شيعة اليمن

انّ انتشار مذهب أهل البيت حالة حتمية سيؤول إليها أمر البشرية لا محالة، وان مسألة تحقيقها  امر بات قريبا؛ لاسباب كثيرة، من ابرزها الفكر الضخم والاطروحة المفعمة بعلاج المشاكل البشرية المزمنة، فالدين المحمدي يمثل حالة التواصل الحيوي مع مبادئ السماء وإلى يومنا هذا من خلال ولي الله الأعظم الحجة بن الحسن علیه السلام.

ونحــــــن في ((صدى المهدي)) سنفرد لهـــــذه الظاهرة الحتمية صفحة خاصة نتناول خلال اعمدتها انتشار التشيع فكراً وعقيدة في أغلب بلدان العالم والذي يسهم ان شاء الله في تهيئة الأرضية المناسبة والجو الملائم للظهور المبارك لصاحــــــــب العصر والزمان  علیه السلام.

شيعة اليمن تصميم على الارتقاء رغم عوادي الاضطهاد

اعداد: هيأة التحرير

مقدمة

كثيراً ما تردنا اصوات نشاز مجافية لكل الحقائق التاريخية, تتهم قبائل وعشائر اليمن بأنهم من انصار النواصب, وان الفكر الشيعي دخيل على تلك البلاد, أو مستورد من بلاد العجم.

انّ هذا ما يضحك الثكلى, ناهيك عن ان من  قرأ حرفا واحدا في التاريخ, سيجد حتما  ما يسكت هذه الاصوات ويلجم من تفوه بها.

 ان نداء الإسلام قد بلغ اليمن قبل هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.. وبدعوة منه صلى الله عليه وآله وسلموبجهود ابن عمه امير المؤمنين علي بن ابي طالب علیه السلام الذي باشر بدعوة قبائل اليمن إلى الإسلام  بنفسه علیه السلام.. فكانت هذه القبائل تدخل الإسلام طواعية وباندفاع ذاتي, ويشهد بذلك وفودها التي كانت تتقاطر على المدينة المنورة معلنة اسلامها.

لقد شاركت بعض وفود القابئل اليمنية في حجة الوداع, وحضروا مراسم (غدير خم) وسمعوا مقالة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (من كنت مولاه فهذا علي مولاه).

ان اهل اليمن امتلكوا معرفة حسنة لشخصية امير ا لمؤمنين علیه السلام.. وكانوا من محبيه ومتبعيه علیه السلام..

اليمن/الموقع الجغرافي:

   تقع الجمهورية اليمنية في القرن الجنوبي الغربي لشبه الجزيرة العربية, وجنوب غرب قارة آسيا. تبلغ مساحتها حوالي نصف مليون كيلو متر مربع. يحدها من الشمال السعودية, ومن الشرق عمان, لها ساحل جنوبي على بحر العرب, وساحل غربي على البحر الاحمر. وهي تشرف على مضيق باب المندب, ولديها عدة جزر في البحر الاحمر وبحر العرب, أهمها جزيرة سقطرة ولها احدى وعشرون محافظة.

الواقع السكاني:

يبلغ سكان اليمن حوالي ٢٠ مليون نسمه, يتوزعون على محافظاتها بصورة غير متوازنة, وذلك لاسباب تضاريسية طبيعية واقتصادية, فبينما يبلغ سكان تعز وهي اكبر محافظة فيها حوالي ٥٢٤و٢٩٣و٢ مليون نسمة,  نجد ان المحويت وهي اصغر محافظة سكانها نصف مليون نسمة تقريبا.

يشكل المسلمون الاعم الاغلب من سكان اليمن, اضافة إلى بضع مئات من اليهود, ويتوزع المسلمون من غير الشيعة على مذهبي الشافعية والحنفية, ونسبة الشيعة نسبة كبيرة من تركيبة سكانها, تبلغ  نسبتهم ٤٧%, علما ان كثيرا من الشيعة  خارج الاحصائيات بسبب الاضطهاد العقائدي السياسي.

الواقع الاقتصادي :

تمتلك الجمهورية اليمنية شريطا ساحليا يبلغ طوله  أكثر من ٢٠٠٠ كيلومترا, وتحتوي المياه الاقليمية اليمنية  انواعاً كثيرة من الاسماك والاحياء, وعلى هذا فان القطاع السمكي يعتبر من اهم القطاعات الرئيسة  في الاقتصاد اليمني.

ويأتي بعد القطاع السمكي القطاع الزراعي من  القطاعات الانتاجية في الاقتصاد القومي اليمني, حيث تترواح مساهمته في الناتج المحلي الاجمالي ما بين ١٠-١٥%, وتسهم الصناعة بنسبة ١٢% من الناتج الوطني.

