، وكيف تجوز الغفلة عنه وهو امامنا، والغفلة عن الإمام هي الغفلة عن اصل من اصول الدين، فعليك بالدعاء عليه والصلاة والسلام قبل الدعاء لنفسك واهلك واخوانك.
قال السيد بن طاووس في كتاب (جمال الاسبوع):
(وقد قدمنا في جملة عمل اليوم والليلة من اهتمام اهل القدوة بالدعاء للمهدي عليه السلام فيما مضى من الازمان، ما ينبه على ان الدعاء له من مهمات اهل الاسلام والايمان، حتى روينا في تعقيب الظهر من عمل اليوم والليلة دعاء الصادق جعفر بن محمد عليه السلام، قد دعا به للمهدي عليه السلام ابلغ من الدعاء لنفسه عليه السلام.
وقد ذكرنا فيما رويناه في تعقيب صلوة العصر من عمل اليوم والليلة ايضاً فصلاً جميلاً قد دعا به الكاظم مو سى بن جعفر للمهدي عليهم السلام ابلغ من الدعاء لنفسه عليه السلام).
وقال السيد بن طاووس بعد ذكر فضائل الدعاء للاخوان:
(اذا كان هذا كله فضل الدعاء لاخوانك، فكيف فضل الدعاء لسلطانك.
... واحضر قلبك ولسانك في الدعاء لذلك المولى العظيم الشأن، وإياك ان تعتقد إنني قلت هذا لانه محتاج إلى دعائك، هيهات هيهات ان اعتقدت هذا فانت مريض في اعتقادك وولائك، بل انما قلت هذا لما عرّفتك من حقه العظيم عليك، وإحسانه الجسيم اليك، ولانك اذا دعوت له قبل الدعاء لنفسك ولمن يعز عليك كان اقرب إلى ان يفتح الله جل جلاله ابواب الإجابة بين يديك...
فتدخل انت في الدعاء لنفسك ولمن تدعو له في زمرة فضله وتتسع رحمة الله جل جلاله لك وكرمه وعنايته بك لتعلقك في الدعاء بحبله.
جاء في (مكيال المكارم) : ان الدعاء كما دلت عليه الآيات والروايات من اعظم اقسام العبادات،ولا شك ان اجل انواع الدعاء واعظمها الدعاء لمن اوجب الله تعالى حقه، والدعاء له على كافة البريات، وببركة وجوده يفيض نعمه على قاطبة المخلوقات،كما انه لا ريب في ان المراد من الاشتغال بالله هو الاشتغال بعبادة الله، فهو الذي يكون المداومة به سبباً لان يؤيده الله في العبادة، ويجعله من اوليائه. فينتج ان المواظبة في الدعاء لمولانا الحجة عليه السلام ومسالة التعجيل في فرجه وظهو ره، وكشف غمّه، وتحصيل سروره، يوجب حصول تلك الفائدة العظيمة، كما لايخفى، فاللازم على كافة اهل الايمان ان يهتموا ويواظبوا بذلك في كل مكان وزمان).