الفهرس
لتصفح الصحيفة ب Flsh

لتحميل الصحيفة ك Pdf

العدد: ٥٦/ محرم الحرام/ ١٤٣٥ه

المقالات تمهيدنا: التقديس المنفلت

القسم القسم: العدد: ٥٦/ محرم الحرام/ ١٤٣٥هـ الشخص الكاتب: رئيس التحرير التاريخ التاريخ: ٢٠١٣/١١/١٠ المشاهدات المشاهدات: ٤٨٣٠ التعليقات التعليقات: ٠

تمهيدنا: التقديس المنفلت

لا تخلو حركة هادفة من أساس منضبط مقنّن، قانون فطري إلهي بشري، تطور بتطور الزمان وتراكم الأفكار، حتى بات من الشواخص الأوّلية للفكر بشكل عام، فكل قضية أو فكرة أو حركة لاتُخضع لهذا القانون تنتهي إلى التلاشي والاضمحلال وتكبّد أصحابها خسائر كبرى.
هذه الحالة التي تسمّى بالتقديس والتي لا يخلو منها أحد منّا، بل لكلًّ فرد منا أنواع متعددة وألوان مختلفة ومتكثرة من التقديسات، فمنها التقديس الفكري، والثقافي، والعلمي، والعقائدي، والاجتماعي، والإنساني والأُسري، والتجاري، والتقديس الشخصي وغيرها.
وليس ثمّة مشكلة في ذلك بل ولا خلاف.
إنّما المشكلة هي في تقديس غير المقدّس، فنصب من ليس أهلاً وشرعنته وصبغه بلون القداسة، ثم تصديره على أنه مقدّس، هنا تكمن المشكلة، وهنا ينبغي أنْ تكون لنا حركة دؤوبة هادئة لانتشال المجتمع من وحل هذه الحالة التي باتت تسرطن الفكر والعقيدة وتسممهما.
فلكي يبرز شخص ما فإنّه ينتحل مجموعة من الشعارات، يركبها مصوّراً للآخرين أنه حامي حماها، وحامل لوائها، وأن حركته هذه مقدّسة، بعد أنْ أضفى عليها هذا اللون القدسي، من خلال الاجتزاء والتقطيع في الموروث العقائدي، إذا كانت القضية عقائدية، وهكذا في غيرها، فإنّ المتسلّقين على أكتاف القداسة يسعون وبوسائل مختلفة لإظهار ما يرونه هو المقدّس، والذي ينبغي الدفاع عنه والتضحية من أجله، والكثير من القضايا التي يشهدها عالمنا اليوم، وهي ليست ببعيدة عنا، نلاحظ كيف انها تصطبغ بألوان متناقضة، إذا رفعنا عنها ثوب الزّمان تبدو عورتها بشكل جلي، فمن يؤمّن لنا اليوم مصلحة معينة يوصف بأوصاف دينية أو عقائدية تجعل حد الدّين قائماً بين رفضه وقبوله، بينما وبلا أي تغيّر فكري أو عقائدي يكون الحدُ على العكس تماماً من سابقه بمجرد مرور الزّمان والذي ليس ببعيد، لتكون المصلحة قد أصبغت جماعة ما بلون يناسب المصلحة، وأمثلة ذلك كثيرة في عالم السياسة والإسقاط الديني، وعالم التكفير والتسقيط المذهبي، والذي يهمّنا هنا أنْ نلتفت إلى انّ هذه الحالة وهي حالة التقديس المنفلت هي الخطر الحقيقي على مقدّساتنا.
فأنتَ قد تلاحظُ أنْ البعض لأجل أنْ يقدّس شخصاً اعتماداً على موروث مجتزأ يكون على استعداد لأنْ يسقط العقيدة الأم من أجل إثبات ما يؤمن به، ومثال ذلك أنّ جماعة لكي تثبت للمهدي ولداً اعتماداً على موروث مجتزأ وتقديس منفلت، تقوم بإسقاط مقدّس ثابت، فتّتهم المهدي عليه السلام بارتكاب الكبائر وإتيان المحصنات، لأجل إثبات هذا الأمر، فأية خطورة أكبر من هذه الحالة التي تصل بالإنسان فتولّد له استعداداً لإسقاط أصل العقيدة من أجل إثبات فرعها، وهذا هو خطر التقديس المنفلت.

رئيس التحرير

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
التعليقات
لا توجد تعليقات

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *
التحقق اليدوي: *
إعادة التحميل
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم

ما ينشر في صحيفة صدى المهدي عليه السلام لا يعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة بل هي آثار الكتّاب والأدباء