الفهرس
لتصفح الصحيفة ب Flsh

لتحميل الصحيفة ك Pdf

العدد: ٦٦/ذي الحجة/ ١٤٣٥ه

المقالات تمهيدنا: لمَ العجلة؟

القسم القسم: العدد: ٦٦/ذي الحجة/ ١٤٣٥هـ الشخص الكاتب: رئيس التحرير التاريخ التاريخ: ٢٠١٤/١٠/٠٨ المشاهدات المشاهدات: ٤٧٨١ التعليقات التعليقات: ٠

تمهيدنا

لمَ العجلة؟
من الطبيعي أنْ يستعجل الإنسان، فهو قد خُلق من عجل،ومن الطبيعي أنْ يستعجل المؤمن الخير ويسارع إليه،إذ قد ندبه الله تعالى لذلك،لكنّ الاستعجال كما هو خلقه وندب خير هو مذمّة!.
من هنا ينفتح أمامنا باب صعب لمن ولجه بغير منهج ودراية، وسهل لمن سار على نهج الهداية باتباعه آثار أهل الولاية.
نحنُ نعلمُ أنّنا نعيش في زمان غيبةٍ وانتظار، وهي حالة بطبيعتها تورثنا صفة التّرقب،فَيِوَلدْ لدينا الاستعجال للمترقَّب،وهنا جاء منهج أهل البيت عليهم السلام بذمَّ المستعجلين رغم ممدوحية الانتظار ومحبوبيّة أنْ يعجّل الله تعالى بفرج العدل الغائب، وأيّنا يكره أنْ يرى العدل منتشراً؟.
إلاّ إنّه لما كان للاستعجال آفات جسام وأمراض فتّاكة تهلك الإنسان ومن سار خلفه، فقد جاء النهي من أهل البيت عليهم السلام عن الاستعجال موائماً للحالة التي نعيشها، فنحنُ في زمن التمحيص نعيش بين زوايا ثلاثة تنتج لمن التزم بزاوية أهل البيت عليهم السلام أنّه يصير إليهم وهو معنى دقيق من معاني حديث الثقلين.
فالإمام حدّد الزاوية الأولى بكذب الوقّاتين، والثانية بهَلك المستعجلين والزاوية الثالثة بنجاة المسلّمين، وكانت النتيجة وإلينا يصيرون، فالوقّات رغم أنّه ينظّر للاستعجال إلاّ أنّه لا يسير خلفه،فجاء الوصفُ بالتكذيب صفة علمية له.
أمّا المنظّر للاستعجال والمتلبّس به فهو هالك، لانّه سيصير إلى غير أهل البيت عليهم السلام اتّباعاً أو انحرافاً، إذ لم يإنْ أوانهم، وهو مستعجل في النتيجة، فلابدّ أنْ يتّبع أشخاصاً أُخر غيرهم، فيكون قد أهلك نفسه وأضل غيره وهو الصفة العلمية لهذا المرض، فيما يكون المسلّم صائراً مع أهل البيت عليهم السلام،وهو كما قلنا من معاني حديث الثقلين في الاتّباع والتسليم والتمسّك.
فلمَ العجلة إذا كان غير المستعجل هو الناجي والمستعجل هالك ومنحرف وضال.
أفيعقل أنْ يطلب العاقل استعجالاً فيه هلاك نفسه ومن يسير خلفه،ألا ينبغي لنا أنْ نتروّى ونلتمس من معين ما رفدنا به أهل البيت عليهم السلام مخارج نجاة،فنبتعد بذلك عن تيه الأفكار والنظريات، لا لشيء إلاّ لاستعجال الخير من البسطاء وترويج النظريات من غير العلماء، إذ الصالح العاقل،قاصد للنجاة فلا يروّج لنظرية باطلة يكون بها ضالاً لنفسه ومضلاً بتصديرها لغيره إلاّ للاستعجال، فلمَ العجلة؟.

رئيس التحرير

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
التعليقات
لا توجد تعليقات

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *
التحقق اليدوي: *
إعادة التحميل
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم

ما ينشر في صحيفة صدى المهدي عليه السلام لا يعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة بل هي آثار الكتّاب والأدباء