الفهرس
لتصفح الصحيفة ب Flsh

لتحميل الصحيفة ك Pdf

الصفحة الرئيسية » العدد: ٢٥/ جمادي الثاني/ ١٤٣٢هـ » الفكر المهدوي بين الحاجة الإنسانية وكيفية تحقيق الآمال..
العدد: ٢٥/ جمادي الثاني/ ١٤٣٢ه

المقالات الفكر المهدوي بين الحاجة الإنسانية وكيفية تحقيق الآمال..

القسم القسم: العدد: ٢٥/ جمادي الثاني/ ١٤٣٢هـ الشخص الكاتب: لطيف عبد النبي يونس التاريخ التاريخ: ٢٠١٢/١٢/١١ المشاهدات المشاهدات: ٥٣٠٠ التعليقات التعليقات: ٠

الفكر المهدوي بين الحاجة الإنسانية وكيفية تحقيق الآمال..

لطيف عبد النبي يونس مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عليه السلام

يعيش الفكر الانساني عموما والفكر الإسلامي خصوصا مأزقا تاريخيا كبيرا في مراحله المعاصرة والمستقبلية .

فعلى صعيد الفكر العالمي وبرغم كل ماوصل اليه من نظريات حديثة وقيمة في علم النفس والاجتماع والسياسة والاقتصاد والتقنية الحديثة لكنهم ولحد الان لم يتمكنوا من الاقتناع بما لديهم سواء على مستوى التنظير او التطبيق , فبمجرد ان تطوى صفحة زمنية من عملية التطبيق وتحقيق بعض النجاحات الجزئية نجد ظهور إخفاقات، وبالتالي تظهر الانتقادات القوية.

وبعد مرور زمن نجد هذه النظرية قد تهاوت وأصبحت في خبر كان, فاؤلئك منظرو الماركسية ومطبقوها امثال ماركس وانجلس ولينين وغيرهم ممن اعتنق المذهب الماركسي وعمل على تطبيقه، نجد نظرياتهم قد تهاوت واصبحت مدفونة في ركام التاريخ، بل نجد اللعنات تنصب عليها من نفس الشعوب التي اقتنعت بها بادئ الامر وهي ترفضها الآن، وعلى اثر ذلك تهاوى ذلك المارد الاشتراكي بين ليلة وضحاها.

واليوم ينطلق المارد الرأسمالي وحيدا ممسكا بقطبية العالم ويتصرف كما لو انه القيم على العالم ويفرض نظريته الليبرالية (الديمقراطية) باعتبارها المنقذ لكل الشعوب، ورغم أنها حققت انجازات لا مثيل لها على الساحة العالمية مما ابهر العالم, ولكن وبعد سنين من التطبيق نجد وعلى لسان مفكريها وهم حائرون امام التصدع الاجتماعي وتهاوي البنية الاجتماعية وانهيار النفسية في الشخصية الغربية وكما نجد ذلك في كتاب (فرانسس فو كوياما) (التصدع العظيم ) حيث يعلن ومن خلال الأرقام كيف يتهاوى المجتمع الرأسمالي أمام تداعيات تطبيق النظرية الليبرالية المبنية على اساس الحرية المفرطة (دعه يعمل دعه يمر) او الحرية الشخصية المفرطة وتحت قانون حماية حقوق الإنسان.

فبين الفكر الاشتراكي وإلغاء حرية الفرد والإفراط في خدمة المجتمع وبين الفكر الرأسمالي والإفراط في الحرية الفردية على حساب المجتمع ضاعت مجتمعاتهم وتهاوى بنيانهم واليوم يريدون الخلاص ولكن أنى لهم هذا ....!! ؟ فاليوم لا نجد تفكك الأسرة فحسب بل تفتتها ومن بعد ذلك انحراف الفطرة إلى طريق اخر ظنا منها انها تسير بطريق السعادة..!!وليس الامر مقتصرا على هذا الحد بل نجد الضربة الاقتصادية القاصمة للاقتصاد الرأسمالي تزيد من مقدمة الانهيار النهائي, فان تفكك البنية الاجتماعية ومن ثم تفكك البنية الاقتصادية لا شبهة في ترك اثار التصدع في بنيان النظرية الليبرالية ونجد اكبر مفكري المال والاقتصاد في العالم يقفون عاجزين عن حل الازمة بل انها تتفاقم يوما بعد يوم وقد تركت أثارها على المجتمع حيث طرد الملايين من وظائفهم والحبل على الجرار كما يقول المثل عندنا.

