العدد: ٥ / ربيع الأول / ١٤٢٧ هـ

الأدب المهدوي / يا فرج الله

يافرج الله
اتغضي وقد أسقطوا محسناً؟!

المرحوم الشاعر السيد خضر القزويني

لقد استطاع السيد خضر القزويني أن يدخل في الدائرة الادبية الشعرية غرضاً جديداً وهو غرض الاستنهاض الذي من خلاله يستطيع الشاعر أن يتعامل مع الإمام عليه السلام على أنه المرجع الوحيد في تحقيق الهدف الذي يصبو إليه الجميع من تحقيق العدل والسلام، مستخدماً مادة المأساة التي حلّت بآبائه الميامين على أنها المبرّر الرئيسي في عملية الظهور والأخذ بالثأر لجميع المحرومين في العالم واكتساح بؤر الظلم والطغيان الحاكمة.
وهكذا استطاع أن يترجم الغرض من قصيدته الفاطمية بقدر حرصه على بيان الحاجة من ظهور الإمام عليه السلام فإنّه حرص على تذكيره بمصائب أمه الزهراء عليها السلام وما حلّ بساحتها المقدّسة من الظلم خصوصاً عملية الاسقاط المفجعة التي يستحثه من خلالها للظهور لكي ينال الظالمون عقوبة الانتقام الالهي بيده العادلة.
ولد السيد خضر القزويني في النجف الاشرف عام 1323هـ وترعرع في بيئة علمية أخذت بيده إلى مراقي الكمال، حتى إذا بلغ شوطاً من شبابه قرّظ الشعر ونظم القصائد، فجمع إلى موهبة الشعر فن الخطابة والتبليغ فصار خطيباً بارزاً وأديباً مبدعاً حتى لبّى نداء ربه وهو في ريعان شبابه عام 1357 هـ .
له قصيدة يستنهض فيها الإمام الحجة عجّل الله تعالى فرجه ويذكّره بمصائب آبائه المعصومين عليهم السلام ، ويؤكّد على مصائب الزهراء عليها السلام خصوصاً إسقاط المحسن عليه السلام:

إلى مَ التواني صاحبَ الطلعةِ الغَرّا
فديناك لِمْْ أغضيت عمّا جرى على
أتُغضي وتنسى أمّكَ الطُّهر فاطماً
وتُغضي وشبّوا النارَ في باب دارها
أتُغضي وهم قد أسقطوا الطُّهرَ مُحسناً
أتغضي وسوط العبد وشّح متنَها
أتغضي وقد ماتت وملؤ فؤادها
أتغضي وقد أردى حسامُ ابن ملجمٍ
أتغضي وقد ألوى لؤيّاً مصابه
أتغضي وقد دسَّ السموم أخو الشقا
أتغضي وقد أودى به فتقطّعت
أتغضي ويوم الطفِّ آلُ أميّةٍ
أتغضي وفيه مثّلت بعد قتله
أتغضي وقد سارت بربّات خِدره
أتغضي وقد طافت بها كلّ بلدةٍ
فحتى متى تُغضي ولم تلفَ ثائراً
فهُبَّ لها واسقِ حسامك من دما

 

أما آن مِن أعداكَ أن تطلب الوترا
بني المصطفى منها وقد صدّع الصخرا
غداةَ عليها القوم قد هجموا جَهرا
وقد أوسعوا في عصرهم ضِلعها كَسرا
وقادوا عليَّ المرتضى بعلَها قَسرا
ومن لطمةِ الطاغي غدت عينُها حَمرا
شجىً وعليّ بعدُ شيعّها سرّا
علياً وطرف الشرك حين قضى قهرا
وغادر حتى الحشر أكباده حرّا
إلى المجتبى كيما به يفجع الزهرا
غداة به أودى قلوبُ الورى طُرّا
بقتل سليل الطُّهر أدركتِ الوترا
ومن دمه قد روّت البِيض والسُّمرا
سبايا وسوط الشمر أَوسعها زجرا
على هزّل تنعى وأعينها عبرى
بوتر بني الهادي الذين قضوا صبرا
عداك وغادر خضم هاماتها نثرا

العدد: ٥ / ربيع الأول / ١٤٢٧ هـ : ٢٠١٣/٠٨/٠١ : ٥.٠ K : ٠
التعليقات:
لا توجد تعليقات.