الفهرس
لتصفح الصحيفة ب Flsh

لتحميل الصحيفة ك Pdf

العدد: ٣٤/ ربيع الأول/ ١٤٣٣ه

المقالات الحوار المهدوي

القسم القسم: العدد: ٣٤/ ربيع الأول/ ١٤٣٣هـ التاريخ التاريخ: ٢٠١٢/١٢/١٣ المشاهدات المشاهدات: ٤٩٠١ التعليقات التعليقات: ٠

الحوار المهدوي

النظرية المهدوية والإقصاء

*الباحث******مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عليه السلام

ان اهمية أية قضية انسانية او دينية تتأتى من دور تلك القضية في عنصري الانسان والدين، وما تقدمه لهما على صعد مختلفة، وبطبيعة الحال فان هذه الاهمية تتفاوت بحسب نوع القضية وأفقها الشمولي، وبحسب ما تقدمه للانسان من حلول على صعيد الاشكاليات الكبرى المتعلقة بفكره وسلوكه.

والقضية المهدوية او قل قضية المصلح، لا خلاف في انها اشمل القضايا في عصرنا الراهن، وهي محل اتفاق عند الجميع في انها هي البديل الواقعي والحقيقي عما قدم من اطروحات في مجال معالجة اشكاليات الانسان، وهذه القناعة ليست متاتية من جهة ايدلوجية، بل ان الواقع الفكري المعاصر اكد هذه القناعة ومازال يدعمها بالادلة والبراهين والشواهد، كلما طرحت فكرة في مجال مساعدة الانسان وفشلت في تخطي تلك الاشكاليات التي ماتزال تتعقد بمرور الايام .

فالقضية المهدوية محل وفاق بين اصحاب الفكر في انها هي القضية القادرة على وضع الحلول الاستراتيجية والواقعية لإشكاليات الانسان , واذا كان هناك توقف عند البعض من جهة التسمية فبالامكان الاستعاضة عنها بفكرة المصلح فلا مشاحة في الاصطلاح مادام المضمون والجوهر واحد.

ونلمح ان اهمية القضية الدينية تنشأ _عند من يعتنقها او يعترف بها_ من انها تمثل الاطروحة الشاملة لمعالجة جميع الاشكاليات البشرية المتراكمة، وهذا الالتزام ناتج عن الايمان بشمولية المواد والمنهج الذي سيطرح من خلال هذه القضية، وهو الطرح الاسلامي لحل هذه الاشكاليات .

وحيث ان الطرح الاسلامي يتسم بقدر كبير من الشمولية في مجال الفكر والسلوك، مما لم يكن في أي طرح ديني او فكري اخر ,وحيث ان القضية المهدوية تمثل حسب الاعتناق الديني التطبيق الواقعي لهذه الشمولية من المواد والمنهج ,كان ينبغي ان تلاقي فكرة المهدي عليه السلام اهتماما ملحوظا من قبل المتدينين بها على اقل تقدير، الاّ ان ما يؤسف له اننا لم نجد قضية بمثلها من الشمولية، وفي عين الوقت لم نجد قضية بمثلها من الاقصاء والتهميش والتسطيح .

ثمة سؤال يفرض نفسه وهو: لماذا كل هذا الاقصاء والتهميش والاهمال في قضية هي ببالغ الاهمية وغاية الشمولية فمع مالها من هذه الاهمية والتي من الممكن ان تترجم افكاراً وسلوكاً على الصعيد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والانساني والفكري والديني وغيرها من الصعد والمجالات، وان يكون لها اثر واضح في كل مجال من مناحي الحياة

الاّ اننا نجد ان الفكرة المهدوية أبعدت عن دورها في بناء الحياة الإنسانية، على رغم انها العنصر المشترك، ليس بين الاسلاميين والدينين الالهيين فحسب، بل بين جميع اطياف البشر بما فيهم من تقاطعات فكرية وسلوكية، وهنا نسال علنا نجد من يجيب عن هذا التساؤل بصراحة وشفافية !!!

لماذا كل هذا التهميش والاقصاء لهذا المشترك الانساني ؟؟؟.

*الاسدي الجبايشي******

لنا تعليقان صغيران على ماتفضلتم به:

١- قلتم : (قضية المصلح لاخلاف في انها اشمل القضايا في عصرنا الراهن وهي محل اتفاق عند الجميع في انها هي البديل الواقعي الحقيقي عما قدم من اطروحات في مجال معالجة اشكاليات الانسان)

واقول : لاشك في انه من غير الصحيح ان نصف قضية المصلح او المهدي المنتظر عليه السلام في عقيدتنا بأنه مجرد اطروحة ابدلنا بها بقية الاطروحات التي ابديت في مجال معالجة اشكاليات الانسان ,بل ان المهدي عليه السلام او المصلح قضية حقيقية واقعية ذات مغزى كبير وصياغة لالهام فطري.

