الفهرس
لتصفح الصحيفة ب Flsh

لتحميل الصحيفة ك Pdf

الصفحة الرئيسية » العدد: ٧٢/ جمادى الآخرة/ ١٤٣٦هـ » تمهيدنا: الصيحة من السماء وليست من الفضاء
العدد: ٧٢/ جمادى الآخرة/ ١٤٣٦ه

المقالات تمهيدنا: الصيحة من السماء وليست من الفضاء

القسم القسم: العدد: ٧٢/ جمادى الآخرة/ ١٤٣٦هـ الشخص الكاتب: رئيس التحرير التاريخ التاريخ: ٢٠١٥/٠٣/٢٥ المشاهدات المشاهدات: ٤٨٨٣ التعليقات التعليقات: ٠

تمهيدنا: الصيحة من السماء وليست من الفضاء

يسعى الإنسان المؤمن لرضا الله(عزوجل), فيحاول في البداية بسبب جهله التشبّثَ بكل وسيلة يظن أنها تقرّبه إلى الله زلفى, وهذا السعي صحيح بشرط أنْ يكون الساعي قد أمن الانزلاق الفكري والانحراف السلوكي, فلابد من برنامج ونظام مستقيم يحفظ للإنسان تحقيق هذا الهدف السامي.
إذ أنّ جهله أو استرساله وعدم ضبطه مقدّماته سيجعل منه مادة للانحراف.
فمن هذا الباب نشأ الكثير من الأفكار المنحرفة والأديان الأرضية.
وكانَ هذا الخطُ يسيرُ بموازاة الخط الإلهي الذي اخذَ على عاتقه السير بالإنسان المؤمن إلى جادة الحقيقة كي يضعهُ على طريق الاستقامة، ليصل من خلاله إلى عبادة حقيقية لله(عزوجل), بعيدةً عن الزوائد والانحرافات والضلالات، فنشأ من ذلك خطان متوازيان واضحان للناسِ جميعاً.
والناس مخيّرون للسير باتجاه أي خط منهما؛ فسار السذّج والحمقى في خط صناعة الأديان التي تناسبهم, فخاطوا لأنفسهم بمقاسات ذوقهم الساذج أدياناً ألصقوها اسماً وعنواناً بعبادة الله(عزوجل), وإنْ كانت حقيقتها عبادة أنفسهم وإشباع رغباتهم وتحقيق طموحاتهم, وهؤلاء على اختلاف مشاربهم لا يشكلون خطاً ضئيلاً ووجوداً ضعيفاً, لكي يقال إنّ أثرهم قليل وضررهم ضعيف, فإنهم يملكون الكثير من القدرات التي تؤهّلهم لإسماع صوتهم وهم يتخّذون من التذّرع بالانتساب إلى التديّن ملاذاً يحقق لهم نزواتهم وشهواتهم.
فليس للباطل حدٌ يقف عنده ولا طموحٌ يروي ضمأه, فكل من يقف أمامه جاهلاً ساذجاً متزلزل العقيدة ضعيف الإيمان فإنه قادر على سحقه والصعود على كتفيه وجعله حطباً لنارٍ أعظم من نار جهنم.
إنها حقيقة الفتنة في هذا الزمان التي تبتلعُ ضعاف النفوس وخائري العقيدة ومجوفي الإيمان, فلا بد أنْ تنطلقَ الأقلام وتشمّر عن سواعدها لترد تلك الأفكار التي تريد أنْ تقضم بين الحين والآخر من فئات المؤمنين ولو فتاتاً, فتضرب حولهم طوقاً حصيناً يدفع عنهم شر مكائد هؤلاء وأضاليلهم.
إن الإنسان ليُذهل عندما يشاهد مجموعة من الشبان في بداية أعمارهم يعرضون أنفسهم للبيع عبيداً لمن يشتريهم, لأجل وهمٍ علق في أذهانهم, بسبب أفكارٍ ضالةٍ أُريد لها أنْ تصدر الفهم الخاطئ لروايات أهل البيت عليهم السلام في الصيحة والظهور, ألم يكن لهؤلاء ومن يساندهم أنْ يجمعوا أموالاً وبطرق مختلفة لشراء فضائية لا يكلّف ثمنها الكثير بمقابل ما ينفقونه على باطلهم وضلالهم لينشروه بين الناس بدلاً من عرض أنفسهم عبيداً لمن يشتري ووقف الثمن لشراءِ هذه الفضائية حتى يبثوا من خلالها الصيحة إيذاناً بظهور الامام عليه السلام.
والعجيب في الأمر أنْ يغيب عن هؤلاء -ولا ندري لمَ غاب -أ للجهل أم للسذاجة, أم للرين الذي على القلوب, إنّ الصيحة أمر السماء بلسانها إيذاناً للإمام بالظهور.
حقاً لا نبالغ إذا قلنا إنّ الفتن عمياء صمّاء, يحار فيها المؤمنون في هذا الزمان ويقع فيها الكثير, ولا ينجو منها إلا من توثق من دينه وتمسك بالعروة الوثقى, وسار على نهج الهدى وتفطّن وتبصر وترك الاستعجال, وسأل أهل الخبرة والتحقيق والعلم.
أيها الأحبة لا تستعجلوا ولا تكلفوا أنفسكم مالم يكلفكم الله (عزوجل) به, ألستم تسعون لمرضاة الله ونيل القرب منه تعالى؟.
انه من الواضح, الذي لا لَبس فيه أنّ الطريق اليه ليس هذا, وأنّ الوصول اليه سلّمهُ ليس ما ترتقون, فعليكم بالتروّي والتريّث والتعلّم.
إنّ أمر أهل البيت عليهم السلام وقيام قائمهم تحدّثت عنه الروايات بوضوح وأخبرت أنّه يكون حين يكون أوضح من الشمس في رابعة النهار, فقد خاف ولجلج بعض الأصحاب في زمان الأئمة عليهم السلام عندما تحدّثوا عن الفتنة, وأنّ الرايات تختلف, وأنه سيقع فيها الكثير من الفتن واخلاط الحق بالباطل؛ فخاطبهم الإمام عليه السلام أنّ أمرهم أبين من الشمس.
فكيف يخاف مع وضوح الشمس ظلمة ليل وخفاء حق وفتنة جهلة؟.

رئيس التحرير

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
التعليقات
لا توجد تعليقات

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *
التحقق اليدوي: *
إعادة التحميل
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم

ما ينشر في صحيفة صدى المهدي عليه السلام لا يعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة بل هي آثار الكتّاب والأدباء