الفهرس
لتصفح الصحيفة ب Flsh

لتحميل الصحيفة ك Pdf

العدد: ٥٤/ ذو القعدة/ ١٤٣٤ه

المقالات تمهيـدنا: أثارة من علم

القسم القسم: العدد: ٥٤/ ذو القعدة/ ١٤٣٤هـ الشخص الكاتب: رئيس التحرير التاريخ التاريخ: ٢٠١٣/٠٩/١٤ المشاهدات المشاهدات: ٥١٧٢ التعليقات التعليقات: ٠

تمهيـدنا: أثارة من علم

تتميز المخلوقات فيما بينها بمميّزات وخصائص هي السبب وراء ارتقاء بعضها على بعض، وعلو مرتبة بعضها على البعض الآخر, وهذا التميّز أودع في المخلوقات من لدن الباري عزّوجل، وسارت عليه الخليقة في بناءاتها الإنسانية والمدنية، فجعل الإنسان العلاقة فيما بينه وبين غيره قائمة على أساس التميّز الموجب للإرتقاء والتفاوت, وقد سنت القوانين وشكلّت الأنظمة على أسس جعل من بينها ومن أهمها هذا الأساس.
وقد فصل تراكم الزمان نحوين من التمايز، هما التمايز الفطري الخلقي المحثوث عليه إلهياً وعقلائياً، والتمايز العنصري الطبقي الإقصائي الانتهازي المصلحي، والمذموم إلهياً وعقلائياً، إلاّ من قبل من يتلبّسون به.
ومن بين الأسس التي نظمتها مختلف الثقافات الإلهية والبشرية وجعلتها واحدة من أدوات التميّز هو العلم.
لذا تجد حتى الجاهل يحترم العلم ويذعن لتميّز العالِم عنه.
من هنا حاول المفرّغون من هذا العنصر والمعوزّون والمفلّسون منه أنْ يتلبّسوا به للتقليل من أهميته ليقول القائل: إذا كان أمثال هؤلاء يوصفون بهذه الصفة فلا فائدة فيها ولا يرجى منها، ولأجل أنْ يحتطبوا به وينالوا ما لا يمكن نيله من غير طريق.
لهذا كانت وسائل تحدي أهل الحق، إلهيين كانوا أو أرضيين هي إِثارة العلم من المدّعين، فمن أُفلس منها سقطت دعواه وتبيّن للناس زيف مدّعاه، ومن جاء بها بلا شبهة أو تحايل أو ادّعاء كان حقيقاً بأنْ يميّز عن غيره ويصطفّ خلفه ويقتدى بأثره.
هذه هي السنّة الكونية في تمييز أهل الحق عن غيرهم، وفرز أهل الضلال وكشف باطلهم.
واليوم ونحن نعيش معمعة الإدّعاءات وزمن ترويج الباطل والافتراءات فإنّه حري باللبيب منّا أنْ لا ينفعل بمجرد ركام من الإدعاءات، وأنْ يتفحّص الحق ويمحّص القول ويتحرّى الدليل ويطلب العلم ليأمن بأثرة النجاة.
وتطرق أسماعنا تطبيقات من هنا أو هناك، وترويجات لمدّعيات، ظاهرها الدفاع عن الدين وحماية المقدسات، ولكنها في الحقيقة والمحتوى دعوة إلى الذات وشخصنة الدين وتجييره سلعة للانتفاع ونيل الرغبات.
يعوز كل ذلك أثر العلم ودليله، ولابدّ لنا أنْ نلقي هنا مجموعة من الاستفهامات على من يروّج لنا باسم الدين هذه الضلالات فنسأل:
من أين لك بهذا التطبيق وهذا الجزم والتحقق على أنّ فلاناً هو السفياني، وأنّ الخارج من هنا أو هناك لابدّ أنْ يكون اليماني، وأنّ الأمر قد انقضى وميّز الفريقان فلابدّ أنْ تقف مع أحدهما وإلاّ فإنّك في ضلال مبين، بل ولايمكن لك أنْ تجرؤ لتقول الرويّة الرويّة فإنّ الاسترسال عثرة لا تقال.

رئيس التحرير

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
التعليقات
لا توجد تعليقات

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *
التحقق اليدوي: *
إعادة التحميل
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم

ما ينشر في صحيفة صدى المهدي عليه السلام لا يعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة بل هي آثار الكتّاب والأدباء