٢-قلتم (اننا لم نجد قضية بمثلها من الشمول وفي عين الوقت لم نجد قضية بمثلها من الاقصاء والتهميش والتسطيح)

وقبلها قلتم (بل ان الواقع الفكري المعاصر اكد هذه القناعة ومازال يدعمها بالادلة والبراهين)

واقول : يبدو لي ان في ماذكرتم في الفقرتين تناقضاً واضحاً، اذ كيف نوفق بين الاستمرار والدعم بالادلة والبراهين وبين التهميش والاقصاء.

نعم اذا كنتم تقصدون التهميش العملي لا النظري، كان لكلامكم مجال

*الباحث******

انا عبرت عنها بالقول: (والقضية المهدوية او قل قضية المصلح لا خلاف في انها اشمل القضايا في عصرنا الراهن ومحل اتفاق عند الجميع في انها هي البديل الواقعي والحقيقي عما قدم من اطروحات في مجال معالجة اشكاليات الانسان)وهذا التعبير الذي سقته لا يغاير ما عبر عنه بانها طموح انساني,ولا اعتقد انه يوجد ثمة اشكال طرحت من اصطلاح، مع ما موجود من قرائن كافية في التدليل على المقصود.

ولايوجد اي تناقض؟ فنفس القضية بماهي هي تحمل من الادلة والبراهين ما لا تمتلكه اغلب القضايا الكبرى ,ولكن من جانب التسويق والخطاب والتاليف والكتابة وغيرها نجد ان مجموع ما كتب في مايقارب ١٢٠٠ سنة لايتجاوز ٣٠٠٠ كتاب، بينما تجد ان قضية اخرى لم يتجاوز عمرها ١٠٠سنة كتب فيها اكثر من ١٥٠٠٠٠ كتاب، وهذا ما نعنيه من تهميش واقصاء القضية المهدوية مع ما تمتلكه هذه القضية من امكانات على كل الاصعدة كما بيناه في المقال .

*نور الغائب******

ان إقصاء النظرية المهدوية ليس بالأمر الجديد، لأن هذه النظرية هي نظرية الحق، والحق لايتحمله الكثيرون، ولذلك قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ما مؤداه أنه لاتستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه.

بالإضافة الى ان مصالح الكثير تتعارض مع هذه النظرية فالأحسن السكوت عنها وغض الطرف عن مزاياها وأسسها.

*زمزم******

اصدقك القول اذا قلت لك اني شاركت اخانا الاسدي في حيرتي بالجمع بين ضرورية هذه القضية في الفكر البشري، وبين تهميشها، خاصة وانك لم تعرض لنا بعض ملامح التهميش .

ثم اني وجدت من خلال كلامك ان الموضوع في القضيتين متمايز متعدد وليس منفردا فارداً، فهو اي الموضوع في القضية الضرورية المسلمة عند الجميع هو المصلح العالمي الكبير، بينما الموضوع في القضية المهمشة ( كما يبدو من كلامك ) هو الحجة بن الحسن بن علي بن محمد بن .....علي ابن ابي طالب عليه السلام.

فلو سألت المسيحي عن اعتقاده بالمصلح العالمي سيجيبك: بانه يومن به ايمانا كاملا ولا ينكره بل وهو منتظر لظهوره، ولكن لو سالته عن م ح م د بن الحسن لقال لك : لا اعرفه.

والكلام في التابع لمدرسة الخلفاء الذي يقر بان المصلح هو المهدي المنتظر، ولكنه لا يطبقه على من نطبقه انا وانت عليه.

نعم لعل التهميش خاص باتباع اهل البيت عليهم السلام، وهو تهميش عملي لا نظري فكري، مع اني اتوقف ايضا في صحة هذه الدعوة وذلك ان طبيعة القضية المهدوية وهي السرية والخفاء تفرض مثل هذه المحدودية في التعامل معها، فلا نتوقع ان يكون تعاملنا معها كتعاملنا مع سيرة النبيN او سيرة امير المومنينL.

ومن ثم فان ما كتب في الامام ( ٣٠٠٠ كتاب) ليس بقليل ولا يقاس بما كتب في سائر الائمة عليهم السلام مع ان المجلسي قد خصص ٣ اجزاء من كتاب البحار؟ للمهدي عليه السلام.

اجل ان تعاملنا العملي والروحي مع القضية ليس بالمستوى المطلوب بل هو دون المستوى المقبول فما اكثر التأليفات واقل الانين والحنين والوجد والهيام والمناجات والبكاء والتوسل والدعاء له بالفرج !!

اذن: نحن المهمشون عنه وليست قضيته مهمشة.. فان القرب اليه عليه السلام شرف لنا، ومناجاته توفيق لنا، والاستغاثة به فرجنا، ولقاؤه منانا، واستماع كلامه عليه السلام والنظر الى طلعته املنا وغايتنا، فلماذا نتباطأ في ذلك ؟ لست ادري.

*فرح الظهور******

اجد ان القضية المهدوية قد اخذت حيزا كبيرا من الكتابة ومن الذكر سواء من السلف او الخلف

فما كتب عنها ايجابا وشرحا وتعليلا ربما بنظري يفوق اي قضية اخرى حتى بالنسبة للكتابات التي جاءت سلبا ودحضا للقضية فنحن اردنا القول ان ذكر القضية المهدوية اخذ الحيز المقبول من الذكروالكتابة

يبقى امر اخر وهو الاثر والاهتمام بما كتب او يكتب بهذه القضية، هذا مانستطيع ان نلفت له الانتباه.

