الفهرس
لتصفح الصحيفة ب Flsh

لتحميل الصحيفة ك Pdf

الصفحة الرئيسية » العدد: ١٩/ ذي الحجة/١٤٣١هـ » الرجوع إلى العلماء في تراث أهل البيت
العدد: ١٩/ ذي الحجة/١٤٣١ه

المقالات الرجوع إلى العلماء في تراث أهل البيت

القسم القسم: العدد: ١٩/ ذي الحجة/١٤٣١هـ التاريخ التاريخ: ٢٠١٢/١٢/٠٩ المشاهدات المشاهدات: ٧٧٧٠ التعليقات التعليقات: ٠

الرجوع إلى العلماء في تراث أهل البيت عليهم السلام

آية الله العظمى المرجع الديني الكبير السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم (دام ظله)

ان الرجوع للعلماء وسؤالهم عن الأحكام الشرعية العملية مما جرت عليه سيرة الشيعة وجميع المسلمين كان معروفا من الصدر الاول, وعرف في كل عصر جماعة ممن يتصدى للفتوى. مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عليه السلام

وقد تضمنت النصوص الواردة تصدي بعض علماء الشيعة لذلك. مثل ابان بن تغلب الذي قال الشيخ الطوسي قدس سره في حقه: -بعد ان مدحه وعظمه-: (وقال له أبو جعفر الباقر عليه السلام: اجلس في مسجد المدينة, وافت الناس, فاني احب ان يرى في شيعتي, مثلك, فجلس).

ومثل معاذ بن مسلم النحوي فقد روى في حديثه عن الإمام الصادق عليه السلام: انه قال: بلغني انك تقعد في الجامع فتفتي الناس؟ قلت: نعم, واردت أن اسألك عن ذلك قبل ان اخرج. اني اقعد في المسجد فيجيء الرجل فيسألني عن الشيء فإذا عرفته بالخلاف لكم أخبرته بما يفعلون, ويجيء الرجل اعرفه بمودتكم وحبكم فأخبره بما جاء عنكم, ويجيء الرجل لا اعرفه ولا ادري من هو: فأقول: جاء عن فلان كذا وجاء عن فلان كذا, فأدخل قولكم فيما بين ذلك. قال: فقال لي: اصنع كذا, فاني كذا اصنع).

لكن الفقه الشيعي لم يكن متميزا بنفسه وبفقهائه في الصدر الاول بسبب الفتن والمآسي التي مرت على الشيعة. والتي كانت السبب في تركيزهم على الجانب السياسي واهتمامهم بتسنم أهل البيت عليهم السلام السلطة واستلامهم دفة الحكم من دون ان تتضح معالم الخلاف بين أهل البيت عليهم السلام وغيرهم في الفقه, وربما كانوا يستفتون العامة ويأخذون الاحكام منهم غفلة عن مخالفتهم لأهل البيت عليهم السلام فيها.

وبعد فاجعة الطف حيث قضي على امل استلام أهل البيت عليهم السلامالسلطة في الزمن القريب المنظور, وحيث تجلت ظلامة أهل البيت عليهم السلام وظهر حقهم, واتضحت معالم الضلال والباطل في الجانب الآخر, اتجه الشيعة لائمة أهل البيت عليهم السلام من اجل اخذ دينهم في عقائدهم وفقههم وباينوا غيرهم واعرضوا عنهم.

ورأى الأئمة عليهم السلام الارضية الصالحة والظرف المناسب لتركيز مفاهيمهم في شيعتهم وبث تعاليمهم لهم في العقائد والفقه ومعايير الحب والبغض والتولي والتبري, وجهدوا في قيام كيان علمي لهم يحمل تلك التعاليم وبينها فيهم, ليستغنوا به عن غيرهم.

ويبدو اهتمام الإمام الباقر عليه السلام بهذا الجانب من وصيته للإمام الصادق عليه السلام ففي صحيح هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (لما حضرت أبي الوفاة قال: يا جعفر, أوصيك بأصحابي خيرا. قلت: جعلت فداك, والله لادعنهم والرجل منهم يكون في المصر, فلا يسأل أحدا).

وقام عليه السلام بما وعد, وبدأ الشيعة يقصدون علماءهم ويرجعون إليهم, وتصدى جماعة منهم للفتيا, كما ارشد الأئمة عليهم السلام إلى جماعة منهم.

ففي صحيح شعيب العقرقوفي: (قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ربما احتجنا ان نسأل عن الشيء فمن تسأل؟ قال: (عليك بالاسدي. يعني أبا بصير).

وفي صحيح عبد الله بن أبي يعفور: (قلت لأبي عبد الله عليه السلام: انه ليس كل ساعة القاك, ولا يمكن القدوم, ويجيء الرجل من أصحابنا فيسألني وليس عندي كل ما يسألني عنه. فقال: ما يمنعك عن محمد بن مسلم الثقفي, فانه سمع من أبي وكان عنده وجيها).

وفي حديث علي بن المسيب: (قلت للرضا عليه السلام: شقتي بعيدة ولست أصل إليك في وقت فممن أخذ معالم ديني؟ قال: من زكريا بن آدم القمي المأمون على الدين والدنيا: قال علي بن المسيب فلما انصرفت قدمنا على زكريا بن آدم فسألته عن ما احتجت اليه).

