الفهرس
لتصفح الصحيفة ب Flsh

لتحميل الصحيفة ك Pdf

العدد: ٥٩/ربيع الثاني / ١٤٣٥ه

المقالات قصة قصيرة: سكّر النبات

القسم القسم: العدد: ٥٩/ربيع الثاني / ١٤٣٥هـ الشخص الكاتب: محمد حسن عبد الخاقاني التاريخ التاريخ: ٢٠١٤/٠٢/٠٦ المشاهدات المشاهدات: ٥١٠٦ التعليقات التعليقات: ٠

قصة قصيرة: سكّر النبات

محمد حسن عبد

وصلت قافلتهم إلى ديار الله المقدسة في مكّة المكرمة، وعلى عادة حجاج بيت الله الحرام، فقد كان يساعد بعضهم البعض الآخر في إعداد الطعام والأمور الأخرى، فكلّهم بعيدون عن أهليهم ومساكنهم ويحتاجون إلى الخدمة.
كان في القافلة رجل مسن، قد جاوز الثمانين، لقد أثقله عجز الشيخوخة، إلى الحد الذي لم يعد فيه قادراً حتى على أداء الشعائر المفروضة من طواف وسعي بيسر، فقد كان يشقّ عليه ذلك. وكان الحاج علي من بين الحجاج يساعد هذا الشيخ ويجلب له الطعام.
وفي ليلة وبينما كان حجاج القافلة منهمكين بترتيب شؤون قافلتهم.. يبدو أنّ هذا الشيخ بقي وحيداً في غرفته حيث الفندق الذي نزلوا فيه.
يبدو أنّه أصابه عارض. نعم انّه المغص الشديد، وما للمغص من تأثير على الإنسان وخاصة في هذه المرحلة من العمر.. انه لأمر حرج فعلاً.
يحكي الشيخ للحاج علي بعد أنْ جاءه فأخبره بالقول:
- كدت أنْ أموت من شدة الألم.
ولكني لم أنسَ إمامي عليه السلام والتوسل به فهو ولي الله في الأرض.
لقد خاطبته وقلت بعد أنْ سلّمت عليه:
- مولاي، لقد تركني الجميع فهل نسيتني أنت أيضاً؟ حاشاك سيدي أن تترك مواليك.
ثم أجهشت بالبكاء، وعلى حين غرّة أحسست أنّ باب الغرفة ينفتح، دخل رجل شديد النورانية.. طلعته رائعة الجمال بهيّة، قال لي هذا الرجل:
- يا حاج حسن، أبطنك يؤذيك.. خذ هذا وكل فإنّك تتعافى إن شاء الله.
حدّقت فرأيت قطعة من (سكر النبات) في إحدى يديه، فما كان مني إلاّ أخذت منه القطعة وأكلت منها شيئاً على الفور، لقد هدأت آلامي، ودبّ في بدني نشاط الشباب.
إنّي الآن على استعداد لأن أنجز كل أعمالي ومناسكي بعد ليلتي هذه، لا بل أنْ امضي إلى السوق لأتبضّع لي ولمعارفي.
امّا قطعة (سكر النبات) هذه، فإنّي سوف احتفظ بها.
لأعطي منها لأي مريض كي يشفى ببركة صاحب العصر والزمان عليه السلام.

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
التعليقات
لا توجد تعليقات

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *
التحقق اليدوي: *
إعادة التحميل
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم

ما ينشر في صحيفة صدى المهدي عليه السلام لا يعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة بل هي آثار الكتّاب والأدباء