المستبصرون
نافذة نطل من خلالها على حياة افراد عرفوا الحق فانحازوا اليه فبصرهم الله دينه فكانوا من المستبصرين في الدنيا ومن الفائزين في الاخرى نطلع على حياتهم فنستكشف اسرار تحولهم
سعيد أيوب - سنّي - مصر
ولد (سعيد أيوب) في القاهرة عاصمة مصر عام ١٣٦٣هـ، ونشأ في عائلة سنّية المذهب، واصل دراسته إلى مرحلة المتوسطة، ثم خاض في عالم الفكر وأصبح مفكراً ومؤلّفاً قديراً، بحيث استطاع أن يغني المكتبة الإسلامية بالعديد من مؤلفاته وبحوثه الإسلامية القيمة.
وكان من جملة الأبحاث التي تطرّق إليها هو ما يخص الحقبة التاريخية التي تلت وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
الانفتاح على آفاق المعرفة:
تبيّن للأستاذ أيوب بعد البحث والتنقيب أن تاريخ الإسلام يختلف عن تاريخ المسلمين، وأن تاريخ الإسلام هو تاريخ الفطرة النقية، أما تاريخ المسلمين فهو من تاريخ الناس، ومن الناس من أغواهم الشيطان وزيّن لهم فانطلقوا مع أمانيه في اتجاه القهقرى والطمس.
الإلمام بدعوة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والتعرف على الحقائق:
بهذه العقلية المتفتحة كان أوّل عمل قام به الأستاذ أيوب هو الإحاطة علماً بمنهج الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في الدعوة، والسحب الداكنة التي كانت تحاول أن تحجب بصيرة الناس عن رؤية نور رسالته، والعواصف التي كان تجتهد لتصدّ الناس عن سبيل الله والتي كان منها نشاط المشركين والكفار والذين في قلوبهم مرض.
ثم عرف الأستاذ أيوب بالمنهج الذي أعدّه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لتشكيل القيادة من بعده، بحيث يكفل الاستمرارية والاستقرار على النحو الذي ينشده للمسيرة التي بدأه صلى الله عليه وآله وسلم.
فتبيّن له بوضوح أنّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان يمهّد السبيل من بعده لأهل بيتهK وذلك بأمر من الله سبحانه وتعالى، وكان من أبرز تلك المواقف هي حجة الوداع ويوم غدير خم الذي تم فيه إعلان الولاية والنص على من هو الخليفة بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
ولكن ما إن رحل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم إلاّ وقد رجّح الكثير من الصحابة ترك النص والعمل وفق المصلحة التي يرتؤونها لتحديد الخلافة، وأنّ السياسة كان لها أقوال وأفعال، وإليها يعود كل اختلافات الأمّة، وبهذا أخرِج آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم من الخلافة وجاءت على قاعدة اختيار الصحابة، ومن هذا المنطلق تحوّلت فيما بعد إلى ملك وجبريّة.
القرار النهائي:
وبهذا بدت الصورة واضحة أمام بصيرة (الأستاذ أيوب)، فلم يجد بدّاً سوى أن يرحل في عالم الانتماء المذهبي من المذهب السني الذي كان عليه إلى مذهب أهل البيت عليهم السلام.
