الفهرس
لتصفح الصحيفة ب Flsh

لتحميل الصحيفة ك Pdf

الصفحة الرئيسية » العدد: ٥٥/ ذي الحجة/ ١٤٣٤هـ » شرح زيارة آل ياسين/ الحلقة الرابعة
العدد: ٥٥/ ذي الحجة/ ١٤٣٤ه

المقالات شرح زيارة آل ياسين/ الحلقة الرابعة

القسم القسم: العدد: ٥٥/ ذي الحجة/ ١٤٣٤هـ الشخص الكاتب: هيئة التحرير التاريخ التاريخ: ٢٠١٣/١٠/٠٩ المشاهدات المشاهدات: ٥١٠٥ التعليقات التعليقات: ٠

شرح زيارة آل ياسين/ الحلقة الرابعة

هيئة التحرير

ما زال الحديث متواصلاً وشرح فقرات الزيارة المهدوية المباركة، زيارة آل ياسين، وقد وصل بنا الحديث إلى شرح فقرة (...السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا بَابَ اللهِ).
وللحديث عن شرح هذه الفقرة يقع في محور واحد:
عبّرت هذه الزيارة الشريفة عن الإمام المهدي عليه السلام بأنّه باب الله، وبمقتضى مجموعة من القوانين الأصولية واللغوية فإنّ المتكلم يريد جميع معاني الباب، وذلك عندما أطلق هذه الكلمة، فلو كان يريد معنىً محدداً او مجموعة من المعاني دون غيرها لكان بيّن في كلامه أنّه يريد هذا دون ذاك، وحيث أنّه أطلق صفة الباب وأضافها إلى (الله) سبحانه وتعالى وجعلها للإمام المهدي عليه السلام، فلابدّ أنْ يكون المراد هو جميع المعاني المفهومة من الباب المنسوب إلى الله سبحانه وتعالى، وحيث أنّ المعاني كثيرة وللباب مراتب كثيرة كذلك فسنقتصر في بيان هذه العبارة على بعض منها، فالباب الذي يعتبر المدخل إلى الشيء، ولايمكن الدخول إلاّ عن طريقه، خصوصاً إذا كان الباب واحداً، قال النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم عن هذا الباب مشخّصاً مصداقه بقوله عليه السلام: (أنا مدينة العلم) وفي خبر آخر (الحكمة وعلي بابها).
وحيث أنّه وبلاشك لا يريد به علياً أمير المؤمنين عليه السلام فقط دون غيره كما نص حديث الثقلين والإثني عشر، فهو يريد صلى الله عليه وآله وسلم أنْ يخبر الناس بأنّ المدينة الإلهية وهي مدينة العلم والحكمة وما عداها هو الجهل والضلال، هذه المدينة الإلهية منحصرة بباب واحد هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في زمانه...

وهو أمير المؤمنين علي عليه السلام في زمانه، والأئمة عليهم السلام الأطهار في أزمانهم، وهو الإمام المهدي عليه السلام في زماننا، فالذي يريد أنْ يدخل المدينة الإلهية فلابدّ أنْ يختار طريق الباب ويذهب باتجاه الباب، وإلاّ فهو خارج هذه المدينة ولا مدينة سوى مدينة الله، قال تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ)، وقال تعالى: (وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ ديناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرينَ)، فبمجموع ما دلت عليه الأخبار والروايات مفسرة للآيات القرآنية أو مبينة لمعان جديدة نفهم منها أنّ الارتباط مع الله سبحانه وتعالى، وبناء علاقة صحيحة معه تكون نتائج الاستثمار فيها ناجعة، لابدّ أنْ يكون كل ذلك عن طريق بناء علاقة مع الإمام عليه السلام، لأنّه الباب الوحيد إلى الله سبحانه وتعالى، ومن جميل ما تحدث عنه القران الكريم أنّه نسب القبول والرضا والطاعة بل والفضل إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لمن أراد أنْ يطيعه، قال تعالى: (وَ لَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا ما آتاهُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ قالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ رَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ راغِبُونَ).
فهذه الآية الكريمة التي هي من أمهات الآيات تحدثنا عن رضوان الله وأنّه منحصر برضا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأنّ العطاء الإلهي هو العطاء المحمدي الرسالي الإلهي، ومن لايرضى عنه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لا يرضى عنه الله، ومن لايرضى بعطاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولم يكتف به، وذهب وراء عطاء آخر، فهو خاسر خارج، وهذا معناه وبشكل واضح أنّ ما يقوله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو بلا شك قول الله، وحيث أنّه حصر صلى الله عليه وآله وسلم الدخول إلى ساحة القدس الإلهي من بوابة الإمام، فيكون غير القاصد لهذه البوابة خارج خارجي، أي أنّه في نفس وقت كونه خارجاً عن الدين يكون خارجياً، بمعنى أنّه يعلن العداء ويشهر السيف ضد الإرادة الإلهية والعطاء النبوي، فلابدّ من الانصياع التام للإرادة المحمدية في تعيين الباب الموجب للرضا الإلهي والنجاح الأخروي.
والنتيجة هي أنّ الإمام المهدي عليه السلام هو المدخل الوحيد والطريق الفريد الذي لا يؤتى إلاّ منه، وهو الباب لكل علاقة مع الله سبحانه وتعالى، علاقة صاعدة كقبول الأعمال ونيل الثواب ورفع العقاب وتحصيل الحسنات ورفع الدرجات والفوز بالجنّات، أو علاقة نازلة كتحصيل الرزق وديمومية الصحة والعافية والتوفيق والسداد وبناء المكانة الاجتماعية او أي شيء آخر، كل ذلك لايكون إلاّ عن طريق هذا الباب.

التقييم التقييم:
  ١ / ١.٠
التعليقات
لا توجد تعليقات

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *
التحقق اليدوي: *
إعادة التحميل
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم

ما ينشر في صحيفة صدى المهدي عليه السلام لا يعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة بل هي آثار الكتّاب والأدباء