اما اكبر قطاع اقتصادي فتشير الاحصائيات إلى ان انتاج اليمن من النفط وصل إلى ٦٧و١١٦ مليون برميل تقريبا عام ٢٠٠٧. وان النفط  يساهم  بنسبة بين ٣٠-٤٠% من قيمة الناتج المحلي.

تاريخ الشيعة في اليمن:

   يعتبر اليمن من اقدم البلدان الاسلامية والعربية في التشيع والولاء  المحض لآهل البيت علیهم السلام, والطينة اليمنية عجنت بحب الآل الطاهرين علیهم السلام-بل لم ترض أن تسلم إلا على يدي سيد الاوصياء أمير المؤمنين علیه السلام, ولم تزل اليمن محتفظة  بمسجد يعود تأسيسه لعام ٨ هـ على يد امرأة همدانية اسمها فاطمة, هي اول من اسلم على  يدي امير المؤمنين علیه السلام. ويذكر المؤرخون أن صنعاء كانت تأريخيا تضاهي الكوفة في التمذهب لاهل البيت علیهم السلام.

تواجد شيعة اليمن:

تعتبر مدينتا  (عدن وصنعاء) ابرز مدينتين يتواجد فيهما المسلمون الشيعة الاثنا عشرية بكثرة, كما ان لهؤلاء الشيعة تواجدا في مدن أخرى  مثل الجوف, مأرب, ذمار, ورداع.

وينتشر الزيدية في شمال اليمن, في الحدود المتاخمة للسعودية-وبعض المناطق الشرقية.

اما الاسماعيلية, فيتواجدون في مناطق حراز, عراس, والفرع على الغرب من الحدود اليمنية السعودية, اضافة إلى العاصمة صنعاء.

ومن آثار التشيع في اليمن كانت الدولة الزيدية, فهي من سلسلة الدول الشيعية هناك, وقد اسسها (الإمام الهادي إلى الحق) يحيى بن القاسم الرسي بن ابراهيم ابن اسماعيل بن ابراهيم بن الحسن بن علي بن ابي طالب علیه السلام وهو من مؤسسي الامامة في اليمن, وناشر المذهب الزيدي فيها.

شيعة اليمن والاضطهاد:

 لقد تعرض محبو  اهل البيت علیهم السلام   إلى مآس   لا يتصورها العقل  كما يذكر ذلك تاريخ اليمن, فمن قتل وسبي وصلب وتشريد وتشنيع.   وكانت قوة التشيع في اليمن سبباً في ضرب بني امية للتشيع هناك, حيث ارسل معاوية  بسر بن ارطأة إلى اليمن  فقتل اكثر من ثلاثين الفاً صبرا بسبب ولائهم لامير المؤنين علیه السلام,  ومنهم اولاد عبيد الله بن عباس وقد قتلهم فوق المصحف.

كذلك فعلت الحكومات المتوالية جهدها لابدال مذهب آل البيت علیهم السلام بفكر الناصبية.  إلا ان الجذور الولائية لآل البيت علیهم السلام بقيت في جهات عديدة من اليمن وهي ما تزال موجودة باقية على ما تعتقد, هذا ان لم يزد عدد معتنقي المذهب  يوما بعد يوم.

 ويبدو ان مسلسل الاضطهاد يتكرر في اليمن اليوم, فساحتها تشهد حملة عنيفة ضد الشيعة, وضمن المسلسل العروبي المعد مسبقا بالسيناربو المعادي للاسلام الحقيقي والعقيدة الحقة, فان آخر الاعتقالات هناك شملت  الشيعة من  آل الديلمي وآل البونسلي وآل العمدي وآل النبوس وآل نجاح وآل بحاح وآل الكاظمي وآل السوسة, وتكثفت هذه الاعتقالات ضد السادة الحسنيين والحسينيين, ولعل ابرز مشاريع الاضطهاد التي اقدمت عليها السلطات اليمنية هو الحرب التي شنتها ضد الحوثيين الزيديين, فقد زينتها لتعميمها ضد كل الشيعة اليمنيين.

وضمن مسلسل اضطهاد السلطة لشيعة اليمن  تسليطها لاتباع المذهب الوهابي التكفيري على اتباع هذا المذهب,  وفسح المجال لهم لاصدار فتاوي تكفيرية تبيح دماء الشيعة واموالهم واعراضهم وقد نشرت  هذه الفتاوى التخريبية في صحف السلطة نفسها والمتعاونين معها, كذلك الاستيلاء على بعض مساجدهم هناك, وفي ترتيب معد لا يصب  إلا في خدمة المشاريع الصهيونية.

شخصيات شيعية يمنية:

من ابرز شخصيات شيعة اليمن:-

-بدر الدين الحوثي: وكان من كبار علماء الزيدية, ويخالف عامة الزيدية, ويقول بامامة علي علیه السلام بالنص....