والغريب ان هؤلاء المفكرين أصبحوا اليوم يمدحون النظام المصرفي الإسلامي نجد صيحات باتخاذ هذا النظام بديلاً عن نظامهم باعتباره آمن لاقتصادهم.

هذه حقائق تتأكد اليوم وتفرض نفسها حيث يهرب الغربيون من إدارياتهم المصرفية نحو إداريات البنوك الإسلامية لتفادي الهزات العنيفة المستقبلية المتوقعة وكما أكدتها المرحلة المعاصرة .سبحانك ربي (وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) فها هي السنن التاريخية التي اقاموا الدنيا عليها ولم يقعدوها نراها اليوم هي نفسها تنهي نظريتهم وتطبيقاتها كما أنهت الأطروحة الاشتراكية من قبل .. فان ما كان لله ينمو وما كان لغير الله لا ينمو, بل يتهاوى والسؤال المطروح هنا هو هل يستطيع مفكرو الغرب الرأسمالي ان يبرمجوا اقتصادياتهم وسياساتهم بصورة صحيحة ؟ ان المنطق يقول انهم لايستطيعون وذلك لان كل مقدمة خاطئة لاتنتج الا نتيجة خاطئة فما دامت مرتكزاتهم مستندة الى تلك الاسس والمبادئ التي تدعو الى تعزيز الفردية والاباحية المطلقة والابتعاد عن ادخال الغيب الى الحياة بصورة حقيقية فلن يصحح المسار, وان اي تقويم أو اصلاح انما يذهب هباءا منثوراً.

(وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا) وهذا مالا يفهمه الغرب.

ومن هنا فان الفكر المهدوي وبما يحمل من منطلقات ومرتكزات تاسيسة متينة, وبما يملك من ادوات رصينة ووسائل حقيقية يمثل الحل الحقيقي للمأزق الفكري والتطبيقي البشري ..

ولكن ثمة سؤال يطرح هو من الذي يستطيع ان يقدم الفكر المهدوي بصيغة مشروع فكري معاصر يستند الى التراث الاصيل ويقدم اطروحة تطبيقية حقيقية تمثل الخلاص من كل المآزق او على الاقل المأزق الاسلامي او تنزلا الى دائرة حملة الفكر المهدوي ..

وبما اننا اليوم نفتقد الى هكذا مشروع فاننا لايمكن اقناع الاخرين بضرورة اعتناق الفكر المهدوي. ولذلك فان نفس الامام هو الذي سيقدم هذا المشروع للأخرين ولا يجبرهم على الدخول فيه بل يترك لهم الخيار في ذلك, وهم عندما يرون نتيجة مشروعه فانهم يدخلون في الإسلام أفواجا .

(إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ {١} وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا {٢} فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا)

فالامام يمثل قمة الرقي الفكري والسماح للآخرين بالتفكر والحرية في الاختيار ولكن مع وجود النموذج الافضل وبالتالي لايبقى لهم حجة ، بل ان حاجتهم الشخصية والاجتماعية والتكوينية تكون في دولة الإمام عليه السلام, وبالتالي لا مفر من الانضمام الى ركب الدولة ومن ثم الذوبان في مبادئها واخلاقها وقيمها.

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
التعليقات
لا توجد تعليقات

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *
التحقق اليدوي: *
إعادة التحميل
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم

ما ينشر في صحيفة صدى المهدي عليه السلام لا يعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة بل هي آثار الكتّاب والأدباء