وواقعا ان القضية المهدوية والولاية الالهية والغيبة واهميتها رغم تبني الفكر الشيعي لهذه العقيدة بشكل راسخ واكيد حتى اصبح ضرورة من ضرورات المذهب، الا اننا نجد _وبكل اسف اقولها_ ان الحوزات العلمية وهي التي تنتج جيلا من العلماء الذين ياخذون على عاتقهم قيادة العوام من الناس نحو مدرسة اهل البيت عليهم السلام.

نجد هذه المؤسسات تفتقر وبشكل اكيد لوجود دراسة منهجية علمية بشكل تخصصي في القضية المهدوية على غرار بقية القضايا والعلوم، ولانعرف السبب في ذلك، وقد يقول قائل ان الدراسة الحوزوية تشتمل على الكثير من الدراسات الخاصة بالعقيدة والامامة والقضية المهدوية متفرعة منها وهي بالتاكيد مشتملة عليها.

وهنا نقول ان القضية المهدوية حسب الفكر والعقيدة الامامية قضية اساسية، بل ان كل القضايا ربما تصب بالنهاية في بحرها، الا تستحق هذه القضية ان تو ضع لها خصوصية منهجية لتكون ضمن مناهج الدراسة في الحوزات العملية؟

فالتهميش الحقيقي بنظري يكمن هنا.

*الباحث******

اقو ل ان التهميش في الموضوع مصبه الجانب الفكري والاغناء المعرفي للقضية المهدوية، فقضية بمثل اهمية القضية المهدوية وما تتمتع به من دور ريادي في تقويم البشرية ورفع حالة الاعوجاج المستعصي، هل أخذت حقها من الرفد الفكري في مقابل القضايا الاقل شئنا، بل والقضايا اليومية التي تنتهي بانتهاء اليوم؟.

وليس كلامنا في الجانب العملي وآثار هذه القضية على الافراد حتى يأتي كلام بعض الاحبة من ان التهميش فيهم لا فيها، ولكي يكون كلامي بعيدا عن التنظير ومتلبساً بالواقع اذكر بعض النماذج البسيطة للاستشهاد على حالة التهميش الفكري والاثراء المعرفي في القضية المهدوية.

فعلى المستوى البشري اللاديني نجد ان القضية المهدوية مفروغ عنها، فالاصلاح العالمي بات من ابده الامور، والحاجة اليه فوق مستوى الاضطرار، مع اننا نجد ان الكتابات التي كتبت في نابليون وتناولت شخصيته تحليلاً ونقدا واثراءً، بل وحتى حياته الشخصية وحركاته البدنية فاقت ما كتب في القضية المهدوية بعشرات الاضعاف ان لم نقل اكثر، أليس هذا تهميشاً لهذه القضية، أم انه غير ذلك؟

اما على المستوى البشري الديني فنجد انّ:

١ _ اليهود يعتقدون بضرورة خروج شخص في آخر الزمان، إذ هم اليهود يعتقدون كذلك بفكرة المخلص، مع اننا لو تتبعنا التراث اليهودي لا نجد اثراء لهذه الفكرة، بل قد لا نجد كتبا مستقلة تناولت من الجانب الفكري هذه القضية واثرتها اثراء معرفياً في مقابل القضايا اليهودية الاخرى، سواء كان ذلك على المستوى الديني أو غيره, أليس هذا تهميشاً للقضية المهدوية؟

٢ _ ان المسيحيين يعتقدون بفكرة المخلص كذلك، إلا اننا لا نجد في مقابل هذا الاعتقاد المفروغ عنه من الكتابات والاثراءات الفكرية لهذا الاعتقاد الضروري البديهي ما يكشف النقاب عن حدود هذه الفكرة والمعتقد عند الطائفة المسيحية. أيعتبر هذا إثراءً لها ام تهميشاً؟

٣ _ أما المسلمون بشقيهم فلا نجد ما كتب في القضية المهدوية في مقابل ما كتب في قضايا دينية أو غير دينية اخرى يناسب حجم القضية المهدوية من حيث الشمولية والاعتقاد، فمثلا إذا اتينا الى الجانب الفقهي نجد أن الكثير من الدورات بل لا نجد حقبة زمنية إلا وفيها العشرات من الدورات الفقهية تتناول في طياتها جزئيات قلما يبتلى بها المكلفون مع انها قد تم تناولها واثرائها فكرياً، بل ونجد رسائل مستقلة في مسائل ليس لها من الاهمية بما للقضية المهدوية من معشار اهمية بالمقايسة الا يسمى هذا تهميشا ام اثراءً؟.      

ملاحظة:

علماً ان للحوار تتمة شيّقة فلا ينبغي للقارئ تفويت فرصة متابعتها.

www.m-mahdi.com/forum

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
التعليقات
لا توجد تعليقات

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *
التحقق اليدوي: *
إعادة التحميل
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم

ما ينشر في صحيفة صدى المهدي عليه السلام لا يعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة بل هي آثار الكتّاب والأدباء