الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
المروي في كتبنا ستة روايات تقريباً كلها تشير إلى أن مقتل الدجال سيكون على يد الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وسنذكرها تباعاً.
الأولى: عن المفضل بن عمر قال: قال الصادق جعفر ابن محمد (عليهما السلام) إن الله تبارك وتعالى خلق أربعة عشر نوراً قبل خلق الخلق بأربعة عشر ألف عام فهي أرواحنا. فقيل له: يا ابن رسول الله ومن الأربعة عشر؟ فقال: محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين، آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبته فيقتل الدجال ويطهر الأرض من كل جور وظلم. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٣٣٦]
الثانية: عن النزال بن سبرة، قال: خطبنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) (في حديث طويل)، فقام إليه صعصعة بن صوحان فقال: يا أمير المؤمنين! متى يخرج الدجّال؟ فقال له علي (عليه السلام): اقعد، فقد سمع اللّه كلامك... إلى أن قال: يقتله اللّه (عزّ وجل) بالشام على عقبة تعرف بعقبة أفيق، لثلاث ساعات مضت من يوم الجمعة، على يد من يصلّي المسيح عيسى بن مريم (عليهما السلام) خلفه. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٥٢٧]
الثالثة: عن الإمام الصادق (عليه السلام): وهو اليوم الّذي يظهر فيه قائمنا وولاة الأمر، وهو اليوم الّذي يظفر فيه قائمنا بالدجّال فيصلبه على كناسة الكوفة، وما من يوم نيروز إلّا ونحن نتوقّع فيه الفرج. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج٥٦، ص٩١]
الرابعة: عن الإمام زين العابدين (عليه السلام): إن الله تعالى أعطانا الحلم والعلم والشجاعة والسخاوة والمحبة في قلوب المؤمنين، ومنا رسول الله ووصيه، وسيد الشهداء، وجعفر الطيار في الجنة، وسبطا هذه الأمة، والمهدي الذي يقتل الدجال. [منتخب الأثر للصافي: ج٢، ص٦٢]
الخامسة: عن فضالة بن أيوب، قال: حدّثنا عبد الله بن سنان، قال: سأل أبي من أبي عبد الله (عليه السلام) عن السلطان العادل، قال: هو من افترض الله طاعته بعد الأنبياء والمرسلين على الجنّ والانس أجمعين، وهو سلطان بعد سلطان إلى أن ينتهي إلى السّلطان الثاني عشر. فقال رجل من أصحابه: صف لنا من هم يا بن رسول الله؟ قال: هم الذين قال الله تعالى فيهم: ﴿اَطِيعُوا اللهَ وَاَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاُولِى الأمر مِنْكُمْ﴾، والذين خاتمهم الذي ينزل في زمن دولته عيسى (عليه السلام) من السماء ويصلّي خلفه وهو الذي يقتل الدجال ويفتح الله على يديه مشارق الأرض ومغاربها ويمتد سلطانه إلى يوم القيامة. [النجم الثاقب للنوري الطبرسي: ج١، ص٥١٨]
السادسة: حدثنا محمد بن عبد الجبار، قال: قلت لسيدي الحسن بن علي: يا ابن رسول الله - جعلني الله فداك - أحب أن أعلم من الإمام وحجة الله على عباده من بعدك؟ قال (عليه السلام): إن الإمام والحجة بعدي ابني، سمي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وكنيه، الذي هو خاتم حجج الله وآخر خلفائه. قال: ممن هو يا ابن رسول الله؟ قال: من (ابنة) ابن قيصر ملك الروم، إلّا أنه سيولد فيغيب عن الناس غيبة طويلة، ثم يظهر ويقتل الدجال، فيملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً، فلا يحل لأحد أن يسميه باسمه أو يكنيه بكنيته قبل خروجه (صلوات الله عليه). [مختصر إثبات الرجعة لابن شاذان: ص٩]
أما بالنسبة إلى خروج الدجال فقد اختلفت الروايات فبعضها يشير إلى أسبقية ظهور الدجال على ظهور الإمام (عجّل الله فرجه) فيكون من علاماته وإن لم تكن من العلامات الحتمية التي تذكرها الروايات.
فقد روى ابن شاذان عن محمد بن مسلم، قال: سأل رجل أبا عبد الله (عليه السلام): متى يظهر قائمكم؟ قال: إذا كثرت الغواية، وقلت الهداية، وكثر الجور والفساد، وقل الصلاح والسداد، واكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء، ومال الفقهاء إلى الدنيا، وأكثر الناس إلى الاشعار والشعراء، ومسخ قوم من أهل البدع حتى يصيروا قردة وخنازير، وقتل السفياني، ثم خرج الدجال وبالغ في الاغواء والاضلال، فعند ذلك ينادي باسم القائم (عليه السلام) في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان، ويقوم في يوم عاشوراء، فكأني أنظر إليه قائما بين الركن والمقام، وينادي جبرئيل (عليه السلام) بين يديه: البيعة لله، فتقبل إليه شيعته. [مختصر إثبات الرجعة لابن شاذان ص ١٢]
ولكن بعض الروايات تفيد تأخر خروجه عن ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) كما روى محمّد بن زكريا العلاني عن سليمان بن اسحاق بن سليمان بن عليّ بن عبد الله ابن عبّاس قال: حدّثني أبى قال: كنت عند الرشيد فذكر المهدي وعدله فقال الرشيد: انى أحسبكم تحسبونه أبى المهدي حدّثني عن أبيه عن جده عن ابن عبّاس عن أبيه العبّاس بن عبد المطلب أن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) قال له: يا عم يملك من ولدي اثنا عشر خليفة ثمّ يكون أمور كريهة وشدة عظيمة ثمّ يخرج المهدي من ولدي يصلح الله أمره في ليلة فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ويمكث في الأرض ما شاء الله ثمّ يخرج الدجال). [مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب: ج١، ص٢٥٢]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)