-مجد الدين المؤيدي.. وهو من اهم الشخصيات الزيدية في اليمن.

-المرتضى بن زيد المحطوري.. مدير مركز بدر العلي.

-حمود بن عدي المؤيد.., مدير مركز ومسجد النهرين.

-احمد بن محمد حجر. مدير مركز الهادي علیه السلام.

-عبد السلام الوجيه-مدير دار العلوم العليا.

-محمد المأخذي-مدير مركز القاسم بن محمد.

-محمد بن يحيى المداني-رئيس تحرير صحيفة الشورى.

-محمد بن يحيى المنصور-رئيس تحرير صحيفة الامة.

-ابراهيم بن محمد الوزير-رئيس اتحاد القوى الشعبية-صاحب امتياز صحيفة البلاغ.

-عبد الله ابراهيم الوزير-رئيس تحرير صحيفة البلاغ.

-احمد محمد الشامي-رئيس حزب الحق.

-الشيخ محمد بن سعد الحطامي-رئيس مؤسسة الزهراء علیها السلام.

-عبد الله عبد الرحيم الشميري-رئيس فرع جمعية الاصلاح الاجتماعية الخيرية.

مؤسسات شيعية يمنية:

   يدير الزيدية والداعون إلى الامامية مجموعة من المراكز والمدارس والمساجد منها:-

-مركز العلي-ويقع في حي الصافية في صنعاء, ويلحق به مسجد, يضم مكتبة, وقسما داخليا.

-مركز ومسجد النهرين: ويقع في صنعاء القديمة.

-الجامع الكبير في صنعاء: وتتبعه مدرسة, وله اوقاف وصندوق خيري لطلاب العلم, وحلقة لتدريس الفقه والاصول على المذهب الاثنى عشري.

-مركز الهادي في مدينة صعدة- وفيه مدرسة من طابقين ومسجد.

-دار العلوم العليا في صنعاء: ويدرس الطلاب فيه على فترتين صباحية ومسائية. 

-مركز الإمام القاسم بن محمد-في مدينة عمران/صنعاء, وله مسجد ومكتبة صغيرة. 

-المدارس الجعفرية في عدن وتدرس على المذهب الاثني عشري.

-دار احباب اهل البيت علیهم السلام في تعز: وتثقف على المذهب الاثني عشري. 

-مؤسسة دار الزهراء علیها السلام للاعلام الثقافي في صنعاء, وتنشر فكر اهل البيت. 

-جمعية الاصلاح الاجتماعية الخيرية.

-المركز الصيفي في مدينة ضحيان.

-مركز الثقلين: حارة الشراعي/صنعاء-ويدرس على عقيدة الشيعة الاثني عشرية.

نشاطات شيعة اليمن: 

رغم محاولات السلطات اليمنية   لحجب نشاط الشيعة ومنعهم من ممارسة نشاطاتهم, إلا ان هذه النشاطات ازدادت في الاونة الاخيرة, ومنها:

-عقد الندوات والمحاضرات, واقامة الاحتفالات, وخاصة احياء المناسبات التي يهتم بها الاثنا عشرية.

-احياء ذكرى مقتل ابي عبد الله الحسين علیه السلام واقامة المجالس الحسينية لا سيما في صنعاء القديمة.

-الاحتفال بمناسبة عيد الغدير الاغر.

-احياء ذكرى وفيات الائمة المعصومين علیهم السلام.

-نشر الاشرطة المسجلة للمحاضرات الاسلامية والمجالس الحسينية.

-طباعة الكتب والنشرات وتوزيعها.

-اصدار صحف ومجلات منها:-

   *صحيفة الشورى الناطقة باسم اتحاد القوى الشعبية. 

   *صحيفة الامة: الناطقة باسم حزب الحق. 

   *صحيفة البلاغ, صاحب الامتياز فيها. 

-كما ان للشيعة وجودا واضحا في اذاعة صنعاء.

شيعة اليمن/الطموح:

لما نراه من اقبال على اعتناق صلب الإسلام عقيدة الحق  وخاصة من قبل اتباع المذهب الزيدي. ندعوا  إلى تأسيس حوزات علمية في اليمن, و إلى وضع خطة  تعليم, كذلك ندعوا  الخطباء  الحسينيين  في هذا البلد اليتيم لنشر مذهب اهل الحق.. وطباعة الكتب الشيعية وان يكون النشاط الشيعي هناك  على قدر ما يتعرض له شيعة اهل البيت علیهم السلام من اضطهاد وتغييب وتحد في بلد  بشرت الروايات بانه سيخرج منه (اليماني)  لنصرة المهدي المنتظر علیه السلام قبيل ظهوره الشريف.