ظواهر مهدوية ... تسترعي الانتباه
-المسابقات المهدوية-
حسن عبد الأمير الظالمي
كان التجهيل بالأمور الدينية، والقضية المهدوية خاصة هدفاً من أهداف النظام البائد، فكان الجهل بهذه القضية سائداً حتى على الطبقات المثقفة، حيث كانت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة بيد الدولة ولاتسمح لأحد بالتحدّث عن المهدي المنتظر عليه السلام ولا عن مشروعه العالمي في نشر العدل والقسط، وهدم دول الظلم والفساد، وكان الآخرون يخافون على أنفسهم من التحدث بهذا الموضوع حتى الخطباء على المنابر، والمعلمين في المدارس والمتكلمين في المجالس.
وما أن سقط النظام الكابوس وتحرر الناس حتى انتشرت ثقافة الانتظار بشكل يلفت النظر، وكثرت الكتب والصحف والمجلات التي تتحدث عن ولادة الإمام عليه السلام وحياته وغيبته وحركة ظهوره المرتقبة، وكثرت الدورات التثقيفية بذلك.
لكن الملفت للنظر الذي يسترعي الانتباه هو ما يقوم به مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام والفروع التابعة له، كذلك المراكز التابعة للمرجعية الدينية العليا، من إجراء المسابقات في الثقافة المهدوية، وتخصيص الجوائز الثمينة للفائزين، وطبع الآلاف من كراسات المسابقة، حتى أن المرء يرى وبشكل واضح المساجد والحسينيات وقد تحلق فيها المصلون يتحاورون في حلها، ويحضّرون الكتب، ويتصلون بذوي الخبرة، كما خصصت مسابقات مماثلة لطلاب المدارس الثانوية وأخرى للجامعات، وأبدت مديريات التربية تعاونها الكامل في هذا المضمار.
وفي آخر مسابقة مهدوية طبع ٢٥٠ ألف كراس منها، وزّعت على المدارس وقد وصل عدد من أرسل الحلول إلى المركز (١٦,٥٠٠) مشارك، ومن حصل منهم على درجة ١٠٠% (٥٥٠) طالباً، ولمس الحضور بأيديهم الجوائز المخصصة وتحت إشراف المركز، وحضور السيد المدير العام للتربية والمشرفين على المسابقة.
وحذت المراكز الثقافية حذو مركز الدراسات التخصصية، فكان مسجد السهلة المعظم، ومؤسسة السيدة زينب الثقافية، وتجمّع الإمام العسكري الثقافي ومركز الأمير الثقافي وغيرها في إقامة المسابقات التي تهدف إلى نشر الثقافة المهدوية والتي أصبحت ظاهرة ثقافية مميزة.