وفي معتبر عبد العزيز بن المهتدي: سألت الرضا عليه السلام: إني لا ألقاك في وقت فعن من اخذ معالم ديني؟ فقال: خذ عن يونس بن عبد الرحمن).

كما ورد الإرجاع إلى جماعة آخرين, مثل الحارث بن المغيرة وزرارة بن اعين, والمفضل بن عمر, والعمري وابنه, في ا حاديث كثيرة لا يسعنا استقصاؤها).

كما ورد الإرجاع للعلماء عامة من دون تعيين لشخص خاص في نصوص كثيرة منها التوقيع الشريف المشهور الصادر من الإمام المنتظر صاحب الزمان عليه السلام في أواسط عصر الغيبة الصغرى إلى اوائلها؛ (واما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فانهم حجتي عليكم وانا حجة الله). ومنها ما يأتي عن الإمام الهادي عليه السلام.

وهكذا تكامل للشيعة فقههم واستغنوا عن غيرهم, ففي معتبر محمد بن حكيم: (قلت لابي الحسن علي بن موسى عليه السلام: جعلت فداك فقهنا في الدين واغنانا الله بكم من الناس, حتى ان الجماعة منا لتكون في المجلس ما يسأل رجل صاحبه (إلا) يحضره المسألة ويحضره جوابها فيما من الله علينا بكم ..).

وفي كتاب الإمام الهادي عليه السلام لأحمد بن حاتم وأخيه: (فاصمدا في دينكما على كل مسن في حبنا وكل كثير القدم في امرنا, فانهما كافوكما ان شاء الله تعالى).

بل ربما كان غيرهم يرجع اليهم في معضلات المسائل, لعلمهم بأنهم قد اخذوا احكامهم من عين صافية لا تنضب, ففي موثق محمد بن مسلم: (اني لنائم ذات ليلة على السطح اذ طرق الباب طارق... فأشرفت فإذا امرأة, فقال: لي بنت عروس ضربها الطلق, فما زالت تطلق حتى ماتت والولد يتحرك في بطنها يذهب ويجيء, فماذا اصنع؟ فقال) يشق بطن الميت ويستخرج الولد, يا أمة الله افعلي مثل ذلك. انا-يا امة الله-رجل في ستر, من وجهك الي؟ قال: قالت لي: رحمك الله, جئت إلى ابي حنيفة صاحب الرأي: فقال: ما عندي في هذا شيء, ولكن عليك بمحمد بن مسلم الثقفي, فانه يخبر, فما افتاك به من شيء فعودي الي فاعلمينيه فقلت لها: امض بسلام فلما كان الغد خرجت إلى المسجد وابو حنيفة يسأل عنها اصحابه, فنحنحت فقال: اللهم غفرا. دعنا نعيش).

 وقد اكد الأئمة عليهم السلام على كتابة العلم والحديث من اجل ان يحفظ العلم وينتفع الناس به, خصوصا في عصر الغيبة, حيث لا مفزع للناس إلا كتب الحديث, ففي معتبر أبي بصير: (سمعت ابا عبد الله عليه السلام: (اكتبوا فانكم لا تحفظون حتى تكتبوا).

وفي موثق عبيد بن زرارة: قال ابو عبد الله عليه السلام: (احتفظوا بكتبكم, فانكم سوف تحتاجون اليها).

وفي حديث المفضل بن عمر: قال ابو عبد الله عليه السلام: اكتب وبث علمك في اخوانك, فان مت فأورث كتبك بنيك, فانه يأتي على الناس زمان هرج لا يأنسون فيه إلا بكتبهم).

وبدأ فقهاء الشيعة يؤلفون الكتب في الاحكام الشرعية لعمل الناس التي هي اشبه بالرسائل العلمية, يحضرنا منها كتاب (يوم وليلة) ليونس بن عبد الرحمن من اصحاب الرضا عليه السلام, الذي ورد عنهم عليهم السلام في نصوص كثيرة الثناء عليه, واقرار العمل به.

وكذا كتاب يوم وليلة المعروف بكتاب (التأديب) لتلميذه احمد بن عبد الله بن مهران المعروف بابن خانبة. ورسالة علي بن بابويه القمي والد الصدوق المتوفى في عصر الغيبة الصغرى.

وكتاب (المتمسك بحبل آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم) لابن أبي عقيل العماني المعاصر له, وكتاب (المختصر الاحمدي في الفقه المحمدي) لابن الجنيد المقارب لهما.

وما كتاب (من لا يحضره الفقيه). الذي الفه الصدوق في اوائل الغيبة الكبرى-إلا رسالة عملية يرجع اليها من لا يتيسر له سؤال الفقيه-وهي تتضمن فتاوى الصدوق.

ثم تتابعت الرسائل للعلماء طبقة بعد طبقة. كـ(المقنعة) للشيخ المفيد, و(جمل العلم والعمل) للسيد المرتضى, والنهاية في مجرد الفقه والفتوى) للشيخ الطوسي قدس سره وغير ذلك مما لا يحصى كثرة.

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
التعليقات
لا توجد تعليقات

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *
التحقق اليدوي: *
إعادة التحميل
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم

ما ينشر في صحيفة صدى المهدي عليه السلام لا يعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة بل هي آثار الكتّاب والأدباء